الأرشيفتقارير وملفات

السيسي يجعل الدين الإسلامى فزاعة ويطرد المتدينين من الجيش والشرطة

مجددا يعلن نظام السيسي حربا شاملة على كل مظاهر التدين في مصر، ومن يبدو أن لديهم توجهات دينية داخل المؤسسات السيادية، بما يكشف رؤيته أن التدين وجميع مظاهره «تهمة» أو «جريمة»، إلا أنها سياسة ليست بالجديدة فهي تأتي ضمن حرب النظام ضد كل ما هو إسلامي، عبر شعارات فضفاضة أبرزها محاربة «الإرهاب» و«تجديد الخطاب الديني» وصولا إلى تنقية مؤسسات الجيش والشرطة والدولة، بينما جميعها يجمعها سياسة تجفيف المنابع واستئصال كل ما يمت لهوية الدولة الإسلامية، مع توسيع دائرة الاشتباه والفرز الديني والآيديولوجي وتعميق الاستقطاب والتمييز. 

فمع تشويه دور الأزهر وتسييسه، تجري حملات إعلامية لتغيير المناهج الدينية، مع حملات أمنية واسعة ضد من تراهم الدولة متدينين، مع حملة اعتقالات منظمة واسعة، تعمقت منذ انقلاب الثالث من يوليو (تموز)، مع سعي السيسي لتصنيف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإخوان «جماعة إرهابية» كغطاء لمزيد من القمع ضد الإسلاميين ورسم خرائط جديدة.

يرى مراقبون أن السيسي يحارب جماعة الإخوان المسلمين ليس بوصفها خصما سياسيا، ولكن لمرجعيتها الإسلامية، مع توظيف حربه ضد الإسلاميين لحصد مكاسب وتثبيت نظامه وتسويق نفسه غربيا. 

طرد أصحاب التوجهات الدينية

في تطور نوعي خطير يهدد هوية الدولة المصرية الإسلامية ومؤسستها، أعلن رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي، أنه لن يسمح بأن يكون هناك أشخاص لهم توجهات دينية داخل مؤسستي الجيش والشرطة، وإذا وجدوا سيتم طردهم، وذلك خلال الندوة التثقيفية لإدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، الخميس، بعنوان «مجابهة الإرهاب – إرادة أمة».

قال السيسي: أخبث وأدهى وسيلة لتدمير الدول هي الإرهاب.. مش تدمير أنظمة.. ده بيدمر الدولة ببلاش تماما، ومصر بقى لها ثلاث سنين ونصف السنة، وزيادة، وهي تحارب هذه الحرب، ومحدش حاسس بيها.. نحارب حربين، حرب علشان نبني بلدنا، وحرب علشان نحمي بلدنا.. يحمي الجيش والشرطة شعب.. ميبقاش لاجئين، ولا يبقى مُروع كده.. دي أعظم وأشرف وأقدس مهمة.

وأضاف: «يا إما يكون مع بلده بس.. يا إما بلاش.. لكن جوه الجيش لا يمكن هنسمح إن يبقى فيه حد جواه كده، واللي هيبان عليه كده هنمشِّيه، وده أمر موجود من أكثر من ثلاثين سنة، وده اللي خلَّى الجيش ده كده.. ونحن لا ندرب إلا جيشا وطنيا فقط.. توجهاته وطنية، لا مذهبية، ولا عرقية، ولا طائفية».

حرب ضد الإخوان المسلمين

ألقى رئيس مجلس إدارة صحيفة «المصري اليوم»، أحد مفكري عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، عبد المنعم سعيد، كلمته باللقاء نفسه تحت عنوان: «أساليب أهل الشر في تثبيط الهمم»، وهاجم جماعة الإخوان المسلمين، قائلا إنهم «أهل الشر»، داعيا لشن حملة دعاية مضادة لهم.

سى

تحويل الدين لفزاعة يجذب بها رضا الغرب عليه

وهناك مؤشرات أولية تثير المخاوف بشأن إمكانية تحول ريكس تيلرسون – وزير الخارجية الأميركي – إلى ذراع إماراتي مناسب لاستئصال وسحق الإسلاميين، بحيث يحقق لأبوظبي ما لم تنجزه إدارة أوباما ووزير خارجيته جون كيري، في المقابل هناك ثمن ومقابل لا بد أن تدفعه أبوظبي لواشنطن قد يكون مزيدا من التغلغل بالعالم العربي والقضاء على الربيع العربي وعلى تيارات الإسلام السياسي المعتدلة، باعتبارها العمود الفقري المكون لها والمحرك للحراك الثوري. 

فالقرار المرتقب صدوره من ترمب ضد الإخوان المسلمين سيحتاج أذرعا عربية للترويج له، ولتنفيذه بتوجيه ضربات إجهاضية واستئصالية جديدة بذريعة قدومها من ساكن البيت الأبيض الجديد وصعوبة مناوأته أو رفض قراراته، فيما كان قرار ترمب حظر دخول لاجئي 7 دول إسلامية وسرعة شرعنته من قبل أبوظبي نموذجا على مستقبل العلاقة بينهما.

سحق أعداء الداخل.. من هم؟

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها نشر أمس الأربعاء أن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين «إرهابية» بشكل رسمي سيؤثر في علاقات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خاصة أنها عماد للمجتمع في عدد من الدول العربية، مشيرة إلى أن مصر والإمارات ضغطتا على ترمب لحظر الجماعة؛ في محاولة منهما لسحق الأعداء الداخليين.

تيلرسون يساوي الإخوان المسلمين بالقاعدة

ذكرت الصحيفة: لا يعرف الشكل الذي سيتخذه الأمر الرئاسي، فقد يطلب من وزير الخارجية ريكس تيلرسون مراجعة فكر الإخوان، وفيما إن كان يجب أن تصنف بأنها جماعة إرهابية أم لا، وكان تيلرسون في جلسة تأكيد تعيينه قد وضع الإخوان المسلمين إلى جانب تنظيم القاعدة؛ باعتبارهما وكلاء للراديكالية الإسلامية، إلا أن المسؤولين قد يضيقون مجال الأمر حتى لا يؤثر في الجماعات الأخرى خارج مصر، أو يضعونه على الرف بانتظار تشريع من الكونغرس.

سحق الإسلاميين.. مهمة متبادلة بين بن زايد والسيسي وترمب

وأوضحت الصحيفة أن المرحلة الناجحة للإخوان المسلمين انتهت عام 2013، عندما أطاح قائد الجيش المصري، بالرئيس محمد مرسي، وقام بحملة قمع ضد الإخوان، وبدأ بالضغط على الأميركيين لتصنيف الجماعة إرهابية، حيث يقول مسؤولون أميركيون إن الحوارات الأميركية المصرية، في الفترة ما بين 2013 إلى 2015، كانت دائما تشتمل على مطالب مصرية بتصنيف الجماعة إرهابية، منوهة إلى أن مصر قدمت تقريرا، أعدته الأجهزة الأمنية، لوزارة الخارجية الأميركية، وضع أمام وزير الخارجية جون كيري، ولم يشتمل على معلومات جديدة، وقررت الخارجية الأميركية بعد ذلك أن الأرضية القانونية ليست متوفرة من أجل تصنيف الجماعة إرهابية.

ريكس تيلرسون.. الورقة الرابحة

ملف بحث التنظيمات الإرهابية واقتلاعها من جذورها دون تمييز بين التيارات الإسلامية المعتدلة والراديكالية صار محور حديث دونالد ترمب ووزير خارجيته وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

فقد بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، مؤخرًا، المستجدات في المنطقة وجهود المجتمع الدولي في مكافحة العنف والتطرف والإرهاب.

وتأتي المحادثات في ظل إصرار إدارة دونالد ترمب على محاربة ما تسميه الإرهاب الإسلامي والتشدد الإسلامي دون تمييز بين جماعة الإخوان المسلمين وتيارات الإسلامي السياسي المعتدلة، وبين جماعات مثل داعش والقاعدة والحرس الثوري الإيراني.

موقف أبوظبي المخذى من الحظر

وكانت أبوظبي قد رفضت انتقاد قرار الرئيس الأميركي ترمب، بمنع دخول مواطني 7 دول إسلامية إلى بلاده، وذلك في وقت يواجه فيه هذا القرار انتقادات شديدة داخليًا وعالميًا وعربيًا، وزعم وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد أن أمر الرئيس الأميركي “قرار سيادي للولايات المتحدة، ولا يستهدف دينًا بعينه”.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد وصفت صمت مصر على قرار ترمب بـ«الغريب»، كونها واحدة من أكبر الدول الإسلامية بالمنطقة.

القتل المعنوي معركة مشتعلة

ويمارس نظام السيسي عملية القتل والتشويه المعنوي للإسلاميين، فقد رصد المحلل الإسرائيلي تسيفي برئيل – المختص في الشؤون العربية – في مقاله بصحيفة هآرتس الصهيونية، أن فيلم “مولانا” جاء للترويج لأهداف السيسي في حربه المقدسة ضد الإسلاميين، وهذا السبب كان وراء السماح بعرضه على الرغم من إساءة الفيلم إلى رجال الدين وهجوم مؤلفه إبراهيم عيسى على نظام السيسي.

تحويل الدين الإسلامى لفزاعة

 السيسي أدرك أن قضية الإرهاب هي الفزاعة التي تقلق الغرب، وأن الإسلام هو كلمة السر في صراع الغرب والشرق لذا فقد أعلن انحيازه بوضوح للرواية الغربية التي تقول إن الإسلام دين إرهاب وقتل وسفك دماء، فأعلن في خطاب مفتوح وفي مناسبة دينية ومن قلب القاهرة وفي حضور شيخ الأزهر ومفتي البلاد ووزير الأوقاف أنه مؤيد لرواية الغرب بأن المسلمين يريدون قتل غيرهم ليعيشوا هم وحدهم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى