آخر الأخبار

التوازن_الاستعماري (سلسلة مهمة تابعونا)

بقلم الإعلامى الجزائرى

رضا بودراع
عضو المجلس التأسيسى للمنظمة

كيف علينا ان نفهم توازنات القوى الدولية ؟

قبل القرن السادس عشر كان يتم تعريف الشعور بالامن وفق
١- مقارنات ديموغرافية ٢- اقتصادية ٣-عسكرية

وتطور الوضع مع تشكل الظاهرة الاستعمارية و التي ارتبطت بالنهضة الأوروبية وعصر الاستكشاف وتعزز السلطات المركزية مع نشأة الدولة الحديثة و انهيار سلطة الكنيسة

الى اضافة المستعمرات كمعيار للمقارنة
(Colonial balance of power )

ثم تطور الامر بعد تشكل المجتمع الوستفالي(نسبة لصلح واستفاليا 1648بعد حرب الثلاثين سنة ) الى حل المشاكل
١- على حساب الدول والشعوب الضعيفة تجنبا للحروب بين القوى الكبرى
٢- وعلى حساب المستعمرين الاضعف كهولندا اسبانيا والبرتغال ..
ثم ظهرت المسألة الشرقية بانكشاف ضعف العثمانيين واحتلال فرنسا لمصر 1798 واحتلال الجزائر 1830

و بين 1877 و1878 في الشرق الاقصى خسر العثمانيون ايضا الحرب امام روسيا فانعقد مؤتمر برلين 1878

(من هنا تبدأ قصة الصفقات بالمستعمرات)
حيث عقدت الصفقات لاقتسام اول المناطق سقوطا من الخلافة العثمانية
● فحصلت بريطانيا على قبرص مقابل ان تأخذ فرنسا تونس

● وسكتت بريطانيا على الانتداب الفرنسي للمغرب مقابل الحصول على مصر 1882
● كما سكت الفرنسيون مقابل ذلك للألمان وحصلوا على مناطق شاسعة من جنوب شرق افريقيا (تنزانيا رواندا وبورندي 1885-1919)
● كما تم ارضاء الايطاليين بليبيا وجنوب الصومال مقابل اقرار الصفقات
● و سيطرت النمسا على البوصنة والهرسك مقابل الهيمنة الروسية على بلغاريا ورومانيا (وقد نالتا الاستقلال بعد المقاومة و رفض التسوية )
● وتمت السيطرة على طرق التجارة الدولية كقناة السويس وباب المندب ومضيق هرمز وملقا ورأس الرجاء الصالح بجنوب افريقيا 1806 رسميا
● و اصبح التوازن الاستعماري مسألة عالمية بدخول الولايات المتحدة الامريكية باستعمارها الفلبين 1898 ثم اليابان .
فكانت كل قوة اوروبية صاعدة تغنم “ممتلكات الساقطة ” واقصد بها هنا المستعمرات
وذلك وفق اتفاقية واستفاليا 1648 وما عقبها من اتفاقات وتفاهمات بعد ان كادت تفنى اوروبا في الحروب الدينية و الطائفية
وبلغ التوازن الاستعماري ذروته بعد تفكيك المسألة الشرقية و تقاسم الجغرافية (البرية والبحرية ) والديمغرافيا (الشعوب )
ولا زلنا لحد الان نسلم من دولة لاخرى ومن قطب لآخر رغم حربين عالميتين تلتها حرب بارد و تغير موازين قوى بانهيار القطب الشرقي
والخطر الداهم ان لم نخض مسارا تحرريا شاملا ان نكون اوطانا وشعوبا سلعة تباع وتشترى و نسلم من شركة لاخرى ومن لوبي لآخر مع التسلسل المفضي للتشظي بتعدد الشركاء والفواعل
وللحديث بقية ..يتبع ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى