آخر الأخبار

المئات يتظاهرون وسط بيروت! نددوا بتعامل السلطات مع أزمة “الانفجار”، والشرطة تفرقهم بالغاز المسيل للدموع

تظاهر مئات اللبنانيين، السبت 8 أغسطس/آب، في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، منددين بتعامل السلطات مع الانفجار الضخم الذي ضرب المدينة وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة وتشريد الآلاف.

حيث حمل محتجون مجسماً لمشانق ورفعوا لافتات خيّرت إحداها المسؤولين بين الاستقالة والشنق. ووعدت الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار.

إطلاق غاز مسيل للدموع: فيما قال صحفي من رويترز إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع على متظاهرين يحاولون عبور حاجز للوصول إلى مبنى البرلمان وسط بيروت.

فيما يشعر بعض السكان، الذين يواجهون صعوبات لإعادة بيوتهم المدمرة إلى حالها، بأن الدولة التي يعتبرونها فاسدةً خذلتهم مرة أخرى. وخرجت احتجاجات لأشهر قبل كارثة الأسبوع الماضي اعتراضاً على الطريقة التي تعالج بها الحكومة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

من جانبها قالت الطالبة الجامعية سيلين ديبو، وهي تنظف بقع الدماء عن جدران المبنى السكني الذي تعيش فيه وتضرر بفعل الانفجار: “ليست لدينا ثقة بحكومتنا.. أتمنى لو تتسلم الأمم المتحدة دفة الأمور في لبنان”.

زيارة ماكرون للبنان: وقال كثيرون إنهم لم يندهشوا على الإطلاق عندما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحياءهم المدمرة قرب مركز الانفجار، بينما لم يفعل ذلك زعماء لبنان.

حيث قالت ماريز حايك (48 عاماً)، وهي أخصائية نفسية دمّر الانفجار منزل والديها: “نحن نعيش في مركز الانفجار. أتمنى لو تتولى دولة أخرى شؤوننا. إن زعماءنا حفنة من الفسدة”.

من جانبه أعلن رئيس حزب الكتائب اللبناني سامي الجميل، السبت، استقالة نواب الحزب الثلاثة من البرلمان. وجاء ذلك خلال تشييع جنازة أمين عام الحزب نزار نجاريان الذي لقي حتفه في انفجار مرفأ بيروت.

وقال الجميل: “نحن منتقلون للمواجهة” لإصلاح الدولة. وأضاف: “أدعو كل الشرفاء إلى الاستقالة من مجلس النواب والذهاب فوراً إلى إعادة الأمانة للناس ليقرروا مَن يحكمهم دون أن يفرض أحد عليهم أي أمر”.

التحقيقات في أسباب الحادث: من جانبه قال الرئيس اللبناني ميشال عون، الجمعة، إن التحقيق في الانفجار سيبحث أيضاً إن كان ناتجاً عن قنبلة أو أي تدخل خارجي آخر. وأضاف أن التحقيق سيبحث ما إذا كان الانفجار ناجماً عن الإهمال أم قضاء وقدر، مشيراً إلى أن 20 شخصاً جرى توقيفهم حتى الآن.

في حين تساءل بعض السكان عما إذا كان بمقدورهم في يوم من الأيام إعادة بناء حياتهم. وليس لدى بلال حسن سوى يديه ليحاول وهو يغالب دموعه أن يزيل الحطام في منزله الذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من موقع الانفجار. ومنذ الكارثة، ينام الليل على أريكة مغبرة بجوار شظايا الزجاج.

وعندما فرّ أبناؤه الثلاثة الجرحى، وهم في سن المراهقة، للنجاة بحياتهم خلفوا وراءهم بقعاً من الدماء على الجدران والسلالم. وقال وهو يقف بجوار صورة محطمة له مع زوجته: “ليس هناك ما بوسعنا فعله في الواقع. لا نملك تكلفة إعادة البناء ولا أحد يساعدنا”. 

من جانبها قالت دانييلا شمالي إن منظمتها الخيرية، التي دمر الانفجار مقرّها، قدمت مساعدات إلى 70 أسرة ممن شردتهم الكارثة.

وقالت: “قدمنا مساعدة مبدئية لكن لا نعلم ما بمقدورنا فعله للأسر في المستقبل. الأمر يتطلب مشروعات كبرى”. وقال مسؤولون إن الانفجار ربما تسبب في خسائر تصل إلى 15 مليار دولار، وهذه فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها بعد أن تخلف بالفعل عن سداد ديون تتجاوز نسبتها 150% من الناتج الاقتصادي وفي ظل جمود محادثاته مع صندوق النقد الدولي.

مساعدات من الخارج: من ناحية اخرى سارعت فرنسا ودول أخرى لإرسال مساعدات طارئة إلى لبنان شملت أطباء وأطناناً من المعدات الطبية والأغذية. ودمر الانفجار الصومعة الكبيرة الوحيدة للحبوب في البلاد وتساعد وكالات تابعة للأمم المتحدة في تقديم مساعدات طبية وغذائية عاجلة.

فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بعد اجتماع مع عون السبت، إنه سيسعى لحشد الطاقات العربية لتقديم الدعم للبنان. وقال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، بعد اجتماع مع عون أيضاً، إن بلاده مستعدة للمساعدة في إعادة بناء مرفأ بيروت بعد الانفجار.

أما بالنسبة للبنانيين العاديين فإن حجم الدمار يفوق التصور.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى