آخر الأخبار

المرتزقة الروس الذين يقاتلون مع حفتر يذكون نار حرب طويلة في ليبيا.. الحكومة تدعو أمريكا للتدخل

قال
رئيس الوزراء الليبي، المُعترف به دولياً، إنَّ المرتزقة الروس الذين يدعمون منافسه
خليفة حفتر سيجرون البلد الشمال إفريقي المُنتِج للنفط إلى حرب تمتد شهوراً، وطالب
الولايات المتحدة بالتحرُّك لاستعادة السلام.

ويقاتل
مئات من مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، التي يرأسها يفغيني بريغوجين مساعد الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الشرق، خلال
الهجوم المُعلَّق الذي كان يستهدف السيطرة على العاصمة طرابلس وإسقاط حكومة
السراج، بحسب مسؤولين غربيين وروس. لكن روسيا وقوات حفتر تنكران وجود المرتزقة
داخل ليبيا على المستوى الرسمي.

وتعاني
ليبيا من العنف منذ الإطاحة بمُعمَّر القذافي عام 2011، بمساعدة حلف الناتو. وسمحت
الأعوام التالية، التي سادها عدم الاستقرار، لليبيا بأن تصير أرضاً خصبة
للمُتشدِّدين وقِبلةً للمهاجرين الحالمين بالوصول إلى أوروبا. وشنَّ حفتر حملته
على طرابلس بالتزامن مع تجهيز الأمم المتحدة لمؤتمرٍ من شأنه أن يُعيد توحيد
البلاد المُقسَّمة، التي تمتلك حكومتين إحداهما في طرابلس، والأخرى في طبرق حيث
يُوجد حفتر.

وكان
جنود مجموعة فاغنر قد حاربوا بأوكرانيا وسوريا قبل نشرهم في ليبيا خلال شهر
سبتمبر/أيلول. وقال شخصٌ مُقرَّبٌ من الكرملين لوكالة Bloomberg آنذاك، إنَّ روسيا تنأى بنفسها عن إدارة
طرابلس، وتتوقع أنَّ حفتر -الذي يسيطر بالفعل على شرق وجنوب ليبيا وغالبية حقول
النفط- ستصير إليه اليد العليا بعد فشله الأوَّلي في دخول العاصمة خلال شهر
أبريل/نيسان.

وقال
السراج: «تُعتبر الشركات الأمنية شركات خاصة، ولكنَّنا نعلم جميعاً أنَّ تلك
الشركات لا تتصرَّف دون تصريحٍ من حكوماتها في مثل هذه الدول». وأضاف أنَّه
أعرب عن مخاوفه حيال طباعة مليارات الدنانير الليبية في روسيا وإرسالها إلى حفتر
وحكومة طبرق.

وأردف
مشيراً إلى مصادرة مالطا سفينة تحمل عملاتٍ نقدية ليبية، يُعتقد أنَّها كانت في
طريقها إلى حفتر: «هذه هي إحدى طرق تمويل الحرب».

وتنضم
روسيا إلى قائمةٍ طويلة من القوى الإقليمية التي تدخَّلت لدعم أحد الجانبين، عن
طريق إلقاء ثقلها كاملاً خلف القائد العسكري المتقاعد. إذ تدعم الإمارات العربية
المُتحدة ومصر قوات حفتر، في حين تدعم تركيا الحكومة المعترف بها دولياً.

وتشاهد
الولايات المتحدة التطوُّرات من خارج الخطوط، بالتزامن مع اشتعال الصراع داخل
البلاد التي تمتلك أكبر احتياطيات النفط المُؤكَّدة في قارة إفريقيا. وبعثت
الولايات المتحدة برسائل مُشوَّشة حيال سياستها الليبية، إذ دعت رسمياً إلى وقف
إطلاق النار، رغم إعراب الرئيس دونالد ترامب عن دعمه لحفتر بمُكالمةٍ هاتفية
أجراها معه، وسط هجوم القائد العسكري على طرابلس في أبريل/نيسان.

وقال
السراج: «تحمل الولايات المتحدة لواء الدفاع عن حقوق الإنسان، بصفتها دولةً
ديمقراطية. ويتعيَّن عليها التدخُّل لوقف انتهاكات ميليشيات العُدوان المُمنهجة ضد
المدنيين»، داعياً واشنطن إلى «المشاركة بطريقةٍ واضحة في استعادة الأمن
والاستقرار».

ولقي
أكثر من ألف شخصٍ مصرعهم في أعمال القتال.

في
حين تترأس الولايات المتحدة المحادثات من أجل عقد مؤتمرٍ خريفي في برلين، من شأنه
الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ويشمل دولاً من كلا الجانبين. وأضاف السرَّاج أنَّ
حكومته ستقبل بهدنةٍ في حال انسحاب قوات حفتر، إلى جانب إقامة انتخابات.

وتشمل
المحادثات التي تسبق قمة برلين -والتي لم يُحدَّد تاريخها بعد- مفاوضاتٍ حول
الإصلاحات الاقتصادية التي تشمل الشفافية في المؤسسات المالية الرئيسية بالبلاد،
والتي من شأنها أن تعالج المظالم الرئيسية في الشرق جزئياً. وقال السراج إنَّ
حكومته بدأت بالفعل تنفيذ الإصلاحات.

ولكنَّه
أضاف، في إشارةٍ إلى الدنانير التي سكَّتها روسيا: «لن تكون هناك إصلاحات
اقتصادية حين تجري طباعة عملةٍ موازية كاملة». 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى