الأرشيفتقارير وملفات

التجربة القطرية والخيبة العربية

بقلم الإعلامى
حاتم غريب
—————————-
كنت أتمنى أن أرى عربيا اّخر يتقلد منصبا رفيع المستوى دوليا كما حدث مع بطرس غالى ومحمد البرادعى رغم اختلافى بشأنهما لكنه شىء أسعدنى كثيرا وانا ارى اثنان من المصريين وصلا الى ارفع المناصب الدولية الامم المتحدة والطاقة الدولية وعندما علمت بترشح حمد الكوارى لمنصب اليونسكو تمنيت لو انه تقلد بالفعل هذا المنصب لا للوجاهة والتباهى ولكن هذه المنظمة تعنى بالتربية والعلوم والثقافة وعندما يترأسها عربى مسلم خاصة من قطر أعتقد أن هذا الامر لو تحقق سيعنى الكثير والكثير وهو ليس انحيازا على حساب بلدى فمصر دائما فى قلبى وعقلى ولايستطيع احد ايا كان ان يزايد على وطنيتى ولكنه من منظور الأفضل والذى يضيف شرفا ورونقا لهذا المنصب فى هذا التوقيت بالذات الذى نحن فيه أحوج مايكون أن نصل الى العالم الغربى بثقافتنا وحضارتنا واسلامنا الذى ظلم معنا كثيرا وكان المرشح القطرى هو الاجدر للقيام بهذه المهام لما يتمتع به من قدر كبير من العلم والثقافة والخبرة والحيادية لكنها الرياح دائما تأتى بما لاتشتهى السفن.
…………………………………………………
فى هذا الوقت العصيب الذى تمر به امتنا العربية الاسلامية من ازمات وصراعات على المستوى الاقليمى والدولى ووصم الاسلام بالارهاب وتخلفنا العلمى والحضارى وتقوقعنا داخل انفسنا وانعزالنا عن العالم الخارجى كان لابد من شخص يكون رسولنا الى الغرب ينقل لهم وينقل عنهم فكان هذا الحمد الذى حاول قدر ايمانه أن ينجح فى تحقيق مبتغاه ومبتغانا هو لم يفشل ولم يسقط لكن من ذهبوا وادلوا باصواتهم لمنافسته اليهودية الفرنسية هم من فشلوا وسقطوا فى أعين الاحرار الشرفاء من اهل العلم والمعرفة لقد نجحوا فى أظهار حقدهم الدفين داخل صدورهم وماكان فى صدورهم أعظم امام العالم الحر واعلنوا ابتهاجهم وفرحتهم بهذا الفشل والسقوط من منظومة البشرية.
………………………………………………….
لم يكن نجاح المرشحة الفرنسية مصادفة لكنه كان متعمدا بعدما صوت لها مندوبين عرب لدى المنظمة كيدا فى قطر أضف الى ذلك الازمة القطرية الخليجية التى ربما انعكست اّثارها على عملية التصويت وانسحاب امريكا واسرائيل من المنظمة بحجة أن المنظمة تسىء الى اسرائيل ولا ادرى كيف ومن فازت بالمنصب يهودية الديانة لكنها السياسة الدولية على اية حال التى كثيرا ماتفتقد الاخلاق والحيادية فى التعامل وانحيازها التام للانظمة الديكتاتورية الشمولية فى المنطقة العربية على حساب شعوبها وحقهم فى حياة كريمة حرة فلا شك ان كل هذه الامور تركت اثرا مباشرا على اجراء التصويت وان كان مرشح قطر متقدما منذ البداية لكنها النهاية التى توقعتها وكنت اتمنى الا يصدق توقعى لكن حدث ماحدث ويكفيه فخرا شرف المحاولة التى لم تكلل بالنجاح لاسباب خارجة عن ارادته ولا تعنيه شخصيا.
…………………………………………………….
فماذا لو تحقق الحلم ونجح المرشح القطرى بما لديه من علم وثقافة وخبرة فى العمل الدبلوماسى ودراسته للغة العربية فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وحصول على شهادات دكتوراة من الجامعات الامريكية واجادته لاربع لغات اليست هذه مؤهلات تجعل منه شخصا مقبولا لدى المجتمع الدولى وتمكنه من اداء عمله باقتدار وحسن اداء ورسولا للعرب الى شعوب الغرب التى تجهل الكثير من امور ديننا ومعتقداتنا والتى ربما نقلت بطريق الخطأ من جهلاء وسفهاء الامة حتى وصموا ديننا بالارهاب والمسلمين ارهابيين حتى ترسخت فى اذهانهم فكانت الكراهية ومحاربتنا وتصدير الفوضى وافتعال الازمات وارهاقنا اقتصاديا ونشر الرزيلة والاباحية فى مجتمعاتنا بغرض اضعاف شباب امتنا ومن ثم تفككنا وانهيارنا كنا بحاجة بالفعل الى عربيا مسلما لتقلد هذا المنصب الدولى الهام لنقل الصورة الحقيقة للاسلام وتطوير العلوم والثقافة داخل مجتمعاتنا العربية التى توحش فيها الجهل الى درجة كبيرة لايمكن وصفها أو وضع حد لها فى ظل حالة الانهيار والضعف التى تمر بها الامة الان.
…………………………………………….
كنت أتصور أن يقف العرب جميعا خلف مرشحهم وأن يتناسوا الخلافات والاحقاد وان تكون هذه فرصتهم للمصالحة والعمل على تقدم امتهم والعودة لريادتها التى كانت يوما منارة للعلم والثقافة وقت ان كان العلم الغربى يعيش فى كهوف الظلام والفقر ان الحضارة العربية بثقافتها وعلومها وخلقها هى رائدة الحضارات الحديثة وصاحبة فضل كبير عليها ولولاها ماكنت اوروبا وامريكا كما نراهم الان لكنها الخيبة التى تعيشها امتنا بشعوبها وحكامها شغلوا انفسهم بصراعات هامشية لاتغنى ولاتثمن من جوع بل تعيدهم الى الوراء الى حيث الجهل والفقر والتخلف الذى عاشه الغرب يوما ما وهانحن الان نسرع الخطى نحوه بسرعة هائلة ليتحسر العالم على امة كانت يوما تقود العالم وهى الان تقاد الى مصيرها المحتوم الى النهاية المأساوية حيث لاعلم ولاثقافة ولاثروة ولاحضارة بل الى حياة الكهوف المظلمة.
……….
حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى