آخر الأخبار

السيسي يظهر مع عسكريين ويلوح بالجيش.. أول تعليق للرئيس المصري بعد فشل مفاوضات النهضة

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت 20 يونيو/حزيران 2020، في أول تعليق له على فشل مفاوضات سد النهضة، ولجوء بلاده إلى مجلس الأمن لإجبار إثيوبيا على التوقيع على اتفاق عادل بخصوص حصص مياه نهر النيل، إن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة.

جاء حديث السيسي أثناء تفقده المنطقة الغربية العسكرية، القريبة من الحدود الليبية، في حضور القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع ورئيس الأركان، وأضاف السيسي وفق بيان للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بسام راضي، أن الجيش المصري جيش رشيد يحمي ولا يهدد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج البلاد.

السيد الرئيس اثناء تفقده الوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية صباح اليوم: “الجيش المصري من اقوي…

حديث السيسي: تلميحات السيسي تأتي في ظل تعقيد ملف سد النهضة بعد فشل المفاوضات التي قادتها مصر والسودان مع إثيوبيا، لوضع تصور نهائي لحصص دولتي المصب السودان ومصر في المياه، بعد إعلان إثيوبيا إنشاء سد النهضة.

يأتي ذلك في الوقت الذي يعيد الإعلام المصري نشر مقطع فيديو للرئيس السيسي وهو يرد على أحد الأسئلة التي وُجهت له في مؤتمر للشباب، في سبتمر/أيلول من عام 2019، يقول فيه إنه توجد مشكلة حقيقية في المفاوضات مع إثيوبيا بخصوص حصص المياه المخصصة لمصر بعد سد النهضة. 

ويختتم السيسي حديثه في مقطع الفيديو بالقول: “العفي محدش ياكل لقمته، وخلوا بالكم من بلدكم”. في إشارة إلى أن مصر دولة قوية مقارنة بدول أخرى في المنطقة، كالعراق التي خسرت مليارات الأمتار من مياهها بسبب الحروب.

مجلس الأمن: كانت مصر أعلنت الجمعة، 19 يونيو/حزيران 2020، أنها تقدمت بطلب إلى مجلس الأمن بالأمم المتحدة، دعته فيه إلى “التدخل من أجل التوصل إلى حل عادل” بعد “تعثّر” مفاوضات سد النهضة.

حيث أفاد بيان للخارجية، نشرته عبر حسابها على فيسبوك، أن مصر طلبت من مجلس الأمن “التدخل بغرض التوصل إلى حل عادل ومتوازن لقضية سد النهضة الإثيوبي، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية قد يكون من شأنها التأثير على فرص التوصل إلى اتفاق”.

فيما تخطط إثيوبيا لبدء ملء سد النهضة في موسم الأمطار لهذا العام، والذي يتزامن مع حلول يوليو/تموز المقبل، وسط رفض سوداني- مصري للملء بقرار أحادي دون اتفاق.

تعثُّر المفاوضات: وبحسب البيان، فإن مصر “اتَّخذت هذا القرار على ضوء تعثر المفاوضات التي جرت مؤخراً حول سد النهضة، نتيجة للمواقف الإثيوبية غير الإيجابية، والتي تأتي في إطار النهج المستمر، على مدار عقد من المفاوضات المضنية”.

وعلى مدار 7 أيام، كان آخرها الأربعاء، التأمت مفاوضات فنية عبر دوائر تلفزيونية بين الدول الثلاث، بحضور مراقبين من الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة، غير أنها لم تتوصل إلى نتيجة أو اتفاق مشترك، حول قواعد ملء وتشغيل السد، وسط اتهامات متبادلة بين مصر وإثيوبيا حول المتسبب في عدم التوصل لنتيجة.

وأضاف البيان أن “كافة الجهود تعثرت لعدم توفر الإرادة السياسية لدى إثيوبيا، وإصرارها على ملء السد بشكل أحادي، بالمخالفة لاتفاق المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في مارس/آذار 2015، وينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث حول قواعد ملء وتشغيل السد، ويلزم إثيوبيا بعدم إحداث ضرر جسيم لدولتي المصب”.

السيسي لرجال القوات المسلحة: كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة داخل حدودنا أو خارجها إذا تطلب الأمر#ON

وتابع: “نظراً لما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لشعب مصر، فقد طالبت مصر مجلس الأمن بالتدخل وتحمل مسؤولياته، لتجنب أي شكل من أشكال التوتر وحفظ السلم والأمن الدوليين”.

موقف إثيوبيا: في المقابل أعلن وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندارغاشو، الجمعة، أن بلاده ستمضي قدماً وتبدأ ملء خزان سد النهضة “حتى دون اتفاق”.

حيث قال أندارغاشو، في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، إنه “بالنسبة لنا ليس إجبارياً التوصل لاتفاق قبل البدء في ملء الخزان، وبالتالي سنباشر عملية الملء في موسم الأمطار المقبل”.

أضاف: “نعمل بجهد للتوصل لاتفاق، لكننا ما زلنا سنمضي قدماً في جدولنا أياً كانت النتيجة… وإذا تعيّن علينا انتظار مباركة الآخرين فقد يظل السد عاطلاً لسنوات، وهو ما لن نسمح بحدوثه”.

وتابع: “نريد أن نوضح أن إثيوبيا لن تتوسل مصر والسودان لاستخدام موردها المائي لتنميتها”، مشيراً إلى دفع إثيوبيا لبناء السد بنفسها.

وحول عدم تحديد موعد لاستئناف المحادثات، قال وزير الخارجية إن “بلاده لا تعتقد أنه حان الوقت لنقل الأمر على مستوى زعماء الدول”.

تلميحات بخطوات عسكرية: وفي وقت سابق، لمَّحت كل من مصر وإثيوبيا إلى اتخاذ خطوات عسكرية لحماية مصالحهما بسد النهضة، ويخشى الخبراء من أن يؤدي انهيار المحادثات إلى صراع.

وفي المقابلة مع الوكالة الأمريكية، لم يذكر وزير الخارجية الإثيوبي ما إذا كانت بلاده ستستخدم القوة العسكرية للدفاع عن السد وعملياته.

بهذا الخصوص، قال أندارغاشو: “يجب أن يكون هذا السد سبباً للتعاون والتكامل الإقليمي، وليس سبباً للخلافات وشنّ الحروب”.

يعتبر هذا التصريح الأول من نوعه لوزير الخارجية الإثيوبي بعد انتهاء آخر جولة مباحثات مع مصر والسودان، الأربعاء، بعد أن احتضنتها الخرطوم على مدار نحو أسبوع، دون التوصل إلى نتائج إيجابية.

يشار أن وصول موسم الأمطار يجلب مزيداً من المياه للنيل الأزرق، وهو الفرع الرئيسي لنهر النيل، وتعتبر إثيوبيا أنه الوقت المثالي للبدء في ملء خزان السد الشهر المقبل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى