آخر الأخبار

الكاميرات ممنوعة وتطويق للمراسلين.. كيف سيطر مجلس الشيوخ على الإعلام في أول يوم من محاكمة ترامب؟

فشلت القنوات
التلفزيونية الأمريكية في تحقيق نسب مشاهدة عالية مع بداية محاكمة الرئيس دونالد
ترامب، بسبب المضايقات التي تعرضت لها، إذ قالت  صحيفة The New York Times الأمريكية، إن ذلك كان
مخططاً له من قِبل مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

حسب تقرير
نشرته الصحيفة البريطانية، الثلاثاء 21 يناير/كانون الثاني 2020، فإنه بعد أقل من
ثلاث ساعات من التغطية المباشرة لمحاكمة عزل الرئيس في مجلس الشيوخ، الثلاثاء،
انقطع البث عن شبكة المذيع والتر كرونكايت، وانتقلت إلى بث برامج ومسلسلات مثل Dr. Phil
وJudge Judy.

 بينما
صمدت شبكة NBC
لوقت أطول، ولكن بحلول الخامسة مساءً كانت شبكة ABC هي شبكة البث الأخيرة التي لا تزال تعرض
أحداث جلسة المحاكمة. ويبدو أن القنوات الإخبارية الأمريكية كانت في حاجة إلى نوع
آخر من التدخل لإصلاح البث. 

رفض مسؤولو
مجلس الشيوخ الطلبات المتكررة للسماح بدخول الكاميرات الخارجية إلى القاعة لتسجيل
المحاكمة، ما يعني أن المشاهدين سوف يرون ويسمعون ما ترصده الكاميرات
والميكروفونات التي يتحكم فيها طاقم العمل في مجلس الشيوخ، بدلاً من معدّات
المؤسسات الإخبارية المستقلة. (حتى شبكة C-SPAN، المخصصة للتغطية المستمرة لاجتماعات
الحكومة والأمور العامة مثل جلسات مجلسي الشيوخ والنواب لم يُسمح لمعداتها بالدخول أيضاً). 

النتيجة: حصل المشاهدون على نظرة ضيقة جداً لما يحدث في قاعة مجلس الشيوخ، وهو ما سوف ينتشر على شاشات التلفزيون الوطني في كل مكان خلال الأيام المقبلة. 

ليس هذا
معتاداً في الأحداث المشابهة. في ليالي الانتخابات تعرض الشبكات الإعلامية خرائط
تفاعلية ورسومات بيانية إحصائية لجذب المشاهدين. ويشهد «خطاب الاتحاد
السنوي» تغطية هائلة تستعرض لقطات عالية الوضوح لردود فعل كبار المسؤولين
الحكوميين تُخلّد تلك اللحظة البارزة، ونتذكر جميعاً عندما رصدت الكاميرات وجه
القاضي صامويل أليتو وهو يلفظ عبارة «غير صحيح»، عندما كان الرئيس باراك
أوباما ينتقد رأي المحكمة العليا بشأن تمويل الحملات الانتخابية. 

اقتصر ما عرضته
شاشات التلفزيون، الثلاثاء، على لقطات مجردة من الحسّ الفني تُسلط التركيز على
مديري العزل من مجلس النواب ومحامي ترامب في كلماتهم الافتتاحية، مع لقطات متقطعة
تعرض قاعة مجلس الشيوخ من أعلى.

أحياناً تتحوّل
الكاميرات نحو لقطة فردية لأحد أعضاء مجلس الشيوخ أو اثنين منهم.

إذ أوضح المذيع
كريس والاس، ضمن الفريق التحليلي لشبكة Fox News، ما كان يفتقد إليه المشاهدون. وقال والاس:
«بسبب سيطرة الحكومة على الكاميرات لم يكن بمقدورنا أن نشاهد شيئاً إلا
المنصة ومَن يتحدث، لم نتمكن من رؤية المشاعر والإحساس بها، وماهية حالة أعضاء
مجلس الشيوخ خلال ذلك الوقت الطويل». 

كما أقرّت شبكة
MSNBC،
التي تعد مساحة لجذب الليبراليين في الوقت المخصص لبرامج الرأي، بمحدودية المشاهد
المعروضة مع وجود بعض من التركيز الغامض على مشاهد بعينها. وربما لاحظ المشاهدون
العلامة الظاهرة أعلى يسار الشاشة، التي تشير إلى أن لقطات المحاكمة مُقدمة من
«كاميرات قاعة مجلس الشيوخ»، أي من الحكومة نفسها، وليس من أي منفذ
إعلامي. 

بينما اختارت
شبكة CBS
بث لقطات موجزة عن المحاكمة على قناة CBSN، القناة الإخبارية الوحيدة في الشبكة، بعد
الثالثة مساء. إذ افتتحت نشرة الأخبار المسائية بعرض جزء ممتد من المحاكمة،
بالإضافة إلى مقابلة للمذيعة نورا أودونيل مع أربعة من مديري العزل. 

كما وعدت
القيادة الجمهورية لمجلس الشيوخ، جرى تطويق المراسلين وتجميعهم في أماكن متفرقة في
ردهات مبنى الكابيتول، مع دخول ومغادرة أعضاء مجلس الشيوخ القاعة، وهو تغيير هائل
طرأ على حرية الوصول التي يتمتع بها الصحفيون عادة في المبنى. 

عندما حاول مانو راجو، مراسل شبكة CNN، إجراء مقابلة مع اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، سوزان كولينز وكوري غاردنر، بخصوص قواعد المحاكمة، تجاهل كلاهما المراسل وواصلا سيرهما. في أي يوم عادي كان سيتمكن راجو من متابعتهما، ولكن في ثلاثاء المحاكمة كان عالقاً وراء الحواجز التي تحدد المساحة المخصصة للصحفيين.

كما خضع
المراسلون أيضاً إلى تدقيق أمني إضافي للوصول إلى شرفة تطل على قاعة مجلس الشيوخ،
وهو المطلب الذي أُضيف صراحةً لمحاكمة الرئيس.

 قالت
سارة واير، مراسلة صحيفة Los Angeles Times: «وجود ضابط شرطة يفصل بين المراسلين
وقاعة مجلس الشيوخ التي كنا نتمتع بوصول غير مقيّد لها طيلة 200 عام أمر محبط
للغاية»، معبرةً بذلك عن مشاعر الإحباط التي سيطرت على أفراد السلك الصحفي في
أنحاء مبنى الكابيتول. 

كانت تحركات
المصورين في مبنى الكابيتول مقيدة أيضاً، ما أسفر عن فرص محدودة جداً لالتقاط صور
لأعضاء مجلس الشيوخ والمشاركين في المحاكمة في هذا اليوم المشهود.

 قالت
ميلينا مارا، مصورة صحيفة The Washington Post ومؤلفة كتاب عن النساء في مجلس الشيوخ:
«كان علينا تصوير الجميع من مسافة بعيدة، كانت تحركاتنا محدودة للغاية. مهمة
المصورين الصحفيين تصوير التعبيرات البشرية للأفراد خلف المنصة، ولكننا لم نتمكن
من الاقتراب من أي شخص». 

بينما أكّد
مسؤولو مجلس الشيوخ على أن المخاوف الأمنية هي سبب تلك القيود الإضافية، مشيرين
إلى وجود كبير القضاة جون جلوفر روبرتس ليترأس المحاكمة. 

فيما قدّم
مايكل ستيل، رئيس اللجنة الوطنية بالحزب الجمهوري الأسبق والمحلل الحالي بقناة MSNBC
فرضيته الخاصة، وقال: «الجمهوريون المسيطرون على مجلس الشيوخ لا يريدون
للعامة أن يروا ذلك. لا يريدون منّا أن نقيّم الأمور بأنفسنا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى