اخبار المنظمةتقارير وملفات

المفكر الإسلامى العظيم سيد قطب ” الجزء الأول “

بقلم الكاتب

محمد صلاح المصرى التركى

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد خاتم الانبياء والمرسلين والرحمة المهداه [ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ] الأنبياء   107  صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين  قال الله تعالى  [قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ]  يوسف 100

هذه هى استراتيجية  الإخوان المسلمين التى سار عليها  رسول الله صلى الله عليه وسلم البشير النذير [ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ] سبإ – الآية 28 والذى سار على نهجه جماعة من أولو الحق والقوة وجاهدوا فى الله حق جهاده لايبغون عنه حولا فشعارهم دعوة وجهاد ومن هؤلاء رجل أخلص لله عز وجل ولدينه فكان أعجوبة زمنه ذلك الزمن الذى بدأ فيه الفساد يتجذر فى الأرض ويترعرع بفعل القوى الصهيوصليبية التى وقفت حائرة أمام قوة المسلمين وشدتهم فى الحروب وهزيمتهم أمام قوتهم المستمدة من ثقتهم فى نصر الله عز وجل أو إستشهادهم فيفوزوا بالفردوس الأعلى حيث النعيم المقيم  فلجأت هذه القوى الصهيوصليبية إلى إفساد المسلمين  بنشر الرذائل بينهم وهى التى حرمها الله على عباده ليكون العبد قويا يستأسد فى الدفاع عن دبنه ووطنه  لا أن يكون إنسانا  مخنسا يتتبع مواطن الفجور والفساد الذى يضعف الشباب ويمتص رحيقهم ويقتل فتوتهم  فيجبنوا عن مقاومة المحتلين أو الدفاع عن العرض والوطن أويعجزوا عن شن الحروب على الفساد وفى هذا الجو نشأ الإمام حسن البنا فساءه مايرى من إنغماس الناس فى الشهوات وتمضية الوقت فى ملأ البطون أوإشباع الرغبات الدنيئة مما دل على إنحطاط الأخلاق بالتسكع فى الشوارع أو الجلوس فى المقاهى لتمضية الوقت دون الإهتمام بترقية الوطن أو العمل على رفعته فالنظم التى جندها الإحتلال الصليبى ضيقت على المواطنين منافذ العمل والفكر فى وقت كان العالم فيه يتحرر من قوى الإحتلال وبنهض بوطنه بينما عملت هذه النظم العميلة على نشرت بيوت الدعارة  والكباريهات فى مدن مصر برعاية الإحتلال البريطانى لكى يستفرغ فيها الشباب جهدهم وقوتهم فلا يلتفتون للعمل الجاد ولا يبالون به [وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ] القصص  77وهذا  مارأيناه بعد الإنقلاب الذى حدث فى مصر مؤخرا وقد  وجدنا مجموعة منهم لا تبالى بإعتداء العسكر العميل للنفوذ الصهيوصليبى بالإعتداء على الشرعية وسلب ارادة الشعب [ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ]  البقرة – الآية 27ا

فبدأ الشاب حسن البنا دعوته بنصح عدد كبير من أبناء بلدته الفاسدين الذين لا يأبهون لصلاح حال الأمة أو تقدمها بواسطة  خطابات يرسلها  لهم ليأخذهم من عالم الفساد والتردى فى الرذيلة إلى عالم الصلاح والرجولة الحقة وكأن الله عز وجل إصطفاه ليوجه الناس إلى الطريق القويم  ويجدد الدين فى نفوس مات فيها وضمائر نامت فى وكرها وأخلاق إضمحلت فى مجتمعاتها.     

وقد سار فى ركاب الإحتلال البريطانى التبشيرى ليس حبا فى نشر المسيحية بل لخلق طابور خامس للتعاون مع الإحتلال وخيانة الوطن وشعبها بحجة إتفاق طائفة النصارى مع المحتل  فى الدين ولم يكن سيد قطب من المهتمين بالدين أصلا ولم يخطر على باله أن يكون داعية

أو مفكرا إسلاميا ولم يكن الصلاح أو الإصلاح منهجه فهو سار فى العلمانية التى لا تؤمن بدين ولاتهتم بإصلاح ولاتتبع أسباب الفساد فى المجتمعات وتخلفها لأن النفوذ الصهيوصليبى إختار دعاة العلمانية من رعاع المجتمع وفاقدى الضمير وقليلى الثقافة لكى ينفذوا إستراتيجيته بدون تفكير وسيد قطب لم يتعمق فكره كثيرا فى تتبع جذور الصراع بين الإسلام والصليبية  ولم يدرك هذا فهو لم يعش فى خضم هذا الصراع وغرَّه الكلام المعسول عنها وقرأ منهجها الذى يصور للناس أنه فكر يريد تقدم المجتمع الغارق فى الجهل المذرى والتخلف العميق ولا يعلم طبعا أن المخطط الصهيوصليبى عمل على إغراق المجتمعات الإسلامية بالفساد الذى يمكن لنفوذه فى البلاد وكذلك دعى إلى البحث عن المتعة وأصَّل فى النفوس الإيمان بالمنفعة الشخصية وحب الذات ولا شأن لصاحبها بالمحتمع أو الدولة بل عليه أن يبحث عن مصالحه الشخصية وكيفية الحصول عليها ولو على أشلاء الوطن وحض على كراهية الطوائف بعضها لبعض ليبث العصبية بينها فتنشب الصراعات التى تهدد السلام فى المجتمع طبقا لبروتوكلات صهيون التى دعت الى نشر الفتن والكراهية لتلجأ الأطراف المتصارعة إليه تطلب تحكيمه أو تعضيده فيستبد عليها ولا تستطيع أن ترفض له طلبا فيثبت جذوره فى الأرض وعن طريقها يمكن تنفيذ المؤامرات الصليبية بتفيبت الأوطان وإقامة الحكم الذاتى لهذه الطوائف وينصب العملاء  والخونة فيها   كحكام تحت شعار القومية ويحرض الطوائف على الإنفصال بحجة الإضطهاد الطائفى أوالعرقى ولا يتدرك هذه الطوائف أن هذا الإضطهاد كان إستراتيجية النفوذ  الصهيوصليبى التى نصَّب على أساسها النظم وتغنى بها العملاء والمرتزقة والخزنة لتفتيت الأمة الإسلامية إلى شراذم يسهل إستعبادها.

  ولذلك إتجه  سيد قطب إلى البحث عن ما يروى ظمأه من اللذة فذهب بقدميه إلى وكر الشياطين ليعب من المتعة ولكن هناك فرق بين عقل واع يقظ يفهم كيف يقارن ويربط الأحداث ببعضها ويحللها وينظر لأعمال الغرب الصهيوصايبى على أنها لايراد بها خير لكافة الشعوب الضعيفة المستسلمة وخاصة الشعوب المسلمة وبين عقل غافل متردى فى الجهل لا يدرى ما يراد به وبشعبه  ويسوقه هذا النفوذ كالسائمة وفقا لما يريد ولكن اللطمة التى أيقظته من غفلته ذلك الفرح  الذى عم فى الشعوب الأوربية  وكنائسها بإستشهاد الإمام حسن البنا  وإحتفالهم بموته وإتخاذهم هذا اليوم عيدا  لهم فتعجب من هذا الفرح فى موت رجل لم يؤذ أحدا منهم ويريد الخير لأمته ويريد أن تستيقظ من ثباتها وتنهض من رقادها الطويل وتتحرر من وحل الفساد والتخلف والجهل الذى تعيش فيه لتدافع عن نفسها وعن أوطانها وعن مقدساتها التى تهاون فى حمايتها حكام المسلمين الخونة .

سيد قطب1

 هنا إستيقظ سيد قطب من غفوته وبدأ يدرس أحكام الدين وفقهه والحضارات الإنسانية وسر تقدم الغرب فى ظل عقيدة مسيحية لا تطلب من معتنقيها سوى الإيمان فقط وعلى الفرد بعد ذلك يفعل مايريد من قتل وسرقة وكذب وإغتصاب وبعد ذلك عليه التوبة بشراء صكوك الغفران فما على النصرانى إلا أن يذبح أو يغتصب ثم يشترى الصكوك مرارا وتكرارا وقد وجد هذا النموذح صداه فى الدول الإسلامية بواسطة العلمانية التى نادت بقصر الدين على العبادة وظلوا على هذا المنوال أكثر من من مائة عام يسرقون الشعب وينهبون الثروات وينشرون الإباحية ويدعمون الفساد ويتحالفون مع النفوذ الصهيونى ضد بلدهم 

وقد ألم سيد قطب بكل هذا وهضمه عقله وعرف مآسى الإحتلال فى تخلف الشعوب وترديها يالجهل والمرض والفقر لكى تظل دولا ضعيفة يعيش فيها شعوب جاهلة فقيرة متخلفة تحت حكم الطغاة الذين يعملون لحسابه ويعينهم  ماديا ومعنويا ليكونوا حراسا لإستراتيجيته ومنفذين لها  ولم يستطع أحد أن يتهم سيد قطب أنه من الإخوان أودسيسة منهم فقد كان علمانيا يكن العداء لسيطرة الدين على الدولة ويراه سبب التخلف لذلك فتحوله من العلمانية إلى التدين كان نقطة فارقة فى تاريخ العلمانية فى مصر لأنه سبب أول صدع  فيها زعزع بنيانها وبدأت الجهود تتوالى لتعريتها والتى انتهت يثورة 25 يناير وهى الثورة التى نزعت القناع عن آخر جزء من على وجه العلمانية اليغيض .

 فمن هو سيد قطب هذا !!  

سيد-قطب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:     [ :  خيارُكم في الجاهليةِ ، خيارُكم في الإسلامِ إذا فقُهوا ]

الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع الجزء أو الصفحة:3267 حكم المحدث:صحيح

 وقال عنه الامام الملهم  الشهيد حسن البنا ومجدد الاسلام للأمة بعد سقوط الخلافة وعلو صوت الإلحاد : إنه شاب سوف يكون له شأن  رغم أنه كان دائم الهجوم على الإمام حسن البنا  وعلى جماعة الإخوان المسلمين كما بفعل مغفلو اليوم من العلمانيين ومرتزقة النفوذ الصهيوصليبى فوقف مع نفسه وقفة حاسمة وأخذ يتفكر وبتدبر لماذا كل هذا الفرح بقتل هذا الرجل المسلم العربي  رغم أنه  ليس هو رئيس دولة ولا هوقائد جيش بل هو عبارة عن  مدرس فى إحدى المدارس الإبتدائية وزعيم جماعة دعوية تناهض الفساد الذى هو من أكبر أسباب تردى المجتمعات وهذا الفساد هو الوسيلة هى التى مكنت النفوذ الصهيوصليبى من مصر ولذلك أخذ يستفسر عن سر هذا الفرح فعلم انهم يعتبرونه من ألد أعداء  الغرب فبموته إستراح الغرب منه هنا أخذ يراجع نفسه فسافر الى مصر وجلب كتب ورسائل الامام حسن البنا، وظل يقرؤها بعمق ويجول فيها بعين بصيرة وعقل واع  وقلب متفتح وهذا الذى جعله يصول ويجول في ميدان الفكر كما أنه ظل يراقب جماعة الإخوان ويراقب أعمالهم عن قرب دون اظهار أى شيىء منه حتى يعلم ماهي خططهم وإلى أى شيىء يدعون ولماذا هذا الرعب من الغرب والكره لجماعة الإخوان وزعيمهم !! وهنا عرف حقيقة دعوة  الاخوان المسلمين أنهم جماعة إصلاح للضمائر وغرس للوطنية فى القلوب قيل العقول وهى دعوة خلقت مجموعة قوبة دينا وخلقا وضميرا وتصدت للفساد فكسرت بذلك اول جناح للتفوذ الصهيونى وتصدت لليهود المحتلين فكسرت الجناح الثانى له مما آذن بسقوطه ونهايته ولذلك كانت جماعة الإخوان ترمومتر لأدعياء الوطنية والأخلاق فمن تصدى لهم عرفنا أنه عميل للصهيوصليبيةوكذلك أصبحت العدو الأكبر للنفوذ الصهيوصليبى لأنها جماعة ذات شمم وكرامة أبت كمل الأباء أن تخضع للإغراء أو للتهديد بل هى باعت نفسها لله  عز وجل ولذلك أصبحت العقبة أمام النفوذ الصثهيوصليبى فى إحتلال أوطان المسلمين كذلك تصدت لإحتلال اليهود لفلسطين بعدما اصبحت جيوش الدول العربية والإسلامية عبارة عن أدوات للنفوذ الصهيوصليبى .     

وكما هو شأن العباقرة الافذاذ لم يلتحق سيد قطب بالاخوان الابعد فترة ليست بالقليلة وهكذا دائما يفكرون طويلا ويتمعنون ويتدبرون قبل إتخاذ القرار خاصة لو كان قرارا مصيريا أما القول بأن فكره كان شيوعيا معاديا للإسلام ومواليا للإلحاد فلم يكن له دليل وكون أن الملحدون وأصحاب الفكر الشيوعى إنقلبوا عليه ليس لأنه كان شيوعيا أو ملحدا ولكن لأنه إنضم إلى قافلة مفكرى الإسلام وهم الذين يحاربونه بشراسة وقد تصدوا لعملاق الأدب العربى العقاد وخططوا لإغتباله وقد كان العقاد علمانى يهاجم الإسلام فتصدى له  مصطفى صادق الرافعى رحمه الله  فكان العقاد يقرأ ردوده ويبحث فى براهينه التى يقدمها كدليل على صحة كلامه لكى يهاجمه بل لكى يمزقه شر ممزق لماىعرف عن العقاد من قوة وشراسة فى هجومه فمزق الله عنه فكر العلمانية الغث والهش فعلم أن هذا الفكر مضلل وبدأوا أولا بمحاولة إغتياله   ثم بدأوا فى الدس عليه عتد الدكتاتور ناصر  ويقال انهم أغروه بهما  الذى قرر إعدام سيد قطب لأنه أيقظ البناس من الغفلة فهم يعرفون عقله وإبداعاته وقوة تأثير قلمه الذى كان أحد من السيف وأسرع من الرصاص فى إختراق العقول  وقام بنفى عملاق الأدب العربى وتحديد إقامته فى أسوان مسقط رأسه لأنه تصدى لأقلام العلمانيين والشيوعيين وسفّه فكرهم بقوة منطقه وأدلته .

  وبدأ مفكرنا العظيم رحلة كفاحه ضد الفساد وضد الطغيان وإنفعل   العالم الإسلامى وغيرالإسلامى بمؤلفاته ، لأنه أصبح صاحب فكر مؤثر   وهرع الطغاة هلعا من كتاباته ومؤلفاته وقد أثبت الزمن حقيقة إحدى   مقولاته الرائعة التى قال فيها: إن كلماتنا كعرائس الشمع فاذا متنا فى سبيلها دبت فيها الحياة وقد كانت  حكمة  يليغة بعيدة النظر فجرى تبادل أأفكاره ونشرت كتبه وأصبحت كلها درر يستشهد بها الناس ووصف  المجتمعات الإسلامية بأنها أشد من الجاهلية الأولى التى كانت قبل الاسلام  ورغم صحة المقولة إحتج بها أصحاب النفوس الحاقدة من العلمانيين والشيوعيين الذين لايعملون الا لأهوائهم ولخدمة النفوذ الصهيوصليبى كمرتزقة ومجنددين له  فإتهموه بأنه إرهابى يكفر المجتمع والحقيقة أن هذ ا الحكم على المجتمعات كان صحيحا إلى حد كبير فهى  التى مكنت الطغيان والفساد فيها والتى ماذالت تعانى منها الدول العربية والإسلامية حتى الآن وكشفت عنها الأحداث اللاحقة   وتعتبر من  حكم وابداعات سيد فطب الذى تميز ببعد النظر وعمق الفكر وقوة البصيرة  .  

  ولم ارى فى التاريخ الحديث عالما تفاعل بفكره كل البشر مثل الشهيد سيد قطب صاحب فى ظلال القرآن الذى كشف عن عقل ناضج واعى وشهد يذلك الاعداء قبل الأصدقاء والطالحون قبل الصالحون والجهلاء قبل العلماء فقد حاربه أعداء الله وهاجموه بشراسة حيا وميتا بل لايزال الحاقدون من الجهلاء من يدعون أنهم دعاة الى الله يخوضون فى عرض هذا العملاق ويفترون على شخصه وعلى كتاباته وإبداعاته حتى وصل بهم التطاول والافتراء والحقد والجهل الى إتهامه بالكفر والذندقة  

كما وصل بهم الحقد أن إتهموه بسبه لصحابة رسول الله رضى الله عنهم وبذلك سخر الله  الباحثون ليقوموا بدراسة كتبه ورسائله وأفكاره بحثا عن الحقيقة مما أدى لخروج كتبه وفكره إلى النور    بعد أن كان حبيس الأدراج ورهين الحظر فإنبلجت  الحقيقة كنور مشرق مما رفع من مكانة هذا العملاق ونشر فكره ودعوته لتنهال عليه الحسنات وترفع له الدرجات بعد وفاته وما ذلك إلا لرضاء الله عنه وهذا دائما حال العلماء الصادقين العاملين بماعلموا  فعندما إفترى عليه  الشيوعيون والعلمانيون وراحوا يهاجمون فكره رغبة منهم فى تحجيم دور الإسلام وقصره على العبادة أووضعه فى ثلاجة الموتى طبقا لنظريات  الشيوعية والعلمانية والإلحاد رغبة منهم فى وقف الفكر المتطور الذى يجدد شباب الإسلام مما دفع   العلماء الحقيقيين الذين يفهمون روح الإسلام إلى الإستشهاد بعلم وافكار سيد قطب وخاصة فكره العقائدى الذي يلمس القلوب ويشحذ الهمم الفاترة والخائرة أواليائسة فخدموا بذلك الإسلام خدمة كبيرة.

   ولا شك أن العالم المعادى للاسلام وخاصة أصحاب الفكر والأيدولوجيات المصطنعة المعادية له إنفعلوا بفكر شخصيتين عظيمتين أحدهما الإمام  حسن البنا الذى يقع فى منزلة الأستاذ والثانى سيد قطب الذى يقع فى منزلة التلميذ وهما اللذان سلكا طريقا واحدا وهو طريق التنوير مما جعل أعداء الإسلام الذين يهاجمون أصحاب الفكر السليم النافع   يتربصون بهما فسقط الاثنان شهداء بأيدى أدواتهم من الطغاة التى تتلقى  الأوامر من الدول الصهيوصليبية يضرورة التخلص من  الامام  حسن البنا ومن تلميذه سيد قطب اللذين كانا يعملان لأجل يقظة الشعوب الإسلامية وهذا ما تأباه الدول الصهيوصليبة لكى يظل العالم الإسلامى والعربى يغط فى ثبات الفقر والجهل والمرض فذهبا الى ربهما وقد أديا واجبهما نحو الأمة وكان هدفهما هو إعلاء كلمة التوحيد ونحتسبهما شهيدين عند الله تبارك وتعالى .

والاستاذ سيد قطب الذى،يعتبر من عمالقة الفكرالاسلامى  ولد فى صعيد مصربمدينة أسيوط، ١٩٠٦ وهونفس عام مولد الامام حسن البنا، ولو لم يخرج من صعيد مصرغيره لكفاه شرفا كانت ولادته فى أسرة متدينة وعلى خلق  ميسورة الحال وأمه كانت صاحبة خلق قويم وإيمان بالله عز وجل شأن معظم سيدات الصعيد فهى  المدرسة الأولى التى يتلقى منها الفتيان الدرس الأول فى التدين والخلق وكان والده كريما سخيا محبا للفقراء منفقا على الأيتام ببزخ مما إضطره لبيع جزء  كبير من أملاكه وأرضه من أجل الفقراء عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم  ( أنا وكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كهاتينِ وجمَع بينَ السَّبَّابةِ والوسطى والسَّاعي على اليتيمِ والأرملةِ والمسكينِ كالمجاهدِ في سبيلِ اللهِ والصَّائمِ القائمِ لا يفتُر

الراوي:عائشة أم المؤمنين المحدث:الهيثمي المصدر:مجمع الزوائد الجزء أو الصفحة:8/163 حكم المحدث:فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات‏

 فكانت نشأة سيد قطب فى أسرة متدينة وصالحة وذات عقيدة إيمانية سليمة الفطرة وسخية فى العطاء  مما كان له اثر كبير فى تكوين شخصيته وكذلك نشأ  أخوه محمد قطب عملاقا من عمالقة الفكر الإسلامى فهو صاحب مؤلفات عديدة فى الفكرالاسلامى والعقيدة وله أختان    ترعرعا فى نفس البيئة الصالحة المفعمة بالإيمان هكذا نشأ سيد قطب محبا لوالديه بارا بهما وقد أثرا على شخصيته فشب صاحب شخصية شغوفة بالتطلع لكل مايدور حوله وقوية الطابع والتأثير حاد اللسان رغم أنه كان نحيف الجسد منذ الصغر ومن الأمور التى  أثرت تأثيرا جزريا فيه وغيرت مجرى حياته وبموت والده وقرة عينه وقدوته رحمة الله عليه  تطلع  للسفر الى القاهرة للعيش بها واكمال تعليمه وظل يحاول مع أمه التى لاتريدمفارقته حتى وافقت على سفره والعيش بها .

كانت هذه الأم الحنون من عائلة مرموقة ومتدينة تدينا كبيرا أيضا فزرعت فيه حب العلم كما زرع والده فيه حب الخير وطبعته بطابع حب مساعدة الناس والمحتاجين فاخذ الخيرين خيرالأب  وخيرالأم  وكان شغوفا بالعلم والمطالعة حاداللسان قوى الحجة حاضرالذهن فى الأمور التى يتعرض لها بسوق برهانه بقوة مؤثرا على مستمعيه من الناس  

وتسبب موت أمه المفاجىء فى سنة ١٩٤٠م على زيادة  همومه   ومرضه وساهم فى ذلك  ضعف بنيته ولاعجب فى  ذلك فأغلب أصحاب العقول المفكرة والمبدعون يتمتعون بنحافة الجسد وضعف البنية لأن الجهد العقلى يمتص غذاءه من بنيته وقد كان على نفس الوتيرة الإمام حسن البنا فمن يلقاه لا يصدق انه هذا الرجل هو الذى حرك العالم كله بدعوته وغيرخريطته فسبحان الله فأصحاب الفكر الذين يحملون هموم الامة لا يكونوا مشغولون بما ينشغل به العامة من ملأ  بطونهم واشباع   شهوات أجسادهم.

https://www.youtube.com/watch?v=cpUPgFWQsjM

   وام يكن سيد قطب  ملحدا قط فبيئته الصالحة أبت عليه هذا وأسرته المتدينة حالت بينه وبين الإلحاد إنما كان علمانيا لا ينكر وجود الله ولكنه كأى مسلم  يجد الدين منحصر فى العبادات مع الفقر الشديد لشعوب العالم الإسلامى والرضا بالدونية فى الحياة  بينما تموج دول العالم اللاإسلامى الصليبية والبوذية والشيوعية يحركات الإستقلال وتنتهى بالنجاح وتقضى على حكم الفرد وا لديكتاتوريات ثم تشق طريقها تجاه التقدم والرخاء بينما يرزخ المسلمين تحت حكم طواغيت يعيثون فى الأرض فسادا وبلادهم ينتشر فيها الدعارة والرشا وانعدام الضمير وقد ساهم الى حد كبير  فى صنع الطواغيت  فهذا الجهل والفقر والمرض  رسخ  هذا فيهم انتشار فكرة أنه القدر وهو من عند الله وانه يجب الصبر على الفقر والذل والعبودية وعدم مقاومة الحاكم الفاسد الطاغية والتى تروجه السلفية وهى الجماعات التى خرحت من تحت عباءة النظم العميلة التى تريد تدعيم حكم الطاغوت وفساده ونهبه  للثروات التى من حق الشعوب وانبطاحه  للنفوذ الصهيوصليبى باسم الدين مما جعل الدين الإسلامى يبدو وكأنه مسؤول عن كل هذا ولذلك   خرج من المسلمين  جماعة ينادون بالعلمانية ومنهم عملاق الأدب العربى  العقاد وعملاق الفكر الإسلامى سيد قطب الذى قالوا عنه

     أنه كان شيوعيا أى ملحدا لا يؤمن بالأديان أو وجود إله لينفض العامة من  حوله ولا يطلعوا على أفكاره وهذا من خبائث الإعلام الصهيومصرى ولكن  هذا يتنافى تماما مع نشأته فى بيت مؤمن وتربية أسرة صالحة مؤمنة درجت على الخلق والجود والإحسان على الفقراء ومساعدة الضعفاء .

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى