اخبار المنظمةالأرشيف

الرد على مقال منشور لماذا يتهموننى بمعاداة السامية ؟

بقلم المؤرخ الكبير
بروفيسور دكتور عبد الفتاح المصرى
نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم
من يدلى برأيه فى تاريخنا بعد 1947 م سيتخبط تخبطا شديدا ويقابل مزالق لا أول لها ولآ آخر ولذلك فمهمة الكاتب الذى يريد أن يخوض فى ما بعد 1947 م أو يدلى برأيه صعبة للغاية لأنه سيفتقد المستندات التى تنير له الطريق و تثبت صحة كلامه فمن يتكلم بدون مستندات أو أدلة يضع نفسه تحت مبضع النقد الحاد والإتهامات ومع وجود جرائد تلك الفترة سواء جرائد عصر الإحتلال وسيطرته على الحكومة المصرية والقصر الملكى أو جرائد الإخوان المسلمين ومذكراتهم وكتبهم أو يومياتهم ومجلاتهم التى تحمل كما هائلا من الأحداث يمكن للباحث أن يكتب ما يعن له دون أن يلق بالا لآراء المحللين السياسيين فى ذلك الوقت سواء من التابعين للنظام أو الإخوان المسلمين بأن يطلع على الأخبار مجردة بدون أن يتأثر بآراء أى من الفريقين لكى يخرج بنتيجة اقرب الى الحقيقة وليست الحقيقة نفسها أما كتابة رؤى غير معضدة بمستندات أو أدلة ستكون بالتأكيد ضربا من الظن ولا تعبر عن الحقيقة . فعندما قامت أبواق النظام بشن حملات على الإخوان المسلمين دون مبرر كالوا فيها إتهامات لا تتفق مع طبيعة الإخوان ومبادئهم سارعت الخطى للإطلاع علي كل الجرائد والمجلات والكتب والمذكرات التى توضح حقيقة الإخوان ومبادئهم فى دار الكتب بماسبيرو ودار الوثائق بالقلعة ودار الهلال بالمبتديان ولم أرض لنفسى أن آخذ برأى كاتب سواء من الإخوان أو النظام وإتضح أن النظام لم يصرح بالإفراج عن وثائق تلك الفترة ومنعت تداول الوثائق بعد 1947 م .
ولما حدث إنقلاب 1952م الذى سماه الإخوان المسلمين ثورة لأنه حمل شعارات ضد الإحتلال البريطانى على مصر وضد الإقطاع الذى تقاسم ثروة مصر مع هذا الإحتلالدون نظر الى مصلحة البلد أو مصلحة الشعب وكذلك حمل شعارات ضد الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية المتدنية فى مصر وضد ملك ضعيف رضى أن يعيش تحت سلطة الإحتلال البريطانى وكذلك حمل شعارات ضد الإحتلال الإسرائيلى لفلسطين ولما كانت هذه الشعارات تناسب مبادىء الإخوان المسلمين والتى هى أصلا كانت من تطلعات الشعب المصرى التى قامت هذه الجماعة للعمل لأجل تحقيقها ولذلك رأت فى العسكر المصرى أملا فى معاونتها على تحقيقها باعتبارهم من أبناء الشعب المصرى وأن هذه الشعارات التى رفعوها تتوافق مع تطلعات الشعب المصرى كله بدون إستثناء وخاصة أن الإحتلال بدأ يطارد الإخوان بسبب قيامهم بنشر الوعى السياسى بين الشعب الذى باتت أبواق الإحتلال والنظام الإقطاعى تضلله وبدأ يصمم على القضاء على قيادات الإخوان وأعضائهم النشطاء بسبب بطولاتهم الحربية فى قتال اليهود المحتلين فى فلسطين وظهر هذا جليا فى قيام خلية فدائية من الإخوان المسلمين من إيصال المؤن إلى القوات المصرية المحاصرة فى الفالوجا .
ففى الوقت الذى فشل فيه الطيران المصرى من إلقاء الإمدادات لقوات الفالوجا التى تتكون من حوالى 4000 جندى بقيادة الأميرالاى سيد طه والتى كان من ضمنها عبد الناصر بسبب حصارها بواسطة اليهود الذى لم يتمكن الطيران المصرى أو فرق الإمدادات المصرية من إيصال المؤن الى القوة المحاصرة بسبب ضيق حلقات الحصار ثم حاول مرة أخرى إمداده عن طريق غزة فلم يتمكن من ذلك بسبب سيطرة اليهود على الطريق وتحكم قواتهم في منافذه ولم ينجح فى إيصال المؤن إلا الإخوان المسلمون الذين تمكنوا من إدخال مائة صندوق من المؤن إلى القوات المحاصرة على 53 جمل فدل على مقدرتهم فى الإمدادات العسكرية فى أشد حالات الحصار وتضييقه وقد نقلت جميع الجرائد الحزبية بطولاتهم وتضحياتهم ولدينا شهادة من أحد الساسة اليهود تقول : أننا نستطيع الإنتصارعلى جميع الجيوش العربية مجتمعة ولكن لا نستطيع أن نهزم الإخوان المسلمين ولذلك على الأنظمة العربية التخلص منهم .

ولذلك قام الإحتلال بتدبير مؤامرة للتخلص من زعيم ومرشد الإخوان المسلمين الإمام حسن البنا بواسطة أداتهم الحكومة المصرية التابعة لهم لدوره العظيم فى إحياء عقيدة الجهاد أحد عناصر الدين الإسلامى وعمود من أعمدتها الأساسية فى نفوس المصريين وتقوية أواصر المحبة مع طائفة النصارى فى مصر مما عرض مخطط الإحتلال للفشل ذلك أنه من مخططه نشر العلمانية للقضاء عل شعيرة الجهاد ونشر الفتن بين طوائف المحتمع والتى قام بها بالنيابة عنه مؤخرا الجماعة السلفية وكان الإحتلال البريطنى قد إتحذ موضوع الفتن الطائفية ورقة رابحة كلما حدث ما يعكر صفو إحتلاله لمصر واقتدى بها النظام العسكرى فيما بعد لنشر الخلافات والفتن بين طوائف الشعب المصرى مستغلا إختلاف الديانة بينهم وبين المسلمين لتخفيف وطأة غضب الشعب عليه وقد تم تجنيد ضابط مصرى من المخابرات المصرية للقيام بعملية إغتيال الإمام حسن البنا الذى كان له دور كبير فى قيام هذه الجماعة وتهيأتها للشهادة وتجنيدها لمقومة الإحتلال فى قاعدة قناة السويس التى إنسحبت اليها قواته بموجب إتفاقية 1931م بفضل جهود ثورة 1919 م العظيمة بقيادة الزعيم الوطنى سعد زغلول.
يقول الرواة الذين شهدوا الحادثة أن المسدس إهتز فى يد الضابط عندما شاهد الإمام حسن البنا والكوكبة التى حوله فإنحرفت الرصاصة وأصابت الإمام فى كتفه وذهبوا به الى القصر العينى لإستخراجها وتم قتله هناك بأوامر من الملك شخصيا ولذلك التف الإخوان المسلمون حول العسكر الذين قاموا بالإنقلاب 1952م طبقا لما أعلنوه من مبادىء ورأوا أن هذه المبادىء يعنى ثورة على الأوضاع وطالبوا العسكر بتحقيقها لكن هناك كثير من الحوادث التى تبرز عدم إخلاص العسكر للشعب المصرى أو قضيته الوطنية فعندما أحسوا بالخطر من الإحتلال البريطانى ومن القصر قبل قيامهم بالإنقلاب فكروا فى اللجوء الى السفارة الأمريكية دون غيرها من السفارات !! مما يرفع من درجة الشك فى أن الولايات المتحدة الأمريكية وراء هذه الإنقلاب فبريطانيا العجوز التى أنهكتها الحروب وآخرها الحرب العالمية الثانية 1939 ـ 1945 التى نزف فيها الكثير من دماء أبنائها وإستنزفت إقتصادها وميزانيتها فسارعت الى الولايات المتحدة الأمريكية تطلب منها المساعدة والتى بفضلها أدت الى إنتصار انجلترا وفرنسا بما يسمى الحلفاء على المحور .
ولذلك أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تحل محل بريطانيا فى الشرق الأوسط ويدعم وقوفها بجانب الإنقلاب أنه لما مات آيزنهاور رئيس أمريكا ذهب عبد الناصر للعزاء رغم أن أبواق العسكر تردد دائما أن العدو الاول لهم أمريكا !! ويكفى لإثبات دور الأمريكان فى انقلاب 1952م أن الإنجليز عندما إكتشفوا هذا طالبوا بضرورة إعادة اللواء محمد نجيب الى الحكم بعد أن تآمر عليه عبد الناصر ومجموعة الضباط الذين معه بسبب طلبه بتسليم الحكم للمدنيين وأنه تم جلاء القوات الفرنسية والإنجليزية عند الهجوم على مصر بسبب الإنذار الأمريكى بالإنسحاب خلال 48 ساعة وإلا فإن امريكا ستتدخل وبسبب مطالبة اللواء محمد نجيب بتسليم الحكم للقوى المدنية إبتعد الإخوان عن تأييده لأن تسليم العسكر الحكم للمدنيين يعنى عودة النظام الإقطاعى القديم الموالى للإحتلال البريطانى وبذلك تمكنت حكومة العسكر من طبقة الإقطاع الحاكمة بالقضاء على الرجل الذى أراد عودة الحكم لها والقضاء على نفوذها بقانون الإصلاح الزراعى لإضعافها إقتصاديا .
وبدأت حكومة العسكر تتحلل من وعودها وحلت محل الطبقة الإقطاعية واستولت على كل إمكاناتها ونفوذها وسلطتها فى الحكم. و رغم أن الإخوان مازال موقفهم واضحا ضد الإحتلال البريطانى وضد الإقطاع وضد الفساد وضد إحتلال اليهود لفلسطين إلا ان النظام العسكرى أقام لهم محاكمات عسكرية ونفذ فيهم الإعدامات وهى المطلب الأساسى لإحتلال البريطانى ومن بعده النفوذ الصهيوصليبى للتخلص منهم لأن وجودهم عامل مهدد للإحتلال البريطانى ومن بعده النفوذ الصهيوصليبى وإلا فما سبب قتل ضباط الجيش الوطنيين أو المنتسبين للإخوان الذين كانوا يقودون حركة حرب عصابات ضد اليهود ولماذا توقفت عملية الحرب ضد اليهود وضد الفساد وما الحكمة من عقد محاكمات عسكرية وليست مدنية إذا كان هناك إتهامات مؤكدة وبالأدلة ويراد محاكمة عادلة لهم ولماذا تنفذ الإعدامات فى الإخوان ومنها إعدام قائد المجموعة الفدائية التى أدخلت المؤن الى حصار الفالوجا هل لقتل الرجل الذى بات خطرا على إسرائيل واخترق الحصار اليهودى المحكم كانهم فرقة من الجان وما مبررات إعدام سيد قطب الذى لم يرتكب أى جريمة سوى أنه نشر الوعى ضد الطغيان والفساد وفضح هوية الجيوش العربية ولا شك أن مسرحية إغتيال عبد الناصر فى الإسكندرية أعدت على يد القوى الصهيوصليبية للتخلص من الإخوان والذى لمح الى ذلك العامل الذى جندته أجهزة المخابرات لإطلاق الرصاص فى الهواء بمسدس أعطوه له وبعد إتمام القبض على الإخوان وإعدامهم أتى الدور على العامل المسكين لإعدامه رغم أنه كان كان من المكن أن يكون شاهد ملك لكن أقتيد لحبل المشنقة لإخفاء معالم الجريمة التى دبرتها القوى الصهيوصليبية ونفذها النظام العسكرى العميل فكان المسكين يصرخ بأعلى صوته ويقول : ــ
إحنا ما إتفقناش على كده ــ مما عرى المؤامرة التى دبرتها القوى الصهيوصليبية ونفذها النظام العسكرى العميل وتعد شهادة وحيد رمضان‏ شهادة رجل لم يحن هامته أمام عبد الناصر ومثل هذه الشهادة تسهم في إضاءة تاريخ العلاقات والاتصالات المصرية ـ الإسرائيلية طوال فترة حكم الرئيس عبد الناصر‏,‏ والاتصالات الناصرية ـ الإسرائيلية التي حاول كثيرون إسدال ستائر كثيفة عليها ومنع الآخرين من الاقتراب منها مع الاستعداد لنهش كل من يحاول ازاحة الستار عنها عضد ذلك وجود أشرف مروان الجاسوس الإسرائيلى الذى عمل فى قصر الرئاسة وكان وثيق الصلة بعبد الناصر وزوجه إبنته ولم يكتشف أمره بعد موته أو قتله فى عصر مبارك أحد قواد الجيش الذى تولى الحكم بعد إغتيال السادات مما يؤكد شكوكنا فى عمالة عبد الناصر للنفوذ الصهيوصليبى . ونعجب لقيام عبد الناصر بإرسال الجيش المصرى إلى اليمن ليقضى على حكم الإمام البدر ثم عودة هذا الجيش مهزوما ويقوم بعدها بإرساله إلى سيناء مجهدا جسديا ومتعبا نفسيا ومهزوما من مجموعة قبائل وفى ظل ظروف إقتصادية صعبة بعد أن استنزاف الغطاء الذهبى للجنيه المصرى الذى أدى إلى إضعاف الإقتصاد المصرى بنثره على قبائل اليمن فى مغامراته العسكرية الفاشلة ليتم سحق الجيش المصرى من اليهود فى أكبر هزيمة مروعة فى التاريخ فى الوقت الذى رفض فيه إرسال الجيش الى سوريا للقضاء على الإنفصال هذا بلا شك يعطى علامة إستفهام كبيرة ؟ هل أراد ناصر أن يقضى على الجيش المصرى كما قضى على الإخوان لمصلحة إسرائيل ؟؟. كل هذه الشكوك موجودة وعالقة تؤيدها الأحداث وتفضحها الوثائق التى تنشر فى الخارج وفى إنتظار الإفراج عن الوثائق والمستندات المصرية حتى لا نتكلم إلا ومعنا الأدلة لنلقم كل من يتجنى على الرموز الوطن اثقيادية حجرا والتى يعمل النظام العسكرى العميل على إخفائها خوفا من فضح عمالته للنفوذ الصهيوصليبى وخاصة أن هذا العسكر تربى فى حجر الإحتلال البريطانى ورضع من ثدييه فكان عليه أن يكون إبنا بارا له .
فبأى حق نتهم الإخوان الذين هم أصلا أشرف من فى هذه الأمة بل ضميرها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى