آخر الأخباركتاب وادباء

السينما العالمية ودورها القذر فى تشويه صورة الاسلام والمسلمين

بقلم الأديب الكاتب

المستشار حاتم غريب

رئيس فرع المنظمة فى مصر

من أوائل المؤسسين

لا شك ان صناعة الافلام تلعب دورا هاما فى انتاج وتشكيل الوعى الانسانى بكافة صوره وخاصة السينما العالمية بامكانياتها المادية والفنية والتكنولوجية العالية والتى استطاعت من خلالها الدلوف الى العقول بكل ماتحمله من خيال او تجسيم للواقع ما ادى الى استقطاب الملايين من المشاهدين حول العالم وهى وان كانت تحمل بعض الايجابيات الا انها فى ذات الوقت قد تشكل خطرا كبيرا فى التاثير على الوعى والادراك لدى العديد من المحبين لها خاصة من لايتمتعون بقدر ولو بسيط من العلم والثقافة والضمير الانسانى وهذه الفئة يمكن توجيهها بسهولة من قبل خبراء وصناع الافلام السينمائية وقد اصبحت السينما العالمية صناعة تنشأ لها المدن السينمائية الضخمة كما فى اميركا والهند حيث انها تدر عائد بملايين الدولارات وهذا المجال كما الاقتصاد العالمى تسيطر عليه الصهيونية العالمية بما تملكه من اموال ونفوذ وهو ما اهلها للعبث فى وعى الشعوب خاصة التى ينتشر فيها الجهل والفقر فاستطاعت ان تغير وعيها الى حيث تريد ونجحت فى ذلك الى حد بعيد.
………………………………………………………..
لقد دأبت السينما العالمية فى الاونة الاخيرة على تناول موضوعات كانت تعد فى السابق خطا احمر لايجب تخطيه ومن هذه المواضيع الاسلام والمسلمين وسارت فى ركاب اعداء الاسلام الذين صنعوا ظاهرتى الاسلام السياسى والاسلاموفوبيا وهما الظاهرتان الذين وصما الاسلام بالارهاب فاصبح الاسلام دين ارهاب والمسلم ارهابى وقد استغلت بعض الاحداث والواقائع التى حدثت فى بعض الدول فى بدايات القرن الحادى والعشرين وصنعت منها افلاما للتاثير على الراى العام العالمى ولعل من اهم تلك الاحداث ماتعرضت له الولايات المتحدة فى الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 ثم مذبحة مومباى فى نوفمبر 2008 واحداث اخرى فى لندن وباريس وغيرها من المدن الاوروبية لكن تسليط الضوء اكثر على احداث اميركا والهند وانتجت افلام بشانهما الصقا فيهم الارهاب بالاسلام والمسلمين وان المسلمين هم الوحيدون الذين يقومون بتلك العمليات التى تودى بحياة الابرياء ممن لايدينون بالاسلام على الرغم من ان مذبحة مومباى راح ضحيتها عدد من المسلمين والعرب ممن كانوا محتجزين فى فندق تاج محل بمدينة مومباى المركز المالى للهند وهو من الفنادق التى يرتادها الاثرياء من رجال الاعمال والساسة من جميع انحاء العالم واتهمت الهند يومها باكستان بتدبير تلك المذبحة التى راح ضحيتها مايقارب المائة وسبعون شخصا.
………………………………………………………
استطاعت السينما العالمية ان تسلط الاضواء وباحترافية شديدة على المسلمين بانهم هم القتلة والسفاحين فى حين انهم غالبا مايكونون هم الضحايا ضحايا العنصرية والتفرقة فقد تعمدت السينما العالمية تجاهل المذابح والقهر الذى يتعرض له المسلمون فى جميع انحاء العالم على يد مجموعات ارهابية مسلحة او دول تمارس الارهاب والقتل والتعذيب ضد الاقليات المسلمة وليست الصين ومينمار ببعيد عن تلك الاحداث وماذا عن الاحداث التى جرت بنيوزلندا العام الماضى وراح ضحيتها مايقارب الخمسون مسلما قتلوا داخل المساجد ومايجرى للمسلمين من اضطهاد وقهر وتعذيب حتى فى بلدانهم على يد الطواغيت من حكامهم اين السينما العالمية من كل تلك الاحداث والوقائع التى لم يهتز لها الضمير العالمى وان كان البعض يدين ويشجب ويشعر بالاسى وهى شعارات دبلوماسية امام الشعوب ثم اين تلك السينما مما حدث للمسلمين فى الاندلس والمذابح الشنيعة التى تعرضوا لها وماجرى لهم كذلك فى البوسنة والهرسك وصربيا ومايجرى ويحدث الان فى الاراضى الفليسطينية على يد الصهاينة عفوا تذكرت الان ان الصهاينة انفسهم هم من يمتلكون تلك الصناعة فكيف يدينون انفسهم.
…………………………………………………….
واخيرا طالما ان السينما لها كل هذا التاثير القوى لدى الغالبية من الشعوب فاين السينما العربية المسلمة من كل ذلك ولماذا لايساهم الاثرياء العرب المسلمون فى انتاج افلام تتناول بشكل جيد الصورة الصحيحة للاسلام والمسلمين وتنقل لهذا العالم الذى يجهل هذا الدين كيف انه دين سماحة وتقدم وحرية راى وقبول الاخر وانه ابدا لم ولن يكون دين قتل وارهاب وان المسلمين يوما ما كانوا اصحاب حضارة وهم قادرون على اعادتها لو توافرت لهم السبل لتحقيق ذلك فلنتحرك الان قبل فوات الاوان.
حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى