آخر الأخبار

الرئيس يواجه ضربة مزدوجة من كورونا والاحتجاجات.. حملة ترامب الانتخابية تخسر الدعم بوتيرة متسارعة

يصارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحملته الوقتَ لإيجاد استراتيجية متماسكة لإدارة الحملة الانتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفق تقرير موقع Business Insider الأمريكي. 

هذا هو الانطباع الناجم عن مقابلات أجريت مع 6 من أعضاء الدائرة الموالية للرئيس، الذين يرون المساعي الخاصة بإعادة الانتخاب تلقي رسائل مختلفة كل يوم في صراع لاستعادة التحكم في السردية السائدة، وسط الضربة المزدوجة التي تلقتها الإدارة بفعل وباء فيروس كورونا والاحتجاجات التي انتشرت على مستوى البلاد في أعقاب مقتل جورج فلويد على يد ضباط شرطة في مينابوليس.

لقد كان الأمر أشبه بدوامة لا تنتهي خلال الـ72 ساعة الماضية، إذ قضاها ترامب يراوح مكانه بين التركيز على إيمانه المسيحي الشخصي، والهجوم على تاريخ منافسه جو بايدن الطويل مع الأمريكيين من أصول إفريقية، وبذل الوعود بأنه “رئيس القانون والنظام” في خطاب شبيه بذلك الذي استخدمه ريتشارد نيكسون في حملته الناجحة عام 1968 للوصول إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.

ومع ذلك، فإن فقدان الرئيس المتسارع للدعم خلال الأيام الماضية، زاد عليه انضمام وزيري دفاعه الحالي والسابق إلى قائمة المعارضين لإدارته للأزمة يوم الأربعاء 3 يونيو/حزيران، وهو ما دفع مقربين من حملته الرئاسية 2020 إلى القول صراحةً إنهم محبطون من عدم وجود استراتيجية واضحة.

ترامب يضر نفسه بنفسه: جاءت ضربة الاحتجاجات على مقتل فلويد في الوقت الذي كان فيه فريق ترامب قد بدأ فيه يستعيد زمام الأمور بعد شهرين من المعاناة منذ بداية جائحة كورونا.

كان صهر ترامب، جاريد كوشنر، قاد عملية تغيير شاملة داخل الحملة الأسبوع الماضي، إذ قام بتثبيت المستشار السياسي السابق لترامب، بيل ستيبين، مديراً فعلياً جديداً للحملة الانتخابية. وبدأ أعضاء الحملة في إبداء التفاؤل بكيفية إعادة ترامب إلى المسار الصحيح في حملته الانتخابية، ربما بحلول الشهر المقبل.

مع ذلك، فإن تركيز ترامب على تفعيل قاعدته كلفه دعم الناخبين الأوسع نطاقاً. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة Reuters بالتعاون مع شركة Ipsos، نُشر يوم الثلاثاء 3 يونيو/حزيران، أن 64% من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع “متعاطفون” مع المحتجين على عنف الشرطة وحادثة مقتل فلويد. كما أظهرت النتائج أن 55% من المستطلع رأيهم يرفضون رد فعل ترامب وطريقة تعامله مع الاحتجاجات.

الأولوية رقم 1: إرضاء اليمين المسيحي: الحديث هنا يدور حول رحلته إلى كنيسة سانت جون المجاورة للبيت الأبيض الإثنين، ثم إلى ضريح القديس يوحنا بولس الثاني في واشنطن الثلاثاء. خطوتان يهدف بهما الرئيس إلى تأكيد علاقاته بالقاعدة المسيحية المحافظة، ومناشدة دعم سكان الضواحي والمستقلين برفعه شعار “القانون والنظام”.

لكن الرحلة، التي احتفل بها البيت الأبيض في فيديو على نمط الحملات الانتخابية، ووجهت بانتقادات من قطاع عريض من الشخصيات الدينية، من أسقف إبراشية واشنطن، التي تشرف على كنيسة سانت جون، إلى رئيس أساقفة كاثوليك واشنطن العاصمة.

كما أن الإبعاد القسري للمتظاهرين الذين كانوا يخيمون خارج البيت الأبيض بواسطة الشرطة الفيدرالية أثار عوضاً عن التأييد الانتقاداتِ من جميع أنحاء الطيف السياسي.

“التشكيك” في سجل بايدن: لتأتي محاولة أخرى من ترامب الأربعاء، باتباع تكتيك آخر، وهو التركيز على مهاجمة نائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، لدعمه قانون الجرائم 1994 الذي زاد من عدد المحتجزين من الأقليات في جميع أنحاء البلاد، في حين يروج لدعمه هو كليات وجامعات ذوي الأصول الإفريقية تاريخياً.

الهدف هو تقويض دعم الأمريكيين الأفارقة لبايدن، وهي منطقة ذات أهمية بالغة للديمقراطيين إذا كانوا سينافسون على العودة إلى البيت الأبيض.

مع ذلك، فإن ترامب عاد ليؤكد مساره الخاص، حينما قامت القوات العسكرية لليوم الثالث على التوالي بتطويق المباني الفيدرالية بوجه عمليات النهب والناشطين الذين يحتجون على عنف الشرطة ضد السود في أعقاب مقتل فلويد.

من جهتهم، قال مستشارو ترامب لموقع Insider إن التركيز على نغمة الحفاظ على “القانون والنظام” يلاقي صدى جيداً مع حشد كبير من الأمريكيين الغاضبين من أعمال النهب والتدمير للشركات والمحال التجارية، التي طغت في كثير من الأحيان على الاحتجاجات ضد عنف الشرطة.

مع ذلك، فإن رد فعل ترامب الحاد والصادم على الاحتجاجات أثار انتقادات شديدة حتى من داخل أكثر مؤيديه تحمساً.

فقد قال القس التلفزيوني، بات روبرتسون، يوم الثلاثاء، إن ترامب يتعين عليه توحيد البلاد ورأب الانقسام، وإن الإبعاد القسري للمتظاهرين “ليس شيئاً جيداً”.

جاءت انتقادات حادة أخرى من وزير الدفاع السابق لترامب، جيمس ماتيس، الذي قال في بيان خص به مجلة The Atlantic، إن ترامب يمزق البلاد بأسلوب يشبه أساليب النازيين.

تابع: “الشعار النازي لتدمير القوات الأمريكية قبل غزو نورماندي كان (فرّق تسُد)، في حين كان الجواب الأمريكي هو (الاتحاد قوة). أي إننا يجب أن نستدعي حالة الوحدة تلك للتغلب على هذه الأزمة”. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى