الأرشيف

الشعب المصرى والعميل 000 عبد الفتاح السيسى

تقرير بقلم الإعلامى

صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري
لست ادرى لماذا يتشدق الشعب المصرى بالشهامة والعزة والكرامة وهو أكثر شعوب الأرض رضوخا للضيم والظلم والقمع والاضطهاد؟ أليس حال شعب أم الدنيا كحال ذلك الشخص الذي يتفاخر دائما أمام الناس بمغامراته مع النساء ليتبين لاحقا أنه عنين أى من يعجز عن جماع النساء؟طيب القلب!
لماذا نتبجح بالرجولة ونحن مجرد فئران تخاف من ظلها؟ لماذا نتشدق بالبطولة ونحن شعب من الصعاليك؟ لماذا نتفاخر بالبسالة ونحن أجبن شعوب الدنيا؟ هل ترك الحاكم العربي موبقة إلا وارتكبها بحق شعبه، متى ثار شعب مصرعلى جلاديه إلا في الأحلام؟ لكن في المقابل ألا تزلزل بعض الشعوب العربية الأرض تحت أقدام طغاتها في السودان واليمن ومصر والحبل على الجرار؟ يتساءل أحدهم، أليس تشديد القبضة الأمنية في عموم العالم العربي دليلا على تململ الشعوب وجبن نخاسيها؟ ألا تبقى الكرامة والنخوة مكونا أساسيا من مكونات الشخصيات العربية، ألا تأبى شعوبنا الضيم؟ ألا تواجه عدوا داخليا وخارجيا في الآن ذاته؟ أليست إسرائيل وأميركا مستعدتين لحماية عميلهم “عبد الفتاح السيسى” فيما لو تعرض لإنتفاضة شعبية؟ أليست الطائرات الأميركية والإسرائيلية مستعدة لقمع الانتفاضات الشعبية ضد أي حاكم عربي حفاظا على عملاءها المخلصين ؟
الحكومات العربية عندها جيوش وآمن وعملهم المكلفين به..هو كما يفعل داعش..أنظر للجيش المصريوالشرطة المصرية قتلواخلال ساعتين أكثر من 6آلاف مواطن مصري شريف أعزل.
 وجميع معارك الجيش لم يقتل من الاعداء مثل هذا العدد يعني بالعربي كلهم دواعش…
يقول الشهيد سيد قطب.
 أن الجيوش العربية لم تأسس لكي تدافع عن الشعوب والاوطانبل تأسست لقتل الشعوب..عندما تثور وتطالب بكرامتها وحريتها .
لقد كان هنالك في بلد ما سجن كبير وسجين مظلوم لا يحلم إلا بالحرية. ظلّ يحلم ويحلم لسنوات طويلة حتى فقد الأمل. لكن حدث شيء غريب ذات صباح. وجد أبواب السجن مفتوحة والسجانين قد اختفوا.
هرول السجين كالمجنون واخترق باب السجن الكبير وأصبح خارج الأسوار جاهزاً لرؤية النور واستنشاق الهواء بحرية والذهاب إلى أيّ مكان يريده. لكنه توقف فجأة وفكر ملياً واكتشف أن جوّ الحرية لم يعد مناسباً له وأنه يحن إلى السجن.
وعندما عاد، وجد شيئاً عجيباً وهو أن زملاءه القدامى في الزنزانة لم يحاولوا مغادرة السجن أصلاً. وعندما اكتشف السجانون أن خطتهم نجحت تماماً قرروا أن يتركوا أبواب السجن مفتوحة واثقين أن لا أحد سيفكر في الهروب بعد اليوم.
هذه القصة المعبّرة التي كتبها شعراً الشاعر المصري “عماد أبو صالح” ربما تكون ضرباً من الخيال، لكنه خيال له أصل في الواقع ويستطيع أن يضع الشعوب التي اعتادت العيش داخل سجن الديكتاتور أمام تساؤل منطقي تماماً. هل يخضع الناس لأن الطغاة أحكموا قبضتهم عليهم؟ أم لأنهم اعتادوا السجن ووجدوا أن الحياة بداخله هي التي تناسبهم وأن الحرية لا تصلح لهم؟ هذا التساؤل المشروع طرحه عدد من المفكرين منذ أرسطو وحاولوا الإجابة عنه بطرق مختلفة.
تحدث الفيلسوف اليوناني أرسطو عن طريقتين تؤديان إلى ترسيخ الحكم الاستبدادي، أولاهما أن يروّع المستبد شعبه ويرهبه ويضطهد معارضيه، والأخرى أن يتّبع بعض أساليب الخداع السياسي لتجميل صورته أمام الشعب وتصدير نفسه إليه باعتباره المستبد العادل والترويج لأعمال عظيمة يصنعها له، لكنها لا تحدث في الواقع، أو حتى تضخيم أعمال حدثت بالفعل.
وأكد نيقولو ميكافيللي، صاحب كتاب “الأمير” الشهير، أن المستبد يستطيع أن يفعل بشعبه ما شاء شريطة أن يتبع هذه الآلية الثانية بدقة.
وهنالك أيضاً بعض الآليات الشهيرة في عالم السياسة كخلق عدو وهمي أو تضخيم الصورة الوحشية لعدو موجود بالفعل بهدف توحيد الناس تحت شعار “محاربة الأعداء”.
ولكن كل هذه الآليات التي تعطينا فكرة عن كيفية إخضاع الديكتاتور لشعبه المطيع لا تعفينا من السؤال “لماذا يخضع الناس؟”. ولماذا يكون بعض الناس أكثر قابلية للاستجابة لمثل هذه الآليات؟ وهل هنالك شعوب تكون أكثر استعداداً من غيرها لتقبل الديكتاتور؟
قالو ان الشعوب النهرية لا تثور !!!
يقول المفكّر جورج دبليو هالجارتين ، في كتابه “لماذا الديكتاتور؟” ، أن كل الشعوب من الممكن أن تمر بتجربة الحكم الديكتاتوري إذا توفرت بعض الشروط والملابسات التاريخية والاجتماعية التي تجعلها مستعدة لتقبل فكرة الحاكم المستبد والتعايش معها.
وقد عمل بعض المفكرين على تحليل الملابسات التي أدّت ببعض الأمم إلى الدخول تحت سطوة الطغيان.
النموذج الأول من الشعوب التي خضعت للاستبداد على مدار فترات طويلة من تاريخها هو نموذج الشعوب النهرية. والجملة الشائعة في هذا الشأن هي مقولة المفكر المصري جمال حمدان: “الشعوب النهرية لا تثور”.
وحقيقة الأمر هي أن جمال حمدان نفسه كان قد استقى فكرته هذه من كتاب المفكر الألماني ويتفوجل بعنوان “الاستبداد في الشرق” ، وفيه يضرب بعض الأمثلة عن الشعوب التي نشأت على ضفاف الأنهر في ظل طبيعة جغرافية خاصة تجعل من النهر وحده المورد الرئيسي للحياة كمصر والصومال القديمة والصين.
ويفسّر ويتفوجل نظريته بقوله إن هذه الشعوب أقامت حضاراتها على الزراعة حول مياه النهر، بالشكل الذي يجعل المطلب الأول للمزارعين هو التحكم بسير النهر وتنظيم الفيضانات العارمة وإقامة المجاري وقنوات الري.
وكانت الإمبراطوريات التي نشأت في هذه البلدان تقوم على فكرة أن يقوم الملك بالتحكم في هذه الأمور، ويضمن بذلك ولاء السواد الأعظم من الناس وهم المزارعون.
وعليه، أنشأ الحكام نظام حكم شديد المركزية وهيكلاً وظيفياً هرمياً يجلس الملك على رأسه، مع وجود جيش قوي يحكم هذا النظام ويسخِّر المزارعين لإنشاء الترع والقنوات. ويؤكد ويتفوجل أن الشعب في ظل نظام محكم قائم على تبادل مصالح كهذا يستحيل أن يفكر في الثورة مهما كان الأمر.
ويتحدث كثيرون عن أهمية التعليم الجيد في الارتقاء بوعي الإنسان. وربما يفسّر هذا الأمر شيئاً من المشكلة في بعض البلدان التي يرتفع مستوى الجهل فيها وتتدنى جودة التعليم، ما يجعل شعوبها عرضة للتأثر السريع بأساليب الديكتاتور.
لكن الجهلاء وقليلي التعليم قد لا يكونون وحدهم المعرّضين للخضوع للاستبداد، وهذا ما حاول ان يثبته تشيسلاف ميلوش في كتابه “العقل الأسير”.
يقول أن المثقف الذي يمتلك وعياً كافياً يفترض أن يؤهله لرفض الديكتاتور يمكن أن يتحوّل إلى أداة في يد النظام، لكن ما يختلف هو أنه يخضع بوعي، وهذا يجعل شعوره بالذنب أقوى. لذلك، يلجأ إلى آليات نفسية لتنحية هذا الشعور بالذنب. فقد يمنح ضميره بعض المسكنات من قبيل المعارضة السرية للسلطة وقد يكتب بعض الكتابات سراً ويضعها في درج ليشعر بممارسته شيئاً من الحرية الذاتية.
أتى عبد الفتاح السيسى لمصر بالرغم من حجمها الكبير وجعلها سجونا مظلمة وأقبية للفساد والعنف والخراب, حتي لو أخرج السيسى من قبعة الديكتاتورية أرنبا اسمه الديمقراطية,تتقافز علي وقع الطوارئ المقيدة للحريات, واعتقالات وسجون مرعبة وتعذيب منهجي, وتزييف للانتخابات وتعددية حزبية شكلية لحساب عصابة التفت حول السيسى من جنرالات وقضاة وشرطة وبرلمان,بدأ من احتكار للمال والسلطة, بمنطق تاجر البندقية, بعد أن وصل الوجدان السياسي الأمار بالسوء إلي حد تأليه المستبد, ونشأ لون من التواطؤ الجمعي بين أفراد الشعب علي السكوت عما يجري, انتظارا للفجر الموعود, ومن ثم لا يمكن إنكار مسئولية الشعوب عن وقوعها فريسة للديكتاتورية والفساد,وأيضا قدرتها علي وضع حد نهائي لعصور الظلمات والطغيان..

أبيات للشاعر فـاروق جويدة
من قال إن العار يمحوه الغضب
 وأمامنا عرض الصبايا يغتصب
 صور الصبايا العاريات تفجرت
 بين العيون نزيف دم من لهب
 عار على التاريخ كيف تخونه
همم الرجال ويستباح لمن سلب؟‏!‏
عار على الأوطان كيف يسودها
 خزي الرجال وبطش جلاد كذب؟‏!‏
*******
الخيل ماتت‏..‏ والذئاب توحشت
 تيجاننا عار‏..‏ وسيف من خشب
العار أن يقع الرجال فريسة
 للعجز‏ من خان الشعوب‏..‏ ومن نهب
 لا تسألوا الأيام عن ماض ذهب
 فالأمس ولى،‏ والبقاء لمن غلب
 ما عاد يجدي أن نقول بأننا‏..‏
أهل المروءة‏..‏ والشهامة‏..‏ والحسب
 ما عاد يجدي أن نقول بأننا‏..‏
خير الورى دينا‏..‏ وأنقاهم نسب
 ولتنظروا ماذا يراد لأرضنا
 صارت كغانية تضاجع من رغب
 حتى رعاع الأرض فوق ترابنا
 والكل في صمت تواطأ‏..‏ أو شجب
*******
الناس تسأل‏:‏ أين كهان العرب؟‏
ماتوا‏..‏ تلاشوا‏..‏ لا نرى غير العجب
 ولتركعوا خزيا أمام نسائكم
 لا تسألوا الأطفال عن نسب‏..‏ وأب
 لا تعجبوا إن صاح في أرحامكم
 يوما من الأيام ذئب مغتصب
 عرض الصبايا والذئاب تحيطه
 فصل الختام لأمة تدعى: العرب‏
*******
عرب..‏ وهل في الأرض ناس كالعرب؟‏!‏
بطش.‏.‏ وطغيان‏..‏ ووجه أبي لهب
 هذا هو التاريخ‏..‏ شعب جائع
 وفحيح عاهرة‏
وقصر من ذهب
 هذا هو التاريخ‏..‏ جلاد أتى
 يتسلم المفتاح من وغد ذهب
 هذا هو التاريخ.. لص قاتل
 يهب الحياة‏..‏ وقد يضن بما وهب
 ما بين خنزير يضاجع قدسنا
 ومغامر يحصي غنائم ما سلب
*******
نتنياهو يقتحم الخليل ورأسه
 يلقي على بغداد سيلا من لهب
 ويطل هولاكو على أطلالها
 ينعى المساجد‏..‏ والمآذن‏..‏ والكتب
 كبر المزاد‏..‏ وفي المزاد قوافل
 للرقص حينا‏..‏ للبغايا‏..‏ للطرب
 ينهار تاريخ‏..‏ وتسقط أمة
 وبكل قافلة عميل‏..‏ أو ذنب
 سوق كبير للشعوب‏..‏ وحوله
 يتفاخر الكهان من منهم كسب
*******
جاءوا إلى بغداد‏..‏ قالوا أجدبت‏
أشجارها شاخت‏..‏ ومات بها العنب
 قد زيفوا تاجا رخيصا مبهرا
 حرية الإنسان‏..‏ أغلى ما أحب
 خرجت ثعابين‏..‏ وفاحت جيفة
 عهر قديم في الحضارة يحتجب
 وأفاقت الدنيا على وجه الردى
 ونهاية الحلم المضيء المرتقب
 صلبوا الحضارة فوق نعش شذوذهم
 يا ليت شيئا غير هذا قد صلب
 هي خدعة سقطت‏..‏ وفي أشلائها
 سرقت سنين العمر زهوا‏ أو صخب
*******
حرية الإنسان غاية حلمنا
 لا تطلبوها من سفيه مغتصب
 هي تاج هذا الكون حين يزفها
 دم الشعوب لمن أحب‏..‏ ومن طلب
 شمس الحضارة أعلنت عصيانها
 وضميرها المهزوم في صمت غرب
 بغداد تسأل‏..‏ والذئاب تحيطها
 من كل فج‏.‏ أين كهان العرب؟‏!‏
وهناك طفل في ثراها ساجد
 مازال يسأل كيف مات بلا سبب؟‏!‏
كهاننا ناموا على أوهامهم
 ليل وخمر في مضاجع من ذهب
 بين القصور يفوح عطر فادح
 وعلى الأرائك ألف سيف من حطب
 وعلى المدى تقف الشعوب كأنها
 وهم من الأوهام‏..‏ أو عهد كذب
*******
فوق الفرات يطل فجر قادم
 وأمام دجلة طيف حلم يقترب
 وعلى المشارف سرب نخل صامد
 يروي الحكاية من تأمرك‏..‏ أو هرب
 هذي البلاد بلادنا مهما نأت
 وتغربت فينا دماء‏..‏ أو نسب
 يا كل عصفور تغرب كارها
 ستعود بالأمل البعيد المغترب
 هذي الذئاب تبول فوق ترابنا
 ونخيلنا المقهور في حزن صلب
 موتوا فداء الأرض إن نخيلها
 فوق الشواطئ كالأرامل ينتحب
 ولتجعلوا سعف النخيل قنابلا
 وثمارها الثكلى عناقيد اللهب
*******
غدا سيهدأ كل شيء بعدما
 يروي لنا التاريخ قصة ما كتب
 وعلى المدى يبدو شعاع خافت
 ينساب عند الفجر‏..‏ يخترق السحب
 ويظل يعلو فوق كل سحابة
 وجه الشهيد يطل من خلف الشهب
 ويصيح فينا‏:‏ كل أرض حرة
 يأبي ثراها أن يلين لمغتصب
 ما عاد يكفي أن تثور شعوبنا
 غضبا‏..‏ فلن يجدي مع العجز الغضب
 لن ترجع الأيام تاريخا ذهب
 ومن المهانة أن نقاتل بالخطب
 هذي خنادقنا‏..‏ وتلك خيولنا
 عودوا إليها فالأمان لمن غلب
 ما عاد يكفينا الغضب
 ما عاد يكفينا الغضب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى