كتاب وادباء

الــوجــه الآخــر لــلــنــخــبــة

الــوجــه الآخــر لــلــنــخــبــة …………………………………..

بقلم الكاتب

مؤمن الدش

مؤمن الدش

إذا ساقتك الصدفة للولوج إلى إحدى صفحات كثير من الكتاب الذين كانوا يحشدون مدفعيتهم الثقيلة ويطلقون نيران أقلامهم المسمومة نحو الرئيس المختطف محمد مرسى بالحق مرة وبالباطل مئات المرات ’ فستجد أن الغالبية منهم يعيدون مقالات قديمة تم نشرها منذ سنوات فى عهد المخلوع إبان المعارضة المصنوعة على أعين النظام وقتها وتوزيع الأدوار ’ حتى أننا كم خدعنا فى شخصيات حسبناها يوما على خير ’ لتجئ 30 يونيو لتفتح الصندوق الأسود لتلك الشبكة المعقدة لنكتشف أن حمدى قنديل وإبراهيم عيسى وأحمد المسلمانى على سبيل المثال وكثيرين على شاكلتهم ممن يوصفون زورا بأنهم نخبة ’ لم يكونوا سوى أبناء نظام المخلوع ’ ولا يقولون سوى مايملى عليهم ’ وأن الأخير كان مسئولا عن كتابة خطابات مبارك وآخرها خطابه العاطفى قبيل موقعة الجمل الشهيرة ’

المعنى فى إعادة نشر هؤلاء لبعض مقالاتهم التى سبق نشرها فى عهد المخلوع ’ هو إحياء ذكرى المعارضة فى قلوبهم وإستدعاء جينات النضال الحنجورى وقت أن كان النظام يرفع شعار إكتبوا ماشئتم وسنفعل مانشاء ’ يحاول هؤلاء الآن المحافظة على صورتهم الذهنية لدى قراءهم بعد أن فقدوا مصداقيتهم عقب الإنقلاب على الرئيس المنتخب ’ وفضلوا الوضع رقودا تحت البيادة ’ فيحاول هؤلاء الآن إستعادة تلك الذكريات كونهم كانوا معارضون شرسين للرئيس الشرعى المنتخب ’ وإنكشف عنهم الغطاء وبدت عوراتهم حتى أن أحدهم وهو الأديب العالمى ’ الأسوانى ’ الأسمر قال يوما عن قائد الإنقلاب أنه أعظم قائد عسكرى فى التاريخ بعد آيزنهاور ’ يصرخ الآن من مخبئه فى فرنسا ويشكوا للدنيا كلها الآن تضييق الحريات عليه ومن على شاكلته ولاينسى فى نهاية حواراته أن يهاجم الرئيس مرسى ويصفه بالديكتاتور ’’ يالا بجاحتكم ’’ .

إذا دخلت إلى إحدى صفحات هؤلاء كما قلت لك ستجدهم يحاولون تنشيط ذاكرة العنترية لديهم بإعادة نشر مقالات قديمة ’ ويضحكك حتى الثمالة أنهم حين يكتبون مقالات حديثة فستجدهم وسط عشرات السطور التى يهاجمون فيها الرئيس مرسى المغيب بقوة السلاح ولايملك رفاهية الرد عليهم الآن ’ ستجدهم وسط تلك السطور يدسون كلمتين على إستحياء وذرا للرماد فى العيون عن النظام الحالى وينتقدونه بأدب ’ حتى أنك تخال وكأنهم يتحدثون مطأطأين رؤوسهم وعيونهم إلى الأرض ’ من هنا يحضرنى وصف الرئيس مرسى بالضعيف ’ ذلك الرئيس الذى تركهم يصولون ويجولون فى نقده والهجوم عليه إلى درجة إساءة الأدب والخوض فى تفاصيل حياته الخاصة ’ وبالطبع لاتنسى ذاكرتنا جميعا يوم فاز إبنه بوظيفة فى إحدى شركات الطيران كونه مواطنا مصريا كسائر المواطنين على أرض هذا الوطن ’ لم ننسى حلقات الردح وفرش الملايا بسبب هذا الخبر حتى أعرض إبن الرئيس مرسى عن الوظيفة وأراح وإستراح ’

والسؤال هنا ماهو مقياس القوة والضعف لشخص الحاكم ’ وهل كان مطلوبا من الرئيس مرسى أن يمسك سلاحا مثلا وينزل إلى الشارع لتنفيذ قراراته بنفسه أم على الرئيس أن يصدر قراره الذى يراه يتماشى مع الحدث الواقع وقتها وعلى الجهات المعنية تنفيذه كلا فيما يخصه ’ فماذا كان يستطيع أن يفعله مرسى وجهات التنفيذ من جيش وشرطة وقضاء ومعهم ترسانة أصحاب هوى ومنصة إطلاق صواريخ إعلامية مضادة لحكمه ’ كل هؤلاء كانوا يتآمرون عليه لإسقاطه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى