تقارير وملفات

العدوان السعودي على اليمن.. عام من الفشل وجرائم الحرب

بعد مرور عام على بدء عدوان التحالف المكون من عشر دول حليفة لأمريكا بقيادة السعودية على اليمن، فشل هذا العدوان في تحقيق انتصار حاسم، وكل ما استطاع التحالف تحقيقه هو زيادة نفوذ تنظيم داعش الإرهابي باليمن، وتحويل البلاد إلى دولة تعاني من الفقر والجوع وانعدام الأمن.

بداية العدوان السعودي

كانت البداية في منتصف ليل 26 مارس من عام 2015، عندما قصفت القوات الجوية السعودية مواقع في اليمن؛ وقبل عدة أيام من إعلان الرياض بدء العدوان على اليمن، تحت عنوان عملية «عاصفة الحزم»، كان من المفترض أن تلتقي الفصائل اليمينة في العاصمة السعودية للتوقيع على وثيقة «اتفاق الأمن وتقاسم السلطة» في المرحلة الانتقالية، حيث تضمنت الوثيقة وقتها ثلاثة بدائل يمكن للأطراف اليمنية التوافق حولها، الخيار الأول عودة الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي وبصلاحيات تنفيذية كاملة، والخيار الثاني اقتراح بتعيين من ثلاثة إلى أربعة نواب للرئيس، والثالث تأسيس مجلس رئاسي بقيادة الرئيس هادي، وعلى إثر هذا الاتفاق يتم وقف إطلاق النار من قِبَل الفصائل اليمنية كافة، وانسحاب كل القوات العسكرية التي توغلت عبر الحدود، وسحب الأسلحة الثقيلة والوحدات التي لا يتجاوز عدد أفرداها سرية الجيش من المراكز المدنية في صنعاء ومدن أخرى، إضافة إلى ضمان عودة كبار المسؤولين الذين غادروا اليمن.

وتظهر الوثيقة الاتفاق على تشكيل حكومة شراكة وطنية يكون رئيسها شخصية وطنية محايدة، وخلال المرحلة الانتقالية يتم تشكيل السلطة التشريعية، والتي تتألف من ثلاث هيئات، مجلس النواب ومجلس الشعب الانتقالي والمجلس الوطني.

بعد مرور نحو شهر على ما يسمى بعاصفة الحزم، أعلنت قيادة العملية عن توقف عملية عاصفة الحزم، وبدء عملية إعادة الأمل في 21 أبريل 2015.

تحركات تمهد لداعش

ما زالت صنعاء التي وصل القتال إلى مشارفها، تشكل تحديًا حقيقيًّا للتحالف السعودي الذي فشل بعد مرور عام في السيطرة عليها، حيث تعثرت وحداتها على محاور التقدم الثلاثة في مأرب شرقًا والحُديدة غربًا وتعز جنوبًا، خاصة أن التحالف مهد الطريق سريعًا لسيطرة داعش على عدة مناطق باليمن؛ مثل مأرب ولحج وعدن والضالع وشبوة والجوف.

يشهد الميدان اليمني تقدمًا لافتًا للقوات اليمنية وحركة أنصار الله داخل الأراضي السعودية في المحافظات الحدودية الثلاث؛ مع اليمن في نجران وعسير وجيزان، والذي يترافق مع السيطرة على مدن وبلدات سعودية آخرها كان على أغلب نواحي وأحياء مدينة الربوعة في محافظة عسير شمال صعدة مباشرة.

التعنت السعودي

يؤكد مراقبون أن التعنت السعودي في اليمن قد يوصلها إلى نتائج لا تحمد عقباها، فالسعودية رغم أنها لم تحقق أهدافها في اليمن حتى الآن، واستمرار القتال لعام يعني أن تقديراتها العسكرية كانت خاطئة، ولا تزال الرياض مصممة على أن تفرض قرار مجلس الأمن الدولي 2216 على حركة أنصار الله الذي يجبرهم على الانسحاب من المدن كافة، وتسليم أسلحتهم من دون أي شروط مسبقه وهذا ما رفضته الحركة.

يبحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبعد مرور عدة أشهر على صدور القرار، عن حل لأزمة اليمن خارج إطار هذا القرار، وتحدث بان كي مون عما يسمى بوثيقة مسقط وقبول أنصار الله بهذه الوثيقة التي يمكن أن تضع حدًّا للحرب، لكن السعودية بدورها رفضت الوثيقة؛ لأنها تظهر أن كفة أنصار الله باتت هي الراجحة في اليمن بعد أشهر من القصف واستقدام المرتزقة والأجانب، فوثيقة مسقط تنص على شرعية وجود حركة أنصار الله في شمالي اليمن وسيطرة الحراك الجنوبي الذي يعادي السعودية أيضًا، وتعيين خالد بحاح رئيسًا للوزراء وتشكيل حكومة وطنية خلال 60 يومًا، وإنهاء الحصار البري والبحري والجوي على اليمن، مما يعني ضمنيًّا سحب السعودية قواتها وإنهاء الحرب.

جرائم العدوان السعودي

رفضت السعودية الجمعة 5 مارس، فكرة إصدار مجلس الأمن الدولي قرارًا جديدًا بشأن الوضع الإنساني في اليمن، معتبرة أنه غير ضروري في هذه المرحلة، وجاء الرفض السعودي لأن القرار الأممي كان سيرتكز حول استهداف المؤسسات الطبية، بعد أن ترددت أنباء عن أن الطائرات السعودية شنت فجر يوم الثلاثاء 5 يناير 2016 غارات على العاصمة صنعاء، استهدفت مركز النور لرعاية المكفوفين في مديرية الصافية، أسفر عن إصابة العديد من المكفوفين بجراح وتدمير أجزاء كبيرة من المركز.

بخلاف مجلس الأمن، أكد قرار البرلمان الأوروبي 25 فبراير الماضي الخاص، فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى السعودية بعد استهداف المدنيين في اليمن، كما اتهمت منظمة العفو الدولية السعودية بارتكاب جرائم حرب في اليمن خلال تقرير نشرته أغسطس الماضي، كما اتهمت المنظمة العدوان السعودي باستهداف المدارس في اليمن وتدمير 506 مدارس ومركزًا تعليميًّا في مختلف محافظات الجمهورية.

تشير التقارير الواردة من اليمن مطلع 2016، إلى أن عدد الشهداء في اليمن فاق الـ7 آلاف و500 شهيد  و13 ألفًا و846 جريحًا. كما دمرت الطائرات السعودية 319 ألفًا و957 منزلًا، مما أدى إلى تشريد 900 ألف مدني من منازلهم، فضلًا عن تدمير 517 مسجدًا، كما توقف عن العمل 3 آلاف و750 مدرسة وحوالي 36 جامعة، و229 مستشفى ووحدة صحية و16 مؤسسة إعلامية، وأكدت الحصيلة حدوث خراب كبير جراء العدوان الغاشم في  مرافق البنية التحتية طال 452 جسرًا، و122 منشأة كهرباء، و140 شبكة اتصالات، و14 ميناء، و10 مطارات.

كما تسبب العدوان كذلك في تدمير 922 منشآة حكومية، و514 مخزن أغذية، و413 سوقًا تجارية، و226 محطة وقود، و156 ناقلة وقود، و168 مصنعًا، و115 مزرعة دجاج، و51 موقعًا أثريًّا، و101 منشأة سيادية، و31 ملعبًا رياضيًّا، و 7 صوامع غلال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى