الأرشيفتحليلات أخبارية

الطبخة إستوت.. وفد إسرائيلي يتوجه للرياض للاتفاق على تمويل صفقة القرن بعد ان قام السيسى بتجهيز منطقة العريش وما حولها

تحليل إعداد
الدكتور صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”
لم يكن ما أذاعته القناة العاشرة الإسرائيلية عن تفاهم على المستوى الإقليمي بين ترامب ومصر والسعودية، قبل إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقراره نقل السفارة الأمريكية إليها، غريبًا على الرأي العام العربي، فخيوط الصفقة منسوجة منذ تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر ثم صعود بن سلمان في الرياض.
ومن المعروف أن الصفقات بشأن القضية الفلسطينية، لم تكن بعيدة عن مصر يوما، كعادتها تتصدر المشهد، ولم تكن كلمات السيسي تخلو من التطرق إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتأكيد بأن الحل لن يكون إلا بالتفاوض وتحقيق الأمن والاستقرار بين الطرفين.
وتسعى مصر إلى الوصول للانتهاء من القضية، من خلال المبادرات العربية والعالمية بتسوية ربما لا ترضي الفلسطينيين، بدأ السيسي في اتخاذ خطوات تجاهها على أرض الواقع في فبراير 2016، وجاء الرئيس الأمريكي ترامب بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، ليقود هذه المفاوضات والمبادرات، بصفقة يدخل بها التاريخ من باب الخدم.
كما أن طائرة خاصة جاءت بنتنياهو من إسرائيل إلى القاهرة ومعه مجموعة مستشارين، استقبلهم السيسي في القصر الجمهوري، لدفع السلام والوصول إلى حل مباشر وحاسم بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، يناسب مصالح تل أبيب، وبالتالي لم يدع رئيس مصر طرفًا فلسطينيًا، وكان هذا هو بداية التفاوض المبكر لعقد صفقة القرن التي تم الإعلان عنها بعد ذلك تحت رعاية الرئيس الأمريكي ترامب، وتمهيدًا لذلك، بدأت مصر احتواء حركة حماس، وتسهيل إجراءات المصالحة مع فتح، والتوسط لإبعاد محمود عباس من رئاسة فلسطين، وتزكية محمد بن دحلان، المدعوم إماراتيًا، لتولي الرئاسة من بعده، للموافقة على صفقة سلام ترقد على تاريخ من الحق الفلسطيني وجثامين الشهداء.
وبحسب مصادر فلسطينية أكدت أن الوفد الإسرائيلي سيضمن 5 شخصيات سياسية وأمنية، سيتوجه إلى الرياض برفقة وفد أمريكي أخر للقاء مسئولين سعوديين وعرب للتباحث في النقاط الأخيرة من الصفقة الأمريكية.
وأوضحت أن البنود السياسية والاقتصادية للصفقة شبه متفق عليها وهناك إجماع “عربي-أمريكي-إسرائيلي” على كافة بنودها بعد تعديل بعضها رغم رفض الفلسطيني القاطع للصفقة بأكملها، ولكن بقيت عقبة التمويل المالي فهي الان قيد الدراسة والمشاورات قبل طرحها بشكل رسمي.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الوفدين الإسرائيلي والأمريكي سيحاولان التوصل إلى تفاهمات مع الدول العربية وعلى رأسهم السعودية بتوفير كافة الأموال اللازمة لتنفيذ بنود الصفقة على أرض الواقع، خاصة انها تحتاج أموال كبيرة للمشاريع التي تطرحها في قطاع غزة .
**إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق “أ” و”ب” وبعض أجزاء من منطقة “ج” في الضفة الغربية.
**ستقوم الدول المانحة بتوفير 10 مليارات دولار لإقامة الدولة التي ستشتمل بنيتها التحتية على مطار وميناء في غزة، ومساكن ومشاريع زراعية ومناطق صناعية ومدن جديدة.
**تأجيل وضع مدينة القدس وموضوع عودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة.
**ستشمل المفاوضات النهائية محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والأقطار العربية بقيادة المملكة العربية السعودية.

https://www.youtube.com/watch?v=0H1z0xbSMHI

علاقة سيناء المصرية ومدينة الإسماعيلية الجديدة بغزة
أولا: تتنازل مصر عن 720 كيلومتراً مربعاً من أراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المقترحة، وهذه الأراضي عبارة عن مستطيل، ضلعه الأول 24 كيلومتراً، ويمتد بطول ساحل البحر المتوسط من مدينة رفح غربا، وحتى حدود مدينة العريش، أما الضلع الثاني فيصل طوله إلى 30 كيلومتراً من غرب كرم أبوسالم ، ويمتد جنوبا بموازاة الحدود المصرية الإسرائيلية، وهذه الأراضي (٧٢٠ كيلومتراً مربعاً) التي سيتم ضمها إلى غزة تضاعف مساحة القطاع ثلاث مرات، حيث إن مساحته الحالية تبلغ 365 كيلومتراً مربعاً فقط.

ثانيا: منطقة الـ(720 كيلومتراً مربعاً) توازي 12% من مساحة الضفة الغربية، ومقابل هذه المنطقة التي ستُضم إلى غزة، يتنازل الفلسطينيون عن 12% من مساحة الضفة لتدخل ضمن الأراضي الإسرائيلية.

ثالثا: مقابل الأراضي التي ستتنازل عنها مصر للفلسطينيين، تحصل القاهرة على أراض من إسرائيل جنوب غربي النقب (منطقة وادي فيران)، المنطقة التي ستنقلها إسرائيل لمصر يمكن أن تصل إلى 720 كيلومتراً مربعاً (أو أقل قليلا)، لكنها تتضاءل مقابل كل المميزات الاقتصادية والأمنية والدولية التي ستحصل عليها القاهرة لاحقا.
كما أن إضافة 720 كم مربع لغزة تمكن الفلسطينيين من إنشاء ميناء دولي كبير (في القطاع الغربي من غزة الكبرى)، ومطار دولي على بعد 25 كم من الحدود مع إسرائيل، والأهم، بناء مدينة جديدة تستوعب مليون شخص على الأقل، وتشكل منطقة تطور ونمو طبيعي لسكان غزة والضفة، بل ويمكنها استيعاب أعداد من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في دول أخرى.
ما علاقة الإسماعيلية الجديدة بمصر بصفقة القرن؟

أثار الانتهاء من المرحلة الأولى من مدينة الإسماعيلية الجديدة تساؤلات بشأن علاقتها بما يسمى “بصفقة القرن”، التي تستعد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرحها كبديل لعملية السلام في الشرق الأوسط، وحل القضية الفلسطينية على أساسها.
وتعد الإسماعيلية الجديدة، أكبر مدينة سكنية شرق قناة السويس، وبدأ نظام السيسي في إنشائها بعد أشهر قليلة من البدء في إقامة منطقة عازلة في الشريط الحدوي بين قطاع غزة ومصر في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وتشرف عليها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وتم الانتهاء من إنشاء المرحلة الأولى، التي تضم نحو 15 ألف وحدة من بين 57 ألف وحدة تقام على مساحة 2157 فدانا، وتقع في المنطقة المواجهة لمدينة الإسماعيلية، وتخدم المشروع القومي لتنمية سيناء، وفق السلطات المصرية.
مؤشرات على ارض الواقع
ما عزز التكهنات بارتباط مدينة الإسماعيلية الجديدة بصفقة القرن، عدم طرح وحداتها للبيع، بالرغم من إعلان بدء طرحها للجمهور في أكثر من عدة مناسبات منذ 2016، كان آخرها في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 دون أن يتحقق ذلك.
وكذلك زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لمصر، وتفقده المدينة السكنية الجديدة الجديدة بشرق قناة السويس، رفقة زعيم الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، إلى جانب تفقد العمل بمشروع أنفاق قناة السويس أسفل المجرى الملاحي للقناة الحالي والجديد.
وأكد مصدر صحفي، قام بتغطية إجراءات إنشاء المدينة الجديدة قبل عدة أشهر أن القوات المسلحة لن تقوم الآن بطرح المرحلة الأولى التي تم الانتهاء منها على المواطنين، وأن الأولوية لأهالي سيناء، ولن تكون لعموم المصريين.
ولكنه استدرك قائلا: “يبدو أن المدينة تستعد لاستقبال أهالي شمال سيناء خلال الفترة المقبلة، خاصة أن أحد المهندسين العسكريين المشرفين على المشروع ألمح إلى أن المشروع يحظى باهتمام القيادات السياسية، وأنه قد يصبح وطنا بديلا للمهجرين السيناويين”.
اتفاق السلام الذي تطرحه هذه الخطة سيضع نهاية لصراع استمر 100 عام بين إسرائيل والدول العربية. ولن يشك أحد في أن هذا الاتفاق لم يكن ليحدث لولا مباركة الرئيس المصري.
ومن هنا يصبح طريق الرئيس المصري للحصول على جائزة نوبل للسلام مفروشاً بالورود، كما تحتفظ القاهرة بحقها بالدعوة لمؤتمر سلام دولي في مصر، وتستعيد، دفعة واحدة، مكانتها الدولية المهمة التي تمتعت بها قبل عام ١٩٦٧.

إدفع لنا ومول صفقة القرن نسمح لك أن تتبوأ عرش المملكة السعودية
وذكرت أن الإدارة الأمريكية تلقت تعهد واضح من قبل العاهل السعودي الملك محمد بن سلمان، بتمويل الصفقة بأكملها شريطة أن تكون مجدية وتطرح حلول عملية على الأرض، مشيرةً إلى أن المبلغ المذكور لتمويل الصفقة سيتم توفيره من دول عربية وأوربية أخرى.
وتوقعت المصادر أن يتوجه الوفد الإسرائيلي للرياض نهاية شهر يونيو الجاري، وفي حال تم تجاوز هذه العقبة فسيتم الإعلان خلال أسابيع قليلة عن الصفقة بشكل رسمي من قبل الإدارة الأمريكية وبترحيب عربي وإسرائيلي وسط رفض فلسطيني.
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات قليلة من كشف صحف عبرية عن لقاء سري جمع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الأردن أثناء زيارة الأخير إلى عمّان، الاثنين (18 يونيو) الماضي.
وتزامن كذلك مع زيارة صهر ترامب جاريد كوشنر ومبعوث أمريكا للمفاوضات جايسون غرينبلات للمنطقة، ولقاءاتهم المنفصلة مع الرؤساء الدول العربية وكذلك المسئولين الإسرائيليين في القدس، دون أي لقاءات مع أي جهة فلسطينية في رام الله أو غزة.
وتواترت في الأشهر الأخيرة تقارير عن دعم سعودي لما يسمى “صفقة القرن”، وهي خطة توشك إدارة ترامب على إعلانها، وتتضمن مقترحاً لتسويةٍ وفق الرؤية الإسرائيلية، ويشمل ذلك دولة فلسطينية على مساحة محدودة من الضفة الغربية فقط.
ملامح الصفقة
فجّر الرئيس ترامب بوثيقة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بداية للكشف عن ملامح الصفقة، التي تمت بجهود عربية، والاعتراف بالقدس ليست النتيجة الوحيدة بالصفقة، إنما تتضمن بحسب المسؤولين والدبلوماسيين إقامة دولتين لفلسطين وإسرائيل، وإعلان حدود جديدة، وبالتحديد أن يكون لفلسطين تقسيم إداري جديد، مع منح الفلسطينيين قطعة من سيناء لإقامته.
وتشمل الصفقة، حسب ما ذكره مسؤولون، بسط النفوذ الإسرائيلي على هذه الحدود على مرحلتين، وأن تأخذ إسرائيل ما تسيطر عليه حاليا بما فيها القدس، مقابل التخلي عن بعض النقاط للسلطة الفلسطينية.
ليس هذا وحده ما تضمه صفقه القرن من بنود، إذ تم الإعلان المبدئي عن إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وإقامة مؤسساتهم الاقتصادية والأمنية تحت رقابة إسرائيلية، مع إجراءات إعادة توطين.
وهناك العشرات من البنود تضمها الصفقة، منها الاعتراف الرسمي بإسرائيل والتعاون معها على جميع الأصعدة، وما زالت هناك بعض البنود التي لم يتم الإعلان عنها داخل الصفقة والتي من المقرر الإعلان عنها في الفترة المقبلة، من ضمنها التطبيع العربي الكامل مع إسرائيل، وهو الخيار الذي تقوده السعودية وفي ذيلها السيسي، بعد أن ضمنت حدودًا بحرية مع الكيان الصهيوني، تمثّلت في بحيرتي تيران وصنافير، تبادلت بعدها عدّة وفود مع تل أبيب قادها “رأس الأفعى” جنرال المخابرات أنور عشقي، تمهيدًا لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل تفتح الطريق لعدد من الدول العربية، التي على وفاق مع مملكة بن سلمان.
دور مصر والسعودية في إتمام صفقة القرن
كانت الأخبار التي تنتشر من وقت لآخر، تؤكد على الدور التي تلعبه مصر والسعودية لإتمام سلام تاريخي بين إسرائيل وفلسطين، كما ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية.
ومن ضمن المعلومات المتواترة بختم أمريكي – إسرائيلي، زيارة جاريد كوشنر، أكبر المستشارين لدى ترامب وصهره، للملكة العربية السعودية، وكانت الزيارة سرية قبل أن تكشف عن تفاصيلها صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، التي قالت إنها ليست الزيارة الأولى ولكنها الثالثة في عام 2017، وأكدت شبكة “سي إن إن” الأمريكية بعد ذلك الخبر، وقالت الصحيفة إن “كوشنر” كان يناقش تسوية صفقة القرن بين إسرائيل وفلسطين.
أما دور مصر، فبرز من خلال مشاركتها في عقد اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح، الذي فسره بعض المحللين بأنه اتفاق لتجريد حماس من سلطتها على غزة، ولم يكن ليحدث إلا باتفاق مؤكد بين مصر وأمريكا، ضمن استعداداتهما لإتمام صفقة القرن وتمهيد الطريق لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، فلم يكن لها أن تتم إلا بأن تحدث تعديلات لبعض الأمور على الأرض منها إتمام صلح بين الطرفين المتنازعين، وأدَّت مصر هذا الدور.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية خلال زيارة السيسي للولايات المتحدة، أن ترامب أراد أن يحصل من السيسي على مبادرات حقيقية على أرض الواقع تثبت جديته وجدية الحكام العرب المتواطئين، وليس السماع لمجرد نصائح، وبحسب الصحيفة، فإن السيسي لم يبد أي اندهاش أو رفض حيال طلبات ترامب، وكانت لديه رغبة في وضع إطار سلام جديد، وقالت الصحيفة إن مصر من أهم الأوراق التي تساهم بقوة في هذه الصفقة.
وتسببت تحركات القاهرة المدعومة إقليميا في أن تدور الكثير من التوقعات والتكهنات بشأن عقد مؤتمر سلام إقليمى يحضره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ومحمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية وعدد من المسؤولين الدوليين، فيما نسف تلك التوقعات إعلان ترامب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى