آخر الأخبار

الحصيلة خلال شهرين 14 عسكرياً.. قلق إزاء حالات انتحار بين قدامى المحاربين البريطانيين في حرب أفغانستان

كُشِفَ النقاب عن سلسلةٍ من حالات الانتحار،
وقعت هذا العام، بين صفوف العسكريين البريطانيين السابقين الذين شاركوا في الحرب
الأكثر دموية بأفغانستان. 

حسبما قال جوني ميرسير، وزير شؤون قدامى
المحاربين، فإنه سيُعجِّل بخطط الحكومة لوضع خدمات صحة نفسية جديدة لقدامى
المحاربين. وذلك بعد تقارير قالت إن 14 عسكرياً سابقاً وفي الخدمة، انتحروا خلال
الشهرين الماضيين، ومع ذلك لم تُفتَح التحقيقات بعدُ، حسب التقرير الذي نشرته
صحيفة The Times
البريطانية.

صورة أوضح للأزمة: جزء كبير من هؤلاء الذين أقدموا على الانتحار، محاربون
قدماء من وحدة بعينها شاركت في عملية هيريك، وهي مهمة قتالية لبريطانيا
بأفغانستان، استمرت من العام 2002 إلى العام 2014. وشدد ميرسير على أن “حالة
انتحار واحدة ليست بالقليل”، في حين أخبر صحيفة The
Times البريطانية عن تقديم الخطط
الخاصة ببرنامج صحة نفسية “مكثف للغاية” مدة شهرين؛ من أجل هؤلاء الذين
يمرون بـ”أسوأ حالاتهم”.

توقيت خطة الإنقاذ: سوف تبدأ هذه الخطط الشهر المقبل (أبريل/نيسان 2020)،
وهي مُصمَّمة لتكون مُكمِّلة لبرامج الخدمة الصحية الوطنية، التي تعالج اضطراب كرب
ما بعد الصدمة وتساعد قدامى المحاربين في تخطي مشكلاتٍ، على غرار الإدمان والديون.

قال ميرسير (38 عاماً)، إنه قلِق بشكلٍ خاص،
بسبب زيادة عدد الوفيات في الفترة الأخيرة بين أفراد “وحدة معينة خدمت في
وقتٍ مُحدَّد بأفغانستان … في أكثر الأوقات دموية”. وقد وافقت الصحيفة على
عدم ذكر اسم الوحدة؛ خوفاً من خسارة عدد أكبر من الأرواح إذا ما أُعلن عنها.

الوزير وهو يشير إلى احتمال معاناة بعض هؤلاء
المحاربين القدماء من الظهور المتأخر لاضطراب كرب ما بعد الصدمة، والذي ترجح
الأبحاث إمكانية حدوثه بعد نحو عقد أو أكثر من الصدمة النفسية، قال: “إنني
أبحث عن أدلة في كل مكان حول العالم، وضمن ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل
وأستراليا، لأفهم ما إذا كان هناك حادثٌ وقع قبل 10 سنوات. غير أنني لم أعثر على
أساس نهائي لذلك”.

إلا أنه قال إن البحث في هذا المجال لم يكن
شاملاً بأي حال، لأن عديداً من البلدان الغربية “بدأت عند مستوى متدنٍّ في
الصحة النفسية”.

موقف وزارة الدفاع المتكاسل: هذا وقد اتُّهِمَت وزارة الدفاع سابقاً بغض الطرف عن
حالات الانتحار، إذ إنها لم تجمع البيانات عن قدماء المحاربين، خلاف نظيراتها في
الولايات المتحدة وكندا وأستراليا. وفي العام الماضي، وافقت الوزارة على التوسع في
دراسة متعلقة بالوفيات الواقعة بين الجنود الذين خدموا بين العامين 2001 و2014،
لمراقبة حالات الانتحار في وقت أقرب إلى الوقت الحقيقي.

إلى ذلك فقد مُنح التمويل الحكومي أيضاً
لمشروع يدرس المحاربين القدماء المُنتحرين في الأشهر الـ12 الماضية، حيث قال
ميرسير: “أريد أن أفهم في أي مرحلة تحديداً كان يمكننا أو يجب علينا التدخل
في تلك العملية”.

ميرسير قال إن أي حالة انتحار لعسكري أو
عسكري سابق “مأساة، ليس لذلك الفرد ولا عائلته فقط، هي شيء يفوق التصور، إنها
مأساة لمؤسسة الجيش التي أفخر بها بشدة. ولذا فعيوننا مفتوحة وآذاننا منصتة
تماماً”.

لقاءات مكوكية للعلاج: التقى ميرسير أربع عائلات منكوبة، الأسبوع الماضي، وقال
إنه “يعمل على ذلك كل يوم حرفياً”. وقد تحدَّث الوزير -وهو مجند سابق
خدم 3 مرات في أفغانستان- علناً عن معايشته اضطراب كرب ما بعد الصدمة، وقال إن
الاضطراب “مزَّق” دائرة أصدقائه.

وفقاً لتقارير أخرى، فقد انتحر ما يزيد على
70 محارباً قديماً ومحارباً في الخدمة في عام 2018، ووقعت ما لا يقل عن 50 حالة
انتحار في العام الماضي.

قال الجنرال دانات، القائد السابق للجيش، عن
حالات انتحار المحاربين القدامى، إنها “وباء هذا العصر”، وقال إن
الوزراء والجمعيات الخيرية كان ينبغي أن يتصرَّفوا على نحوٍ أسرع، لمعالجة
المشكلة. ودعا الأطباءَ الشرعيين إلى تسجيل وقت الخدمة العسكرية للأشخاص المنتحرين.
وقد جاء تدخُّله في الخريف الماضي، بعد أن كتب طبيب شرعي إلى الخدمة الصحية
الوطنية والشرطة، ليُبرز الفجوة في اختيارات العلاج المتاحة أمام المحاربين
القدماء.

إلى ذلك فقد حدَّدت إيما براون، الطبيبة
الشرعية في برمنغهام وسوليهال، مَواطن الفشل في علاج ديف جوكيس، عرِّيف أول سابق
خدم بالبوسنة والعراق وأفغانستان، قبل أن ينتحر وهو بعمر الـ49 في 2018.

يُذكر أن عدد الجنود الحاليين والسابقين في
القوات المسلحة البريطانية يقدَّر بـ5 ملايين، ويغادرها نحو 15 ألف رجل وامرأةٍ كل
عام.

بعض حالات الانتحار: انتحر ديف جوكيس بالفناء الخلفي لمنزل عائلته في
برمنغهام وهو في الـ49 من عمره عام 2018. وقد عانى العرِّيف الأول السابق اكتئاباً
حاداً.

حيث أتمَّ جوكيس جولاتٍ في شمال أيرلندا
والبوسنة والعراق وأفغانستان، لكن “خدمته أجهزت عليه في النهاية”، بحسب
ما قالته أرملته، جو جوكيس. وقالت أيضاً لقناة ITV،
إنها طلبت المساعَدة من طبيبها العام، والسلطة الصحية المحلية، ووزارة الدفاع،
والجمعيات الخيرية الخاصة بالمحاربين القدماء، في حين كان اضطراب كرب ما بعد
الصدمة الذي يعانيه جوكيس يسوء، إلى جانب الكوابيس الليلية واجترار الذكريات، وصار
مكتئباً. 

زوجته قالت: “كنتُ أحاول إنقاذ حياته،
ولم يتعاون معي أحد”، مضيفةً أنهما “كانا يتخبَّطان”. وكان عليها
الحصول على أمرٍ من المحكمة يقضي بمنع زوجها الراحل من دخول منزلهما، بعد أن صار
سلوكه شديد التقلب. وكان في وقت وفاته يواجه صعوباتٍ في النوم”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى