آخر الأخبارالأرشيف

الكيان الصهيوني يبني مدينة أسفل المسجد الأقصى

يتعرض المسجد الأقصى إلى حرب لا هوادة فيها مع المؤسسات الإسرائيلية عن طريق مخططات بعيدة المدى من خلال أذرعها ونشاطتها الرسمية وغير الرسمية، حيث خرجت تقارير عبرية في الفترة الأخيرة تؤكد أن الكيان الصهيوني ينفذ عددا كبيرا من الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، بلغت  أكثر من 50 حفرية.

ويدعى الكيان الصهيوني في كل فترة أنه لم يجرِ أي حفريات تحت المسجد الأقصى، ووصف ما يتداول بأنه مزاعم لا أساس لها، وأن الاحتلال الإسرائيلي«يحترم الوضع القائم ويصونه ولا يسمح بإحداث أي تغيير فيه»، ويوضح تقرير صحيفة هارتس العبرية كذب وتدليس الاحتلال، حيث نشر أحد مؤسسي مركز «عيمق شافيه» المختص بالآثار البروفيسور رافي جرينبرج، أن هناك حفريات جديدة تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحت محيط المسجد الأقصى والبلدة العتقية من القدس المحتلة وما جاورها من مناطق فلسطينية وتحديدا بلدة سلوان بما يشكل مدينة «يهودية» تمتد من أسفل سلوان في الجنوب مرورا بالجدار الغربي للمسجد الاقصى، والمدرسة العمرية القائمة شمال المسجد الاقصى، وصولا الى مغارة الكتان وباب العامود.

مدينة-تحت-الأقصى

وكشف من خلال مقالة نشرها في الصحيفة الصهيونية النقاب عن قيام الاحتلال خلال هذه الايام بأعمال حفر سرية لنفق أسفل البلدة القديمة من القدس ومحيطها، وصفها بأنه بحجم نفق “مترو الانفاق”، وينطلق هذا النفق وفقا للمقالة من عين سلوان ويتجه نحو المسجد الاقصى وستجري عمليات إضافية تهدف الى تقوية وتعزيز متانة هذا النفق عبر صب الأسمنت المسلح.

وحذر مراقبون فلسطينيون من الوضع القائم حيث تتسبب الحفريات المتواصلة في تكشف حجارات عملاقة من أساسات المسجد الأقصى وسور القدس التاريخي، مما دفع البعض إلى دق ناقوس الخطر خوفا على سلامة المسجد، بينما يواصل الاحتلال حفرياته في سرية تامة دون أن يطلع على خفاياها أحدا.

وظل الاحتلال الصهيوني مستمرا في عمليات تهويد المسجد الأقصى وما حوله منذ احتلال القدس عام 1967، حتى باتت شبكة ضخمة من الأنفاق تطوقه من الأسفل، ومؤخرا وبحسب التقارير الصهيونية كثفت “سلطة الآثار الإسرائيلية” وبتمويل من جمعية إلعاد الاستيطانية، حفرياتها تحت الأقصى، حيث يتعمد الكيان الصهيوني تطويق هذه المنطقة ولا يسمح بالدخول إليها لعدم إثارة الأمر.

وثمة من يرى أن لهذه الحفريات أبعادا تشكل خطورة على المسجد الأقصى، أبرزها إثبات منظمة اليونسكو أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم أحماضا كيميائية خلال الحفريات مما يضعف من تماسك القاعدة الصخرية التي يقوم عليها المسجد، كما تطرق  البعض لاعتراف الاحتلال مرارا عبر وسائل الإعلام بأنه تم الوصول إلى القاعدة الصلبة التي يقع عليها المسجد، مما يعني وصولهم إلى أخطر منطقة في عمق بناء الأقصى.

ويشير المحللون إلى أن الكيان الصهيوني بهذه الحفريات يصنع الكذبة ويصدقها كما يحولها إلى مشروع احتلالي سياسي، كي يحاول أن يبني هيكلا وهميًا أسمه الهيكل الثالث على أنقاض قبة الصخرة التي تقع في مركز المسجد الأقصى، وحتى الآن لم يجد الاحتلال أي دليل على مزاعمه  تثبت أنه كان هناك أثر لهيكل أول أو ثان.

ورصد التقرير السنوي لمؤسسة القدس الدولية “عين على الأقصى” للعام الماضي 2015 تطور العمل في الحفريات والبناء أسفل الأقصى و تتوزع على الجهات الغربية والجنوبية والشمالية للحرم المقدسي، وكان هدفها في الأساس البحث عن آثار لـ”هيكل سليمان”، لكن هدفها تطور إلى خدمة أهداف سياحية ودينية تروج للمزاعم اليهودية حول وجود الهيكل تحت الأقصى.

وعن عدد عمليات الحفر تحت المسجد الأقصي أكد التقرير أن حفريات الجهة الغربية وصلت إلى 28 حفرية، والجهة الجنوبية 17، فيما وصلت الجهة الشمالية 5,

استنكرت القيادات والسلطة الفلسطينية والفصائل مخططات الاحتلال التي لم تنته، وأكد عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس جميل حمامي، أن مخططات الكيان الصهيوني لم تتوقف عند هذا الحد، طالما أن العالم العربي والمجتمع الفلسطيني والمجتمع الدولي، لم ير الاحتلال ما يمكن أن يردعه ويوقفه، مضيفا أن “الاحتلال في ظل الحكومة المتطرفة الراهنة، أفصح عن وجهه الحقيقي غير المغطى بالغطاءات الخداعة”، متابعًا “الحفريات لم تتوقف في أي لحظة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى