الأرشيفتحليلات أخبارية

السعودية بدلا من أن تحارب الإرهاب التى كانت المحرك الرئيسى له تمول حملة إعلانية وموقعا إلكترونيا للهجوم على قطر

هدفت إعلانات قناة «سليك تي في» التي ترعاها مجموعة ضغط سعودية إلى التأثير على الرئيس «دونالد ترامب»، وفي الواقع، لقد تم إنتاج هذه الإعلانات من خلال شركة كبيرة للضغط ترتبط بهيلاري كلينتون.
وساعدت مجموعة بوديستا التي شارك في تأسيسها «جون بوديستا» رئيس الحملة الانتخابية لـ«هيلاري» برئاسة شقيقه «توني» في إنتاج الإعلانات التي بدأ بثها الشهر الماضي لحث البيت الأبيض على قطع العلاقات مع دولة قطر الخليجية بزعم دعمها للإرهاب، لكن الإعلانات لا تذكر سوى لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية (سابراك)، دون أي ذكر لـ«بوديستا»، وهي الممارسة التي قد تنتهك قوانين الضغط الأمريكية.
وجاء في الإعلانات أنّ هناك «دولة واحدة في الخليج تشكل تهديدًا للأمن العالمي، وهي قطر». وتحذر من أنّ قطر راعية للإرهاب، و«تقوض» حلفاء أمريكيين في المنطقة لم تكشف عن أسمائهم.
وتردد الإعلانات الرسالة الرسمية التي تردها مجموعة من الدول تقودها السعودية، والتي قطعت علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو/حزيران، واتهمتها بتمويل الإرهاب وممارسة علاقات وثيقة مع إيران، وهي الاتهامات التي تنفيها الدوحة.
وقد تم بث الحملة الإعلانية بشكلٍ متكرر خلال البرامج الإخبارية في القنوات، وحتى خلال بطولة بريطانيا المفتوحة للجولف الشهر الماضي، وقال «ريما دافي» المدير التنفيذي للجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية إنّ هذا البث يركز على أنّ «الرئيس دونالد ترامب لاعب غولف ومشاهد أيضًا».
لكن ظهر الحديث عن مشكلة قانونية في التعاون بين اللجنة ومجموعة بوديستا حول إنتاج الفيديو.
وأكدت مجموعة بوديستا لـ «ديلي بيست» أنّها تعمل مع اللجنة، لكنها رفضت تحديد الأنشطة الدقيقة التي تقوم بها، وقال «ديفيد مارين»، المتحدث باسم الشركة، عبر البريد الإلكتروني يوم الجمعة: «نحن بصدد تقديم استمارات الإفصاح العامة لهذا التمثيل الذي سوف يجيب على أي أسئلة قد تكون لديكم».
إشكالية قانونية
ويثير هذا التعاون إشاراتٍ حمراء بين بعض الخبراء في قوانين الضغط في الولايات المتحدة، وفي حين أنّ بوديستا مسجلة كعاملٍ رسميٍ لصالح الحكومة السعودية، لم تُسجل سابراك كعاملٍ لصالح حكومة أجنبية، لكنّه من خلال إنتاج هذا الفيديو، فقد عملت اللجنة مع واحدة من العديد من الشركات التي تمثل السعودية في واشنطن لتعزيز المصالح الجيوسياسية للمملكة، وتتوقف المسألة القانونية على من يقوم بتوجيه عمل اللجنة أو دعمها ماليًا.
وقد تم تشكيل لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية على غرار منظمات مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، والتي تضغط لصالح السياسات التي غالبًا ما تتماشى مع مصالح الحكومة الإسرائيلية، لكنّ إيباك ليست موجهة وليست ممولة من قبل الحكومة الإسرائيلية، ما يسمح لها بالإفصاح الكامل عن أنشطة الضغط كما تفعل أي مجموعة محلية أخرى.
وتلتزم المجموعات الأخرى بقانون مختلف، وهو قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، ويضع هذا القانون شروطًا إضافية للإفصاح عن شركات الضغط والعلاقات العامة التي تعزز مصالح الحكومات الأجنبية أو تستخدم الموارد التي توفرها تلك الحكومات.
وعلى النقيض من مجموعات مثل إيباك و سابراك، فمجموعة «بوديستا» هي وكيل أجنبي مسجل، وهي تقوم بالدعوة وتدير العلاقات العامة نيابةً عن عدد من الحكومات الأجنبية، بما في ذلك السعودية، من خلال كيانٍ دولي يُدعى مركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان الملكي السعودي.
ويعني عدم وجود تسجيل لـ «سابراك» أنّ عملها غير موجه أو ممول من قبل الحكومة السعودية، وتجب الإشارة في منشورات المنظمة إلى أنّ مواقفها لا تعكس مواقف المملكة، لكنّ المنشورات التي صدرت عن المجموعة، وعمل المجموعة عمومًا، يبدو متماشيًا تمامًا مع توجهات الحكومة السعودية في القضايا الجيوسياسية الكبرى، بما في ذلك الهجوم المستمر على قطر.
وتقول «ليديا دينيت»، وهي محققة في مشروع الرقابة الحكومية، إنّ طبيعة عمل المجموعة، إلى جانب تعاونها الواضح مع بوديستا، يطرح تساؤلات حول عدم تسجيلها كوكيلٍ أجنبي.
وعلى الرغم من أنّ القانون الفيدرالي يتطلب الكشف في الوقت المناسب عن الضغط والعلاقات العامة نيابةً عن الحكومات الأجنبية، فإنّ العقوبات المدنية والملاحقات الجنائية ضد الكيانات التي تفشل في الإفصاح نادرة للغاية، ولم تقدم وزارة العدل التي تشرف على امتثال الوكلاء الأجانب لمنظمة «فارا»، سوى سبع شكاوى جنائية بشأن انتهاكات القانون في الفترة من عام 1966 إلى عام 2015، ولم تلتمس أي مساعدة قضائية مدنية بموجب القانون منذ عام 1991.
وقالت «دينيت» إنّ الافتقار الواضح إلى الإفصاح عن الوكلاء الأجانب، هو مثال ممتاز على مدى عدم وضوح متطلبات «فارا»، وكيف أنّ بعض العاملين في أعمال الضغط والتأثير يسعون للتهرب من متطلبات الإفصاح الأكثر صرامة.
موقع للهجوم على قطر
وبالإضافة إلى حملتها الإعلانية، أطلقت المجموعة أيضًا موقعًا على الإنترنت، وهو “قطر إنسايدر”، بعد أسابيع قليلة من اندلاع أزمة قطر، ويصف الموقع نفسه بـ “المصدر الشامل للمعلومات الحقيقية حول تمويل قطر وأنشطتها ودعمها للجماعات الإرهابية والإسلامية المتطرفة”.
وشارك «قطر إنسايدر» في اتهام الدوحة بإخفاء أحد المتهمين بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وقال «أندرو بوين»، من معهد المشاريع الأمريكية: «يثير ذلك الكثير من التساؤلات حول السعودية ومشاركتها الأوسع في 11 سبتمبر/أيلول». وأضاف أنّ «محاولة ربط قطر بهذا الأمر تضر بمنطقة الخليج ككل في عيون معظم الأمريكيين».
ويأتي عمل «سابراك» في الوقت الذي تعزز فيه السعودية جهودها في مجال الضغط والعلاقات العامة في واشنطن التي تضاعفت منذ أن خاضت المملكة معركة العام الماضي ضد تشريعٍ يسمح لضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدولة بمقاضاة الحكومة باتهامات الدعم أو التمويل، وذكرت سجلات وزارة العدل أنّ أكثر من عشرة أفراد وشركات سُجلوا كعاملين سعوديين في سجلات «فارا» لتسجيل الوكلاء الأجانب منذ العام الماضى.
وتعد مجموعة بوديستا من بين أكثر ممثلي المملكة تأثيرًا في واشنطن، ويدير هذه الشركة الديمقراطي المخضرم «توني بوديستا»، الذي جمع مبالغ من 6 أرقام لصالح منافسة «ترامب» الديمقراطية «هيلاري كلينتون». وترأس حملتها «جون بوديستا»، شقيق «توني».
وقد اضطرت مجموعة «بوديستا» سابقًا إلى الكشف بأثر رجعي عن أنشطة الضغط نيابةً عن زبائنها من الحكومات الأجنبية، في أعقاب نشراتٍ إخبارية سلطت الضوء على التناقضات في تقاريرها المتعلقة بالإفصاح لدى «فارا».
المصدر
 ذا ديلي بيست

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى