كتاب وادباء

القانون فى زمن الكانون

بقلم الباحث السياسى

حاتم غريب k

حاتم غريب

———————–

الكانون لمن لايعرفه هو موقد بلدى يصنع من الحجارة او الطين على شكل فرن صغير ويوقد فيه الحطب او الاخشاب او الاويح الذرة او الاقراص المصنعة من روث البهائم ويستخدمه الفلاحون فى طهى الطعام وهووان كان يخرج منه أطايب الطعام والذها مذاقا الا انه يمثل رمزا للتأخر والحياة البسيطة البعيدة كل البعد عن المدنية الحديثة فبعد اكتشاف الكهرباء والغاز الطبيعى ظهرت المواقد المتطورة التى تعمل بهما واستغنى الكثيرين عن الكانون القديم واستبدلوه بالمواقد الحديثه…..لكن ماذا تعنى رمزية الكانون بالحياة التى نعيشها الان.

الكانون

…………………………………………………..

ماقصدته من هذه الرمزية كما أشرت من قبل هو انه يرمز الى حياة التخلف والعودة الى الوراء بعيدا عن الحضارة والتقدم ووسائل المعرفة الحديثة وماتبعها من تطور فى مجال احترام حقوق الانسان وحقه فى حياة كريمة تليق بانسانيته وما القانون سوى مجموعة من القواعد التى تنظم حياة الفرد والمجتمع علاقة الافراد ببعضهم البعض وعلاقة الافراد بالمجتمع الذى يعيشون داخله وعلاقتهم كذلك بالدولة ككيان معنوى يدير شؤنهم الحياتية ويضع لهم نظام سياسى واقتصادى واجتماعى وثقافى يسيرون على نهجه ومن يخرج عنه يعرض نفسه للمسؤلية والعقاب.

حتى تسود دولة القانون لابد من غرس دعائم العدل داخل المجتمع بحيث يدرك كل فرد داخل ماله وماعليه حقوقه وواجباته وان الكل امام القانون سواء لافرق بين غنى وفقير ولارجل وأمرأة ولاصغير وكبير ولا ذى سلطان وحقير ولارئيس ومرؤوس حينها يمكننا ان نقول اننا نعيش فى دولة القانون أما غير ذلك فأننا نكون امام كيان تسودة الفوضى ويكون أقرب الى حياة الغاب منه الى حياة المدنية الانسانية حيث قانون القوة لاقوة القانون ولاشك ان المجتمع المصرى بتكوينه الحالى يعيش تلك الحياة اى حياة الغابة بكل وسائل تلك الحياة من استخدام للعنف والقوة والشراسة بين افراد المجتمع والسلطة الحاكمة وان شئت فقل المتحكمة فالفارق كبير بين الحكم والتحكم أما ان تكون حاكما فيجب ان يكون ذلك بارادة الرعية وحقهم فى الاختيار وأما ان تكون متحكما فهذا يأتى غالبا دون ارادة الرعية وجبرا عنهم.

……………………………………………………..

فما يحدث فى مصر فى الوقت الحالى يمثل خرقا فجا وفاضحا لكل القوانين والاعراف فضلا عن الشرائع السماوية وعلى وجه الخصوص الشريعة الاسلامية فالشارع الاعظم وضع دستورا سماويا (القرأن الكريم) لينظم به الحياة البشرية دنيا واّخرة وكرم فيه الانسان على وجه العموم لكنا ضربنا بكل ذلك عرض الحائط واخترنا ان نضع لانفسنا قوانين وضعية نسير عليها رغم مايعتريها من خطأ وعوار يتكشف لنا يوما بعد يوم من خلال المحاكمات التى تجرى داخل اروقة المحاكم عندما يبرأ المتهم ويتهم البرىء فلو اننا عدنا الى شرع الله القانون الالهى لوجدنا فيه عدلا ورحمة يتحقق من خلالهما المساواة والامن والامان داخل المجتمع لكننا اّثرنا ان نضل انفسنا ونسير فى طريق الضلال بدلا من طريق الهدى واتبعنا شيطان انفسنا وسرنا على نهجه ومنهاجه فكانت الحياة البائسة التى نعيشها الان.

لقد عدنا سنوات وسنوات الى حيث الماضى السحيق حيث لادولة ولاقانون ولانظام ولارحمة ولاشفقة وسادت روح الانتقام بدلا من روح القانون وأصبح من يفترض بهم أقامة العدل بين الناس سيفا مسلطا على رقاب الفقراء والضعفاء والمغلوبين على امرهم هؤلاء جميعا هم من يخضعون للعقاب وعن جرائم لم يرتكبوها فى الغالب الاعم ويدفعون ثمن جرائم واخطاء سادة المجتمع الذين يقتاتون على عرق ودماء وارواح هؤلاء المساكين الذين يعانون من الحرمان والتهميش وكأنهم ماخلقوا الا لخدمة هؤلاء السادة وتحمل مسؤليتهم ونيل العقاب بديلا عنهم وبعضهم اختار تلك الحياة بارادته وبرضاء عن نفسه والبعض الاخر فرضت عليه قهرا عنه باستغلال نقاط ضعف فيه .

……………………………………………………….

فالمحاكمات التى تجرى للمصريين محاكمات هزلية لاتستند للدستور باعتباره رأس القانون وتعد خروجا صارخا لابسط قواعد العدالة فالمتهم لايتوافر له حق الدفاع كاملا ويحرم كذلك من ابسط حقوقه بايداعه مكان مناسب لحين انتهاء التحقيقات ولارعاية طبية او تمكينة من رؤية اهله وذويه ويحبس فى زنازين انفرادية ولايمكن من لقاء محاميه وكل ذلك دون شك مخالف لقواعد القانون الانسانى الذى يؤكد على احترام حقوق الانسان حتى لو كان مجرما وان يضمن له محاكمة عادلة ويوقع عليه الجزاء المناسب لكن مايجرى فى مصر هو انتقام لااحكام خاصة من هؤلاء المعارضين لنظام ظالم مستبد قضى على الحرية والكرامة والانسانية وما يؤسف له حقا عدم تدخل المنظمات الدولية وعلى رأسها بالطبع الامم المتحدة التى ماانشئت فى الاصل الا من اجل الحفاظ على حقوق الانسان فى كل دول العالم لكنها حادت عن مبدئها وأصبحت أكبر منظمة فى العالم تشجع الانظمة الاستبدادية التى تقهر شعوبها ولم يعد من سبيل امام الضعفاء سوى القصاص بانفسهم لانفسهم فى مواجهة هؤلاء الطغاة المستبدين.

…..

ولاعزاء للقانون

…..

حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى