الأرشيفتقارير وملفات

الكاتب الإسرائيلي “يهودا دروري الجيش المصري وقادته يصرفون رواتبهم وتتزايد بدانتهم لعدم قيامهم بشئ، ويعتقدون أن جنتهم هذه سوف تستمر للأبد، “

temp

نرى هنا فشلا كبيرا للقيادة المصرية التي لم تنجح في استغلال مواردها الأمنية، ولهذا، إذا ما استمر التقاعس المصري الأمني في عدم القضاء على داعش بشكل فوري وفتاك، وإذا ما واصلت بطئها في الرد على الحدود الليبية، سيؤدي ذلك بالضرورة إلى سقوط النظام الحالي في مصر، ثم سيطرة داعش على شمال إفريقيا برمته..لذلك ليست هناك حاجة حتى لتوضيح نوعية المشكلة الأمنية التي ستواجه إسرائيل وأي مخاطر تنتظرها”.

خبراء1

إذا كان السبب في ذلك هو الانطباع أن الجيش المصري وقادته يصرفون رواتبهم بشكل معتاد وتتزايد بدانتهم لعدم قيامهم بشئ، ويعتقدون أن جنتهم هذه سوف تستمر للأبد، فيتوقع أن يكون مستقبلهم أسود من السواد”.

جاء ذلك في سياق هجوم حاد شنه الكاتب الإسرائيلي “يهودا دروري” على الجيش والقيادة السياسية المصرية التي اتهمها بالتقاعس الأمني في القضاء على تنظيم داعش سواء بسيناء، أو على الحدود المصرية الليبية.

واعتبر “دروري” في مقال نشره موقع “news1” بعنوان “أين اختفى السيسي والجيش المصري؟”، أن ما وصفه بـ”الفشل” المصري في القضاء على داعش يهدد بسقوط نظام الرئيس السيسي، والتسبب في مشاكل خطيرة لإسرائيل، مشيرا إلى أن من مصلحة إسرائيل أن تكون مصر قوية وحاسمة.

ودعا الكاتب الذي سبق وعمل في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية النظام المصري لشن عملية اجتياح واسعة لليبيا للإجهاز على التنظيم، والحصول على انتداب لإدارة البلاد هناك لعدة سنوات، وتحقيق ثروات هائلة من الإماكانيات النفطية الليبية.

نص المقال

الجيش المصري يقال فى الإعلام المصرى بأنه أحد أكبر عشرة جيوش في العالم، على الأقل هو الأكبر في إفريقيا وبالتأكيد في الشرق الأوسط. صحيح أنه أقل قوة من الجيش الإسرائيلي، لكن عندما نأخذ في الحسبان أعداد القوات 750 ألف في كل الأذرع، وتسلحه- 3600 دبابة و4500 ناقلة جنود مدرعة وآلاف المدافع والصواريخ، وسلاح طيران يضم 220 طائرة F-16 علاوة على نحو 200 طائرة هجومية + 200 مروحية من أنواع مختلفة، و20 قطعة بحرية قتالية + 4 غواصات، إضافة لقوات خاصة، كوماندو وما إلى ذلك، تظهر الصورة بكل هذه التفاصيل قوة عسكرية كبيرة جدا.

بناء على ذلك يُطرح هنا السؤال، كيف لا ينجح هذا الجيش في التصدي لبضع مئات من عناصر داعش التي تزعجه بلا هوادة وتسفك دماء جنوده بشبه جزيرة سيناء؟.

علاوة على ذلك، على الحدود الغربية لمصر (مع ليبيا)، منذ عدة شهور ينشط داعش مع بضعة آلاف من جنوده وأسلحة متطورة (أخذوها من الليبيين) ويهددون مصر!.

عمليا، تتزايد قوة داعش في ليبيا يوما بعد الآخر، وقريبا، وفقا لتوقعات خبراء، سوف يسيطر على كل النفط الليبي وعلى عائداته العملاقة التي تقدر بمليارات الدولارات.

ومن هنا سيحكم داعش سيطرته الكاملة على المنطقة. وقتها سينضم داعش لـ”الإخوان المسلمين” (أشقائهم في مصر) ليصبح نظام السيسي في خطر حقيقي.

نرى هنا فشلا كبيرا للقيادة المصرية التي لم تنجح في استغلال مواردها الأمنية، ولهذا، إذا ما استمر التقاعس المصري الأمني في عدم القضاء على داعش بشكل فوري وفتاك، وإذا ما واصلت بطئها في الرد على الحدود الليبية، سيؤدي ذلك بالضرورة إلى سقوط النظام الحالي في مصر، ثم سيطرة داعش على شمال إفريقيا برمته (حتى إن معظم الدول الإفريقية تضم “أفرع” لداعش)، لذلك ليست هناك حاجة حتى لتوضيح نوعية المشكلة الأمنية التي ستواجه دولة إسرائيلية وأية مخاطر تنتظرها.

إذا كان السبب في ذلك هو الانطباع أن الجيش المصري وقادته يصرفون رواتبهم بشكل معتاد وتتزايد بدانتهم لعدم قيامهم بشئ، ويعتقدون أن جنة عدن هذه الخاصة بهم سوف تستمر للأبد، فمن المتوقع أن يكون مستقبلهم أسود من السواد.

وإن كان هناك الكثيرون الذين سيندهشون ويزعمون أن المصريين على ما يبدو يقاتلون داعش بسيناء، فإن الإجابة هي: أبطأ من اللازم، وأقل من اللازم.. هل هذا الجيش العملاق لا يستطيع القضاء عليهم خلال أيام معدودة في منطقة صحراوية مكشوفة، يرشد فيها البدو عن مخابئ الإرهابيين مقابل المال؟.

الملخص أنه من الصعب للغاية فهم الرضا التكتيكي المصري عن النفس في مواجهة داعش بسيناء، دون تخصيص قوات ملائمة للحرب هناك، ومن الصعب جدا تفهم الرضا الاستراتيجي المصري عن النفس فيما يتعلق بليبيا، هناك لا تزال حرب طاحنة تدور بين القبائل الثلاثة الكبرى للسيطرة على الدولة، بالتزامن مع حرب يشنها داعش على الجميع لتحقيق السيطرة.

بناء على ذلك، فإن العالم الغربي تحديدا سوف ينظر بعين الرضا لتدخل عسكري مصري مكثف لفرض النظام في ليبيا، وضخ النفط إلى أوروبا، ووقف سفك الدماء، والقضاء على داعش، بل حتى الحصول من الأمم المتحدة على انتداب لعدة سنوات لإدارة ليبيا (وكسب ثروات عملاقة من مستودعات الطاقة في تلك الدولة).

كما سبق وأشرنا، فإن الفشل المصري في شن عمليات استباقية وعاجلة، هو أمر خطير جدا على إسرائيل. واستمرار فشل كهذا سبق وأدى إلى أن الولايات المتحدة لم تعد ترى في مصر قوة إقليمية رئيسية… ( هم يقدرون أكثر الأتراك والإيرانيين)، بينما نجحت السعودية مؤخرا في تقديم نفسها كزعيمة المنطقة السنية ضد الهيمنة الشيعية التي تطمح إيران في تحقيقها، وتحاول (السعودية) قيادة المعركة ضد داعش، لكنها حاليا تقاتل في اليمن ضد الإيرانيين وحلفائهم.

أدى التحول السياسي العام في الشرق الأوسط إلى أن تصبح المصلحة الإسرائيلية- ويبدو ذلك غريبا إلى حد بعيد- في أن تكون مصر والسعودية (والأردن!) أقوياء وحاسمين ليس فقط فيما يتعلق بالتعامل مع داعش، بل أيضا وبشكل متزامن من خلال استمرارهم في تمثيل الإسلام المعتدل، وأن يشكلوا حاجزا أمام الإرهاب الإيراني. الأمل الخفي لدولة إسرائيل أن تنجح تلك الدول في إقناع الفلسطينيين، في نهاية العملية، بقبول تسوية على منطقة حكم ذاتي موسع ومنزوع السلاح.

المصدر

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى