الأرشيفتقارير وملفات

القدس ينادينا فهل من مجيب “الجزء الأخير”

بقلم الباحث السياسى

 

محمد المصرى التركى

القدس ينادينا فهل من مجيب

لا يدرك أحد مدى  خطورة هذا الإختراق على الكيان اليهودى فهو قد أثار الزعر الشديد بين المحتلين والصدمة المروعة بين قادة هذا الكيان الإرهابى لأن هذا يعنى ضرب نظرية الأمان التى راجت بين اليهود والتى تتلخص فى  نقل ارض المعارك إلى البلاد العربية بسبب إمتلاكها طيران قوى ومتفوق يمكنها من بالعربدة فى سماء هذه الدول الضعيفة  بدون أن تستطيع هذه البلاد أن تردعها وهذا التفوق فى الطيران هو الذى أسس  هذه النظرية وهى الحلم التى تبيت عليه إسرائيل وتستيقظ  والذى حققته بالعمل على نقل المعركة بعيدا عن الأراضى الفلسطينية المحتلة فى 1948 ليشعر اليهود بالأمان التام كما يعنى إختراق أبابيل لسماء الأراضى الفلسطينية المحتلة فى 1948 كسر الذراع الإسرائيلية الطويلة التى يتفاخر بها الكيان اليهودى ويستعرض قوته فى سماء البلاد العربية كيفما يشاء ووقتما يشاء ويعربد فيها بدون رادع لتخلف الدول العربية فى مضمار الطيران ولذلك فإن إسرائيل كانت تعزى نفسها دائما عند كل هزيمة أمام أسود مقاتلى البلاد العربية كهزيمة مدرعاتها  أمام مدرعات أبطال مصر بقيادة الفريق الوطنى العظيم سعد الشاذلى فى 1973 وهزيمة لواء غولانى ذى القوات الخاصة للعمليات الصعبة أمام مقاتلى حزب الله اللبنانى بالإدعاء بأنها تمتلك الذراع الطويلة بقصف أى مكان فى البلاد العربية ،

اسرى-مصريون-في-حرب-العام-19

وهو ما شاهدناه فعلا فى مذبحة الجيش المصرى العاجز فى 1967 فكان إمتلاك كتائب القسام لطائرات أبابيل خطر على الكيان اليهودى فكما قال محرر الشئون العسكرية والأمنية أليكس فيشمان في صحفية يديعوت أحرونوت العبرية : إن  حماس تستثمر الكثير من الفكر والوسائل في  السلاح المفاجئ الذي من شأنه أن يهز المعنويات والتصميم ولذلك أمام هذا التفوق لكتائب القسام بإمتلاكها أداة للردع صدر قرار الموساد الإسرائيلى  بإنهاء حياة الزواري لإنهاء مخططاته المستقبلية والتي كان يرغب في تقديم نتائجها تحت تصرف كتائب القسام في المواجهة القادمة حيث شرع فى العمل فى إختراع غواصة تعمل بالتحكم عن بعد وهو المشروع الذي أثار مخاوف إسرائيل من وصوله ليد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مما يعنى سيطرة المقاومة الإسلامية حماس على بحر غزة وبعد أن سيطرت على برها وعحزت القوات الإسرائيلية عن إستعادته مما أثار سخرية العالم بجيشها  وسيكون على إسرائيل أن تبعد عدة كيلو مترات عن بحر غزة لوجود غواصة قسامية من إختراع المهندس محمد الزوارى  ولذلك أصبح الزوارى  أحد أهداف جهاز الموساد الإسرائيلي الذي تتبع خطواته خلال الفترة الأخيرة حتى يوم اغتياله وبدأ التخطيط لعملية الاغتيال في شهر يونيو 2016 أى قبل ستة أشهر من تنفيذ عملية الإغتيال مما يعنى أن الأمن الوطنى التونسى كان لا بد أن يعلم بحدوثها لطول مدة الإعداد .

2

 وقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغادور ليبرمان عند سؤاله عن عملية الإغتيال بإرتكاب إسرائيل هذه الجريمة بقوله : أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن مصالحها وأن محمد الزواري هو بالتأكيد ليس شخص مسالم مرشح لجائزة نوبل للسلام فكشف بذلك قيام العصابات اليهودية بعملية الإغتيال وقد أكد رئيس جمهورية تونس الباجي قائد السبسي في خطاب له بمناسبة رأس السنة الميلادية أن المؤشرات تفيد بأن أيادي خارجية وراء عملية اغتيال المهندس محمد الزواري،وإن هناك شبهة بشأن تورط ،إسرائيل في هذه العملية والحقيقة أن الكيان الصهيونى الغاصب الذى زرعته بريطانيا ليقوم بدور العصابات التى تحمل عصا التهديد  للمنطقة العربية لمنع أى تطور أو تقدم سواء كان هذا يؤثر على إسرائيل أمنيا  أم لا، إلا أن شرط زرعها فى فلسطين بأن تقوم باغتيال كل العقول العربية والإسلامية المخترعة أو المنظمة أو المبدعة أو النشيطة فى كافة المجالات لإجداب الأمة الإسلامية بتكليف من قبل الصهيوصليبية العالمية طبقا للإستراتيجية الموضوعة بالمحافظة على تخلف هذه البلاد وجعلها إقطاعيات لها لنهب خيراتها وثرواتها وإستعباد شعوبها منها سيناريو قتل العالم النووى المصرى الدكتور المشد.. في مساء يوم 1980 الذى تم بعد إستدعائه لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع أي مهندس أو خبير عادي أن يقوم بها على أكمل وجه.

مما دل على أن قتله كان مدبرا  من الدول الصهيوصليبة.فقد تعمدت فرنسا على أن ترسل له صنفا مختلفا وكمية مختلفة من اليورانيوم المتفق عليه فأرسل الدكتور المشد للمسؤولين في  برنامج العمل النووي  في فرنسا ليخبرهم بهذا الخطأ فردوا عليه بعد ثلاثة أيام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك أن تأتي بنفسك لفحصها ووضع الشمع الأحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها.

فكان تغيير المطلوب كماً وكيفاً مقصوداً لإستدراج الدكتور المشد ليتم قتله في ظروف أسهل وفي بلاد لا يعرفه فيها أحد وكان مقرراً أن يعود قبل وفاته بيوم لكنه لم يجد مكاناً خالياً على أي طائرة متجهة لبغداد وفجأة تم العثور على د. المشد مذبوحاً في غرفته

وكذلك تدمير اى تطور علمى أو منشآت تعمل على هذا التطور فقد قام سبعة عملاء للموساد الإسرائيلي بإختراق باب المخزن العائد لشركة  سي. ان .اي .ام احدي الشركات المشاركة في تنفيذ المشروع  حيث كان قلب المفاعل جاهزاً للشحن إلى بغداد من ميناء سين سورمير الفرنسي فاخترق عملاء الموساد الإسرائيلى باب المخزن وفتشوا عن هدفهم ثم وضعوا فيه المتفجرات بهدف تحطيمه غير أن تقويم الأضرار أثبت أنها لم تكن كبيرة فأُصلحوها  ولم تؤثر الحادثة سوى في تأخير اكتمال المشروع لأسبوع واحد فقط. والدليل على أن الكيان الصهيونى يتحرك وفق الإستراتيجية الصهيوصليبية بضرب التقدم فى الوطن العربى والإسلامى أن وزير التجارة الخارجية الفرنسي “ميشال جوبير أعطى موافقة فرنسا المبدئية على أعادة بناء المفاعل النووي  إثر زيارة رسمية لبغداد ولكن ظلت هذه التصريحات بدون تنفيذ عملي  وهذا التطور العلمى والتكنولوجى  فى العراق أدى إلى قلق القوى الصهيوصليبية الكبرى من تعاظم القوة  العسكرية العراقية في ذلك الوقت ولذلك زجوا بالعراق فى حرب مع إيران ودفعوه لغزو الكويت لتجد القوى الكبرى السبب فى تدميره لكى لا ينهض مرة أخرى لأنه كان على اعتاب التفوق على الكيان الصهيونى وهذا ما أقلق القوى الصهيوصليبية وأكد على هذا الطرح أن الطائرات الصهيونية إنطلقت من إيلات على البحر الأحمر وحلقت على علو منخفض فوق صحراء السعودية التي لم تعلن راداراتها رصد الطائرات الصهيونية ،ان بوش الإبن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق المعبر عن الفكر الصهيوصليبى أقام حصارا إقتصاديا كبيرا على ليبيا بمساعدة وتعضيد الدول الأوربية حتى تسلم مفاعلها النووى لأمريكا وتم لها ماأرادت فقام بوش بعرضه بكل فخر على الأمريكان كغنائم حرب.

بن-غوريون

كما تعمل إسرائيل على تجنيد العملاء والخونة ونشرهم فى الوطن العربى لمدها بالمعلومات الضرورية عن الضحية التى تريد  إغتيالها بواسطة أدوات تعمل لمصلحة الصهيونية ومدربة على الإغتيالات نحمل قلوبا أقسى من الصخر منزوع منها الرحمة وكما هى عادتها دائما  تقوم فى أى عملية بإستعمال مخططين متوازنين منفصلين حتى إذا فشل أحدهما نجح الثاني.

ولا يمكن لجهاز الموساد الإسرائيلى أن يحدد مكان شخص أو طريقة إغتياله إلا بمساعدة العملاء والخونة من أبناء البلد وهذا ما شف عنه تحقيق السلطات التونسية  فى عملية إغتيال المهندس محمد الزواوى إذ أعلنت السلطات التونسية توقيف خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في عملية الاغتيال ومصادرة تجهيزات.ومنها العثور على شرائح هواتف جوالة مسجلة بأسماء تونسيين إثنين مقيمين بسلوفينيا فلاشك أن الموساد الإسرائيلى يقوم بتجنيد الشباب الذين ضاقت بهم الحياة فى بلدهم من جراء عدم قيام الحكومة بتوفير مجالات عمل للشباب بوقف عمليات التنمية أو عدم إقامة مشاريع قومية لإستغلال طاقات الشباب المعطلة إما تنفيذا لإستراتيجية النفوذ الصهيوصليبى بعدم تطوير البلاد العربية والسماح للنظم بسرقة هذه الأموال وإيداعها فى بنوك الغرب لتعمل على غناه وتقدمه بينما تفتقر الدول العربية والإسلامية نتيجة الركود الإقتصادى وتزايد عدد السكان وتطلعات الشباب لمستقبل أفضل .

الدكتور-محمد-مرسى

وقد كشف عن هذه الإستراتيجية قيام الدكتور مرسى أثناء تواجده كعضو فى مجلس الشعب فى فترة حكم الرئيس الأسبق المخلوع مبارك بمهاجمة لصوص مصر من رموز النظام المصرى وقال : أنا ما باقولش مايسرقوش  يسرقوا بس يشغلوا الفلوس اللى يسرقوها فى مصر فإتهموه بالجنون وأكد ذلك حرص مبارك على  تجريف اموال مصر وثرواتها  إلى الخارج منها على سبيل المثال لا الحصر ذهب منجم السكرى رغم أن البلاد فى حاجة شديدة للغطاء الذهبى بعد أن بدده الدكتاتور ناصر فى مغامراته الحربية الفاشلة مما أدى إلى تعرية العملة المصرية وإنهيارها أمام العملات القوية فى السوق كالدولار واليورو والإسترلينى وهو الغطاء الذى عمل محمد على وخلفاؤه فى المحافظة عليه وزيادته أويقوم هؤلاء المسؤولين التونسيين بعدم إقامة تنمية بسبب قصور فهمهم للمخاطر بوقوع بلادهم تحت الهيمنة الغربية بسبب حاجتها المستمرة لإستيراد منتجات الغرب لسد حاجات الشعب التونسى وبسبب تدنى إقتصادها فتقدم شبكات الموساد عروض بالعمل للشباب على مواقع فى صقحات التواصل الإجتماعى تبدو طبيعية بعيدة عن الخيانة ولا غبار عليها ثم يكتشفوا بعد ذلك أنهم وقعوا فى يد شبكات الموساد اليهودية ولكن بعد أن يصوروا طالب الوظيفة صوت وصورة بجعله فى وضع المتلبس بالخيانة فلا يستطيع التخلص منهم لوضعه تحت طائلة التهديد بفضحه فى بلده وتقديم معلومات عنه للسلطات فى حال عدم تعاونه معهم كما حدث للشابين التونسيين المقيمين بسلوفينيا اللذين عرِضوا عليهما من خلال موقع إلكتروني محكم التأمين العمل في إطار شركة وطلبوا منهما إيجاد مقر للعمل في تونس وتحديدا في صفاقس لكى يمكنهما الشروع في العمل وتوليا شراء محل بمنطقة سيدي منصور إضافة إلى شراء سيارتين بمواصفات معينة وتم شراء شريحتي هواتف جوالة وشحنهما بقيمة 600 دينارا تونسيا ولا شك أن كل هذا لابد أن يزرع الشك فيهما مهما كانت درجة الغباء إلا انهما إستمرا فى العمل دليلا على انهما عرفا  تماما طبيعة  عملهما كمجندان للموساد الإسرائيلى.

ويعمل الموساد اليهودى على عرض عمل إعلامى على إحدى صفحات التواصل الإجتماعى للشباب المتخرج من كليات الإعلام أو العاملين فى مجاله لخاصية الإعلام فى جمع المعلومات عن المجتمع وهو ما يتلاقى مع عمل المخابرات مما يساعدها فى الوصول إلى معلومات جيدة يمكن أن تفتح لهم الطريق إلى حقائق مجهولة لا تتمكن هذه المخابرات من الوصول إليها وهو ما إعتمد عليه الموساد فى بداية إحتلاله لفلسطين  حيث كان يعرف تحركات الجيوش العربية 1948 من خلال الصحافة العربية الساذجة التى كانت تتسابق فى نشر مثل هذه الأخبار وهذا مانراه اليوم من تجنيد المخابرات الأمريكية وتوابعها فى البلاد العربية للصحفيين ورجال الإعلام لمدهم بالمعلومات التى يحتاجونها فى التخطيط لإغتيال شخصية أو رسم إستراتيجية لعمل حربى أو إنقلاب أو تآمر وقد نجحوا نجاحا باهرا فى هذا المجال على إعتبار أن ما يقوم به رجال الإعلام نشاط إعلامى لنقل الحقائق للشعب ويرى الموساد اليهودى أنه من الضرورى أن يقوم بعمل آخر بالتوازي مع هذا العمل الأول يتجتيد أشخاص آخرين لضمان نجاح عملية الإغتيال وهو ما حدث مع تلك الفتاة التونسية التى وجدت عرض عمل على الإنترنت على صفحة إحدى الشركات الإعلامية فقامت بإرسال سيرتها الذاتية وتم الإتصال بها وطلبوا منها الذهاب إلى مدينة فيينا  بالنمسا لإجراء إختبار العمل الذي يهتم بإنتاج أفلام وثائقية تهم دول عربية من بينها تونس لفائدة قناة TV1 الماليزية.وقدم الشخص الأجنبي الذي اتصلت به عبر الموقع الإلكتروني شخصا ثانيا أجنبيا من أصول عربية وأعلمها أنه الشخص الذي ستتعامل معه في إطار هذه الشركة وسافرت الفتاة فعلا إلى فيينا في النمسا في 6  سبتمبر 2016 بطلب من الشخص الأجنبي وأعلمها أن الشركة تعتزم إنجاز شريط وثائقي حول الطب والطيران ويلاحظ  هنا حرصه على جمع الطب مع الطيران لإبعاد  الشكوك فى مصداقية الشركة الإعلامية وأعلمها بضرورة مقابلة المهندس محمد الزواري المعروف بتميزه في صناعة الطائرات الصغيرة بدون طيار التي يتم التحكم فيها عن بعد وعرض عليها مبلغ 1000 يورو في اليوم لقاء إجراء هذا العمل الصحفي.فقامت الفتاة بلقاء مع الزواري وكتبت تقريرا عن المقابلة مرفقا بما دار بينهما من حوار فإستحسن الشخص الأجنبي من أصول عربية عملها وأعطاها مكافأة مالية قيمتها 000 2 يورو وطلب منها شراء عدة سيارات ومن السذاجة أن لا تفهم هذه الفتاة جدوى شراء عدة سيارات فى عمل إعلامى ويقودنا هذا للتساؤل  هل هذه الفتاة هى نفس المرأة التى أصدر قاضي التحقيق بطاقات في 21 ديسمبر إيداعها بالسجن ضمن ثلاثة أشخاص من المشتبه بهم في قضية إغتيال المهندس محمد الزواري ويبقى السؤال المهم جدا وهو مادور السلطات التونسية فى عملية إغتيال المهندس التونسى محمد الزوارى!!؟

لدينا عمليتان سابقتان نلقى بهما الضوء على دور هذه السلطات :

القائد-الفلسطينى-محمود-المبحوح

أولا : عملية إغتيال أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام محمود المبحوح عن عمر ناهز الخمسين عاما في  19 يناير 2010 بصعقه كهربائيا ثم خنقه حتى لفظ أنفاسه دون أن تظهر أى إصابات على جسده من جراء عملية الخنق داخل غرفته بفندق في مدينة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة لكن تشريح الجثة كشف عن آثار للسم في جسده وأظهر أربع محاولات إغتيال قبل هذه العملية للإعتقاد بدوره الرئيسى في مساعي حماس لتهريب الصواريخ وغيرها من الأسلحة إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه وأنه كان عنصرا إستراتيجيا بالنسبة لحماس فيما يتعلق بالتسليح من إيران، حيث تتهم إسرائيل إيران بتزويد حماس بالأسلحة بحرا وبرا من خلال السودان ومصر. ورفض مسؤولو حماس تحديد ماذا كان يفعل المبحوح فى منطقة الخليج أو ماذا كان دوره.!!؟ ووصفوه بأنه شخصية قيادية عسكرية وقال مصدر من حماس انه ظل يعمل حتى لحظة موته.وأيا كان الأمر فلا شك أنه كان رايطة العقد بين إيران والمقاومة وخاصة ان إيران صرحت بوجود التعاون بينها وبين المقاومة حماس رغم إختلاف المذهب بينهما لأن عدوهما واحد وهذا كشف الغطاء عن الذكاء السياسى للنظام الإيرانى المحافظ والذى مثله أحمدى النجاد الذى فاز برضاء الفلسطينيين وأهل السنة فى العالم العربى بينما فقدوا رضاء الأنظمة العربية العميلة وخاصة فى مصر منذ وقع السادات إتفاقية كامب ديفيد بينما فقد الإصلاحيون هذا الذكاء السياسى وإنخرطوا  فى العمالة فتمتعوا برضاء النفوذ الصهيوصليبى واصبحوا أدوات له فأقاموا المذابح لأهل السنة نيابة عنه ولذلك أمكن تسوية برنامجهم النووى طبقا لهذا التعاون كمرحلة ضرورية حتى تنتهى ليقوم النفوذ الصهيوصليبى بتجريدها من النسبة البسيطة للتخصيب التى تركها لهم مقابل قيامها بالتعاون معهم فى حروبهم فى العراق وسوريا واليمن وهنا برز دور ضاحى خلفان كرئيس لشرطة دبى فى كشف جريمة إغتيال المبحوح وبدا أمام الشعوب العربية والإسلامية كبطل قومى أثار إمتنانهم وأعطى كثير من التفاصيل عن هذه الجريمة وتم القبض على عرب وأجانب وفلسطينيين ضالعين فى المؤامرة مما أثار إعجاب المهتمين بقضايا الصراع بين العرب وإسرائيل وظلت صورة ضاحى خلفان مقترنة بالبطولة والوطنية فى اذهان الناس حتى تكشف الأمر بأن له دور كعميل للموساد الإسرائيلى فى السيناريو الذى تم به إغتيال القيادى الفلسطينى محمود المبحوح فمن المنطق أن نعرف أن شرطة دبى التى تقوم بالقبض على كل من يظهر معارضته للنظام العميل والمتهتك أخلاقيا كما يقوم بالقبض على كل وطنى أو منتسبا  للوطنيين المجاهدين عن طريق مخابرات تراقب الغادى والرائح حرصا على هذا النظام فى بلد مفتوح مملوء بالتيارات المتعارضة والناقمة وهذه القضية من الأمور التى تثير العجب فلا ندرى  كيف دخل هؤلاء القتلة ونفذوا العملية بكل دقة دون إعتراض من هذه المخابرات التى  تراقب القيادى الفلسطينى محمود المبحوح نهارا مساء !! ويظهر لنا ضاحى خلفان كبطل قومى إستطاع القبض على الجناة وهو نفس السيناريو الذى قام به وزير الداخلية التونسى الهادي المجدوب فعقب الإغتيال نظم ندوة صحفية فى 19 ديسمبر  2016 على طريقة ضاحى خلفان كشف فيها عن عدد التفاصيل التي توصلت لها التحقيقات ومما يملؤنا بالشك تجاه النظام التونسى بانه ضالع فى مؤامرة الإغتيال أن منفذي الاغتيال تمكنوا بالفعل من مغادرة تونس وهذا ما اكده رونين بريغمان المحلل الأمني إسرائيلي المعروف بعلاقاته الوثيقة بالاستخبارات الإسرائيلية وعلى نفس سيناريو ضاحى خلفان أكد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد أن تونس ملتزمة بتتبع الجناة الضالعين في عملية الاغتيال داخل الأراضي التونسية وخارجها بكل الوسائل القانونية وطبقا للمواثيق الدولية ومما يؤكد شكوكنا فى تورط مسؤولين من هذا النظام الوريث لنظام بن على بكل مساوئه وعمالته أن في الساعات الأولى بعد الاغتيال  تعاملت مجمل وسائل الإعلام التونسية بشكل رتيب وبارد فى إنتظار التعليمات من الجهات الرسمية التى تعاملت مع القضية بشكل روتيني مما يبعث الشك فى هذا النظام ويقوى هذا الشك حادث إغتيال مهندس الإنتفاضة الأولى خليل الوزير في بيته في تونس أيام حكم بن على المعروف بعمالته للنفوذ الصهيوغربى ونفذتها مجموعة من عملاء الصهاينة والمرتزقة وهذا دليل واضح جدا على ضلوع الأمن التونسى  فى هذه المؤامرة إذ كيف تدخل مجموعة فى بيت وتغتال صاحبه ثم تغادر ولا يظهر أى أثر لمرتكبى جريمة الإغتيال كأنهم تبخروا فى الحال مما أثار حفيظة الرأى العام التونسى على النظام ولأن الرأى العام كله فى تونس بإختلاف توجهاته نهض ليعبر عن إحتجاجه ضد جريمة إغتيال المهندس محمد الزوارى وضجت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الاحتفاء والافتخار بالشهيد ومنذ إعلان كتائب القسام للمهندس محمد الزواري كأحد أعضائها أصبح اهتمام الإعلام بالحادثة واسع النطاق وإرتفع مستوى التعاطي الشعبي مع الجريمة بمطالبة النظام الكشف عن مرتكبيها فظهر الرأى العام التونسى قويا ذا أثر كبير يحسب له حساب وذلك بقيام مجلس نواب الشعب تنظيم جلسة عامة طارئة يوم23 ديسمبر للاستماع لوزير الداخلية الهادي المجدوب ووزير الخارجية خميس الجهيناوي بشأن إغتيال المهندس محمد الزواري ندد فيها النواب بالعملية وطالبوا بتكريمه وقد دل على قوة الرأى العام بمنظماته إصدار عدة أحزاب تونسية بيانات تنديد بعملية الإغتيال منها حركة النهضة وحراك تونس الإرادة  والاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس وحزب التيار الديمقراطي والحزب الجمهوري وحركة الشعب في والحزب الجمهوري كما أصدر الاتحاد العام التونسي للشغل بيانا ندد فيه باغتيال الزواري ووصفت العمل بالإرهابي والجبان  ونظمت يوم غضب في 22 ديسمبر في مقراتها في جميع انحاء تونس وأصدرت الهيئة الوطنية للمحامين بتونس بيانا نددت فيه بعملية الاغتيال وأعلنت كذلك مشاركتها في تحرك عمادة المهندسين بحمل الشارةالسوداء لكل المحامين التابعين لها وفي22 ديسمبر تم تنظيم عدة مظاهرات ومسيرات في الأيام التي تلت عملية الاغتيال في عدة مدن تونسية كانت أكبرها في صفاقس في 25 ديسمبر شارك  فيها عشرات الآلاف إلى جانب العديد من السياسيين والنقابيين وممثلي المنظمات والجمعيات  وذلك تنديدا باغتيال المهندس محمد الزواري وشكرا لجهوده في دعم القضية الفلسطينية وقد صمم الشعب التونسى على تكريم الشهيد المهندس محمد الزوارى فى لفتة تظهر ان هذا الشعب حافظ على عروبته وتصامنه مع القيادة الفلسطينية وإستجاب لها النظام ففى 29 ديسمبر 2016 ، أطلقت بلدية مدينة العين في صفاقس اسم نهج الشهيد محمد الزواري على الشارع الذي كان يقطن فيه مع عائلته والذي كان إسمه سابقا نهج طه حسين،  فيما أطلقت كذلك اسم ساحة الشهيد المهندس محمد الزواري على ساحة القصاص الواقعة بطريق منزل شاكر وكذلك تم من جهة أخرى تركيب لوحة رخامية على قبره  بعد مصادقة المجلس البلدي الاستثنائي لبلدية صفاقس الكبرى على القرار. وقررت بلدية مدينة  قرمدة بعد أيام من الاغتيال تسمية القاعة الرياضية الرياضية المغطاة للرياضة باسم قاعة الشهيد محمد الزواري وذلك تكريما لروحه وأمام هذا الضغط الشعبى الهائل سارع النظام بإعلانه في بيان له أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد أصدر قرار بعزل والي صفاقس ومدير إقليم الأمن الوطني بولاية صفاقس ورئيس منطقة الأمن الوطني بصفاقس الجنوبية وذلك على خلفية عملية إغتيال المهندس محمد الزوارى تهدئة لخاطر الرأى العام القوى فى تونس والذى ظهر منذ فترة نظام حكم بن على الذى حاول دعوة  شارون رئيس وزراء إسرائيل فتصدى له الشعب التونسى الأبى عن طريق منظماته وأحزابه ورفضوا دخوله تونس قائلين قولتهم الشهيرة : على جثثنا عكس الرأى العام المصرى الضعيف الذى يقوده أحزاب ومنظمات من صناعة النظام المصرى الصهيونى والذى لا يستطيع التصدى لقرارات هذا النظام الصهيونى العميل والذى يقوم بتنفيذها رغم أنف الشعب .

وقد تضحى إسرائيل عند الضرورة بأشخاص الفريق الذى يقوم بعملية الإغتيال فى سبيل البيت الكبير ـ إسرائيل ـ فى حالة القبض عليهم وخاصة إذا كانوا مرتزقة وهو ماأعلنت عنه السلطات التونسية من توقيف خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في عملية الاغتيال إلا أن الداخلية لم تكشف عن هويتهم وهذا يبعث على الشك فقد قالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن السلطات التونسية تعتقد أن هناك 3 أجانب يحملون الجنسية الأوروبية والمغربية وراء العملية ولربما يكون المقبوض عليهم أدوات للموساد الإسرائيلى من أبناء تونس العملاء لنقل المعلومات أو المساهمة فى تجهيز مسرح الجريمة وقال رونين بريغمان -وهو محلل أمني إسرائيلي معروف بعلاقاته الوثيقة بالاستخبارات الإسرائيلية-إن الاتهامات الموجهه بقيام الموساد بإغتيال المهندس محمد الزوارى لا تخلو من الصحة مؤكدا أن منفذي الاغتيال  تمكنوا بالفعل من مغادرة تونس وأكدت القناة العاشرة الإسرائيلية أنه يجري التحري الآن لمعرفة هوية مواطنة من هنغاريا التقت بالمهندس التونسي الرفيع منتحلة صفة صحفية وأن اللقاء جرى بوجود رجل آخر مؤكدة أن المرأة تركت المكان بسرعة مما دفع.حزب حركة النهضة إلى مطالبة سلطات الأمن التونسية بضرورة الكشف عن المنفذين للجريمة موضحا أن عملية الاغتيال تهدد أمن التونسيين وإستقرار تونس ويدل خط  سير العملية ذاتها على دراسة دقيقة جدا قائمة على معلومات لا يمكن أن يصل لها الموساد الإسرائيلى  بنفسه ولابد من وجود عملاء بالداخل ليمدوه بالمعلومات الضرورية والتفاصيل الدقيقة ومن الامعروف أن الأمن الوطنى  فى تونس أفضل من يقوم بهذه المهمة بحكم عمله وتوغله فى ثنايا المجتمع التونسى ففي الوقت الذي كان يستعد فيه المهندس محمد الزوارى لتشغيل سيارته قامت شاحنة صغيرة بإعتراض طريقه وهو ما يعنى رصد توقيت خروجه الثابت وليس العرضى لتشغيل سيارته وتمييز ماركتها ولونها وهو ما يحتاج لوقت طويل من المراقية للتأكيد على ثبوت هذا الموعد والتأكد من مواصفات  سيارته بينما بدأ شخصان آخران بإطلاق النار عليه ب20 رصاصة ثمانية منها إستقرت فيه و ثلاثة منها كانت قاتلة على مستوى الصدر والرأس إستعمل فيها القاتلان مسدسات عيار 9 مليمتر مزودة بكاتمات صوت فكيف أدخل القتلة هذه الأسلحة إلى تونس فإن كانت من الداخل علينا أن نشير بأصبع الإتهام للأمن الوطنى التونسى لأن عملية تهريب الأسلحة بواسطة العصابات لا تتم إلا عبرهم ولاحاجة للشعب بتهريب السلاح لخطورته حيث يقوم الصراع والتصفية بين المهربين ولكى يرفع الموساد الحرج عن النظام التونسى إدعت يديعوت أحرونوت أن الموساد الإسرائيلى ترك بصماته على مكان العملية وهو ما أكده مقربون من المهندس محمد الزواري فوعدت حماس بالانتقام له ولما كان محمد الزوارى عضوا فى كتائب القسام فقد أقامت الكتائب له بيت عزاء فى  18 يونية 2016 شارك فيه قادة حركة حماس وحضر العديد من الشخصيات    المقاتلة والشخصيات المدنية والسياسية من بينهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر وأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار وخليل الحية وفتحي حماد بالإضافة إلى ممثلي قادة القوى الوطنية والإسلامية من بينهم جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والقيادي خالد البطش فى  حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ونعته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بلبنان كما أدان تحالف القوى الفلسطينية عملية الإغتيال وحملوا مسؤوليتها الكاملة لإسرائيل التي انتهكت سيادة تونس وأكدوا أن هذا العدوان لن يرهب الشعب والأمة.  

واخيرا إستشهد المهندس الإسلامى الوطنى العبقرى صانع الطائرات محمد الزوارى على يد الغدر الإسرائيلية الصهبونية المجرمة ظنا منهم أنهم قضوا على تفوق حماس فى صناعة الطائرات وهذا من غباء اليهود الذى عهدناه وعاينَّاه منذ أن شببنا على الطوق والذى لمسناه فى إقناع تشرشل رئيس الوزراء البريطانى زعماء اليهود بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين ليس من أجل تحقيق الحلم اليهودى فى إيجاد وطن لهم ولكن ليحلوا محل القوات البريطانية فى إحتلال الوطن العربى وحماية مصالحها وضرب التقدم العربى والإسلامى طبقا للإستراتيجية الصليبية الدولية ولكن لسوء حظهم الملثم بالغباء لم يستشهد المهندس الزوارى إلا بعد أن صنع فى غزة وفى تونس مئات من مهندسى الطائرات الصغيرة بدون طيار وهى عملية محببة لدى الشباب لقيامها على البراعة فى الألكترونيات وأفصح عن ذلك أنه تم في نفس حفل العزاء فى غزة منح وسام القدس لمحمد  الزواري وسلم لفرقة الطيران في كتائب القسام أى أن كتائب القسام اصبح لديها سلاح يسمى سلاح فرقة الطيران وفى تونس رسخ علمه فى صناعة الطائرات بتأسيس جمعية للطيران مع آخرين في محافظة صفاقس لتدريب المبدعين من الشباب على صناعة طائرات بدون طيار ولم يكتف بهذا بل قام بتأسيس نادي الطيران النموذجي بصفاقس لنشر صناعة الطائرات بدون طيار وهكذا لم يحقق اليهود  نتيجة على الإطلاق باغتيال المهندس محمد الزوارى لغبائهم بل أكدوا أنهم ليست دولة ولكن كيان لعصابات إرهابية

كما أن  نعى الشيخ الإمام يوسف القرضاوي أكبر علماء أهل السنة ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للشهيد المهندس محمد الزوارى  يعنى مشاركة العالم الإسلامى كله فى النعى مما يولد النقمة على إسرائيل وترحم رئيس رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عليه واصفا إياه بالبطل الذي يعمل في صمت دون رياء أو فخر جر على الكيان المغتصب نقمة العرب والمسلمين وإشعال نار قضية فلسطين التى خمدت قليلا فى خضم الأحداث التى شهدها الوطن العربى خلال الفترة الأخيرة بتذكيرهم بواجب تحرير فلسطين كما جر على الكيان اليهودى إدانة حركة الشعب في مجلس نواب الشعب التونسي، وكذلك جر عليه إدانة أغلب الكتل العملية فى تونس ودعت هذه الكتل إلى تنظيم جلسة عامة في أقرب الآجال مع رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والداخلية إضافة إلى التسريع في عرض مشروع قانون تجريم التطبيع على الجلسة العامة وأصدر الاتحاد العام التونسي للشغل بيانا ندد فيه بعملية الاغتيال وبعربدة إسرائيل وطالب بمقاضاتها دوليا وأعلنت  الهيئة الوطنية للمحامين بتونس  تكوين لجنة دفاع وطنية يرأسها عميد الهيئة عامر المحرزي فلهذا كله يرى أن الكيان اليهودى لم يبستفد كثيرا من إغتيال المهندس محمد الزوارى كما كان غباؤه يصور له بل ساق إليه الكثير من المخاطر  وعلى رأسها الثأر للشهيد المهندس محمد الزوارى

رحم الله الشهيد العظيم الذى نفخ فى شعب تونس العمل من اجل قضايا أمته وأنه لا إيمان بدون عمل ولا تحرر بدون كفاح وأن الشعوب الصامتة التى تعيش كالأنعام لا مكان لهاا فى عالم الأحرار

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى