آخر الأخبارتحليلات

الشعب المصرى لا يؤمن فيه المصريون بأن مصر بلدهم إنما هي للأسياد فقط

مع بخور كهنة المعبد محمد مختار جمعة وأوغاد الإعلام احمد موسى ومصطفى بكرى

تقرير إعداد الباحث والمحلل السياسى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 
رئيس حزب الشعب المصرى 
جنيف – سويسرا

رغم انهيار الاقتصاد بالكامل، وتفشي الفقر والجوع والبطالة وغلاء الأسعار الجنوني الغير مسبوق والغاء الدعم، ومطالبة السيسي للشعب بالتحمل والتقشف، إلا أن البيه الديكتاتور الفاشي الفاسد الخائن الصهيوني لم يكتفى بذلك بل بادر بهدم منازل المواطنين ولم يفرق بين الفقراء والأغتياء ولا يمكن اعتبار نظام السيسي نظاما تفاوضيا بأي حال من الأحوال، فالرجل ليس مجرد ديكتاتور عادي مثل من سبقوه من ديكتاتورين أو حكام سابقين حكموا مصر في العصر الحديث قريبه أو بعيده، فالرجل عبر شواهد متتالية وموثقة يثبت لنا أنه ممن يعتقدون في أنفسهم أن الله آتاهم الملك من دون الناس، وأنه صاحب الرؤية الصالحة والوصفات الناجعة “كطبيب للفلاسفة” تأتيه “المنامات” التي تبشره بمستقبله الذي يستحق بعد صبر وعناء وكفاح في الحياة  أن يجازى عليه عبر امتلاك “سيف” السلطة “وحكمة “السابقين” من الرؤساء.

الأمر الذي يعني أننا أمام شخص مريض بهلاوس مرضية يمتزج فيها جنون عظمة حالي يسعى لمحو تاريخ من شعور بالدونية سابق، يتمثل في رغبة من الانتقام حينما “يكبر” لينتقم أو يستعلي أو يسيطر ويتمكن ممن أذاه في ما هو صغيرا سنا أو مقاما أو سلطةً.

هذا الأمر أو التوصيف لا يعد مسبة أو رغبة في التشويه، لكنه توصيف هام لفهم ماهية من يحكم ويتحكم في مصير البلاد والعباد، وأيضا يوضح لنا لماذا يحيط نفسه أو لماذا يلتف حوله الدهماء عديمي الكفاءة والأخلاق والضمير ممن يتصفون بالشر والغباء في آن معا؛ مما يقودنا أن مصر يسيرها ويقودها نظام مصاب بمركب نقص نفسي وعقلي واضح على مستوى الأفراد والهياكل والقادة.

النظام السيساوى قابض أرواح المظلومين

تفوق نظام السيسي خلال فترة من الحكم الاستبدادي الجائر في جرائمه ضد الشعب المصري على ما قامت به إسرائيل من جرائم بحق المصريين منذ حرب العام 1948 وحتى الآن، مما يعني أن هذا النظام الاستبدادي المتسلط أكثر صهيونية ووحشية بحق الشعب المصري من الصهاينة أنفسهم، فقد أطلق لنفسه العنان ليمارس التصفية والاعتقال والاختفاء القسري والمحاكمات الجائرة، وحرق الممتلكات وتجريف الأراضي وهدم البيوت، واستخدم ضد الشعب المصري كل وسائل البطش والإرهاب، والانتهاكات التي حرمتها القوانين الدولية.

السيسي هو الرئيس الوحيد الذي لا يملك مشروعا قوميا ووطنيا في العلوم والآداب والثقافة والطب والعلاج والمستشفيات وأوجاع المسنين والنهوض بالتعليم والقضاء على الأمية، لكنه يصنع نفسه في شوارع وطرق ومشروعات بقروض ستكسر ظهر المصري الفقير والغنى.
عندما تراه في مؤتمراته وندواته الشبابية التى لا ينقصها إلا أن يخلع حذاءه ويصفع به وجوه المصريين.
خط الدفاع الجاهل والآسن والآثم والمتخلف والطائفي في إعلامه مزّق التاريخ الحديث والقديم، وركب في الشاشة الصغيرة مفبركي الأخبار، ومزيفي القضايا، فلا تستغرب ولا تتعجب ولا تندهش إذا قال لك إنسان عاقل بأنه يتقيأ عندما يشاهد إعلاميينا.
حتى هذه اللحظ فالسيسي هو المنتصر لنشوتنا في هزيمة أنفسنا، وهو الرئيس اليوم وفي المستقبل فالخوف تمكن من كل شعيرات جسد المصري!
تمكّن السيسي من نفخ مشاعر الفوقية المواطنية الجوفاء، فبها يصنع البرلمان المهموم بتقنين الغباء، ويترأسه رجل يسعد به الرئيس لأنه أقل منه معرفة، وجعل من قبضته في كل المحافل بـتحيا مصر كأنه نشيد في مدرسة ابتدائية.
السيسي هو النتيجة الطبيعية للتآمر على ثورة يناير، فالمصريون يلعنون أبناءَهم الشجعان، وينسونهم في المعتقلات.
السيسي حالة لم تشهد مصر لها مثيلا، لكن المصريين في عهده هم أيضا حالة لم تعرفها أمُّ الدنيا.
لم يصدق خبل الرجل أن مصريا، حتى لو كان زميله في المجلس العسكري، يمكن أن يقف ندًا له في الانتخابات ويحصل على صوت أو أكثر، ولو كان يضمن صمت العالم لأطلق رصاصة في رأس في كل مرشح آخر في الانتخابات الهزلية الرئاسية.
لو طلب السيسي من الإعلاميين أن يخلعوا سراويلهم ويطرطوا على بعضهم في شاشة التلفزيون، فأنا أكاد أقسم أنَّ واحدًا بالمئة منهم سيرفضون هذه المهانة.

المصريون لا يصدّقون أننا جميعا مجرمون، وقتلة، ومفرّطون، وكاذبون في حق وطن، أما الدين فحدّث ولا حرج، فقد أعيد إلى المشهد ليشهد على العبودية المختارة، ويجعل القفا رديفــًـا للمسجد والكنيسة، ويُقزّم الإمام الأكبر و.. بابا الكنيسة أمام أجهل دابة.
المصريون سعداء بعدة كباري وجسور، وعشرات من الطرق الجميلة والمدفوع ثمنها من أموال أحفادنا القادمين لعالم البؤس، ولا أحد يحاسب السيسي على نفقاته في المشروعات والتفريعات والعمولات التي تخيّط شفاه لواءات هم خط الدفاع الثالث عنه.
المصريون يعيشون سنوات الجُبن الجمعي، ويرفضون الحديثَ المكشوف، ويؤيدون رئيسهم قبل أن يرشح نفسه، ويضمنون الأمن والأمان وأموالهم ومساكنهم ووظائفهم، بل إن كثيرين ينسحبون من الصداقات التواصلية، ومن وضع لايك مجهرية لا يراها رجل أمن، فالمستقبل للخائفين، ومن يلعن ثورة حررته تحتضنه وسائل الإعلام التي استعبدته!
السيسي يعرف أن المصريين لن يجازفوا بمطالبات وصيحات في أذنيه أن يفرج عن أبنائهم أو زملاءِ أبنائهم فالقضاء والإعلام ورجال الدين في صفه أو تحت قدميه، وفي السجون مئات أو آلاف أو عشرات الآلاف، فالرجل توحّش، وأصبح غولا يراه الحمقىَ ملائكةً أرسلها الله لدعمه.
قال لي صديق سويسرى: هل لديكم أموال للعاصمة الجديدة؟ قلت له إنها قروض لتكبيل أحفاد المصريين لمئات الأعوام القادمة، لكنها مهمة لصناعة الصنم القائد البطل حتى لو تسوّلت مصر من السودان وإثيوبيا وإسرائيل.
لقب اطلقه المصريون على السيسى “العرض”

استحق السيسي لقب “العرض” بعد انقلابه على محمد مرسي بعد نزول المعارضة بقيادة حركة تمرد اللي كانت شوكة في ظهر الاخوان . قتل السيسي الشعب بالشوارع وطاردهم بالأسلحة والدبابات في مشهد سينمائي صفقت له السينما العالمية الترامبة والأوروبية، وعندما تمكن من الحكم راح يصرخ معنديش ، مفيش ، حتدفع يعني حتدفع. يقول الجاحظ في كتاب “الحيوان” أن السيسي هو رب الفصاحة المعاصرة في هذا الزمان والذي قال فيه شعراء النثر: إنه زمان رخو ، مثل”الفكَّة،و” صحيح ، وأقسم بالله تاني ، وماشي يا لؤي” .. سجن السيسي ثلاثة أرباع الشعب المصري بتهمة الإرهاب، وجوع الربع الباقي، وباع الجزر المصرية، وفرط في النيل، لكنه يمتلك موهبة تحصيل ديون وقروض مليارية كل أسبوع والتي سوف تسعد الأجيال القادمة ومستقبل الشعب المصري 100 سنة جاية.

كما استطاع بلحة تحويل الجيش المصري (خير دود الأرض) إلى بؤرة فساد التهمت سوق المقاولات والاتصالات والبناء بل حتى الخضروات والسينما ونافست الفقير قبل الغني في لقمة العيش، لكن المهم في الموضوع أن السيسي ومدام إنتصار استطاعا أن يبنيان لهما مع كبار الضباط قصور ومرافق لا تعد ولا تحصى، وقال كلمته المشهورة:” أيوه هابني قصور رئاسية.. هي مصر شوية؟”. لكن التاريخ سوف يذكر أن السيسي انتصر في جميع المعارك والحروب التي خاضها في الأفلام السينمائية خصوصاً تلك التي من بطولة البلطجى محمد رمضان. فأصبح السيسي عزيز مصر ، وهو كما ترون قوي ، فُرشت له السجاد الأحمر ، وسجدت له أقمار مصر ونجومها .

المفارقة هي أن النبي السيسي كما يدعى أنصاره ركع أو انحنى لإخوته في الإمارات والسعودية وموسكو و واشنطن وليس العكس . السيسي أربعة أنبياء في واحد فهو يكاد يسابق ذا القرنين أيضاً ، فها هو يبني سدّ يأجوج ومأجوج على حدود غزة ، أرض العماليق . ففيها قوم مفسدون في الأرض ، دواعش ، يطلقون الصواريخ الكرتونية على شعب الله المختار ، ويرعبونه ، يطلقون على بني اسرائيل صواريخ الكرتون المنضب . وأثبت نبي ماسبيرو والعسكر أن حلمه يسبق جهله ، بسكوته على سد النهضة الأثيوبي . آية الدم معروفة في رابعة ، والسجون المصرية ، وميدان التحرير ، ومحمد محمود ، وليبيا ، أما العصا فقد ضرب بها نبي ماسبيرو الشعب المصري فقسمه نصفين كل فرق كالطود العظيم . ثم ضرب بها الفضائيات فانبجست الدماء . معجزة العصا مقلوبة فسيجعل بحراً في صحراء سيناء بين غزة ومصر. قناة السويس ستكون في الصحراء على حدود امبراطورية غزة، ولن يعبرها أحد.

للنبي موسى عليه السلام يد واحدة بيضاء ، أما نبي “السوسيال ميدا” السيسي فله يدان بيضاوان ، يستعين بهما على مؤازرة عثرات اللسان التي تخذله بسبب الفلاتر . مفسرو القرآن ، معتمدين على الاسرائيليات التي احتلت التراث الديني ، ذهبوا إلى أن موسى عليه السلام أصيب بحبسة في اللسان عندما وضع جمرة في فمه بدلاً من التمرة وهو صغير . باستثناء الشيخ عمر عبد الكافي ، الذي أنكر هذا التفسير ، فالنبي كامل الأوصاف . علل عبد الكافي قلة فصاحة النبي موسى بطول فترة الاغتراب والنزوح عن الوطن ، نبي الإعلام المصرى  فصيح ، ليس مثل إعلاميه الذين يلثغون بحرف الراء من كثرة أكل الجمرات في الفضائيات ، سيأكلونها لكن لن يرجموا بها سلطانهم إبليس . نبي ماسبيرو يصر على الحديث باللهجة المصرية ، فالفصحى تحتاج إلى علم وإتقان ، هذه نماذج من كلمته المأثورة التي ذهبت مثلاً : “معدس محدش ، وحنمشي تاتا ، خلي بالك ، كده” .

يعصر السيسى مصر وجيوب شعبها بيد بيضاء ، وبيد ناصعة أخرى يتسول عشان مصر ، العصا لها معجزات أخرى غير تقسيم الشعب المصري ، هي التحول إلى ثعبان ، والحية غير الثعبان ، ولميس الحديدي غير أحمد موسى . تبقى آيات الجراد والقمل والضفادع . الضفادع تقيم في ماسبيرو : الضفدع توفيق عكاشة ، المخبر أحمد موسى ، العلجوم عمرو اديب ، أما القمل والجراد فهم المليارديرات المصريون الذين يمصّون دم الشعب: قارون الفضائيات ، فرعون الغاز وامبراطور الحديد. لم يسبق لنبي أن ألقى الله له المحبة في اورشليم ورام الله معاً ، في قلوب الشياطين والملائكة معاً ، في أفئدة الملاحدة والمؤمنين معاً ، في بلاد الفرس والروم معاً ، في جوانح العاهرات والفاضلات معاً , على نبي ماسبيرو ، والعسكر أفضل الشالوم و أتمّ البونجور.

السيسي بدعة جديدة في التمثيل 

ليس لأنه لديه زبيبة صلاة للزينة من أثر السجود وقيام الليل سهداً وعشقاً ، يمكن وضعها ورفعها كحلية اكسسوار لصيد قلوب الجماهير ، وليس لأنّه كان يعتذر عند زيارة الرئيس محمد مرسي عن تناول الماء لأنه صائم ، ويدّعي الخشوع ، فيخفق في التمثيل ، وينظر إلى عين العدسة في الصلاة مثل ممثل غرّ ، بل لأنه رئيس يجيد الخطاب الرومانسي الرخيم ، ويحبّ الفنانين حتى خشينا عليه من أن يطلب من فاتن حمامة التي نهض إليها مسلماً اوتوغرافا ! لم يقل الرئيس النجم شيئاً مهماً في اللقاء ، الذي أوحى لنا فيه أنّ الفن سينقذ اقتصاد مصر المنهار ، وأنّ اسماعيل ياسين هو آدم سميث مصر ، وخاطب كالعادة نجوماً بعينهم بأسمائهم مثل عادل إمام ، والأستاذ محمد صبحي الذي يحذر من ثورة كلاب ثالثة ومن النافل أن نلفت بأن ذكر الرئيس أسماء بعينها وهو أمر غير عادل جاء لملء فراغات الحديث ، والتعويض عن فقر العقل والنطق. نذكّر أن الرئيس الذي فاق “رونالد ريغان” وهي حالة معكوسة لأنه جاء من السينما الى السياسة بكى من عين واحدة عندما مسح دمعة غير حقيقية ، حزناً على الإسلام و”على الله عند لقائه بالطرق الصوفية” .

إزدهرت في مصر في عهد السيسي ظاهرة اعتقال الحيوانات فقد تم إعتقال حمار وصاحبه المزارع ويدعى عمر أبو المجد من محافظة قنا ووجهت له تهمة إهانة اللواء عبد الفتاح السيسي ؛ لكون الأول كتب بقلم ملون كلمة “سيسي” على ظهر الحمار . شهدت مصر أيضا في زمن السيسي المليء بالألم والفكاهة واقعة هي الأغرب على الإطلاق ، حين تم القبض على بطة في محافظة قنا بصعيد مصر ، لوجود جهاز مثبت أعلى جسمها، والاشتباه بأنه جهاز تجسس ، وبعد انتشار الفضيحة في صحف العالم كالنار في الهشيم ، تعرفت الجمعية المجرية على الطير الذي يشبه البطة بفضل الصور التي نشرت في الصحف وأذاعتها الفضائيات ، واتصلت الجمعية بالسلطات المصرية لتوضيح المسألة والإفراج عن الطائر ، وأفادت في بيانات رسمية لها أنه طائر اللقلق، والجهاز الموجود به يضعه علماء البيئة في أوروبا لدراسة رحلة الطائر أثناء هجرته.

الغزل السياسى للسعودية ورز الخليج

هذا الغزل السياسي تجاه السعودية تنم عن خشية من منع الرز من الخليج وقلة ثقافته وعدم تركيزه . فعمر الدولة السعودية وعمر خدمتها للحجيج لم يتخطى الـ 80 عامًا. خدمة الحجيج كانت تتبع الدولة التي بيدها الخلافة سواء الدولة العثمانية ، ومن قبلها الأشراف ، حيث كان يخدم الحجاج قبل الإسلام قريش ، وبعد ظهور الإسلام تعاقبت الدول عليها . أول من كسا الكعبة هي مصر وقت عهد المماليك أثناء حكم الظاهر بيبرس ، كما كانت مصر مسؤولة عن الحجاج في شمال إفريقيا وغرب إفريقيا

احد الشيوخ المصريين وإسمه صبري فؤاد ، من علماء الأزهر وخطباء الأوقاف

 حذر من الدعاء على السيسي في خطبة جمعة لكون ذلك يستجلب شلل اللسان ، وروى الشيخ قصة رجل حاول الدعاء على عبد الفتاح السيسي في الحرم المكي ، فشُل لسانه ، قبل أن يزوره في أحلام اليقظة، مرتديًا رداءً أبيض ، حسب قوله . بدأ الشيخ صبري فؤاد روايته، التي ألقاها من على منبر أحد المساجد

رجل كان يدعو على السيسي وذهب للحج وقال لي كنت أذهب قبيل الفجر ، فأطوف بالكعبة ، ثم أصلي الفجر، فأنتظر في الحرم حتى الشروق كنت أدعو على الظالمين على مستوى القارات الأحياء منهم والأموات ، ودعوت على صدام حسين ودعوت على بشار الأسد، ودعوت على معمر القذافي ، ولما أتيت لأدعو على السيسي شُل لساني فرفعت من سجودي ، ثم تكلمت بكلام آخر ، فانطلق لساني ، فدعوت على الظالمين مرة ثانية ، فوجدت نفسي أتكلم ، فأتيت لكي أدعو على السيسي ، فشُل لساني ، فانتهيت من صلاتي وذهبت إلى الفندق وقلت الأيام باقية، فذهبت في الصلاة التي بعدها، فأحاول ، فيُشل لساني، وفعلت ذلك في اليوم الثاني ، فلم أستطع ، واليوم الثالث، فلم أستطع….. ثلاثة أيام يحاول أن يدعو على الرئيس السيسي ، فلم يستطع.“

الحقيقة المرة أن الأمر الواقع هو من يحكم مصر !

الأمر الواقع يقول إن هناك آلافا قد قتلوا ظلما، ولا يوجد أي تحقيق جاد في أي واقعة من تلك الوقائع . الأمر الواقع يقول إن هناك عشرات الآلاف قد ألقوا في السجون والمعتقلات دون أي إجراءات قانونية ، وبعضهم في السجون دون أن توجه لهم تهم أصلا، وغالبيتهم في السجون دون أي احترام لظروف معيشتهم ، وبمخالفة لكل لوائح السجون المصرية. الأمر الواقع يقول إن هناك أخبارا بحالات اغتصاب حدثت ، وأن الأمر ليس استثناء ، بل هو أمر شبه ممنهج ، ولا أحد يهتم ، ولا دولة تتحرك . الأمر الواقع يقول إن العملية السياسية كلها ليست أكثر من تزوير ، وأن الأمة كلها تعيش اليوم تحت تهديد السلاح. الأمر الواقع يقول إن هناك آلاف الممنوعين من السفر دون أي إجراء قانوني طبقا للدستور المستور العظيم.

الأمر الواقع في مصر يقول إن الدستور كله من أول حرف إلى آخر حرف ليس أكثر من خرقة بالية لا قيمة لها ، لا تحترم السلطة فيه إلا ما تريده، ولا تطبق فيه إلا ما يجعلها سيفا على رقاب الناس ، أما سائر ضمانات حقوق الناس فالسلطة تطبق عليه دستورا آخر ، إنه دستور الأمر الواقع ، والأمر الواقع يقول إن السلطة قد رفعت السلاح وضربت في المليان ضد كل من لا يعجبه سلوك السلطة واستبدادها. من هذا المنطلق يقف رئيس الأمر الواقع ليطالب الناس بالتبرع ، وإذا لم يتبرع الناس فإنه يسلط جباته على الناس ، فتارة يجمعون ضرائب ، وتارة محاضر سرقة تيار كهربائي ، وأحيانا رفع أسعار الخدمات برغم أنها خدمات سيئة، بل منحطة ، وفي أحايين أخرى مخالفات ، دمغات ، كسوة شتاء، كسوة صيف …الخ. إنها جمهورية الأمر الواقع ، ومن لا يعجبه ذلك فهو مثالي ابن مثالية ، نحنوح من نحانيح الثورة ، سنسلط عليه أسفل خلق الله من المذيعين والمذيعات ، ومن الصحفيين والصحفيات ، سنلفق له قضايا آداب ، ومخدرات ، سنسلط عليه سائر أجهزة الدولة، والمخبرين ، سنتهمه بأنه عميل وخائن ومنحرف جنسيا وسنضربه في ذمته المالية، وإذا اقتضى الأمر سوف نهدده بقتل أبنائه…!

عبد الفتاح السيسي فقد وجد نفسه فجأة في سدة الحكم 

رغم جهله الفاضح على كل المستويات الا انه صاحبت ظهوره هاله سينمائية لصناعة بطل من ورق . و زعمت الصحف انه حمل روحه على كفه لينقذ مصر من حكم الإخوان . على حين انه كان محميا بجيوشه ولم يتعرض لاي خطر . بل بالعكس فقد كان هو الخطر على الاخوان وليس العكس . وراح الاعلام يصب في اذان المصريين هذه الخزعبلات الواحدة تلو الاخرى . ويجعل له الفضل في عملية 30 يونيو وان الشعب المصري مدين له بهذا الموقف وكأنه هو صاحب الجيش . ودخل رجال الدين على الخط فجعلوه نبيا وجعلوه مباركا و خلعوا عليه صفة المنقذ والمخلص . وأنه سوف يحمل مصر في حقيبة يده ويطير بها فوق السحاب ممتطيا جواده الابيض حتى يصل بها الى الافاق العلى . ومن ناحيته وعد بانه سيحولها الى قوة عظمى بحجم الدنيا . واكد بأن ذلك لن يستغرق منه سوى عامين اثنين على اساس انه رئيس فضائي يقدم انجازاته لشعبه بسرعة الضوء .

اذا ازلنا عن الصورة هذه الرتوش السينمائية ظهرت الحقيقة المؤسفة وهي ان عبد الفتاح لا يصلح رئيسا لاصغر احياء القاهرة . حيث قدراته الذهنية متواضعة للغاية وعاطل عن المواهب وعديم الخبرة السياسية . كما انه جاهلا تماما لم يقرأ كتابا في حياته ولا حتى يقدر قيمة العلم . حتى انه يتباهى بتنفيذ مشروعاته بدون دراسات جدوى . وهو لا يجيد قراءة خطاباته ولم يسمع شيئا عن فنون الخطابة والاتصال بالجماهير. فيتلعثم في نطق الكلمات ولا نفهم منه شيئ بل يشتت الذهن ويصيب مستمعيه بالغثيان. وهو عاجز تماما عن مواجهة الاعلام المرأي او المكتوب حتى ان حواراته مع الصحف المصرية يجلس معه فيها عباس كامل ليجيب بدلا منه . وهو لا يعلم انه جاهل بل تنتابه تهيؤات بانه فيلسوف .

يزعم بأن الله قد خلقه عباره عن طبيب للمشاكل يستطيع تشخيصها وحلها في ثوان . وتصل به درجة الاسفاف والبلاهة لدرجة ان يصف نفسه للمصريين قائلا : ” انا صادق قوي ان شاء الله وامين قوي ان شاء الله وشريف قوي ان شاء الله ” . ولا يتوقف الامر على قدراته الذهنية المتواضعه بل يمتد الى أخلاقه فهي متواضعة ايضا . حيث يكذب الرئيس علنا ويعد المصريين بوعود ثم يتنصل منها . وبسبب اكاذيبه المتعدده فقد المصريين الثقة به نهائيا . وهو يمارس الحرب النفسية ضد شعبه ويطلب من الاعلام صناعة فوبيا للمصريين . ويخرج على الناس في وصلة ردح فيقول لهم بلهجة السباب والشتم : ” انتم فقرا قوي .. فقرا قوي “. واحيانا يتحدث كالمجانين فيزعم انه مختلف عن البشر وأنه لا يعيش مثلهم على التمثيل الغذائي بل على التمثيل المائي . ويقسم بأنه عاش على الماء فقط لمدة 10 سنوات كاملة .

يظهر اندهاشه من بحث الناس عن الزيت والسكر والبطاطس ويطالبهم بالا يأكلوا حتى نبني بلدنا . واحيانا تكون نوبة الجنون عالية فيقترح لحل الازمة الاقتصادية ان يعرض نفسه للبيع . كما يحل ازمة سد النهضه بجعل رئيس وزراء اثيوبيا يقول : ” والله والله لن نتسبب في اي ضرر للمياه في مصر”. ويحلو له ان يتصور نفسه فالنتينو ويتوهم ان النساء يقطعن أيديهن بمجرد رؤيته على الشاشة . وتحت هذا الوهم يغازل امرأة قالت له : “نحن ورائك يا ريس” فيرد عليها مبتسما : “انا عاوزكم قدامي مش ورايا”. وهو يتعامل مع الرئاسة على انها مغارة على بابا التي فتحت له ليغترف منها كما يشاء .. ذهب ياقوت الماظ . وينفق من الميزانية كما يحلو له وبدون اي رقابة من البرلمان الهيكلي الذي اصطنعه . فيبني عشرات القصور له ولاولاده واقاربه . ويهدر المال العام في بناء مقر جديد للحكم وحفر قناة جديدة بجانب قناة السويس .

الرئيس لا يتمتع بأي حضور او اشعاع وليس له كاريزما . ويستعيض عن هذا باستخدام الفنانين للدعاية له. والسير على سجاده حمراء تمتد 2 كيلو وموكب ضخم ونشر صورته بحجم كبير في كل ركن من اركان الوطن . ليراه المواطن اينما حل وكأنه قدر مقدر عليه او كأنه يقول للمصريين اينما تكونوا يدرككم السيسي . وقد صنع لنفسه حصالة كبيرة يجمع فيها التبرعات بدون ايصالات او رقابة من اي جهاز بل ويفرض على وزرائه البؤساء اقتطاع جزء من ميزانية وزاراتهم للتبرع به لحصالته التي يسميها صندوق تحيا مصر . والرئيس تنتابه احيانا حالات نكوص الى فترة الصبا والمراهقة فيركب دراجه ويجري بها في الشوارع مع اولاد اصغر من أبنائه . ويكلف الدولة عشرات الملايين تنفق على شراء الدراجات واستضافة زملائه من الدراجين من كل انحاء العالم .

و للتعبير عن مواهبه الفنية ابتدع الرئيس ما يعرف بمؤتمر الشباب . ليؤدي فيه مشاهد درامية مبتذله تستدر عطف البسطاء بأدوار البطولة الأخلاقية التي تخصص فيها . وهو ينفق مئات الملايين لتجميع شباب يكونوا جمهوره الذي يصفق ويصرخ بينما الرئيس يلهو ويضحك . او يحمل طفلة احد الشهداء ويتجول بها امام الكاميرات . او يترك مقعده ليساعد فتاة كفيفة على مغادرة المسرح ليكتفي بهذه اللقطة تاركا ذوي الاحتياجات الخاصة يتألمون ويعانون والرئيس في هذا الاستعراض احيانا تنتابه نوبه من الضحك الغير وقور . واحيانا يفضل البكاء فيذرف دمعتين تبللان وجنتيه ويظل ناظرا للكاميرات . وهي طبعا في وضع “كلوز على وجهه” لابراز دموع الرئيس . والمشهد قديم للغايه حيث كان يؤديه بعض الخلفاء الامويين في المسجد بعد صلاة الجمعة . فيتقدم الخليفة من الإمام طالبا منه ان يعظه . وبينما هو يعظه تنساب دموع الخليفه امام المصلين ويكون المشهد السخيف هو حديث المدينه في اليوم التالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى