تقارير وملفات

العراق الذي اعرفه -2

صحفي ومحلل سياسي

دكتور محمد رمضان

نائب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم

سنوات وانا اتابع ما يحدث في العراق الذي عرفته عن قرب ,فعقب حدوث الغزو الامريكي في مارس  2003 وسقوط  بغداد بيد الغزاة وتدمير بنيته التحتية ونهب ثروته اعلن المحتل الامريكي تعين حاكما للعراق لادارة شئون البلد فقام  “بول بريمر ” الصهيوني بحل الحيش العراقي وتسريح القيادات وتبع ذلك استقدام افراد امن من شركات امريكية خاصة لجلب المرتزقة تعرف بالبلاك ووتر  سيطرت علي كافة المنشأت الحيوية والوزارات  والمطار  وانتشرت في كافة المحافظات بالاضافة الي القوات المحتلة ذات التسليح الثقيل ،

العجيب ان اغلب محافظات العراق رحبت بالاحتلال الامريكي من البصرة جنوبًا الي  الحلة والناصرية و النجف وكربلاء وميسان  وزي قار ، لكن المحافظات ذات الأغلبية السنية “صلاح الدين و الموصل  وديالي و الأنبار  أظهرت مقاومة شرسة ضد الاحتلال الامريكي ،

لم يكن المحتل الغاصب علي دراية بعادات العشائر العراقية فقامت قواته باقتحام المنازل دون ادني احترام لحرمتها وتسبب ذلك في غضب الأهالي الذين قابلوه بمزيد من ضبط النفس حتي حدث ما لم يتوقعه احد عندما قامت مجموعة  من المرتزقة البلاك ووتر بخطف عروس اثناء زفافها وتسبب ذلك الحادث في انفجار الوضع  وثار الأهالي واقتصوا من الفاعلين بقتلهم والتمثيل بجثثهم وتعليقهم علي مدخل المدينة في 31 مارس2004 .

كانت هذه الشرارة التي تسببت فيما بعد بشن الاحتلال الامريكي حربًا بكافة  الاسلحةً ضد مدينة “الفلوجة “ الباسلة , حصار  وقصف بالطائرات والمدفعية  ادت الي قتلت المئات داخل منازلهم ولم تستسلم المدينة وعندما أرادوا الدخول حدثت المفاجاة ، خرج ابناء المدينة بما لديهم من اسلحة خفيفة لقتال الغزاة ونصبوا  لهم الكمائن وأوقعوا منهم مئات  القتلي والجرحي ولم يتمكن المحتل الامريكي  من تحقيق أهدافه في احتلال المدينة  ومنيت قواته بخسائر فادحة في الوقت الذي كان يستعدفيه الاحتلال للاحتفال بمرور عام علي سقوط  بغداد  في 9 ابريل  2004،

وفي نوفمبر 2004 اعادة المحتل الامريكي  محاولة احتلال المدينة من جديد ولكن هذه المرة حشد المزيد  من الجنود والعتاد العسكري واستخدم الطائرات المقاتلة والمروحيات في قصف المنازل والدبابات والمدفعية الثقيلة كل هدا الكم الهائل من العتاد العسكري ضد 5000 مقاوم فقط  , اغلبهم من اهل المدينة والبعض من المقاتلين العرب .

لم يتورع المحتل الامريكي  عن استخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا ((قنابل عنقودية والفسفور الابيض والنابلم والغازات )) التي إستخدمتها ضد مسلحي الفلوجة وقادتهم من المقاتلين العرب، والتي أدت بعد ذلك إلى سقوطها بيد الأمريكان، رغم القتال الانتحاري الذي قاوم به المقاتلون وإستماتتهم المتناهية في الدفاع عن مواقعهم، وبعد أن كانت قد استعصت عليها في أبريل عام 2004،

لقد كانت ثورة من أعنف الثورات التي تشهدها العراق في تاريخها الحديث ضد الاحتلال الأجنبي والعملاء بكل ماتعنيه كلمة ثورة من معنى، ولكنها كانت ثورة سنية بامتياز، إذ لم يشارك فيها الشيعة، وخيم على مراجعهم صمت القبور ،وفي مقدمتهم علي السيستاني، وعندما سُئل حسن نصر الله، زعيم حزب الله في لبنان، عن سر هذا الموقف الشيعي السلبي من الفلوجة، رد بما معناه، أن الفلوجة فيها إرهابيين !

كان بالامكان انزال الهزيمة بالمحتل الامريكي ودحره من العراق اذا تعاون الجميع علي هذا الهدف لكن الخيانة والعمالة للامريكان كانت سببا في افشال الثورة المسلحة لتحرير العراق .

لقد دافع اهل السنة في العراق عن كرامة الامة ولم يتواطئوا علي بلادهم ولم يشاركوا المحتل في نهب خيرات العراق وقتل ابناءه كما فعل المالكي والحكيم وكل العملاء التابعين لايران .

سيعود العراق قريبا كما كان بفضل شبابه الواعي القادر علي ادارة شئونه بعيدا عن الطائفية البغيضة والحزاب المريضة التي لم تعمل يوما لصالح الشعب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى