آخر الأخباراخبار المنظمةالأرشيف

البقاء لله وانا لله وانا اليه راجعون فى إبن المنظمة وأحد مؤسيسها…كل نفس ذائقه الموت

رثاء فى إبنى وإبن “منظمة إعلاميون حول العالم”
بقلم رئيس التحرير
سمير يوسف
ليس هناك هدايا نقدّمها لمن أحببناهم وفارقونا غير الدّعاء لهم، والطّلب من الله أن يشملهم برحمته، وقد حثّنا رسولنا الكريم على الدّعاء للميّت، وشبّه الدّعاء بالنّور الّذي يضيء عتمة القبور، ويصل إلى الأموات كأنّه هديّة تبشّرهم بها الملائكة، وتصلهم من أحبّتهم في الدّنيا، وقد سنّ رسولنا الكريم الدّعاء للميّت عقب الصّلاة فنقول:” ربّنا ارحمنا وارحم المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات .
مات إبن المنظمة “احمد الحارون”الأديب الكاتب الشاعر الأستاذ المعلم من قريه تلبانه مركز المنصوره  وسَيموتُ غَيرهُ الكثيرون، وسَنَموت نحنُ عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، ونقف بين يدي الملِك يوم الوعيد، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقهِ، أنه لا باقي سِواه والكل سيفنى.
عن جبير بن نفير يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: صلّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول:” اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء، والثّلج، والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النّار “، قال حتى تمنّيت أن أكون أنا ذلك الميّت،  رواه مسلم.
فليبكي جميعكم معي حزناً علي شاعرنا أحمد الحارون
أعطوني عيوناً أبكي بها فقد جفت مدامعي
الأيام تجري ومازال القلب يبكي
فراقــــك يا أغــــلـــــى البشـــــــري
هاهنا أنا اليوم أنتظر يومــــي
و أحـــمــــل بـــيـــــن يدي كــــــفني
على أمل في يوم لقياك يأتـي
فـــي جنـــات النـــعيم عـــند ربــــي
يا بنى هذا ما حل في نفسي
ومازال يذبــــح الروح يســـتشـــفي
أتوسلك عيني توقفي فإن بكائك اليوم لايجدي
رحم الله أموات المسلمين جميعاً
والله نسأل أن يُحسن عزاءنا ، وأن يُعظِّم
أجرنا ، وأن يجبر مصيبتنا فيك ، وأن
يُلهمنا الصبر على فقدك ، وأن يجعلنا من
الصابرين الذين قال سبحانه وتعالى فيهم :
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
أجزل الله ثوابك يا من ابتُليت بالمرض
الشديد فصبرت وشكرت ؛ فقد رأيناك تتحمل
الآلام والأوجاع الشديدة بنفسٍ راضيةٍ إن شاء
الله تعالى ، ولسانٍ شاكرٍ حامدٍ لله سبحانه ، ولم
نعلم أنه قطرت من عينك دمعة ، أو بدر
منك قولٌ ، أو صدر عنك فعلٌ يدل على جزعك
أو تسخطك أو عدم رضاك بما قدّره الله عليك من
البلاء والمرض ، والله نسأل أن يكون ما
أصابك تطهيراً لك من الذنوب والمعاصي ،
وحطاً للخطايا والآثام إيماناً منا بأنه ما
من مسلمٍ يُصيبه أذىً من مرضٍ فما سواه
إلا حطَّ الله به سيئاته كما تحطُ الشجرة
ورقها كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم . ولله الحمد والمنّة .
تجاوز الله عنك يا من كنت قريباً من
الناس ، حبيباً للجُلاس ، لطيفاً مع
الصغار والكبار حتى أحبك الجميع
واحترموك ؛ فلما سمعوا بنبأ وفاتك
بكتك الأعين ، ودعت لك الألسن ، وترحم
عليك من عرفك ومن لم يعرفك
يا رب خُـذ منا دعـاءً مخـلصـاً *** يا من يُجيب فلا يخيب دعاءُ
ندعوك وسِّع قبـره وأغسله با *** لبرد الذي غُسلت بـه الشهداءُ
وارحمه يا رحمن واجعل قبره *** روضـاً فـإن العفو مـنك عـزاءُ
وختاماً ؛ لا يسعُنا إلا أن نقول :
إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن
وإنا لفراقك يا إبناه لمحزونون ، ولا نقول
إلاّ ما يُرضي ربنا ، فجزاك الله عنا خير
الجزاء ، وغفر الله لك ، والله نسأل أن يُنزلك
منازل الصالحين والشهداء ، وأن يرحمك
وأموات المسلمين من عرفنا منهم ومن لم
نعرف – بواسع رحمته ، وأن يجمعنا بك في
مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر . وهنا يحضرني قول الشاعر :
عليك سلام الله ما اهتز شوقنا *** إليك ، ورضوانٌ من الله أكبرُ
 
 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى