منوعات

الحل في السجون؟ مساجين يصنعون المعدات الوقائية ويحفرون القبور لضحايا كورونا!

يبدو أن البحث عن حلول في زمن الكورونا فتح الباب أمام كل الاحتمالات ومن ضمنها أن مساجين يصنعون المعدات الوقائية الشخصية والأقنعة الواقية، للمساعدة في المعركة ضد فيروس التاجي وتوفير أموال المستشفيات.

ومن كان مجرماً مداناً بتهمة الاتجار بالمخدرات في السابق، وجد نفسه فجأة جندياً بمعركة الكرة الأرضية مع فيروس الكورونا.

على كرسي بلاستيكي، يجلس سجين ماليزي عمره 26 عاماً مدان بالاتجار بالمخدرات، ليخيط البزة الطبية الزرقاء التي يلبسها الأطباء والممرضون.

يقول لصحيفة The Star الماليزية، إن أصعب ما في المهمة هو تثبيت الخيط المطاطي حول منطقة الوسط والذقن والحذاء.

ويضيف إنه يشعر بالفخر، لأنه يستطيع المساعدة من وراء قضبان السجن، وقال: “رغم أن مساهمتي ليست عظيمة فإنها تساعد الطاقم الطبي الذي يعاني حالياً على الجبهات الأمامية”.

ومنذ أواخر شهر مارس/آذار 2020، يصنع عدد من السجناء في ماليزيا أقنعة للوجه ومعدات الحماية الشخصية (PPE).

ويعكف نحو يقوم 3040 سجيناً من 21 سجناً من سائر أنحاء ماليزيا، على صناعة نحو 130 قناعاً كل يوم.

وتدعم هذه المبادرة إدارة السجون في الخدمات التصحيحية الماليزية، وهي الهيئة التي تقدم برامج إعادة تأهيل للسجناء.

ويتم توفير المواد الخام للأقنعة ومعدات الوقاية الشخصية من قِبل المستشفيات والمتبرعين الأفراد.

في بريطانيا مثلاً، قال وزير العدل إن السجناء في ثمانية سجون من الفئة “ب” و”ج” في سائر أنحاء البلاد سيبدأون صناعة ملابس الطواقم الطبية في المستشفيات إلى جانب أقنعة الوجه الواقية كجزء من “جهد وطني” للتغلب على المرض.

ويعني السجن فئة “ب” أن نزلاءه يشكلون خطراً على الجمهور ولكنهم قد لا يحتاجون أقصى قدر من المراقبة، ولكن لا بد من الحذر من هروبهم.

أما السجن فئة “ج” فيعني أن نزلاءه لا يمكن الوثوق بهم في ظروف مفتوحة الاحتمالات، ولكن من غير المرجح أن يحاولوا الفرار.

وإذا كان العنوان الأكبر هو المجهود الوطني، فإن الوجه الآخر هو التوفير في إنتاج هذه المعدات والأدوات التي يحتاجها قطاع الصحة بكميات كبيرة وبصورة مستمرة.

إذ ستكلف المنتجات نحو ثلث السعر التجاري العادي، بسبب انخفاض تكلفة اليد العاملة المصنِّعة.

ومن المتوقع أن يتقاضى السجناء أسبوعياً ما قيمته نحو 15 دولاراً، وفق ما نشرته صحيفة The Telegraph.

وحتى الآن يعمل السجناء على تسليم طلبية 5 آلاف قميص و5 آلاف كيس لتجميع الغسيل.

في الولايات المتحدة مثلاً، يتم اللجوء إلى خدمات السجناء في مجال آخر، كشف الوباء الحاجة الماسة إليه بسبب الوفيات الكبيرة التي حصدت أرواح آلاف الأمريكيين.

في نيويورك، عرضت الولاية على مساجين سجن Rikers مبلغ 6 دولارات في الساعة مع تأمين وسائل حماية شخصية لحفر قبور ضحايا الوباء، علماً أن الحد الأدني للأجور في الولاية يبلغ 11.8 دولار.

وخصصت الولاية مقابر جماعية على جزيرة هارتلاند، وفق ما نشره موقع The Intercept.

وكانت الولاية أرسلت مذكرة إلى المساجين عارضةً عليهم هذه الفرصة، مع استمرار مدينة نيويورك في كونها بؤرة لوباء فيروس كورونا بالولايات المتحدة.

وكان عمدة المدينة أعلن أنه سيتم دفن الجثث التي لم يظهر أحد للمطالبة بها، في مقابر جماعية بعد عدة أيام فقط من بقائها بثلاجات المشارح، أو لمن لا يستطيع أهله تحمُّل تكاليف الدفن الباهظة.

وإلى جانب نيويورك، تعيد مصانع السجون في ميشيغان إنتاج أدوات الحماية الشخصية للسجناء والموظفين.

وقال متحدث باسم السجن للراديو المحلي، إنه بحلول 3 أشهر، سيصبح لدى كل من العاملين والمساجين 3 أقنعة شخصية.

ومن الجدير ذكره أن السجون الأمريكية تعاني من أزمة تفشي فيروس الكورونا بين السجناء؛ نظراً إلى اكتظاظها بالنزﻻء.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى