آخر الأخبار

التجرد من الانسانية

بقلم المستشار

حاتم غريب

عضو الجمعية العمومية للمنظمة

رئيس فرع المنظمة فى مصر

————————-

الانسان هكذا أراد الله سبحانة وتعالى أن نكون وهى تحمل من المعانى والصفات الكثير والكثير وهى كذلك التزام ومبادىء وأخلاق تميزنا عن باقى المخلوقات فالله لم يوجدنا فى الحياة كى نعذب ونعانى ونقهر ونذل انما لنحيا حياة طيبة ننعم فيها بالخيرات التى وهبنا الله اياها فهو سبحانه لم يجعلها حكرا على أحد دون الاخرين انما هى للخلق جميعا ولكى نحيا هذه الحياة الطيبة كان لابد ان يكون هناك دستور نسير على هداه هذا الدستور هو القراّن الكريم وسنة الرسول الاعظم محمد بن عبد الله فلو اتبعنا هذا الدستور لكان لنا شأن اخر وحياة اخرى وهل هناك أجمل من ان ينعم الانسان بالحرية والعدل والمساواة فى الحقوق والواجبات وهى فضائل تنمى لدى الانسان روح التطور والابداع والاستنارة ومن ثم صنع حياة أفضل.

—————————————————

لكن يبدو أننا تجردنا تماما من انسايتنا وتبرأنا منها وكأنها وصمة عار علينا واتبعنا سمة أخرى وهنا الحديث عن الشعب المصرى على وجه الخصوص هذا الشعب الذى لم يتعلم من الاحداث والتاريخ ويعيش هكذا يومه أول بأول دون تطلع الى المستقبل أو هدف يسعى من أجل تحقيقه شعب تجرد من كل شىء وأصبح عاريا تماما وهل هناك خطب أعظم من أن تتجرد من انسانيتك هكذا هو وتنازل عنها لحفنة من اللصوص الخونة الفسدة دون مقابل يذكر وماذا يتبقى للانسان بعد ان يتجرد من حقوقه وخلقه وعلمه وحريته وكرامته هكذا فعل دون خجل أو رياء فماذا كانت النتيجة.

—————————————————–

النتيجة الحتمية لكل ماسبق لابد ان تكون كارثية بالمعنى المفهوم التفكك والتفسخ المجتمعى فكان من نتاجه مزيدا من الفقر والجهل والتخلف والمعاناة مما ترتب عليها ارتفاع معدلات الجريمة بشكل غير مسبوق زيادة معدلات الطلاق بين الزوجين ليس هذا فحسب بل زادت معدلات الانحراف الاخلاقى ايضا بشكل ملفت للنظر المجتمع المصرى قد انهار بالفعل وليس فى طريقه الى الانهيار كما يعتقد البعض فهناك من يعرضون اولادهم فلذة اكبادهم للبيع من اجل الطعام وهناك من يبيعون اعضاءهم كذلك ناهيك عن كثرة المتسولين والمشردين بالشوارع والميادين وانتشار السرقات فى المنازل والطرقات والاخطر من ذلك ابتعاد البعض عن المعتقدات الدينية خاصة الاسلامية وترك الشعائر وهجر المساجد وموت الضمائر وفقدان المروؤة والشهامة لقد انفصل المصريون عن انسانيتهم وتخلوا عنها تماما.

————————————————–

مجتمع مثل هذا لابد ان تسوده عصابة مجرمة نزعت منها الرحمة والشفقة فتسلطت على هذا الشعب وسطت على مقدراته واحلامه واستطاعت ان تسلبه كل شرايين الحياة لتتغذى هى على دماءه واضعة فى اعتبارها ان هؤلاء لايستحقون الحياة فهم اموات ويجب ان يظلوا كذلك من اجل ان يحيوا هم ويتنعمون بخير هذا البلد وحدهم اما غيرهم فمزيد من الفقر والقهر والذل والحاجة ومن يعارضهم فى ذلك فمصيرة القتل او السجن او الاعتقال فى غياهب الجب.

—————————————————–

بالامس القريب خرج علينا هذا الممثل المقاول بتسجيلات كشف فيها فضائح وفساد العصابة الحاكمة وما قاله ليس بجديد فالعقلاء من افراد هذا الشعب كانوا يدركون حقيقة هؤلاء من الوهلة الاولى منذ ان قاموا بانقلابهم على مصر وشعبها ورئيسها المنتخب لاول مرة فى تاريخ مصر وانهم عصابة من اللصوص الخونة الذين لايتوانون عن منكر يفعلوه سرقة ونصب وقتل وخيانة وتاّمر واغتصاب وهتك اعراض فماذا ننتظر من تشكيل عصابى احتل مصر بالقوة المسلحة واستعبد شعبها وانفرد بخيراتها ان هذه التسجيلات كشفت صراع اللصوص على الغنيمة التى هى مصر اما الشعب فهو خارج حسابتهم تماما فهم على علم تام بكنهه وانه شعب ضعيف مستكين تجرد حتى من ملابسه وظهرت عورته فنشغل بورقة التوت التى يستر بها سوءته وترك العصابة تمرح وتنهب كما تشاء

—————————————————

اليست هذه هى الحقيقة المرة التى نعلمها جميعا ونحاول ان نخفيها عن انفسنا وعن الاخرين رغم ان كل الشواهد تظهر تلك الحقيقة فليس عيبا ان نقر باخطاءنا ونصححها بل العيب كل العيب ان نتعرى سواء بارادتنا او بغيرها ونقبل على انفسنا ذلك ونرتضيه ونسلم بالامر الواقع ونخسر دنيانا واخرتنا من عصابة مجرمة….وعلى الله قصد السبيل / حاتم غريب أعجبني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى