آخر الأخبار

السائحون في جزر الكناري “معتقلون” داخل فندق بسبب كورونا.. هكذا يعيش 723 شخصاً من 25 دولة حياة مخيفة بمنتجع فاخر

قيل لمئات
الضيوف في منتجع بجزيرة تينيريفي، كبرى جزر الكناري، الأربعاء 26 فبراير/شباط،
إنهم قيد الاحتجاز في فندقهم 14 يوماً، لأن السلطات حاولت منع انتشار فيروس كورونا
بعد اكتشاف وجود عددٍ من الإصابات هناك، هذا الأسبوع.

حسب صحيفة The New York Times الأمريكية، انتشرت أخبار الحجر الصحي بالمنتجع، وهو قصر كوستا
أديجي، مع مسارعة المسؤولين في أوروبا إلى اتخاذ إجراءات لاحتواء تفشي الفيروس،
الذي امتد إلى سبع دول على الأقل في القارة. وكشفت إسبانيا، التي تعد جزر الكناري
جزءاً منها، وجود إصابات إضافية يوم الأربعاء، في حين أبلغت فرنسا عن حالة الوفاة
الثانية فيها.

يعد قصر كوستا أديجي، الذي هو
منتجعٌ من فئة 4 نجوم يضم مطعماً وحمامات سباحة وأكثر من 450 غرفة، واحداً من
فندقين على الأقل بصدد إغلاقهما في أوروبا. وقد أغلق المسؤولون بمدينة إنسبروك
النمساوية، المشهورة بأنشطة التزلج على الجليد، فندقاً يضم 108 غرف بعد أن ثبتت
إصابة أحد موظفيه بالفيروس.

في أديجي، قال المسؤولون إن
نحو 723 شخصاً من 25 دولة كانوا يقيمون بقصر كوستا أديجي. إذ أظهرت مقاطع فيديو
نُشِرَت على مواقع التواصل الاجتماعي النزلاء وهم يتجولون بالقرب من حمام السباحة
وحول المطعم، في حين يضعون أقنعة الوجه، الأربعاء، فيما يوفر الفندق لهم مخزوناً
من النبيذ الفوَّار.

رغم ذلك، سُمِحَ للنزلاء
بالاختلاط ومشاركة المساحات العامة بالفندق، بعدما أبلغتهم رسالة موجهة من إدارة
الفندق أنه “يمكنهم التنقل في أرجاء الفندق”، وهو ما أثار مخاوف البعض
من أن هذه الأوضاع قد تسمح للفيروس بالانتشار.

في ضوء ذلك، أبدت ستيفاني
هاناي قلقها في مقطع فيديو شاركته على منصة إنستغرام، تصوِّر فيه المطعم الممتلئ
بالنزلاء والموظفين، فيما تقول: “لماذا قد تود الجلوس في غرفةٍ مليئة
بالأشخاص من المحتمل أن يصيبوك بالعدوى؟”.

في حين تقول تيريزا كروز،
المسؤولة الصحية الإقليمية، إن العاملين بالفندق سُمِحَ لهم بمغادرة المكان طالما
لم تظهر عليهم أي أعراض للمرض.

اكتُشِفَت أول حالة إصابة
بفيروس كورونا لأول مرة في الفندق، الإثنين 24 فبراير/شباط، عندما أُصِيبَ طبيبٌ
إيطالي كان في الجزيرة، منذ أسبوع، بالحمى وأُدخِل المستشفى. وأعلن المسؤولون
الصحيون أن فحص شريكته للفيروس جاء إيجابياً يوم الثلاثاء 24 فبراير/شباط.

قال المسؤولون إن الزوجين
كانا جزءاً من مجموعةٍ مُكوَّنة من عشرة أشخاص مسافرين معاً، وقد أثبتت الفحوص
إصابة اثنين آخرين منهم بفيروس كورونا. في حين أعلنت تيريزا كروز أن الأربعة
نُقِلوا للمستشفى وأنهم “بصحة جيدة”.

أكَّدَت أن مسؤولي الصحة لا
يزالون ينتظرون نتائج الاختبارات التي أُجرِيَت لجميع النزلاء في قصر كوستا أديجي.
إذ ظهرت الأعراض على 11 نزيلاً.

من المُتوقَّع أن يُصرَّح
لنحو 100 نزيل كانوا قد وصلوا إلى الفندق، بعد تشخيص الحالات الأولية، بالمغادرة
بشكل أسرع.

تقول هارييت ستراندفيك، وهي
نزيلة فنلندية بالفندق، إنها كانت تحاول تعود فكرة كونها قيد الاحتجاز مدة أسبوعين
في المنتجع. إذ أوضحت أن هناك بعض النقاط الإيجابية في الأمر، ولكن هناك أيضاً بعض
الأسباب التي تستدعي القلق.

إذ كتبت هارييت رسالة تقول:
“نستمتع بالشمس وقراءة الكتب، ونلعب بأوراق اللعب معاً، لكننا نتوق إلى كلبنا
في الوطن. يبدو الوضع غير منظَّم بعض الشيء هنا، خصوصاً مع إتاحة قدر ضئيل جداً من
المعلومات”.

على جانب آخر، صرحت ستيلا
كيرياكيدس، مفوضة الصحة بالاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، بأنها طلبت من جميع الدول
الأعضاء أن يبعثوا لها بتفاصيل تتعلَّق باستعدادهم لمواجهة الوباء، وضمن ذلك كيفية
تخطيطهم لاقتفاء أثر من كانوا على اتصال بشخص مصاب.

إذ قالت  في مؤتمر أجرته
بروما يوم الأربعاء: “طلبنا من الدول الأعضاء مراجعة خططهم الخاصة بالوباء،
بالإضافة إلى قدرات الرعاية الصحية، وضمن ذلك القدرة على التشخيص والاختبارات
المعملية وتدابير اقتفاء أثر مخالطي المرضى”.

وجاء الضغط الأوروبي ذلك
تزامناً مع إعلان المسؤولين الإسبان، الأربعاء الماضي، عن ثبوت إصابة واحد في كل
من مدريد، وكاتالونيا، وإشبيلية، ولا غوميرا، وآخر من جزر الكناري، وهو ما رفع
إجمالي عدد المصابين في البلاد إلى 13 مصاباً.

حالهم كحال الطبيب الإيطالي
وشريكته في منتجع قصر كوستا أديجي، وصل عديد من المرضى مؤخراً من إيطاليا، التي
شهدت نوبة اندلاع تُعَد هي الأكبر في أوروبا بأكثر من 300 حالة. تأثر إقليم لومباردي في
إيطاليا بشكل خاص، من جراء تفشي المرض
. كما أُبلغ عن حالات تبدو ذات صلة بلومباردي في كل من فرنسا والنمسا
وكرواتيا وسويسرا.

ومع ذلك، قال فرناندو سيمون،
رئيس مركز تنسيق الطوارئ في إسبانيا، إن البلاد لم ترَ بعدُ حاجة إلى اتخاذ
تدابير، مثل فرض نقاط تفتيش على الحدود أو في المطارات للسيطرة على فيروس كورونا.

يُذكر أنه كان هناك نوعان من
الزوار في أديجي يوم الأربعاء الماضي: أولئك الذين ما زالوا محتجزين في الفندق
بسبب الفيروس، وأولئك الذين يقيمون بمكان آخر، ويتمتعون بِحرية التجوال ويتساءلون
عن أحوال أولئك الذين هم قيد الاحتجاز.

إذ تساءلت كاترين فان جيل،
وهي زائرة بلجيكية: “كيف يتدبر أولئك الناس إفطارهم؟”. 

وأكد معظم الناس الموجودين
خارج قصر كوستا أديجي، أن التفشي لا يثير قلقهم، لكنهم سيتجنَّبون مناطق تينيريفي
السياحية المكتظة بالسياح.

أما بيرند درويتز، وهو زائر
من ألمانيا، فقال: “طالما بقوا داخل الفندق هناك، فأعتقد أننا في أمان”.

وقال آخرون، مثل جون، وهو
زائر من أيرلندا رفض الإفصاح عن اسم عائلته، إنه هو وزوجته سيختصران عطلتهما
ويعودان إلى الوطن يوم الجمعة 28 فبراير/شباط بدلاً من يوم الأحد 1 مارس/آذار.

داخل الفندق، كانت عزيمة بعض
الضيوف، على الأقل، تخفت. إذ قالت هانا غرين، وهي نزيلة بريطانية، على حسابها
الشخصي بموقع إنستغرام: “يعتقد الناس أننا في عطلة طويلة، في حين أن الأمر
ليس كذلك على الإطلاق. لا أطيق صبراً على الرحيل”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى