الأرشيف

المملكة العربية السعودية وذاكرة المصريين المثقوبة

تقرير بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف k

سمير يوسف

كم أنا أخجل منك يالله ..من يؤمن بك كثيرون ..ولكن أغلبهم أعدائك.. أرست لنا رسلك ومع كل منهم كتابا مقدسا يحتفظ كل منا بعدد لا بأس منهم فى بيته ..ننظفه دائما خوفا عليه من الأتربه ولا نقرأه , وعند المصائب والكوارث نتجه اليه لنقرأه ليل نهار حتى تنقشع ازماتنا . أصبحنا مصريون وسعوديو ن وسوريون وليبيون وتونسيون ويمنيون وعراقيون من أهل السنة والشيعة , وكلنا نكذب على بعضنا البعض, بل أيضا على أنفسنا وعلى بسطاء هذه الأمة.

البداية

تحية لشهداء الجيش المصرى من الضباط ،وصف الضباط ،والجنود

فى حرب اليمن وحرب 76 و73  

اما التضحية فهي رمز الفداء لتظل رايته خفاقة عالية ، وتبقي الشهادة اسمي درجات الفداء

في بداية الثورة اليمنية، في سبتمبر 1962، سافرت القوات المصرية إلى اليمن، ولم تكن تعرف شيئا عنها ولا عن طبيعتها أو طبيعة الحرب التي ستخوضها.. ولم تكن مستعدة لها، ولم تكن حربا بالشكل المفهوم بل كانت حرب عصابات كر وفر، وفتح الطرق التي تقطعها القبائل اليمنية ، أرسلت مصر سرية صاعقة ثم وصل العدد إلى “70” ألف مقاتل مصري في اليمن ، وحاربت القوات المصرية في اليمن أصنافا كثيرة من البشر، ومرتزقة من كل مكان في العالم، ولم تكن تعرف العدو من الصديق، وهل هذا يؤيد الجمهورية أم ضدها، وكانت طبيعة العدو الذي تقاتله القوات المصرية تتميز بالغدر والخيانة. بالإضافة إلى طبيعة الأرض وصعوبة التحرك عليها، خاصة المنطقة الجبلية التي كانت تعسكر بها القوات المصرية، وكثرة الأحجار الصخرية، وتأثيرها الخطير علي أحذية الجنود التي كانت تنتزع نعالها في مشوار واحد، فتصاب أقدام الجنود من الصخور وتدمي أصابعهم..

حرب اليمن

ومع قلة المياه وطول المسافة وخطورتها على موارد المياه في الوادي، واحتمال تلوثها بفعل العدو، وصعوبة وصول التعيينيات “الغذاء” الطازجة من “صنعاء” إلي مواقع القوات، وإذا وصلت فمعظمها يصل تالفا،لأن الطقس في اليمن كان متقلبا بشدة، حيث البرد شديد ليلا ودوامات الأتربة الصاعدة إلي أعلي والحاملة لكل أتربة اليمن، وشدة الحرارة في الوديان، والبرودة القاسية في الجبال، وكان هذا يتطلب وفرة في البطاطين والملابس الصوفية ليلا، وملابس أخرى خفيفة نهارا.

وعلى مدار عامي 1963 و1964، تصاعدت حدة القتال في شمال اليمن، مستهكلة القوى العسكرية المصرية أكثر من أي وقت مضى، وساهم في تصعيد الأمور في اليمن ثلاثة عوامل، أولها، القدرة السعودية على إرسال المساعدات والأموال إلى رجال الإمام بدر على مدى الحدود المفتوحة اليمنية بشكل أسرع مما استطاع المصريون اعتراضه، وفي محاولة مصرية لمنع الإمدادات من الوصول لأنصار الإمام، دفعت مصر بقوة جوية كبيرة لليمن وباشرت بغارات جوية على الأراضي السعودية في الشمال وعلى محمية عدن الواقعة تحت الحكم البريطاني في الجنوب.

قتلى-المصريين-حرب-اليمن

في ربيع عام 1967، عبّر جمال عبد الناصر، عن أسفه للحرب التي خاضتها القاهرة في اليمن بقوله لسفير الولايات المتحدة في القاهرة بأن الحرب في اليمن أصبحت “فيتنام مصر”، وأوضح في وقت لاحق لمؤرخ مصري كيف تصاعد الصراع في اليمن ليخرج عن السيطرة بقوله “أرسلت سرية إلى اليمن وانتهت الأمور بإرسال 70.000 جندي لتعزيزها“.

على مدار الحرب الأهلية اليمنية التي استمرت لخمس سنوات 1962 حتى 1967، خسر عبد الناصر أكثر من 20.000 جندي وأهدر مليارات الدولارات، ووضع نفسه في مأزق دبلوماسي كان السبيل الوحيد للخروج منه هو الحرب مع إسرائيل، وكما أدرك ناصر – متأخرًا – في نهاية الحرب، كانت اليمن بالنسبة لمصر مثل فيتنام بالنسبة للولايات المتحدة، أو أفغانستان بالنسبة للاتحاد السوفييتي، أو الجزائر بالنسبة لفرنسا، أو لبنان بالنسبة لإسرائيل

في أغسطس 1967، استدعى عبد الناصر  15 ألف جندي لتعويض الجنود الذين فُقدوا في حرب ذلك العام مع إسرائيل. 

وفي مؤتمر القمة العربية بالخرطوم، الذي عُقد بعد الحرب، أعلنت مصر أنها مستعدة لسحب قواتها من اليمن، واقترح وزير الخارجية المصري محمود رياض إعادة إحياء اتفاق جدة لعام 1965، وقبل الملك فيصل الاقتراح، ووعد بإرسال قواته للقتال مع مصر ضد إسرائيل. ووقع عبد الناصر والملك فيصل اتفاقية تنص على سحب القوات المصرية من اليمن، ووقف المساعدات السعودية للملكيين، وإرسال مراقبين من ثلاث دول عربية محايدة، هي العراق والسودان والمغرب.

ورفض السلال الاتفاق واتهم عبد الناصر بخيانته، وأعادت مصر ممتلكات سعودية بقيمة 100 مليون دولار، كانت جمدتها سابقاً، وتراجعت السعودية عن تأميم 3 مصارف مملوكة لمصريين.

عبد-الله-السلال

فيتنام مصر

يشير المؤرخون العسكريون المصريون إلى حرب اليمن باعتبارها “فيتنام مصر”. وكتب المؤرخ الإسرائيلي ميخائيل أورين أن “مغامرة” مصر العسكرية في اليمن كانت كارثة، لدرجة أنه “يمكن مقارنتها بحرب فيتنام”. وبحلول عام 1967، كان هناك 70,000 جنديًا مصريًا مرابطًا في اليمن، من ضمنهم الوحدات الأكثر خبرة وتدريبًا وتجهيزًا في كل القوات المسلحة المصرية. وبالرغم من قتالهم العنيد ضد الفصائل الملكية، إلا أن غيابهم عن أرض الوطن خلف فجوة في الدفاعات المصرية. وأثر ذلك كثيرًا على مصر خلال حرب يونيو 1967.

ليس هناك اتفاق رسمي على عدد الذين سقطوا من الجنود المصريين في تلك الحرب ففي حين يرى وجيه أبو ذكري الذي كان يشغل منصب- رئيس قسم الشؤون العربية بمجلة آخر ساعة- في كتابه “الزهور تدفن في اليمن” أنهم كانوا عشرين ألف شهيد، وترى مصادر أخرى أنها بين 20000 إلى 25000 جندي .

عبد-الناصر-والملك-فيصل

السعودية عدو الأمس وحليف اليوم

المفارقة الساخرة تكمن في أن السعودية التي تحاول حاليًا تشكيل محور سني، تقوم بتشكيله مع مصر حليف اليوم وعدو البارحة، بمواجهة إيران عدو اليوم وحليف البارحة، وهذا الواقع الغريب يتطلب منّا تجنب صب الصراع الحالي في اليمن ضمن القالب الطائفي البحت ؛ ففي الستينيات، بحث الملك فيصل عن مصدر شرعية من شأنه أن يساعده على منافسة غريمه الزعيم الكارزمي الشعبوي العروبي عبد الناصر، وهنا كان الدين خيارًا مناسبًا، فالسعودية تحتضن وترعى الأماكن المقدسة الإسلامية، وهي بذلك تستطيع اتهام ناصر الاشتراكي العربي بتهمة المعصية والإلحاد، وحليف الملك فيصل في النضال ضد ناصر، الشاه الإيراني، تبادل مع فيصل إيمانه الإسلامي، رغم أنه لم يبادله إيمانه الطائفي.

في ذاك الوقت لم تقف الخلافات الطائفية كعائق في طريق تحالف ودعم الرياض للمعارضين من الطائفة الزيدية الشيعية، ولكن اليوم، بطبيعة الحال، السعوديون يحاربون هذه القبائل ذاتها، ليس لأنهم شيعة، ولكن لتواطئهم مع القوة المعادية التي تهدد بالإخلال بميزان القوى الإقليمي، وبذات الدرجة، لا يمكننا إلا أن نشير إلى هشاشة الالتزام الطائفي الإيراني في اليمن، ففي الوقت الذي تقوم فيه إيران بدعم الحوثيين الذين ينتمون إلى أحد الفرق الشيعية (الزيدية)، تعمل أيضًا على دعم العناصر السنية في اليمن الذين اختاروا التماشي مع الحوثيين وهم أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح (الشيعي)، ومن المهم أيضًا أن ندرك أن الهوية الدينية في اليمن هي أكثر ليونة مما هي عليه في أجزاء أخرى من العالم العربي، والانقسامات بين الفروع المختلفة للسنة والشيعة هناك هي أقل قسوة مما هي عليه في العراق على سبيل المثال.

الحرب في اليمن لم تعمل على تسميم مكانة عبد الناصر الدولية فحسب، إنما كانت أيضًا تهدد بزعزعة الاستقرار في مصر، فنتيجة لاستمرار الحرب وطول أمدها، تدهور الوضع الاقتصادي في مصر من السيء إلى الأسوء، مؤججًا بذلك السخط المحلي إلى مستويات خطيرة، ومشعلًا فتيل انتقادات متزايدة تعالت داخل العالم العربي لتلقي بظلالها على سمعة عبد الناصر، وفي مايو 1967، حاول ناصر القيام بمناورة من أجل حل جميع هذه المشاكل، وذلك عن طريق تحويل انتباه العالم نحو الشمال، حيث سار بجيشه إلى صحراء سيناء في وضح النهار، مختلقًا بذلك أزمة دولية نجم عنها حرب الأيام الستة مع إسرائيل، وكانت النتيجة هزيمة كارثية للجيش المصري، أجبرت ناصر على سحب قواته من اليمن، بحيث بدى حينها أن إسرائيل قدمت خدمة جليلة للنصر السعودي في اليمن.

حقائق وأدلة

قامت السعودية ومعها بريطانيا وبعض الدول الأخرى بمساندة قوات الإمام المناهضة لثورة اليمن والتي تصدت للقوات المصرية بشراسة ، حيث  نشرت الوثائق البريطانية التي صدرت منذ عدة سنوات عن المساعدات التي قدمتها بريطانيا للقوات اليمنية المناهضة للثورة والقوات المصرية وذلك بالأموال والأسلحة والتدريب والعتاد حتى لا تتحول اليمن إلي موطأ قدم للأنظمة الثورية التابعة لعبد الناصر والتي كانت تهدد النفوذ الأوربي والأمريكي في منطقة الخليج.

اسرائيل تكشف اوراق اللعبة وتحالفها مع آل سعود

بعد أكثر من نصف قرن، تحدثت إسرائيل عن دورها العسكري واللوجستي في الحرب الأهلية اليمنية عام 1962، إلى جانب أصدقاء السعودية والأردن من الملكيين اليمنيين، ضد ثوار اليمن والتدخل العسكري المصري بقيادة الراحل جمال عبد الناصر. فكم سيمرّ من وقت كي تكشف إسرائيل عن دور لها في الحرب الدائرة حالياً في اليمن؟

وتحت عنوان «عدو عدوي صديقي»، نشرت «هآرتس» تقريراً طويلاً عن التدخل الإسرائيلي في ما سمّته «حرب اليمن الأولى» ما بين 1962 و1967. واستندت الصحيفة إلى المعلومات التي تضمنها الأرشيف الإسرائيلي الذي سمح بنشر مواد منه قبل سنوات. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن التدخل الإسرائيلي في اليمن، رغم كتمان الأمر لما يزيد على نصف قرن.

الدعم السعودى الأردنى ضد الجيش المصرى والذى تسبب فى قتل عشرات الآلاف من الجنود المصريين

وكشفت «هآرتس» أن التدخل العسكري لتل أبيب جاء نتيجة لقرار الحكومة الإسرائيلية، تلبية لطلب بريطاني خاص، بعد أن تلقت «موافقة من الدول المعتدلة في المنطقة»، التي وقفت في حينه في وجه التدخل العسكري المصري، في إشارة منها إلى السعودية والأردن.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل التي كانت تواجه في حينه تحديات متتالية من «جيرانها»، استجابت فوراً للطلب البريطاني، خاصة أنها كانت تخشى أن يتسبب التدخل العسكري المصري في اليمن بتوحيد العرب ضدها بقيادة مصرية. وجاء التدخل على شاكلة إمدادات وشحنات سلاح وأعتدة ومواد طبية، نقلتها الطائرات الحربية الإسرائيلية مباشرة إلى أرض المعركة في وسط اليمن، و«هي لم تقتصر فقط على شحنة واحدة، بل على 13 عملية إنزال كبيرة، نقلت بواسطتها أنواع من الدعم اللوجستي» إلى القوات الموالية للملكية في اليمن.

التدخل العسكري لتل أبيب في اليمن جاء تلبية لطلب بريطاني خاص 

 وتروي «هآرتس» أن أولى رحلات الإمداد العسكري إلى اليمن كانت بتاريخ 31 آذار 1964 وانطلقت من إسرائيل لتصل سماء اليمن بعد منتصف الليل، وقد خرقت طائرة النقل الإسرائيلية بقيادة «ايريا عوز» الأجواء متجاوزة المعسكرات التابعة للجيش المصري في الميدان، إلى أن حطّت في شمال البلاد، لتنزل حمولتها المتكوّنة من عشرات الحاويات المحمّلة بالأسلحة والذخيرة والإمدادات الطبية «وطوال العامين المقبلين، واصلت الشحنات عملها بانتظام باتجاه اليمن».

اعلام-عبدالناصر-الكاذب

ومع إفلاس مصر عقب نكسة يونيو، اضطر عبد الناصر للانسحاب من اليمن مقابل تعهد الملك فيصل بتقديم المساعدات المالية للدول المتضررة من الحرب مع إسرائيل، هذه الصفقة التي تم الاتفاق عليها في أغسطس من عام 1967 في قمة جامعة الدول العربية في الخرطوم – المشهورة بقمة اللاءات الثلاث – كانت رمزًا لانتقال السلطة من القاهرة إلى الرياض بعيد الحرب في اليمن، حيث لاقت الناصرية حينها أفول نجمها.

استراتيجية السعودية لـضرب”الربيع العربى السنى

في مصر، مول السعوديون بالمليارات خطة الإطاحة العسكرية بأول حكومة منتخبة في البلاد ديمقراطيا وقامت قناة العريية الممولة من آل سعود، ليل نهار بمهاجمة الرئيس مرسى حتى ان القناة وجدت شبيها للرئيس المنتخب واستضافته لديها

شاهد الفيديو والذى دفع للرجل اموال طائلة وتم تدريبه :

https://www.youtube.com/watch?v=IIhJDinWsMc

شبيه الرئيس مرسي على قناة العربية

طامح مجتهد أبو ظبي ينشر معلومات عن انقلاب مصر ويكشف خيوط المؤامرة وبنود اتفاق السعودية والإمارات والانقلابيين:

الدور الذي لعبته السعودية والامارات في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي الذي تم يوم الثالث من تموز/ يوليو الماضي، حيث تبين يبدو أنه لولا دور المملكة ومعها الامارات لما وقع الانقلاب أصلاً، وربما لم يكن بوارد الجيش القيام بهذا الانقلاب لولا أنه تلقى ضغوطاً من السعودية والامارات.

وبحسب المعلومات التي افاد بها مصدر مطلع في جبهة الانقاذ المصرية، فان كلاً من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، والأمير السعودي بندر بن سلطان هما اللذان هندسا الانقلاب وخططا له منذ أواخر العام الماضي، فيما تولت دولة الامارات عملية التمويل.

اسرار اجتماعات العقبة

اجتماعات سرّية احتضنتها مدينة العقبة الأردنية/ جنوب البلاد/ مؤخرا، وحضرها داعمو الانقلاب العسكري في مصر، وهم ملك الأردن عبدالله الثاني والأمير السعودي بندر بن سلطان بالإضافة إلى ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومدير المخابرات المصرية محمد تهامي، كما شارك فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال المصدر ان الشيخ محمد بن زايد قال في اواخر العام الماضي أمام عدد من الحضور، وبينهم مصريون: “سنتكفل باسقاط مرسي حتى لو كلفنا الامر أكثر من موازنة أبوظبي ذاتها”، ثم يشير المصدر الى أن ما يؤكد هذه العبارة التي نقلت عن الشيخ الاماراتي أن ملايين الدراهم الاماراتية تدفقت على مصر منذ بداية العام الحالي، من بينها مبالغ ضخمة حصلت عليها قنوات فضائية وصحفيون ومعارضون، اضافة الى حركة “تمرد” الذي يقول المصدر انه تم تمويلها بالكامل من دولة الامارات.

وبحسب المعلومات فان السيسي أدار فريقاً متكاملاً  لتنفيذ الانقلاب الذي تم التخطيط له في أبوظبي والرياض، ولم يكن السيسي وحده كما يعتقد البعض.

ففي التفاصيل، كان الشيخ محمد بن زايد على اتصال يومي وسري جداً برجلين في مصر، الأول هو الفريق السيسي ذاته، أما الثاني فهو صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذي يبدو انه لعب دوراً مهماً في الترتيب للانقلاب وتنفيذ الخطة المعدة سلفاً في الخارج.

أما الرجل الثالث الذي يبدو انه لعب دوراً مهماً ومفصلياً الى جانب السيسي وصبحي فهو الفريق طيار يونس السيد حامد، وهو قائد القوات الجوية المصرية، وأوكلت له مهمة التأمين والحماية، وهو الذي ربما يكون قد اتخذ لاحقاً قراراً بارتكاب مذبحة الحرس الجمهوري خوفاً من نجاح المتظاهرين في تهريب الرئيس مرسي.

اما بقية الأعضاء في فريق الانقلاب فهم: قائد القوات البحرية أسامة أحمد الجندي، اضافة الى الفريق أركان عبد المنعم ابراهيم، واللواء أركان حرب توحيد توفيق وهو الذي أوكلت له مهمة السيطرة على التلفزيون ووسائل الاعلام وبعض المواقع الحساسة، وهو الذي يتحمل مسؤولية اغلاق القنوات التلفزيونية واعتقال عدد من الصحفيين خاصة العاملين في “مصر 25”.

أما اللواء محمد حجازي مدير المخابرات الحربية فقد اوكلت له مهمة القاء القبض على الرئيس المنتخب محمد مرسي، اضافة الى اللواء اركان حرب أحمد ابو الدهب الذي يتولى ادارة الشؤون المعنوية في الجيش المصري.

تلقى هؤلاء الضباط الكبار مبالغ بملايين الدولارات من الشيخ محمد بن زايد، وأوكلت لكل من عبد المنعم ابراهيم وأحمد أبو الدهب مهمة توزيع هذه الأموال، فيما بينهم أولاً، وعلى الضباط الذين يتطلب الأمر شراء ذممهم، وقد دفعت دولة الامارات مبلغاً ضخماً لتأمين الجيش واسكات اي معارض في صفوفه لخطة الانقلاب.

بحسب المعلومات فان اثنين من كبار ضباط الجيش المصري رفضا الانقلاب، الأول هو اللواء أحمد وصفي وهو الذي تعرض لاحقاً لمحاولة اغتيال في مدينة سيناء، لكنه تم إسكاته، بل وظهر لاحقاً لوسائل الاعلام ينفي أنه يعارض الانقلاب، أما المعارض الثاني فهو قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أسامة عسكر الذي لا يبدو انه استطاع تغيير شيء من الخطة التي وافق عليها الجميع، وربما يكون قد صمت خوفاً على حياته.

وعود بدعم إقتصادى غير منظور

تلقى السيسي وعوداً منذ شهر أيار/ مايو الماضي من كل من الشيخ محمد بن زايد، والامير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودية، قالوا له ان مصر ستحصل على مليارات الدولارات من أجل انعاش الاقتصاد، وهو ما تم فعلاً فور الاعلان عن الانقلاب حيث تدفقت المليارات من الامارات والسعودية والكويت في آن واحد.

وبحسب الفكرة التي كان يطرحها بندر بن سلطان ومحمد بن زايد فان انعاش الاقتصاد المصري وتدفق المليارات الخليجية ستدعم النظام الجديد وتجعل عوام المصريين يتمسكون بالانقلاب، حيث أن الملايين من المصريين -كما قال بندر في احدى مكالماته مع السيسي- أصبحت متعبة من سوء الأوضاع الاقتصادية واي آمال بانعاشها ستؤدي فوراً الى تأييد للنظام الجديد.

خلية أزمة تعمل على مدار الساعة

في الوقت الذي كان فيه السيسي وصدقي صبحي يتلقيان اتصالاً هاتفياً يومياً من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فان “خلية أزمة” كانت تعمل على مدار الساعة في ابوظبي، ترصد ما يجري في مصر، وتخطط وتصدر التوجيهات، كان الشيخ محمد بن زايد يرأس هذه الخلية التي تضم في عضويتها كل من الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان الذي يتولى شؤون الأمن في البلاد، اضافة الى عضوية كل من المرشح المصري السابق للانتخابات أحمد شفيق، وكذلك القيادي الفلسطيني المطرود من حركة فتح محمد دحلان، وهو أيضاً خبير أمني وشغل سابقاً مناصب أمنية مهمة في السلطة الفلسطينية.

الخلية كانت تجتمع يومياً، والأهم أن أجهزة الأمن الاماراتية كانت طوال تلك الفترة تعتقل مصريين بين الحين والآخر من أجل الحصول على اية معلومات خاصة قد لا تكون متداولة في وسائل الاعلام، خاصة ما يتعلق بتحركات الإسلام السنى السياسى.

خلية الازمة”السعودية الاماراتية كانت على اتصال يومي ايضاً برجلين في السعودية، هما: الأمير بندر بن سلطان الذي يوصف بأنه رجل المخابرات الأمريكية في المنطقة، والثاني هو الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي.

خطط السعودية والإمارات الجهنمية

بدأ العمل بصورة رسمية للانقلاب على مرسي في تشرين ثاني/ نوفمبر 2012، اي قبل تسعة شهور من الاطاحة به، كانت الفكرة تقوم على “شيطنة الاخوان” اولاً، وافشال الرئيس ثانياً، ما سيؤدي حتماً بململة ضده وضد الاخوان في الشارع المصري، عندها يتم استخدام المعارضة من أجل تحريك الشارع، ثم ينزل الجيش فوراً لاستلام السلطة، واظهار انه انقلب لانقاذ البلاد، وليس لاسقاط الرئيس المنتخب.

من أجل تحقيق هذه الأهداف ضخت أبوظبي مليارات الدولارات في قنوات فضائية مصرية، أهمها”- قناة أون تي في، وسي بي سي، ودريم، والمحور، فيما تلقى عدد من الصحفيين والمنتجين العاملين في التلفزيون الرسمي مبالغ ضخمة فتحولت كل وسائل الاعلام الى اتجاه واحد، وهو الحديث عن فشل الرئيس و”شيطنة الاخوان” واقناع المشاهد بأن “مرسي أسوأ من مبارك.

أوكلت مهمة التعاطي مع وسائل الاعلام والدفع لها لأحمد شفيق، وهو ما يفسر كيف أصبح بين عشية وضحاها ملاكاً، بينما اصبح مرسي شيطاناً.

في هذه الأثناء كان محمد دحلان قد تولى مهمة ادارة وتمويل خلية مسلحة في سيناء، لإستهداف الجنود المصريين والشرطة وافتعال المشاكل، بما يؤلب القبائل العربية على الدولة المصرية، بينما تتلقف القنوات الممولة سعوديا واماراتياً هذه الأخبار لتوظيفها في أن “مرسي فاشل.

بين هذا وذاك تمكن الأمن الاماراتي والسعودي من الوصول الى مسؤولين كبار في الدولة، خاصة في قطاع الكهرباء، دفعوا لهم أموالاً، لتعمد قطع الخدمة عن المصريين، وبالتالي يتم استثمار الأمر بالتأليب على الرئيس والاخوان.

في شهر يناير من العام الحالي ابلغ السيسي بتكثيف أنشطته، وحضور تدريبات مع الجيش والتواصل مع المجتمع، فحل ضيفاً على العديد من الحفلات والمناسبات، كان أهمها في شهر أيار/ مايو الماضي، عندما اجتمع السيسي في سيناء بممثلين عن كل القوى السياسية في البلاد، وكذلك الفنانين والصحفيين والكتاب على هامش احتفال في سيناء، لكن الاخوان لم يحضروا لأنهم لم توجه لهم الدعوة.. كانت الرسالة في حينها واضحة.. لكن الاخوان لم يفهموها.

كان قرار الانقلاب قد تم، وكان المكلفون قد قبضوا الثمن، وكانت المعارضة قد دعت الى احتجاجات 30 يونيو، وفي الاحتفال وقف السيسي مخاطباً الجميع: “الايد التي تمتد لكم سنقطعها”.. تعهد بحماية معارضي الرئيس مرسي، مشجعاً اياهم على النزول للشارع ومنتظراً يوم الثلاثين من يونيو على أحر من الجمر.

هذا التقرير هو البداية ومازل هناك الكثير لإنعاش ذاكرة المصريين المثقوبة 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى