آخر الأخبار

المناطق الريفية تهدد شعبية ترامب.. صحيفة: انتشار كورونا وتردّي البنية الصحية يدفعهم لعقابه في الانتخابات

قال تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، إن الرئيس دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لولاية ثانية في الانتخابات الأمريكية القادمة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، يواجه تهديداً حقيقياً، بسبب تراجع شعبيته وسط الجمهوريين، خاصة في الأماكن التي ينتشر فيها فيروس كورونا بنسب عالية، دون وجود إمكانيات صحية حقيقية.

التقرير الذي نُشر الثلاثاء، 16 يونيو/حزيران 2020، أوضح أن سكان المناطق الريفية، الذين يميل أغلبهم للحزب الجمهوري، والذين يعانون بالفعل من تردّي البنية التحتية الصحية وانخفاض ميزانية الصحة العامة أصبحوا أكثر عرضة لخطر انتشار “كوفيد-19″، في وقت تسبَّب فيه ارتفاع البطالة في خسارة الملايين تأميناتهم الصحية، وهي مؤشرات على أن شعبية ترامب في هذه المناطق ستنخفض، كإجراء عقابي له.

كورونا والعنصرية: برز في الشهور الأولى لانتشار الجائحة انقسام حزبي وُثِّق جيداً في الموقف من فيروس كورونا المستجد. إذ كان الرجال من الحزب الجمهوري أقل ميلاً لارتداء الأقنعة الواقية مقارنةً بغيرهم، إلى جانب أنَّ الجمهوريين عموماً كانوا أكثر ميلاً للقول إنَّ ولاياتهم تتحرك ببطء شديد نحو استئناف النشاط الاقتصادي.      

يُعزى هذا التباين إلى عوامل، منها دعمهم لترامب، الذي استهان بخطر فيروس كورونا المستجد، وحتى الاختلافات الجندرية في السلوكيات المتعلقة بالصحة. 

في هذا السياق، قال ليوني هدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستوني بروك بنيويورك، إنَّ رسالة ترامب لداعميه عن التقليل من خطر الفيروس كانت تحمل مضموناً عنصرياً. 

أوضح هدي: “هناك بين السطور نوع من الغمز والإيماءات عن حقيقة أنَّ المجتمع الأمريكي من أصول إفريقية كان الأشد تأثراً. وكان هناك شيء مثل: “ربما نحن بخير”؛ لأنَّ داعمي ترامب أغلبهم من البيض”.     

كما أضاف: “ترامب لن يقول ذلك صراحةً، هذا مبالغ فيه جداً حتى بالنسبة له، لكنه بارع في التلميح بهذه الأشياء”. 

الريف أكثر تهديداً: يُذكر أنه في المراحل الأولى للجائحة بلغ معدل الأمريكيين من أصول إفريقية، الذين توفوا جرّاء “كوفيد-19″، 3 أضعاف الأمريكيين البيض، وذلك وفقاً لإحصائيات جمعها فريق باحثين APM Research Lab غير الحزبي.

وفقاً لتحليل أجرته صحيفة The New York Times، لم تسجل المقاطعات التي فاز فيها ترامب في 2016 سوى نسبة 21% من الوفيات الناجمة عن “كوفيد-19” حتى أواخر مايو/أيار.   

لكن حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد ترتفع سريعاً حالياً في بعض المناطق الريفية والضواحي التي تدعم ترامب بقوة.

 إذ تشهد ولايات أريزونا وساوث كارولينا وفلوريدا وأركنساس قفزة في معدلات الإصابة، وفي تكساس ارتفع عدد الحالات الخطيرة التي بحاجة للإيداع في المستشفى بنسبة 42% منذ “يوم الذكرى”.   

ويعني النقص النسبي في البنية التحتية الصحية في أجزاء من المناطق الريفية الأمريكية والضرر الاقتصادي الناجم عن عمليات الإغلاق المرتبطة بـ”كوفيد-19″، أنَّ المجتمعات الضعيفة يمكن أن تغرق أمام موجات الإصابات. 

أزمة التأمين الصحي: وفقاً لدراسة أجريت في عام 2018، فإنَّ الناخبين الريفيين من كبار السن في الولايات التي يقودها الجمهوريون، والتي رفضت توسيع برنامج المساعدات الطبية بموجب قانون حماية المرضى والرعاية بأسعار معقولة، أكثر افتقاراً إلى التأمين الصحي من الفقراء في المناطق الحضرية.

يكون سكان المناطق الريفية عادةً أكبر سناً وأكثر أمرضاً من نظرائهم في المناطق الحضرية، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ويضطرون لقطع مسافات سفر أطول للوصول إلى الرعاية التخصصية والطوارئ. 

تُوزَّع أسرّة وحدات العناية المركزة اللازمة لوضع حالات “كوفيد-19” الحرجة على أجهزة التنفس الاصطناعي توزيعاً غير متساوٍ في جميع أنحاء البلاد.

يمكن أن يعتمد الجمهوريون أكثر من غيرهم على برامج الرعاية الاجتماعية، لكنهم في الوقت نفسه يعارضون مثل هذه البرامج، بسبب التصورات غير الدقيقة حول مَن المستفيد من هذه البرامج، وهي تصورات تستند إلى تمييز عرقي، على حد قول هدي.

في هذا السياق يقول هدي: “أعتقد أنَّ الناس الذين يعيشون في بعض هذه المناطق سيندهشون عند معرفة أنَّ مناطقهم هي متلقٍ كبير للتحويلات الفيدرالية من ولايات ديمقراطية أكثر من ولايات جمهورية. أعتقد أنها ستكون معلومات مفاجئة لهم، لكن هذه هي الحقيقة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى