آخر الأخبارتقارير وملفات

الغزو الروسي لاوكرانيا تهديد للامن والسلم العالمي

 تقرير بقلم الباحث والمحلل السياسى

الدكتور محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

فرنسا -باريس

02/03/2022

لازلت الازمة الاوكرانية الروسية تلقي بظلالها علي العالم وتزداد تعقيدا مع استمرار الهجوم الروسي علي كافة المدن الاوكرانية في الشمال والجنوب والشرق بشتي انواع الأسلحة مما خلف المزيد من القتلي والجرحي بين المدنيين ونروح الالاف في اتجاه الدول المجاورة “رومانيا والمجر وبولندا”
وفي ظل هذه الازمة فشل مجلس الأمن في اصدار قرار يدين الغزو الروسي وعدل البيان الي استنكار بدل من إدانة رسمية وكان هناك تباين واضح من بعض الدول إزاء ما يحدث ، فالصين امتنعت عن التصويت وكذلك فعلت الإمارات وكل منهما له مبرراته الا ان الدول الدائمة العضوية تري ان الحل السياسي لم يجدي نفعا مع روسيا بعدما فشلت كل المساعي لوقف العدوان فلجات الي فرض عقوبات اقتصادية تمثلت في فرض قيود علي الاقتصاد الروسي والبنك المركزي وعدد من المسؤولين الروس بينهم بوتين ووزير الدفاع وشخصيات نافذه ،
ومع مرور الوقت ارتفعت وتيرة العقوبات لتصل الي عدم السماح للطيران الروسي بالتحليق فوق دول الاتحاد الأوروبي وامريكا وازدادت العقوبات لتشمل الرياضة ووقف نشاط روسيا في عدد من الاتحادات الدولية ” كرة القدم والطائرة واليد وغيرها”.


هذه العقوبات المرشحة للمزيد لم تثني بوتين عن وقف زحفه نحو العاصمة كييف فالضربات الصاروخية مستمرة والتهديد بالاستيلاءعلي كافة الأراضي الاوكرانية صار امر واقع ،
وامس جرت مباحثات بين الروس والاوكران علي حدود بيلا روسيا ولم تسفر عن شيء ولازالت مطالب بوتين المرفوضة سلفا هي هي وتمثل في المطالبة باعتراف اوكرانيا بسيطرة روسيا علي القرم والاعتراف باستقلال كل من دونيتسك ولوغانسك ونزع سلاح اوكرانيا كاملا وعدم انضامها الي حلف الناتو ورحيل كافة المستشارين العسكريين الغربين من اوكرانيا .

لقد اكتفي الغرب في هذه الازمة بتوقيع العقوبات وإرسال بعض المساعدات العسكرية للجيش الاوكراني ولم يرسل جندي واحد وهو يعلم أن بوتين ماضي في سياسته ولن يتوقف ، فأكثر من 100 الف جندي عبرو الحدود الاوكرانية واصبحوا داخل المدن وعلي مقربة من العاصمة كييف التي قد تسقط في اي وقت.

وبسبب هاته الازمة ارتفت اسعار النفط للتجاوز ال 100 دولار للبرميل وكذلك ارتفع سعر الغاز عالميا بعدما أعلنت المانيا توقف مشروع نقل الغاز عبر الأنبوب الجديد “نورد ستريم تو 2”
وانعكست هذه الأزمة علي جميع دول العالم القريب منها والبعيد جغرافيا فما كاد العالم يتعافي من جائحة كورونا التي ارهقت معظم اقتصاديات العالم حتي ابتليت بالغزو الروسي الذي اضاف مزيد من الاعباء والخوف من تدهور الاوضاع ونشوب حرب طويلة الأمد.

المتضررون من الازمة

مما لاشك ان الأضرار الناجمة عن الغزو الروسي لاوكرانيا تتفاوت بين دولة وآخري ، فالدول التي ترتبط بعلاقات تجارية مع روسيا اوكرانيا وتعتبرهما اهم مصدر لتوريد القمح ستكون الأكثر ضررا وعلي سبيل المثال “مصرالتي تستورد 13 مليون طن قمح سنويا، وتعتمد علي استيراد 80% من القمح من كل من روسيا و اوكرانيا والمعضلة الان ان الاسعار العالمية للاقماح ارتفعت ومخزون مصر من القمح يكفي ثلاثة أشهر فقط فكيف تدبر الحكومة احتياجاتها في ظل هاته الازمة ؟

كما ان ارتفاع أسعار البترول ومشتقاته اثر سلبا علي الكثير من الدول وادي الي ضغوط كبيرة علي المواطنين في كافة دول العالم فأصبح التضخم في اعلي مستوياته وانعكس ذلك علي القدرة الشرائية .ان التوتر الذي يشهده العالم اليوم بسبب تلك الازمة والتهديد بحرب نووية وضع العالم في مهب الريح فلم يعد هناك مكان آمن علي ظهر الأرض ينعم فيه الانسان في ظل هذا الصراع الايدلوجي والذي ينبئ بكارثة لا يعرف مدها.

ان تحكيم العقل للخروج من هاته الازمة أصبح امر واجبا وعلي الجميع الاخذ بالاسباب لتجنب العالم ويلات هذا الصراع فهل من مجيب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى