آخر الأخبارتراند

القتل والإغتصاب والإذلال مصير المسلمين على يد المتطرفين الهندوس في الهند

أين الحكام العرب مما يحدث فى مسلمى الهند وكشمير؟

بقلم الباحث والمحلل السياسى

د.محمد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس- فرنسا

13/10/2021

المسلمون فى الهند دائما وابدا كانوا ظهير العالم الإسلامى وداعميه بالرغم من ضعفهم وفقرهم.

تأثر المسلمون في الهند مما أصاب العالم الإسلامي، فعندما سقطت الخلافة الإسلامية العثمانية عام 1337هـ قامت مظاهرات للمسلمين في أنحاء الهند تندد بالإنجليز وبالدور الذي قاموا به في إسقاط الخلافة، ومن قبلها أخذوا ينددون باحتلال إيطاليا لليبيا، وكذلك كان للحركة الوهابية أثرها في الهند، ونددوا بمعاملة الهولنديين الوحشية لشعب إندونيسيا المسلم، ورفضوا تكوين دولة لليهود في فلسطين وغيرها من المواقف التي تؤكد مؤازرتهم لإخوانهم المسلمين في شتى بقاع الأرض.
وبرغم كل ذلك فقد كان هناك تباين في توجهات المسلمين؛ فبالإضافة إلى اختلاف مذاهبهم من سنة وفِرق مثل الشيعة والإسماعيلية والقاديانية، كانت هناك أراء متباينة في وضع المسلمين في الهند، فالبعض يرى التخلص من الاحتلال الإنجليزي للهند والاندماج مع الهندوس في دولة واحدة، لكي يؤدى ذلك إلى أثر إيجابي في الدعوة إلى الإسلام في الهند، والبعض الآخر يرى التخلص من الاستعمار واستقلال المسلمين في دولة خاصة بهم بعيدًا عن الهندوس الذين يمتلئون حقدًا وبغضًا للإسلام والمسلمين.

وكان صاحب هذه الفكرة هو الشاعر محمد إقبال، وكان من أشهر الأحزاب التي تكونت في الهند حزب المؤتمر الذي يتزعمه غاندي المتعصب لهندوسيته، والذي كان يلين قليلاً للمسلمين حتى يحوز تأييدهم، وحزب الرابطة الإسلامية بقيادة محمد علي جناح والذي يرى الانفصال عن الهندوس وتكوين دولة مستقلة للمسلمين في الهند.

الجماعات الهندوسية وجرائمهم ضد المسلمين

باتت الإعتداءات على المسلمين من قبل الجماعات الهندوسية القومية شائعة في الهند دون أن تلقى سوى القليل من الإدانة من الحكومة الهندية.

في الشهر الماضي ظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيه فتاة صغيرة مذعورة تتشبث بوالدها المسلم بينما يعتدي عليه حشد من الهندوس.

وأظهرت اللقطات المؤثرة سائق الدراجة الهوائية ثلاثية العجلات البالغ من العمر 45 عاما وهو يُقاد عبر شوارع مدينة كانبور الواقعة في ولاية أوتار براديش الشمالية بينما الابنة الصغيرة تبكي وتتوسل الحشد للتوقف عن ضربه.

يمر المسلمون في الهند بأصعب مرحلة في حياتهم نتيجة تآمر الأحزاب الهندوسية المتطرفة، هذه المرحلة تشهد حملة إبادة منظمة تحت مرأى ومسمع الحكومة الهندية والعالم، ولكن دون تدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بل كشفت الحقائق والتقارير عن تورط الحكومة في هذه الأحداث. حيث يتواصل الإرهاب الهندوسي، تجاه مسلمي الهند وخاصة مدينة دلهي، وتقوم العصابات الهندية التابعة للحزب القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا بحرق مساجدهم، وبيوتهم، وإيقاف تجارتهم، والتنكيل بهم. الانتهاكات الهندوسية ضد مسلمي الهند بدأت وتصاعدت بعد تظاهرات المسلمين الرافضة لقانون الجنسية الطائفي الجديد الذي أقرته الهند، والذي يسمح بتجنيس جميع الأطياف ما عدا المسلمين. أضف إلى ذلك التصريحات الأمريكية التي قالها الرئيس، ترامب خلال زيارته إلى الهند والتي يمكن اعتبارها تحريضا مباشرا ضد مسلمي الهند، لاسيما وقد أعقبها أعمال عنف طالت مسلمي الهند ولا تزال. ثمة مصالح وحسابات تجارية وعسكرية وتصفية حسابات سياسية من أمريكا التي تصطف مع الهند ضد تحالف باكستان والصين. حيث يلعب ترامب على كارت الإسلام الراديكالي تحت مسمى الإرهاب الكاذب، ليصب الزيت على النار ليشعلها حربا بين المسلمين والهندوس. إن الأحداث الحالية التي تحدث في الهند، هي أسوأ موجات العنف تجاه المسلمين خلال الفترة الأخيرة فما يتعرض له المسلمون هي مجازر. يرتكبها الهندوس الذين يجوبون شوارع المدينة ويقوموا بإضرام النيران في المساجد ومنازل المسلمين ومتاجرهم وشركاتهم ونهبها، وقتل أو حرق المسلمين أحياء في ظل صمت مطبق من قبل الحكومة الهندية التي تركت المسلمين من دون حماية. أعداد القتلى وصلت إلى 38 قتيل، وأكثر من 220 مصابًا، ولا زالت الأعداد في ازدياد، في ظل صمت وتواطؤ من الحكومة الهندية، فسيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء لا تصل إلى أماكن اشتعال النار إلا بعد حرق المساجد والبيوت، حيث وصل عدد المساجد التي تم حرقها 5 مساجد حتى الآن، ويأتي هذا الظلم الشديد بالتزامن مع حملة اعتقالات ضخمة تشنها الحكومة الهندية، تم القبض فيها على الدعاة ورجال الدين المسلمين ومنع أية تجمعات للمسلمين، في الوقت الذي تواصل فيه العصابات الهندوسية الفتك بالمسلمين، واغتصاب نسائهم، واختطاف أطفالهم وترويعهم، وإغلاق مدارسهم.

رئيس الوزراء الهندي نار يندرا مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا من أكثر المتطرفين في تبنيهما للقومية المتطرفة واستعدادهما لاستخدام العنف، على اعتبار أنهما أقرب الأنظمة اليمينية المتطرفة إلى الفاشية التقليدية التي تدعوا إلى تهميش وطرد المسلمين الهنود من البلاد. ويتهم معارضو مودي بأنه يريد تحويل الهند العلمانية إلى بلد هندوسي بشكل كامل ويشير له خصومه بأصابع الاتهام بعد تبنيه الخطاب الناري الذي اعتمده مسؤولو حزبه فترة الحملة الانتخابية المحلية في دلهي. وأكدوا بأنه قادر على وقف العنف بشكل أسرع إذا ما أراد ولكن إجراءاته على الأرض وما يقوم به حزبه تؤكد تأييده لذلك ضد المسلمين ربما تمهيداً لمجازر كبيرة بحق المسلمين لإرهابهم أو على الأقل عزلهم في الهند. إن ما تقوم به الحكومة الهندية من جرائم لا يمكن تقبلها ولا تبريرها، ويجب على العالم أن يقف على رجليه للدفاع عن الإنسانية، لأن ما يحدث جرائم يعاقب عليها القانون، لكن أمريكا والغرب لا يأبه إذا كانت المذابح ضد المسلمين. وحول ردود الأفعال عبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليت، عن قلقها من عدم مبالاة الشرطة الهندية بالاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون في البلاد، واستهجنت عدم تحرك الشرطة هناك لمنع الاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون من قبل بعض المجموعات الهندوسية، واستخدامها العنف ضد المتظاهرين السلميين. وحذر رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان الأمم المتحدة من إمكانية مواجهة بلاده موجة جديدة من اللاجئين من الهند، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف تجريد 200 مليون مسلم من الجنسية. مشيرا إلى أن الحكومة الهندية بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا القومي، تستهدف المسلمين والأقليات الأخرى من خلال أعمال تسجيل المواطنة، الأمر الذي قد يجعلهم عديمي الجنسية. وسيجلب مشاكل مستقبلية على بلاده لأنه قد يؤدي إلى أزمة لجوء كبيرة. 


استقلال الهند وتقسيمها

كان الإنجليز برغم تفضيلهم للهندوس على المسلمين، إلا أنهم كانوا ينكلون بأبناء أي جنس آخر غيرهم في سبيل حفظ أبنائهم، فقد شكَّل الهنود الكثير من فِرق الجيش الإنجليزي، وعندما قامت الحرب العالمية الثانية وزاد خطر اليابان بعد وصولها لبورما على حدود الهند خاف الإنجليز، ووعدوا الهند بمنحها الاستقلال بعد الحرب، حتى لا يستغل الهنود فرصة الحرب وينقلبوا على الإنجليز، وفي نفس الوقت كان الإنجليز كما ذكرنا يدفعون بالجنود الهنود إلى الهلاك في الحرب؛ فعلى سبيل المثال في معركة العلمين أراد الإنجليز اقتحام حقل للألغام، ولم يكن لديهم عدد كاف من المواشي لتفجيره، فزجوا بكتيبة هندية للقيام بهذه المهمة فهلكت عن آخرها، وهذا ما زاد في الكره المشترك للمسلمين والهندوس تجاه الإنجليز. وفي عام 1366هـ؛ قررت بريطانيا منح الهند استقلالها في نطاق تقسيمها إلى دولتين، إحداهما للهندوس ويطلق عليها الهند والأخرى للمسلمين، والتي أطلق عليها المسلمون باكستان أي أرض الأطهار. وإطلاق الحرية في كل ولاية هندية للانضمام للهند أو باكستان أو الاستقلال بنفسها برغم معارضة غاندي الشديدة لهذه الفكرة؛ لأنه كان يريد السيطرة على المسلمين تمامًا.

وبالفعل كونت الولايات الشمالية الشرقية في الهند -البنغال الشرقية وجزء من آسام- والشمالية الغربية -جزء من البنجاب والسند وبلوجستان- دولة باكستان وعاصمتها كراتشى، والباقي للهند وعاصمتها دلهي ثم أصبحت نيودلهي وكل من باكستان والهند يأخذان نظام الدومنيونات، أي يكون مع استقلالها ارتباط مع التاج البريطاني، وخضوعها لإشراف الحاكم العام البريطاني، وكان تقسيمًا جائرًا على المسلمين.

فقد قسموا بعض الولايات ذات الأغلبية المسلمة مثل البنجاب والبنغال بين المسلمين والهندوس، وأرادت بعض الولايات الهندية الانضمام لباكستان مثل جوناكاد، ودعا إلى ذلك حاكمها المسلم، وكذلك إمارة حيدر أباد بسبب حاكمها المسلم، ولكن الهند رفضت ذلك، وأرسلت قوة إلى كل ولاية لاحتلالها وضمها إلى الهند، بينما ولايتا نيبال وبوتان كانتا في الأصل مستقلتين عن الإنجليز، حيث لم يدخلوهما، وأهلهما بوذيون فلم ينضما إلى الهند وانضمت ولاية سكيم إلى الهند عام 1396هـ، واستقلت سريلانكا عن الهند عام 1367هـ، وكانت جزر المالديف ذات الأغلبية المسلمة تتبعها، ثم استقلت جزر المالديف عن سري لانكا عام 1373هـ، وعندما تم التقسيم نكَّل الهندوس بالمسلمين في الهند أشد التنكيل، فهاجر الكثير منهم إلى باكستان، وكان الهندوس يحرقون القطارات التي تنقل المسلمين إلى باكستان لحقدهم الشديد عليهم.

وقام المسلمون بالكثير من الثورات ضد السيخ حتى سيطر الإنجليز على البلاد عام 1262هـ، فباعوا كشمير لأسرة الدونمرا لمدة 100 عام بسبعة ونصف مليون روبية وعقدت الاتفاقية في مدينة أمريستار، التي هي منبع الفكر السيخي، وأخذ حكام أسرة الدونمرا يذيقون المسلمين ألوانًا من الظلم والاستعباد والاضطهاد طوال فترة حكمهم للبلاد؛ من ضرائب باهظة، ومصادرة أراضيهم، وأملاكهم، وحرَّموا عليهم ذبح الأبقار وكانت عقوبة ذلك الإعدام، ثم خففت للحبس 10 سنوات، واضطر الكثير من السكان للهجرة إلى البنجاب للنجاة من الظلم المقام عليهم، وأخذ الإنجليز يساعدون أسرة الدونمرا في صب القهر والتعذيب على شعب كشمير المسلم.

وجاء وقت الاستقلال للهند عام 1366هـ وتقسيمها فأراد الشعب الكشميرى المسلم الانضمام إلى باكستان بينما حاكم كشمير (المهراجا) آخر حكام أسرة الدونمرا عمل على منع حدوث ذلك، فأسس عصابات من الهندوس الكشميريين، والهندوس الذين أتوا من الهند لمنع انضمام كشمير إلى باكستان، وأخذت هذه العصابات في الهجوم على المسلمين، وقتلت منهم 137000 مسلم، فقام المسلمون بالمظاهرات وأطلقت الشرطة التابعة للمهراجا النار على المتظاهرين الذين يطالبون بانضمام كشمير إلى باكستان وسجنت الكثير منهم، وتدفق المجاهدون المسلمون على كشمير لنجدة إخوانهم، واستطاعوا تحرير جزء من كشمير بينما فر المهراجا “هري سنغ” إلى الهند، وعقد مع الهند اتفاقية بانضمام كشمير إلى الهند عام 1366هـ، برغم أن المسلمين يُشكِّلون 80% من سكانها، وهذا ما يتنافى مع شروط تقسيم الهند إلى منطقتين، مسلمة وهندوسية تعتمد على الغالبية القاطنة.

وتعهدت الهند بإجراء استفتاء في الولاية بمجرد إعادة الاستقرار بها وسحب قواتها منها، ولكن اتضح أن هذه الدعوة ما هي إلا وسيلة تساعد الهند في احتلال كشمير، فأرسلت جيوشًا إلى كشمير لتساعد جيوش حاكمها السابق.

وأعلنت أنها ستساعد من يرغب في الهجرة إلى باكستان، وأعلنت عن مكان يتجمع فيه راغبو الهجرة، وما إن احتشد الكثير من المسلمين في هذا المكان حتى أطلقت عليهم النيران وقُتِلَ ما يزيد على نصف مليون مسلم، واستطاع عدد مماثل لهم أن يفر إلى باكستان وأخذ الجنود الهنود يقبضون على كثير من النساء المسلمات لهتك أعراضهن، ويقطعون أثداء النساء أمام أهلهن، وقتل مئات الألوف من المسلمين، واندلع القتال بين الهندوس والمجاهدين المسلمين في كشمير في الحرب الهندية الباكستانية الأولى عام 1367هـ.

وقد تمكن المجاهدون من تحرير جزء كبير من كشمير، وأخذوا يوقفون تقدُّم الهندوس في كشمير، وأرسلت باكستان قواتها إلى كشمير عام 1367هـ.

وهكذا اندلعت الحرب بشكلٍ كبير بين الهندوس وبين الجيش الكشميري المدافع عن كشمير الحرة، ويساعده المجاهدون والجيش الباكستاني، ولم تستطع الهند التقدم في كشمير الحرة، فقد وقف لها المجاهدون بالمرصاد برغم تفوق الهندوس في العدد والعتاد، إلا أن الروح الإيمانية للمسلمين قد أوقفت توغل الهند في كشمير، وبعد أن طال سكوت الأمم المتحدة على الحرب في كشمير، ظنًّا بأن الهند ستحسم المشكلة وتحتل كشمير، وكل ذلك بإيعاز من الدول الصليبية التي تسيطر على الأمم المتحدة وتحكم من خلالها العالم.

اضطرت الأمم المتحدة إلى إصدار قرار بوقف إطلاق النار في كشمير عام 1368هـ، وقررت خروج القوات العسكرية من كشمير وإجراء استفتاء فيها لتقرير المصير، فأبدت الهند موافقتها على قرار الأمم المتحدة، بينما في الحقيقة ظلت قواتها مرابضة في الجزء الذي دخلته في كشمير ثم أعلنتها صراحة في عام 1377هـ بأنها ترفض استقلال كشمير عن الهند، وأخذ الهنود في اضطهاد السكان المسلمين وأخذوا يجلبون الهنادك ليسكنوا أجزاء كشمير التي وقعت تحت سيطرتهم ليقللوا الأغلبية الكاسحة للمسلمين فيها.

وحاول الهندوس بشتى الوسائل تغيير هوية المسلمين وغزوهم فكريًّا، بل وأرسلوا رجال مخابراتهم إلى إسبانيا وروسيا، ليعطوهم خبرتهم في التنكيل بالمسلمين سواء الأندلسيين أو التتار.

أخذ المسلمون يقاومون كل المحاولات الهندية لفصل المسلمين عن دينهم وثقافتهم، وانتشرت حركات الجهاد وظهرت جبهة تحرير جامو وكشمير، وغيرها، واتحد المجاهدون تحت اسم الاتحاد الإسلامي لمجاهدي كشمير واتحدت المنظمات السياسية تحت اسم “حركة تحرير كشمير”.

وقد نشأت أيضًا في باكستان الكثير من المنظمات الإسلامية أبرزها الجماعة الإسلامية، والتي طالبت بتطبيق الشريعة ومؤسسها هو أبو الأعلى المودودي، وكان أول رئيس لباكستان -بنجلاديش وباكستان المتحدتين- هو محمد علي جناح والذي قامت في عهده أول حرب بين باكستان والهند، وما لبث أن توفي وتسلم مكانه الخوجا نظام الدين عام 1367هـ، ثم غلام محمد عام 1371هـ، ثم إسكندر مرزا عام 1374هـ؛ الذي ألغى نظام الدومينون في باكستان، ثم أيوب خان عام 1378هـ الذي جعل حكم البلاد عسكريًّا وغيَّر العاصمة من كراتشي إلى روالبندي (إسلام أباد)؛ كي تكون قريبة من كشمير ولكنه حل الجماعة الإسلامية واعتقل أعضاءها وصادر أموالها.

وضع المسلمين في الهند

يعيش الآن في الهند ما يزيد على 90 مليون مسلم، يذوقون ألوان البأس والاضطهاد من الهندوس، من هدم للمساجد، وهتك للأعراض، وإزهاق للأرواح، وإبادة.

عمل الاستعمار الإنجليزي على اضطهاد المسلمين، والتعاون مع الهندوس ضدهم، وعمل على تضليل المسلمين بإنشاء المزيد من الفرق الضالة مثل القاديانية، والأحمدية، ودعمها باستمرار لإثارة الفتن، والتضليل بين المسلمين وحتى الآن يدعم الإنجليز هذه الفرق الضالة في العالم، وتبلغ نسبة المسلمين في الهند 14%، وهي الديانة الثانية بعد الهندوكية، وتبلغ نسبة المسلمين في سريلانكا 8% وفي نيبال حوالي 4% وفي بوتان 5%، أما في باكستان وبنجلاديش والمالديف فأغلبية كاسحة للمسلمين، أما في كشمير فنتيجة لسياسة الهند الاضطهادية فيها قد وصلت نسبتهم إلى 65%، بعد أن كانت أكبر من ذلك بكثير، وتواجه بنجلاديش أخطار الفقر والجفاف والإرساليات التنصيرية إلى بلادها، وخاصة بعد انفصالها عن باكستان.

كشمير .. لماذا خذلها المسلمون؟

ـ ما يحدث إبادة كاملة لشعب اختار الحرية والاستقلال

إبادة كاملة

ويمكن القول: إن ما يحدث اليوم هو إبادة كاملة لشعب اختار الحرية والاستقلال عن الاحتلال الذي يسيطر على ثرواته منذ 70 عاماً.

والذي يحدث في كشمير ليس بالأمر الغائب عن أحد، أو أن ما يجري هو في كوكب غير كوكبنا الأرض، بل يقع أمام أعين الجميع؛ حيث تتناقل وسائل الإعلام العالمية يومياً عدد القتلى والجرحى والمغتصبات والمختفين، ويعلن الجيش الهندي دون أي حياء أو حرج عن مسؤوليته في التصدي للكشميريين المناهضين له بدعوى أنهم يحاربون بالوكالة عن غيرهم، ويريدون تفكيك الأراضي الهندية لا غير، ومن ثم فإنهم يستحقون ما يقع عليهم ويتعرضون له من قتل واضطهاد وتدمير لحياتهم بالكامل.

ويعود التصعيد الأخير إلى شهر يوليو من العام الماضي (2016م) الذي شهد أحدث انتفاضة في الإقليم المسلم؛ حيث قرر السكان العودة إلى ثورتهم السلمية ورفع مطالبهم بالاستقلال عن الهند وحقهم في الحرية، عقب مقتل «واني»، وهو زعيم للاستقلاليين في كشمير، وفجرت هذه العملية السكان ليقرروا رفع أعلام باكستان وصور مؤسسها، والمطالبة بضمهم إلى باكستان للعيش في كنفها، واستفزت هذه الشعارات الهند التي قررت إخماد الثورة وقمعها بالحديد والنار.

وحتى تصرف الأنظار عن جرائمها، اتهمت الهند في وسائل إعلامها باكستان بالضلوع في الانتفاضة، وقيادة حرب بالوكالة عبر الكشميريين، وقامت بإضعاف تأييد المجتمع الدولي للمحتجين والوقوف بجانبهم.

وبدلاً من أن تلبي الهند مطالب الكشميريين وتبحث معهم عن مخرج لأزمتهم قامت بالتصعيد معهم منذ تفجر الانتفاضة الأخيرة؛ حيث حولت إقليمهم إلى سجن كبير، وأغلقت في وجههم وسائل التواصل الاجتماعي، وأي منفذ ليعبروا عن آرائهم وحريتهم، وزج بأغلب قادتهم إلى السجون، والإقامة الجبرية، وأغلقت الصحف الموالية للاستقلاليين، وطردت القنوات الأجنبية، وأغلقت مكاتب الصحف الأجنبية في الإقليم، والهدف بطبيعة الحال منع المجتمع الدولي من معرفة حقيقة ما يجري في الإقليم المسلم.

وقتل خلال هذه الانتفاضة المستمرة لعام كامل نحو 200 كشميري، وأصيب 13 ألفاً؛ حيث إن الكثير منهم استهدف عمداً في أعينهم لمنعهم من المشاركة في الاحتجاجات، واعتقل 14 ألف شخص، بينهم عدد كبير من طلاب المدارس والجامعات بعد أن اتهموا برفع أعلام باكستان وترديد النشيد الباكستاني.

وبسبب القمع والتنكيل أُغلقت عشرات المؤسسات التجارية والمصانع، وتعطلت التجارة والأنشطة الاقتصادية وغيرها، وبات الإقليم شبه مشلول ومنقطعاً عن العالم الخارجي، ولم يبقَ له متنفس سوى باكستان؛ حيث تنقل أخباره للعالم الخارجي، وتُطلع المؤسسات الدولية على ما يجري في الإقليم من قتل وبطش وحرمان للحريات.

أين الحكام العرب مما يحدث فى مسلمى الهند وكشمير؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى