آخر الأخبار

«العراق معزول عن العالم».. قطع خدمات الإنترنت في بغداد ومعظم أنحاء البلاد وسط سقوط قتلى في المظاهرات

قال مرصد نتبلوكس لمراقبة الإنترنت، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إن خدمات الإنترنت انقطعت في بغداد ومعظم أنحاء العراق، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وقال مرصد نتبلوكس، في بيان: «في أثناء كتابة البيان انخفضت اتصالات الإنترنت العامة لما دون 19% عن المستويات المعتادة، مما قطع الخدمة عن عشرات الملايين من المستخدمين في بغداد، وتأثرت أيضاً البصرة وكربلاء ومراكز سكانية أخرى. نعتقد أن الانقطاع الجديد هو أكبر انقطاع نرصده في بغداد حتى اليوم».

كانت السلطات العراقية قد قطعت خدمات الإنترنت من قبل في مواجهة موجة الاحتجاجات.

على صعيد آخر، قال شاهد من رويترز إن 5 أشخاص على الأقل قُتلوا، الإثنين، بعد أن فتحت قوات الأمن العراقية النار في بغداد على المحتجين الذين واصل الآلاف منهم الاحتشاد، في أكبر موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية منذ عقود.

وخرجت مظاهرات أيضاً في عدة مواقع أخرى، منها ميناء أم قصر المطل على الخليج ومدينة الشطرة بجنوب البلاد، حيث قتلت قوات الأمن أحد المحتجين.

وفي بغداد، رأى مصور من رويترز مقتل رجل بالرصاص، في حين نقل محتجون آخرون جثته عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص على المتظاهرين قرب جسر الأحرار في بغداد. كما كان المصور شاهداً على مقتل 4 أشخاص آخرين على الأقل.

وقالت مصادر أمنية وطبية إن أربعة أشخاص قُتلوا، وإن عدد المصابين بلغ 34، لكنها أكدت فقط مقتل شخص واحد بالرصاص الحي. وأضافت المصادر أن اثنين قُتلا بسبب استخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. ولم تذكر المصادر السبب وراء مقتل الشخص الرابع.

وقالت المصادر إن شخصين قُتلا، أحدهما شرطي، عندما فتحت القوات الخاصة المكلفة بحراسة المنطقة الخضراء النار على محتجين وأصابت 22 على الأقل منهم.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء إن مجموعة من المحتجين عبروا الجسر وأضرموا النيران في مطعم، مما دفع قوات إنفاذ القانون إلى التعامل معهم، دون أن يحدد طبيعة هذا التعامل.

وقالت مصادر أمنية وطبية إن محتجاً واحداً على الأقل قُتل، وأصيب عشرة آخرون بعد أن أطلقت الشرطة الرصاص والغاز المسيل للدموع على المحتجين في مدينة الشطرة الواقعة على بعد 45 كيلومتراً شمالي مدينة الناصرية في جنوب البلاد.

وقُتل ما يزيد على 250 عراقياً في مظاهرات منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول احتجاجاً على حكومة يرونها فاسدة وتأتمر بأمر قوى أجنبية.

وكانت مصادر أمنية وطبية ذكرت أن 3 محتجين آخرين قُتلوا في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، عندما فتحت قوات الأمن العراقية النار على حشد من المحتجين حاولوا اقتحام القنصلية الإيرانية في كربلاء.

واحتشد الآلاف من المحتجين المناهضين للحكومة في وسط بغداد الإثنين في تحد لمناشدة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لهم بالهدوء.

ومنذ القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في 2017، شهد العراق عامين من الاستقرار النسبي. لكن رغم الثروة النفطية يعاني كثيرون شظف العيش ولا يحصلون على ما يكفيهم من المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم.

ينصب الغضب من المصاعب الاقتصادية والفساد على نظام الحكم القائم على تقاسم السلطة على أسس طائفية، والذي بدأ العمل به في العراق بعد 2003. كما يستهدف الغضب النخب السياسية المنتفعة من هذا النظام.

وقال متظاهر، طلب عدم نشر اسمه، وكان من المعتصمين في ساحة التحرير ببغداد: «الشباب عانوا مصاعب اقتصادية وانفجارات وقمعاً. نريد استئصال شأفة هذه النخبة السياسية بالكامل. نريد التخلص من هذه العصابة وربما بعدها نستطيع الراحة».

وناشد عبدالمهدي المتظاهرين، مساء الأحد، تعليق حركتهم التي قال إنها حققت أهدافها لكنها تضر بالاقتصاد.

وأبدى استعداده للاستقالة إذا اتفق الساسة على بديل، ووعد بعدد من الإصلاحات، لكن المتظاهرين يقولون إن هذا ليس كافياً وإن على النخبة السياسية بالكامل أن ترحل.

وينظر كثيرون إلى النخبة السياسية على أنها تابعة إما للولايات المتحدة أو لإيران، الحليفتين الرئيسيتين لبغداد اللتين تستخدمان العراق ساحة للصراع على الهيمنة في المنطقة.

وتوقفت منذ يوم الأربعاء العمليات في ميناء أم قصر، الميناء الرئيسي للعراق على الخليج والذي تصل عبره معظم واردات البلاد من الحبوب والزيوت النباتية والسكر.

وقالت مصادر أمنية، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، إن المفاوضات مع المحتجين بشأن إعادة فتح الميناء وصلت إلى طريق مسدود، وإنه جرى فرض حظر التجول على المنطقة.

وفي أماكن أخرى في جنوب العراق، احتشد 5000 على الأقل من المحتجين في مدينة الديوانية حيث أغلقوا الطرق. وقالت الشرطة ومسؤولون محليون إن معظم المكاتب الحكومية والمدارس أغلقت أبوابها.

كما أغلق محتجون عدة مكاتب حكومية في الناصرية.

تعد واقعة كربلاء أحدث مؤشر على الغضب من إيران الذي ظهر خلال أكبر موجة احتجاجات في العراق منذ سقوط صدام حسين.

وتجمع المحتجون أمام القنصلية، في وقت متأخر الليلة الماضية، وحرقوا إطارات السيارات ورددوا «إيران بره بره.. وكربلاء حرة حرة».

وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، وهي جهة رسمية، إن الحشد حاول اقتحام القنصلية، بينما قالت مصادر أمنية إنه حاول إضرام النيران فيها.

وأكدت المفوضية مقتل ثلاثة بالرصاص وإصابة 12 آخرين بينهم أفراد من قوات الأمن.

ويعتبر المتظاهرون إيران القوة الرئيسية خلف الأحزاب السياسية الشيعية التي هيمنت على السلطة في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأسقط صدام حسين.

وينم انتشار المشاعر المعادية لإيران في قلب المعاقل الشيعية بالعراق عن استياء واسع من تدخل طهران، وتحول أولويات شيعة العراق، مع تراجع أهمية الهوية الطائفية أمام المخاوف الاقتصادية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى