الأرشيفتقارير وملفات

الحج وحال الامة

…………..

بقلم

حاتم غريب k

حاتم غريب

———————–

فضلا عن كونه فريضه فالحج يمثل مؤتمر عام للمسلمين كافة يجتمع فيه المسلمين كل عام من شتى ارجاء المعمورة يؤدون المناسك والشعائر ومن المفترض ان يتناقشون فى امور دنياهم كذلك والمصاعب والازمات التى تواجه الشعوب الاسلامية كافة ومايلاقونه من اذى فى دينهم وامورهم المعيشية ..لكن مرأيته وسمعته اليوم من خطيب عرفه صدمنى بشدة فالرجل فى خطبته بعد كل البعد عن الاسباب الحقيقية وراء تدهور احوال المسلمين وركز فى خطبته على الارهاب ولم يقل ماهية الارهاب وماهى الاسباب التى تؤدى اليه ومن وراءه وما الفرق بينه وبين الجهاد وبين الدفاع عن النفس والمال والعرض لكنه اعرض عن كل ذلك واتهم بعض المسلمين بالارهاب والقتل ضد باق المسلمين وغيرهم من أهل الاديان الاخرى وكأنه يردد نفس المقولة التى يرددها ليل نهار حكام العرب هؤلاء الخونة الذين باعوا اخرتهم بدنياهم وسبب تعاسة وافقار وتجهيل شعوبهم والسبب الرئيس فى حالة العنف التى تنتاب المجتمعات العربية وأدت الى مايسميه هذا الرجل وأمثاله بالارهاب وماهو بارهاب اذ كيف لانسان يدافع عن دينه ونفسه وماله وعرضه ان يوصم بانه ارهابى فهل كان المسلمون الاوائل المجاهدون فى سبيل الله والمدافعون عن الانفس والاموال والاعراض ارهابيون ام مجاهدون مقتصون ممن اعتدى عليهم وعلى دينهم.

الحج وحال الامة

………………………………………

كنت اريد ان أسمع فى خطبة اليوم الحديث عن الظلم والاستبداد والتجهيل الذى تعانى منه الامة الاسلامية من قبل حكامها الذين وضعوا هذه الامه فى مستنقع الفقر والجهل والمرض والتخلف منذ عقود مضت بتحالفهم مع اعداء الامة وهو ماأدى بطبيعة الحال الى خروج اجيال للحياة من ابناء الامة مصابون بالعقد النفسية لشعورهم بفقدان العدل والمساواة والعلم فضلا عن التهميش المتعمد للدين والاخلاق حتى تحولت هذه الاجيال الى اّلة صماء تأتمر باوامر الحكام وفقدت القدرة على الفكر والتفكر والتدبر فتاهت فى دروب الحياة وضاعت هويتها.

اليوم يحاسبون هذه الاجيال عن ذنوب لم يقترفوها ويتهمونها بالعنف والارهاب اذا همت بالدفاع عن حقها فى حياة كريمة يتمتعون فيها بقدر من الحرية النابعة من دينهم واخلاقهم والانفتاح على العالم الخارجى من خلال العلم ووسائل المعرفة التى تؤهلهم للتعامل مع هذا العالم ندا بند فالشباب المسلم لم يكن يوما ارهابيا وماينبغى له ان يكون فالاسلام هو دين الفضيلة والتسامح والاخلاق الراقية ومن ثم يتسم من يتبعه بهذه الصفات الحميدة اما من شوه الاسلام والشباب المسلم فهم هؤلاء الحكام الخائنون المتاّمرون على الدين وشعوب الامة.

……………………………………….

كان يفترض بهؤلاء الحكام ان يحققوا العدل والمساواة بين افراد شعوبهم وان يعلو بهم وبقدرهم وينعموا بينهم بحياة تليق باّدمية الانسان الذى كرمه الله تبارك وتعالى وفضله على بقية خلقه لكنهم ابوا على انفسهم ان يحققوا ذلك واتبعوا سياسات القهر والذل والاستعباد اعتقادا منهم بان ذلك هو مايجب ان يتبع حفاظا على ملكهم ولم يحكموا عقولهم لحظات ليتبين لهم ان هذه السياسة عاقبتها وخيمة وتؤدى الى نشر الضغينة والكراهية والحقد فى نفوس الشعوب ويؤدى فى النهاية الى هلاك المجتمع بكامله بعد ان يصبح المتولد عن ذلك هو السائد داخل المجتمع.

لايمكن باى حال من الاحوال ان القى باللوم على شخص يعانى الفقر والحرمان والجهل والمرض والتخلف وأحاسبه على تصرفاته الغير مسؤلة بعد ان أكون قد سلبت منه عقله وكرامته وحريته وحقه فى حياة لائقة بل اللوم كل اللوم على هؤلاء الذين وصلوا به لهذا الحال فلو انه كان يعيش فى مجتمع يسوده العدل والمساواة فى الحقوق والواجبات لكان له شأن اخر وما استطاعت الكراهية ان تدخل نفسه وقد وجد نفسه عضوا فعال داخل مجتمعه يتمتع بميزاته وخيراته لا ان يجد نفسه متسولا مشردا فى الشوارع ومهمشا لاقيمة له داخل مجتمعه.

………………………………………….

ان الارهاب الذى يدعيه امثال هؤلاء هو صنيعتهم بايديهم من اجل ضمان بقاءهم فى السلطة أطول مدة ممكنه فهؤلاء لايعيشون سوى فى الظلام ومن اجل ذلك لابد ان يخلقوا عدوا ويجسموه فى أعين شعوبهم ويرهبونهم به حتى ينشغلوا عنهم وعن افعالهم بهذا العدو الافتراضى فالارهاب الذى يدعونه سوف يسقط يوم سقوطهم ولن تقوم له قائمة بعد ذلك وعلى العقلاء من ابناء الامة ان يدركوا ذلك جيدا.

اوضاع الامة تزداد سوء يوما بعد يوم ولن ينصلح حال هذه الامة سوى بالتخلص من انظمتها الاستبدادية والطغاة الجالسون على عروشها الذين اتى غالبيتهم على دماء المسلمين او استغلالا لضعفهم وجهلهم لاسباب تعود ايضا لهؤلاء الطغاة المتجبرون فعلى شباب الامة ان يفق من غيبوبته الان قبل فوات الاوان فمازالت الفرصة سانحة للدفاع عن دينهم وارضهم واموالهم واعراضهم ومستقبلهم ومحاسبة هؤلاء الذين تسببوا فى ضياع الامة ومستقبل ابناءها.

…….

فاعتصموا بحبل الله ولاتفرقوا

….

حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى