الأرشيفكتاب وادباء

الحركة الإسلامية ومنهجية إعادة الإصطفاف ” الجزء الأول”

بقلم الكاتب
عبد المنعم اسماعيل
=======================
الحركة الإسلامية ومنهجية إعادة الإصطفاف (1)
=======================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .
قرن من الزمان مر بتجاربه المتعددة والتي غلب عليها العجز في غالب نتائجها الظاهرة فهل  من فرصة لإعادة الإصطفاف لأبناء الحركة الإسلامية السنية بشكل خاص؟
الحديث عن إعادة الإصطفاف للحركة الإسلامية السنية ليس بغريب  لأن الأصل في الأمة بصفة عامة والحركة الإسلامية بصفة خاصة هي الإسستجابة لنداء السماءء حين قال الله عزوجل “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ” وإذا كان أصل النداء لعموم الأمة فهو لأهل الإسلام والسنة أخص لأنهم حصدوا نتائج التفرق على طول القرن الماضي  فعاشوا العجز وشربوا كأنس الفشل على حقيقته في معظم التجارب الواقعية من أفغانستان مرورا بالعراق والشام واليمن حتى فلسطين أمام العدو الغاشم إسرائيل ذاك العدو الذي استطاع أن يستغل كل المسافات البينية  بين أبناء الأمة سواء المسافات البينية بين الإسلاميين وما يعرف بالتنويريين كما يسميهم الإعلام العربي الأسير للرؤية  التغريبية العلمانية الخالصة وصنع من المسافات البينية بيئة هلاك للجميع  حال انتصار النقاط الخلافيية  بين المسلمين على النقاط الجامعة فربح الرافضة  في العراق حال تمدد الصراع  بين أهل السنة وربح طاغية الشام  حال تمدد الصراع البني   بين الحكومات السنية وإن كان ظاهرها علماني إلا أن الحركة الإسلامية ما استطاعت أن تتموضع تموضعاً ناجحاً بين أقدام الفيلة على أرض العراق والشام أو اليمن السعيد أو بلاد الأفغان أو حتى قريباً في بلاد نجد أو مصر الكنانة حال تمدد  عجلة الهلاك لعموم البلاد العربية حفظها الله من كل سوء وجعلها ومصر في حاضنةالأمن والأمان الرباني .
جراح الماضي ومنهجية إعادة الإصطفاف :
=======================
ليس من العقل  التغافل على أخطاء جائت بها أو ساعدت على نزول إنتكاسات سواء هي بذاتها بلاء أو  ساعدت  أو إستغلها الخصوم فكانت أداة  في أيدي غيراها ومن ثم كان ماكان من واقع نراه يتألم منه الأولياء  بل أصبح يتألم منه بعض نبلاء الخصوم الذين يصاحبهم العدل والإنصاف حال تقييمهم  لواقع أمس أو اليوم فالتبعية   والغلو فيها أصبح شعار المرحلة والإستغراق في الذوبان في بحر التغريب أصبح نتيجة طبيعية لمرحلة التيه في الواقع المعاصر حال فقد إمكانية  المدافعة الذاتية لكل فرد أو مجموعة أو جماعة أو عموم البنية المجتمعية للأمة الإسلامية السنية بشكل عام .
ولسنا من الجاحدين لنقاط التلاقي  بين أبناء الأمة ندرك أن هناك خلاف  ونقاط نزاع ومع ذلك ندرك أن هناك أصول نجتمع عليها وليس من العقل أن نجعل من 10% خلاف أصل نعيش الصراع حوله  ونهجر ال 90% تلاقي أو أصول جامعة للأمة السنية بشكل عام .
ومما يساعد على الإصطفاف استغلال المسافات البينية  بين تدافع  فيلة  الصراع العالمي  سواء الفيل الأرثوذكسي أو الفيل الإنجيلي أو الكاثوليكي  أو الفيل الصهيوني الرابح من الجميع حال تمدد ريح المصالح والأهواء بين الجميع .
والذي يساعد على أهمية إعادة  الإصطفاف أمرين :
الأول المخاطر التي تحيط بالأمة بالأمة من فلسطين الأسيرة والشام الجريح  أو حتى تسويق العجز الإقتصادي ليكون من توابعه هلاك البنية المجتمعية للأمة بسبب تسويق الفقر داخل  الأمة وجعله  القاتل البطيئ للأمة  حال العجز  عن القتل المباشر تحت عجلات  الدبابات  في الشام واليمن والعراق وكأن شياطين الغرب  تقوق  من لم يقتل ببارجات بريطانيا في أفغانستان قتلته بوارج الفقر حال جعله بديلاً وملازماً لحياة الإنكسار التي هي أصل فهم اليهود للحياة وهذا مما يأنف عنه صغار الشباب الإسلامي ومن ثم فرصة إعادة  الإصطفاف  فرصة قوية ولكن من يستثمر عوامل قوتنا أو عوامل ضعف غيرنا؟
الثاني : حرارة الهدف داخل قلوب أبناء الأمة بصفة عامة خاصة أبناء أهل السنة والجماعة  فينبغي أن يكون للإصفاف مشروع كوني للأمة ومن ثم ينتج منه حركة جامعة  للأطياف المتفرقة حول رؤية سياسية أو فكرة إجتماعية  أو رؤية إقتصادية لتكوين النواة الصلبة للأمة المتجمعة المتنوعة فليس من العقل  أن ندرك أن نستطيع تكوين أمة بعقل واحد  أو رؤية واحدة في شتى النواحي  فمن لم يرضى بالتنوع شرب من كأس الهزيمة  من  أهل التضاد .
معوقات الإصطفاف الكوني للأمة الإسلامية :
معوقات داخل الأمة وهي  حقيبة  الخلافات و عشوائية  تصفية الحسابات  بين رؤوس العمل  الإسلامي  التي جعلت من  جراح الأمة تسويق لأفكارها الخاصة  أو جعلت من مصائب الأمة  مظلوميات تساعدهم  على عدم  الإصطفاف مع  الأمة  لأنها ترى في الأمة أو في بعض  مكوناتها أسباب للهزيمة  أو جعلت منهم خصوم  أشد في مراحل العداء من الخصوم الأصليين يهود  أو صليبيين علمانيين أو رافضة .
معوقات خارجية وهي المصالح الحاكمة  للشركات العالمية  العابرة للقارات والتي هي تتحرك من خلال رؤية صهيو إنجيلية بحتة فما كان في صالحها  جعلته  رؤية تساعده  على الوصول  للحكم بل وتسساعده  على نشر ثقافة  التدجين  للأجيال  ومن ثم تمتلك الأمة أجيال من دهماء العقول  تنتسب ظاهرياً للإسلام وهي أداة في تحطيم  البنية  المجتمعية الجامعة للأمة فتجدهم  حال التفرق في أعلى نشاطهم  وحال الحديث عن إعادة  الإصطفاف في أقوى وأعلى مراحل الإنتكاسة لهم   بسبب كثرة أسئلتهم ومنهجية طعنهم في العلماء  والصالحين  لأهواء وغياهب الإنتماءات الطائفية  الجامعة لهم .
هل ستنجح الأمة في إعادة  الإصطفاف ؟
نعم ستنجح وسيتم تكوين  المكون الجامع  للأمة  وستذهب كل الرايات وستبقى راية  الأمة ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم  الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي تعال يا مسلم هذا يهوديّ ورائي فاقتله” .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» (رواه مسلم).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى