آخر الأخباركتاب وادباء

التنافس بين “جمهر” و”مقرط” لخدمة صاحب الحذاء!!

صراع القبائل العربية أيام الجاهلية وتم نحت كلمة الجمهوري كلمة جمهر على نسق قبيلة"جرهم" العربية

بقلم الكاتب والمحلل السياسى

عبد الله الرافعى الجزائرى

أكبر لغز عجزت وسأعجز عن حله ما حييت:

لماذا يفرح بعض العبيد العربان ويحزن آخرين عندما تغيير الأفعى الصهيوصليبية جلدها؟

لماذا يفرح عبد عربي غبي بانتصار الحمار الديمقراطي وكأنه حرر قدسه المغتصب واسترجع ماله المنهوب وقبلهما كرامته الذبيحة وحريته السليبة؟

بينما في اللحظة نفسها يقيم أخوه العبد العربي الغبي الآخر مأتما وعويلا على هزيمة الفيل الجمهوري وكأن القدس احتلت اليوم وأعلنت بداية نهب ماله فجاع عياله بعد شبع وتروع آل بيته بعد أمن وذبحت كرامته بعد عز؟!!

كان أجدادنا يقولون عن وصف حال كالذي يحدث في انتخابات الرئاسة الأمريكية إستبدال “موسى الحاج بالحاج موسى”!!

وهذا ما حدث بالضبط …

استبدال “ترامب” سليط اللسان دموى القلب، “ببايدن” لطيف اللسان ودموى القلب!

فبايدن هو نفسه ترامب المجرم لكنه بنسخة “كيوت”

إن الفرق بين بايدن وترامب هو كالفرق بين أميني جبهة التخريب الوثني “بيل-الخادم” و”زمال بنت عباس”

والفرق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي هو نفسه الفرق بين جبهة التخريب الوثني والراندو الأستئصالي!

مشكلتنا الحقيقية هي التيه والضياع، الذي جعلنا مثل الصلعاء التي تتباهى بشعر جارتها!!

ضياعنا وعدم امتلاكنا لأمرنا كعرب هو الذي جعلنا كائنات بافلوفية لا حظ لها في الفعل، وكل دورنا في الحياة مجرد ردود افعال صدوية نعتقد -من سذاجتنا وخورنا وعجزنا- أن ردود الأفعال الصورية الحمقاء هذه، هي ما نجسد به وجودنا بين الكائنات البشرية.

أو قل عنا أننا مثل الشباب في تلك البلاد الخارجة عن تغطية المدنية الحديثة، شباب لا يعرف شيئا عن كرة القدم إلا ما تدركه عنها الأعين، ولا يشاهد الكرة والملعب واللاعبين إلا على شاشة التلفزيون، ومع ذلك تجد القوم هنا ينقسمون فريقين أحدهما مع الريال والثاني مع برشلونة، فتشتد بينهما الفرقة من التشجيع إلى التعصب فالعداء الذي يهيء أجواء قد تصل حد الاقتتال لأجل هدف في هذه الشباك أو في الشباك المقابلة!!

وحل هذه المعضلة هو صحوة حقيقية تمكننا من إيجاد أنفسنا، ويومها فقط سوف نستيقظ من سباتنا ونودع معه حالة الأحلام والأوهام والكوابيس الحمقاء، فنهتم بأنفسنا وبقضايانا ولن ننشغل أبدا بغيرنا وقضاياهم!

إن ما نراه من مظاهر التنافس والإختلاف الذي يصل حد التخوين والطعن في الشرف والاتهامات الخطيرة التي يكيلها بنو “جمهر” لبني “مقرط” أو يكيلها الأواخر للأوائل هي في الواقع واحدة من أهم وأكبر الكذبات الكبرى في التاريخ الحديث!!

لا… بل هي أخطرها على الإطلاق، ذلك أن أي فرية كبرى أو خديعة فظيعة حدثت في التاريخ كانت حدثا له زماكانية محددة، انتهت بناهية فترتها الزمنية ولم تتعدى نطاقها الجغرافي مهما اتسع، وإن ظل كثير من الخلق أو جلهم يعيشون تداعياتها على مر الزمن.

لأنها تصنع للناس واقعا جديدا وتفرض على مستقبلهم معطيات وثوابت، بل ومسلمات لم لم تكن موجودة قبل الحدث (تغيرات جيواستراتيجية، جيو سياسية، هيئات ومنظمات جديدة، رؤى وأفكار مغايرة، صعود أمم وأنظمة وشخصيات وانكسار آخرين واندحارهم أو زوالهم تماما).

أما حقيقة التنافس على حكم أمريكا بين الحزب الجمهورى ونظيره الديموقراطي فماهي إلا فرية عظمى مستمرة تأبى كتابة فصل النهاية، لأنها في الواقع تشبه عمليتي الشهيق والزفير الذي يضمن التنفس للكيان الصهيوني، الذي جعل كل شؤون البشر وكافة مناحي حياتهم طيعة في خدمته ومكرسة لإطالة أجله.

لذلك ينتصر الكيان الصهيوني بنصر الجمهوريين ولا يتأذى بهزيمتهم، تماما كما ينتصر بنصر الديموقراطيين ولا تسوؤه هزيمتهم، لأن “شعب الله المختار” أراد لخدامه أن يفعلوا كل شيء وأي شيء ليكون هو المنتصر دائما!

فلو جمعت بين مدلول رمزي الحزبين الديموقراطي والجمهوري (الفيل/الحمار) ستحل المعضلة التي يستعصي على الكثير فهمها.

إن الصهيوصليبية الحديثة يا سادة دمجت بين قوة الفيل الجبارة وغباء الحمار وخضوعه فصنعت قوة لا تقهر تكفيها شر قتال أعدائه وتضمن لها الحماية وترعب أعداءها من دون مواجهة.

إن أمريكا في خدمة الكيان الصهيوني سواء في شكل حمار طيع بقوة فيل إذا حكم الديمقراطيين، أو فيل جبار طيع كالحمار تحت حكم الجمهوريين!!

بالله عليكم يا عرب ويا مسلمون… ما الفرق بين الجمهوري الذي يصنع طغاة الأرض والديمقراطى الذي يستبدلهم بطغاة “مودرن” أو “كيوت”!

ستبقى مهمة أمريكا الوجودية تحت حكم هذين الحزبين العميلين (أكثر عمالة لتل أبيب من عمالة FLN وRND لباريس) هي هدمة وحماية الكيان الصهيوني وفعل ما يأمر به اللوبي الصهيوني، ومن الغباء المجنون أن نفكر في أن آليتي حكم اليهود لأمريكا ومن خلالها العالم بأسره، يريدون نشر الديمقراطية فى العالم وإنما إنشاء محميات للثروات تابعة ومخلصة تدر الأرباح على الشركات والبنوك الصهيونية المسماة أمريكية، تسهر على هذه المهمة أنظمة ديكتاتورية ككلاب حراسة لهذه الثروات، تعاقر الفساد وتدين بدين الخيانة ولكنها ذات مظهر ديمقراطى!

وخلاصة القول ما قاله رجل ألحد واتخذ عداوة أمريكا دينا له، فكان أشرف وأنبل من ملايين ييممون شطر بيت الله الحرام خمس مرات في اليوم!

ففي سنة 1960 اشتدت معركة الرئاسة الأمريكية بين “نيكسون” و”كينيدي”، وسأل صحفي الزعيم “الفيدال لأفكاره وأيديولوجيته” كاسترو

أيهما أفضل… نيكسون أم كينيدي”؟

نظر الزعيم إلى قدميه نظرة شموخ إلى الأسفل تحمل كل الوقار والحكمة وقال: لا فرق بين فردتي حذاء ينتعلهما نفس الشخص!

لا تتعبوا أنفسكم بالتحليل السوفسطائي والاستنتاجات الهرطقية… هل هناك فرق بين أن تشتري “كوكا كولا” أو “بيبسي”؟

لا فرق تماما… نفس الثمن … نفس شكل العبوة.. نفس الذوق… نفس بلد التصنيع…

فهل فكرت من صاحب “الماركتين”؟.. ولمن أعطيت نقودك؟

إنه نفس الشخص الذي ينتعل في قدميه فردتي الحذاء (الديموقراطي والجمهوري)!!!

فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌۢ بِٱلْعِبَادِ

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ

صفحة عبد الله الرافعي على الفيس بوك:

https://www.facebook.com/abdellah.errafii.eljazayri/

قناة عبد الله الرافعي على اليوتيوب:

https://www.youtube.com/channel/UCMC3rTUsWExh5DQ3auKX2zw

#الله_أكبر_تحيا_الجزائر

#عبد_الله_الرافعي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى