صحة

المثلجات نقص في الحديد مثلاً.. حينما يعني اشتهاء الطعام مشاكل صحية

نختبر جميعاً الرغبة الشديدة في تناول الطعام من وقت لآخر، ولكن اشتهاء الطعام قد يكون أحياناً علامة على شيء أكثر خطورة من مجرد سيلان لعابك على شيء حلو أو مالح. 

فاشتهاء تناول الشوكولاته أو منتجات الألبان في الواقع طريقة جسمك لإخبارك بأنه يفتقر إلى بعض العناصر الغذائية. 

وفيما قد تكون الرغبة الشديدة دلالة على إدمان السكر، قد تكون كذلك مظهراً من مظاهر زيادة الضغط العصبي أو التعب. 

نستعرض في هذا التقرير ما يعنيه اشتهاء 9 من أشهر أنواع اشتهاء الطعام.

قد يكون تناول طبق لذيذ ومريح من المعكرونة مرضياً للغاية، ولكن إذا وجدت نفسك تشتهي بانتظام المواد الغذائية مرتفعة الكربوهيدرات أو النشويات، كالمعكرونة أو الخبز الأبيض، فربما يعاني جسمك من زيادة مستويات الإرهاق.

تشرح أخصائية التغذية المرخصة إليزابيث ديروبرتيس لموقع The List: “عندما نتعب، يشتهي الكثير من الناس الكربوهيدرات لزيادة الطاقة بسرعة؛ فالكربوهيدرات هي مصدر وقودنا الرئيسي”. 

وتضيف: “تعزز الكربوهيدرات هرمون السيروتونين المرتبط بالشعور الجيد، وعندما تأكل شيئاً يحتوي على نسبة مرتفعة من كلٍ من الكربوهيدرات والدهون، قد يثير إطلاق هرمون الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بمشاعر المتعة والمكافأة”. 

إذا كان هذا هو الحال، ربما تكون جلسة تدليك أو حمام فقاعات الاسترخاء هي الطريقة المثلى لإبعاد اشتهاء الكربوهيدرات.

ومع ذلك، قد يوجد محفز مختلف يجعلك تحلم بالكربوهيدرات، وهو أمر نفسي بحت. تقول ديروبرتيس، مشيرةً إلى أن العديد من الأنظمة الغذائية الأشهر في العصر الحالي تعتمد بالفعل على قطع تناول الكربوهيدرات تماماً: “عادة، عندما يلتزم شخص ما بخطة طعام صارمة أو عندما يعلن أن بعض الأطعمة “محظورة”، يشتهيها أكثر بكثير”.

وفقاً لدراسة نُشرت العام 2007، يضاهي تأثير السكر على أجسامنا تأثير النيكوتين وغيره من العقاقير الأخرى المسببة للإدمان. 

وبحسب تصريح أخصائية التغذية نيكول أوسينغا لموقع Huffington Post، فالسكريات في الواقع “تشجع الجسم على إطلاق السيروتونين؛ مما يحسن المزاج”. 

هذا هو السبب في أن “الاستهلاك المنتظم للأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر غالباً ما يكون نتيجة للاعتياد والربط؛ مما يؤدي إلى تغيرات كيميائية عصبية في الدماغ قد تجعلك تشتهي هذه الأنواع من الأطعمة”. 

بعبارة أخرى، كلما زاد استهلاكك للسكر، زاد اشتهاؤك له. وعلى الرغم من أن الرغبة الشديدة قد لا تكون مشكلة بحد ذاتها، فالتساهل المستمر معها قد يُكسبك نظاماً غذائياً مع آثار جانبية سلبية خطيرة.

قد يكون اشتهاء برغر لحم البقر المليء بالعصارة أو شريحة لحم كبيرة علامة على أنك لا تحصل على ما يكفي من البروتين في وجباتك اليومية. 

يشرح أستاذ الطب ومؤلف The Appetite Solution جوزيف كوليلا، أن أي شخص يمارس التمرينات الرياضية كثيراً أو يتبع نظاماً غذائياً نباتياً صارماً من المرجح أن يعاني من هذا الاشتهاء الشديدة. 

كيف يمكنك التعامل مع هذا النوع من الاشتهاء لضمان عدم عودته باستمرار؟ يقترح د. كوليلا: “حاول تناول نحو غرام واحد من البروتين لكل رطل (نحو نصف كلغ) من وزنك”. 

وبدلاً من ذلك، قد ترمز نفس الرغبة الشديدة كذلك إلى نقص مزمن في الحديد أو في فيتامين ب، خاصةً إذا كان نظامك الغذائي يحوي القليل من البروتين أو كنتِ امرأة تعاني من دورة شهرية قوية يمكن أن تخفض بشكل كبير مستويات الحديد في جسمك.

تشير مجلة Reader’s Digest الأمريكية إلى أن الاشتهاء الشديد لتناول الأطعمة والتوابل الحارة قد يكون طريقة جسمك في السعي للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة. 

وتشير الورقة إلى بحث أجرته الجمعية الأمريكية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، توصل إلى أن “الكابسيسين، وهي المادة النشطة في الفلفل الحار، ربما تحفز توليد الحرارة، أي العملية التي تجريها الخلايا لتحويل الطاقة إلى حرارة”. 

وتوصف عملية توليد الحرارة بأنها “طريقة مهمة للحفاظ على الدفء وغالباً ما تُرى في الحيوانات التي تدخل في سبات”. وتخلُص الورقة إلى أن “هذه النتائج تفسر أكثر كيف يمكن لتناول الكابسيسين زيادة عملية التمثيل الغذائي ودرجة حرارة الجسم”. 

لذلك، حسب تلخيص المجلة: “يزيد تناول الصلصات والكاري الحار من عملية التمثيل الغذائي مؤقتاً؛ مما يجعلك تتعرق أكثر وبالتالي يساعدك على خفض حرارتك”.

من الصعب مقاومة الشوكولاته الغنية اللذيذة، لكن أخصائية العلاج الطبيعي والتغذية والأعشاب كلير جورجيو، تكشف أن اشتهاء الشوكولاته قد يشير في الواقع إلى “الحاجة إلى المغنيسيوم والكروميوم وفيتامينات ب و/أو الأحماض الدهنية الأساسية”. 

علاوة على أن “تمثيل الشوكولاته الغذائي أيضاً يكون في شكل السيروتونين، وهو هرمون يحسن المزاج؛ لذلك يمكن أن يكون الاشتهاء الشديد مرتبطاً أيضاً بالحاجة العاطفية”. 

وإذا اخترت تلبية ذلك، تقترح جورجيو تناول أكثر شوكولاته داكنة يمكنك العثور عليها، وهي التي تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو؛ لأن هذا الصنف يحتوي على أقل نسبة من السكر. 

وبدلاً من هذا كله، تقترح عليك “التواصل مع شخص عزيز أو صديق أو حيوان أليف أو ممارسة أي نشاط يجعلك تشعر بالراحة”.

على الرغم من أن المكسرات مصدر رائع للألياف والبروتينات، تقول صوفي سكوفر، مؤلفة كتاب The Continuous Appetite لمجلة SHAPE الأمريكية، إن سبب الرغبة في تناول المكسرات والوجبات الخفيفة المقرمشة قد يكون له علاقة بمستويات الضغط العصبي. 

وتقول سكوفر: “إن مضغ الطعام وتكسيره في فمك قد ينفِّس هذا القلق مؤقتاً، لكن المشكلة أنه في الثانية التي يتوقف فيها هذا المضغ، يعود الإحباط، ويعود الكثير من الناس إلى تناول المزيد من الطعام وقد ينتهي الأمر إلى القضاء على كيس كامل من رقائق البطاطس”. 

وإذا قررت التمادي مع شهوتك، تأكد من أنك لن تنتهي في نهاية المطاف إلى تناول كيس كامل من المكسرات؛ فهي مليئة جداً بالدهون. بدلاً من ذلك، تقترح سكوفر تناول الجزر أو الكرفس.

لا يوجد ما يضاهي كوباً من القهوة الساخنة للمساعدة في رفع مستويات الطاقة في الصباح، رغم ذلك صرحت أخصائية التغذية د. ديانا مينيتش لمجلة Psychology Today الأمريكية، إنها تعتقد أن جوهر جميع الرغبات الشديدة في الكافيين هو “الإرهاق العقلي. إذ يعطي الكافيين انطباعاً خاطئاً بالتماسك وحِدة الذهن، ولكنه في الواقع يزيد من إرهاقنا، خاصةً عند تناول كميات مفرطة على مدار اليوم. لذا بدلاً من هذا الكوب القادم من القهوة أو المشروبات الغازية، امنح عقلك قسطاً من الراحة أو زد فيه. حاول أخذ قيلولة أو أخلد إلى النوم مبكراً، عندها ستتمكن حقاً من التركيز!”.

إنه ناعم ودهني ولذيذ، لكن اشتهاء الجبن قد يكون مجرد مطالبة جسمك بالحصول على دفعة إضافية من الكالسيوم أو فيتامين د. 

وتوضح إليزابيث نارينز، محررة اللياقة والصحة في مجلة Cosmopolitan الأمريكية: ” ليس من النادر تناول كميات غير كافية من هذه العناصر الغذائية. ولحسن الحظ، ينتج جسمك فيتامين د عندما يتعرض لأشعة الشمس المباشرة. ولكن إذا كنت تعمل في مكان مغلق أو تعيش في مناخ بارد، فقد تعاني كذلك من نقص في فيتامين د؛ مما يعني أن جسمك ربما يتوق إليه في شكل الجبن المشوي”.

يكشف الاشتهاء الشديد للمثلجات “غالباً نقصاً في الحديد أو المعادن بشكل عام”، بحسب كلير جورجيو، اختصاصية التغذية. 

وتُعرف هذه الرغبة الشديدة إلى حد ما باسم “بيكا”، الذي يشير إلى رغبة قوية في تناول أشياء لا تحمل قيمة غذائية، مثل مكعبات الثلج. 

وتشرح جورجيو: “يُرى هذا بشكل أكثر تكراراً في الأطفال وخلال فترات ازدياد الحاجة الغذائية كالحمل”.

الحل هو محاولة الامتلاء “بالخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والبقوليات والمكسرات والبذور”.

على الرغم من أنه لا يوجد ما يُسيء في تلبية هذه الرغبات المذكورة أعلاه، فالانغماس المنتظم فيها قد يحمل آثاراً سلبية على صحتك ووزنك، خاصةً إذا وجدت نفسك مغموراً بالحلويات السكرية والمعكرونة والمشروبات الغازية وما إلى ذلك أكثر مما تحب. 

وإذا كنت ضعيفاً أمام هذه الشهوات، فكر في تحديد “يوم غش أو راحة”،. والأهم من ذلك، إذا كنت قلقاً حول ما يعنيه اشتهاؤك الدائم، فعليك بزيارة طبيبك.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى