آخر الأخبارتحليلات

الفرق بين الإعلام والصحافة في العالم العربي والأوروبي

بقلم الإعلامى المتخصص فى الصحافة الإستقصائية

عبدالهادي بوسنينة
فيينا – النمسا

يمكن القول بأن الإعلام والصحافة هما عمودان أساسيان في الحياة العامة للمجتمعات، إذ يعدان المصدر الرئيسي للمعلومات والأخبار والتحليلات والآراء. وعلى الرغم من أن الإعلام والصحافة في العالم العربي والأوروبي يشتركان في العديد من الجوانب، إلا أنهما يختلفان بشكل كبير في الكثير من الجوانب.

يعتبر الإعلام والصحافة في العالم الأوروبي أكثر حرية وانفتاحاً على العالم إذ يتمتع بحرية التعبير وحرية النشر مع توفر بيئة حرة تساعد في نشر الأخبار بشكل دقيقٍ وشامل. بينما تتمز الإعلام والصحافة العربية بالتقليدية والشكلية، فغالباً ما تنقلب إلى أدواتٍ للتحزب والترويج لمصالح جهات سياسية.

تهتم وسائل الإعلام والصحافة في العالم الأوروبي بتغطية جميع الأحداث الرئيسية في العالم، وتحرص على التحلي بالموضوعية في نشر الأخبار والتحليلات. في المقابل، تنحصر تغطية وسائل الإعلام والصحافة في العالم العربي عادةً على الشؤون السياسية والدينية، وليس لديها اهتمام كبير بتغطية الشؤون الثقافية والاجتماعية.

إلى جانب ذلك، تتنوع اللغات والثقافات في العالم الأوروبي بشكلٍ واسع، حيث يختلف اللغات الرئيسية باختلاف الدولة. وفي العالم العربي، تتعدد اللغات بناءً على اختلاف البلدان والمراسلين والتقاليد الاجتماعية.

بشكل عام، الإعلام والصحافة في العالم العربي والأوروبي يشتركان في العديد من الجوانب ولكنهما يختلفان في الكثير من الجوانب، من الحرية الصحفية إلى التغطية الإعلامية واللغة والثقافة.

يشهد العالم العربي تراجعا حادا في مستوى الحريات الصحفية والتعددية الإعلامية، حسب تقارير سنوية لعدة مؤسسات دولية. ويوصف الشرق الأوسط بالمنطقة الجغرافية الأسوأ ترتيبا على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بحرية الإعلام. 

ولا يمكنني القول بأن هناك نكسة في المشهد الإعلامي بعد الربيع العربي، فلو نظرنا إلى وسائل الإعلام في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط سنجد أنها لم تتطور يوما ما.

ويجب ألا نتخيل أن مرحلة ما بعد الثورات غيرت شكل وهيكل وسائل الإعلام، فالإعلام مرتبط بشكل وثيق بالمناخ السياسي في أي بلد وهذه المنطقة لم تشهد إلا القليل من التنوع السياسي والانفتاح وحرية التعبير ولذا تعاني وسائل الإعلام من انعدام الإطار القانوني والمهني الذي يسمح لها بالتطور وذلك منذ عقود. 

وذلك بسبب نقص الصحفيين المدربين على إدارة المؤسسات الإعلامية بطريقة مستقلة وقلة الصحفيين المحليين. إذا ما نظرنا إلى وضع الصحافة الآن مقارنة بالخمس عشرة سنة الماضية، فسنجد أن هناك عددا أكبر من وسائل الإعلام، لكن الإشكاليات المتعلقة بالاستقلالية ونقص الحريات لم تحل. العديد من وسائل الإعلام الموجودة الآن على الساحة حزبية ولا تتيح فرصة التعرف على عدة آراء ولا تتمتع بالتعددية. كما أن سمات التقدم التكنولوجي على وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الناس يتابعون وسائل الإعلام التي تتوافق مع أراءهم ووجهات نظرهم وهذا يحول دون بناء مستقبل.

متى يحترم الشرق الأوسط ومنظقة شمال أفريقيا حرية الصحافة؟

باللون الأسود تظهر منطقة الشرق الأوسط، متذيلة 180 دولة حول العالم بمؤشرات حرية الصحافة وفقاً لتصنيف “منظمة مراسلون بلا حدود للعام 2019″، لتتفاوت فيها طرق التعامل مع الصحفيين من الكراهية وحتى القتل وما بينهم فواصل من الاعتقال والسجن والتنكيل .

وإن كان يطلق على الصحافة السلطة الرابعة، فالسلطات الثلاث السابقات إن لم تكن تؤذيها فهي تحتقرها في الغالب .. رغم بساطة سلاحها ودقته في آن واحد.. فلا هي تتحكم بالسلطة ولا هي في جاه الرقابة والمساءلة البرلمانية أو تعيد للناس حقوقهم مثل القضاء.. لكن على الرغم من ذلك تظل الصداع الدائم في رأس الأنظمة.

توجد العديد من الفروق بين الإعلام والصحافة في العالم العربي والأوروبي، ويمكن تلخيص هذه الفروق فيما يلي:

1. الحرية الصحفية: تعد الحرية الصحفية في العالم الأوروبي أكبر من العالم العربي، حيث يمكن للصحفيين والمراسلين في أوروبا نشر تقاريرهم دون قيود أو رقابة كبيرة. بينما في العالم العربي، يوجد تدخل كبير من الحكومات والسلطات الأمنية في الشؤون الإعلامية.

2. التعامل مع الأخبار: تعد معايير الإعلام والصحافة في العالم الأوروبي أكثر دقة ودقة في التحقق من الأخبار قبل نشرها، ويتم مناقشة الأخبار بشكل مفصل وموسع. في المقابل في العالم العربي، تتميز بعض وسائل الإعلام والصحافة بنشر الأخبار دون التحقق من تفاصيلها ودراسة الصحة الناجمة عنها.

3. التغطية الإعلامية: في العالم الأوروبي، تتمتع التغطية الإعلامية بالتنوع والإبداع، وتسعى وسائل الإعلام الأوروبية إلى تغطية الأحداث الرئيسية في جميع أنحاء العالم. على الجانب الآخر، تكون التغطية الإعلامية في العالم العربي متركزة على الشؤون المحلية وتتركز في الأغلب على الشؤون السياسية والدينية.

4. اللغة والثقافة: في العالم الأوروبي، تختلف الثقافات واللغات من دولة إلى أخرى، حيث يوجد العديد من اللغات المتداولة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها. وفي العالم العربي، تتعدد اللغات باختلاف البلدان والمراسلين، وتختلف الثقافات ايضا بشكل واسع حسب الدولة والتقاليد الاجتماعية.

بشكل عام، تختلف الإعلام والصحافة في العالم العربي والأوروبي في العديد من الجوانب، بدءًا من معايير الحرية الصحفية والتعامل مع الأخبار وانتهاءً باللغة والثقافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى