تقارير وملفات

الجيوش العربية سيوفا مسلطة علي رقاب الشعوب

 

صحفي ومحلل سياسي

   محمد رمضان
نائب رئيس منظمة إعلاميون حول العالم
يشهد التاريخ ان الجيوش العربية ما كانت يًوما تدافع عن قضايا الامة وتسخر سلاحها لمحاربة الأعداء المتربصين بها ،
فمنذ ان نالت الدول العربية استقلالها من الاستعمار أسست كل دولة جيشا وأنفقت عليه من دما الشعب ليكون درعا يصد هجمات الأعداء ، وفرحت الشعوب بهاته الجحافل التي تتبختر بأسلحتها وتتفاخر في المناسبات ونشد المنشدون وعزفت لها الألحان ،
وعندما اصيبت الامة تبخر هذا الجيش وصار لا وجود له علي الارض بل صار سرابًا ،
مليارات انفقت لشراء الاسلحةً والمعدات ليكون لها قوة ردع ضد كل من يتجرا علي الارض والعرض ولكن افقنا علي الحقيقة المرة ، ان هاته الجيوش ما جعلت لمحاربة الأعداء بل لقتل الشعوب والحفاظ علي كرسي الحاكم من الاهتزاز او السقوط .
الامة من المحيط الي الخليج لم ترفع شعار تحرير فلسطين المحتلة والدفاع عن المقدسات الا في المناسبات او الملمات ،بعض الحناجر تنطلق للتنديد بافعال الصهاينة واخري تلعن تقصير الحكام وتواطؤهم علي القضية ،
ويتسائل البعض واين الجيوش التي أعدت وانفق عليها الغالي والنفيس واقتطع جزء كبير من قوت الشعب لتصبح درعا للامة ؟
الحقيقة نراها في مايحدث حولنا ففي كل بلد عربي جيش كبير أسست عقيدته علي حماية السلطة ومحاربة كل من ينادي بالحرية من ابناء الوطن ،
فمن ينسي ما فعله الجيش الجزائري عقب فوز التيار الاسلامي بالانتخابات عام 1992 وكيف انقلب هذا الجيش علي الديمقراطية وصادر حق الشعب وحرق وقتل الالاف في كارثة لا تنسي عرفت بالعشرية السوداء لانها استمرت 10 اعوام قتل خلالها 250 الف مواطن جزائري وعاش الجزائريون سنوات عصيبة بسبب تدخل العسكر في إدارة الحكم ونسوا انهم حراس حدود ،

ينسحب الامر كذلك علي كافة الجيوش العربية التي استعملها الحكام في قمع الشعوب كما حدث في سورية عقب ثورة مارس 2011 خرجت الملايين تنادي بالحرية فقمعت بالحديد والنار واستمر القتل والتهجير في الشعب السوري اكثر من ثمانية اعوام بايدي جيش النظام لتمزق سورية ويشتت اَهلها في الداخل والخارج ويظل الحاكم القاتل جاثم علي صدر من تبقي من ابناءها ،
هذا القاتل حاكم سورية لم يطلق رصاصة واحده علي العدو مغتصب الجولان المحتلة ،و استخدم كل الاسلحةً المحرمة “غازات سامة وفوسفور وقنابل عنقودية وبراميل متفجرة “ضد الشعب ليحافظ علي منصبه كحاكم مستبد لسورية ،

ولم يكن الحال افضل في مصر اكبر دولة عربية والتي تحول جيشها منذ توقع اتفاقية الخزي والعار مع الكيان الصهيوني الي قطاع طرق يتاجرون بأقوات الشعب ،
وعندما قرر الشعب ان يتحرر من هذه العصابة ويتخلص من راس الفساد “حسني مبارك “عقب ثورة يناير 2011 التي أطاحت به ، وفي غفلة من الجميع تربص الخونة وعلي راسهم سفاح القرن صهيوني هذا العصر عبد الفتاح السيسي وعصابته بالثورة وانقضوا علي رموزها واعتقلوا الالاف وقتلوا الالاف وصادروا الاموال واستباحوا الأعراض ليخلوا لهم الطريق وتصبح البلاد مرتع للفسدة ونشر الاٍرهاب في ربوع البلد ولكي يستتب لهم الامر تنازلوا عن الارض والغاز للعدو الصهيوني في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من فقر طال اكثر من 60% مِن ابناءه ،

هاهو جيش اكبر دولة عربية اصبح بلا هدف استراتيجي وصار هم قادته جمع المال والسيطرة علي كل شيء من الاعلام والاقتصاد والتعليم والصحة والمواصلات والصيدليات ولم يتبقي شيء لا يتحكم فيه رتبة عسكرية تابعة للنظام فهل هذا جيش وطني ام بلطجية و مرتزقة .

هذا هو حال الجيوش العربية الخانعة التي تحولت الي حراسة خاصة للحاكم لا للوطن والمقدسات التي دنست في فلسطين المحتلة ،
ان الشعوب العربية مطالبة الان اكثر من اَي وقت مضي ان تتخلص من الطغمة الحاكمة في بلادنا والا ستظل هذه الجيوش سيوفا مسلطة علي رقاب الشعوب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى