ثقافة وادب

المندي والمظبي والمسكوف والحنيذ.. ما الفرق بين هذه الأطباق العربية؟

اشكَّ بأن تنوع الأطباق الشعبية من مشرق الوطن العربي إلى مغربه وتميزها بطرق تحضير فريدة من نوعها، جعلت هذه الأطباق من المطبخ العربي واحداً من أغنى المطابخ في العالم.

هناك الكثير من تلك الأطباق التي تشتهر في الوطن العربي، ولكننا اليوم سنتحدث تحديداً عن تلك الأطباق التي تُحضّر بالطرق المميزة كالدفن تحت الأرض والشواء فوق الأحجار الناعمة.

هل أنتم جاهزون لهذه الرحلة القصيرة التي على الأغلب ستشعركم بالجوع بعد انتهائها؟

يعتبر المندي أحد أشهر المأكولات الشعبية التي تعود أصولها إلى شبه الجزيرة العربية وتحديداً إلى منطقة حضر موت اليمنية والتي انتشر الطبق منها إلى دول الخليج وباقي الدول العربية.

ويتم تحضير المندي عبر وضعه في برميل مقسم لجزئين يفصل بينهما شبك، حيث يوضع في الطبقة السفلى الأرز واللحم في الطبقة العليا.

ويتم تغطية البرميل ودفنه في حفرة تحت الأرض يكون فيها الجمر ومن ثم نغلق الحفرة بشكل جيد لمنع دخول الهواء و نترك اللحم يستوي من شدة الحرارة.

السر في لذة هذه الأكلة هو أنّ اللحم يكون موضوعاً على شبكة موجودة فوق الأرز وبالتالي فإن كل الدهن الذي سيذوب من اللحم سينزل إلى الأرز وهو ما سيعطي الطبق طعماً لا تستطيع تخيله.

الحنيذ هو من أشهر الأكلات الخليجية الشعبية، ومن أقدم الوجبات في تاريخ جزيرة العرب، ويُطبخ عادةً في إقليم تهامة وأجزاء من اليمن والسراة.

ويتم إعداده عبر إشعال حطب داخل حفرة في الأرض أو باستخدام التنور المعروف في بعض المناطق باسم “الميفا” وعند تحوله إلى جمر يوضع نبات المرخ على الجمر ثم يوضع اللحم فوقه ويغطى.

ثم يتم وضع غطاء قبل ردم التنور أو الحفرة لمنع دخول الهواء مما يتسبب في انطفاء النار وبقاء الحرارة الشديدة فينضج الطعام عن طريق الحرارة العالية.

 ويجب التأكد بأنه لا يوجد أي متنفس لدخول الهواء حتى لا يساعد على اشتعال النار واحتراق الطعام.

ويختلط الأمر على الكثيرين الذين لايعرفون التفريق بين الحنيذ والمندي لأن الفرق بسيط جداً وهو أن الحنيذ يطهى مثلما قلنا على الحطب داخل التنور ويتم وضع أعواد نبات المرخ تحته، بينما المندي فيوضع داخل براميل تحت الأرض.

يعتبر هذا الطبق من أقدم الأكلات المشهورة في دول الخليج، خاصة في اليمن وعُمان، ويقال له المظبي بينما تهجئته الصحيحة هي المضبي إذ يقال ضبته الشمس أي شوته.

ويتكون المضبي من اللحم الذي يطبخ فوق الأحجار أو الحصى الساخنة التي تستمد سخونتها من مصدر حرارة يكون موضوعاً أسفلها. 

يتم تتبيل المضبي بتبلة خاصة ويقدم فوق طبق من الأرز مع العسل والطحينة والخبز العربي.

يعتبر طبق سمك المسكوف أحد أشهر الأطباق العراقية، إذ تراه موجوداً على قوائم غالبية المطاعم العراقية كما أنّ مواقد شوائه متواجدة في غالبية الأسواق.

يتم شق سمك المسكوف من ظهره وتنظيفه وتتبيله ببهارات خاصة غالباً ماتكون مكونة من الفلفل الأسود وصلصلة الطماطم والشطة الحارة.

ويتم وضع السمك في شوايات معدنية تصف على حواف الموقد المشتعل بخشب الصندل والصفصاف، وتترك هكذا لتستوي بحرارة الموقد وليس بناره.

عندما نقول طبق البرياني، فكأننا نقول طبق “تيكا ماسالا أو الكاري” في الهند واللذين يحظيان بشعبية عالمية، بل وحتى يكاد البرياني يتجاوزهما في شهرته.

يتكون البرياني من الأرز والبهارات المخلوطة مع الخضار واللحم، ويتم تحضيره بعد تتبيل اللحم مع الليمون والبهارات وشويها أو طهيها على النار مع صوص البندورة، ووضعها فوق الأرز المطبوخ بمرق الدجاج أو اللحم والمضاف إليه بعض أنواع الخضار والبهارات والكركم ليأخذ اللون الأصفر.

أما عن أصول هذا الطبق فتقول إحدى الروايات بحسب جريدة “الشرق الأوسط” إن اسم برياني هو اسم فارسي الأصل، إذ إنّ اللغة الفارسية كانت مستخدمة قديماً في مناطق الهند وشرق آسيا.

وتشير الرواية إلى أنّ الاسم برياني Biryani متدرج من اسم الأرز في اللغة الفارسية برنج – birinj، ولا يزال بعض السكان الأتراك والمسلمون في مقدونيا يطبخون طبقاً من الأرز والبهارات باللحم ويطلق عليه اسم بريان كما تشير الموسوعة الحرة.

في حين ترى الكاتبة البريطانية ليز كولينغهام في كتابها “حكاية من الطباخين والفاتحين”، أن الطبق نشأ نتيجة التزاوج بين أطباق الأرز الهندية التقليدية المحلية وطبق البيلاف – Pilaf وهو طبق محضر من الأرز والمرق والتوابل واللحم أو الخضار الإيراني في مطابخ المغول الملكية. وبمعنى آخر أن البرياني جاء من إيران عن طريق أفغانستان إلى الهند.

يعتبر المنسف أحد أشهر الأطباق في منطقة بلاد الشام والخليج، ولا يختلف اثنان على أنّ الأردن وفلسطين هما الأشهر بتحضير هذا الطبق.

إذ يتميز المنسف عن باقي أنواع المأكولات العربية بأنه لحمه يُطهى باللبن الرائب.

وعندما يقدم يتم نزعه عن اللبن ووضعه فوق الأرز الموضوع في طبق كبير يوجد بأسفله رغيف من خبز الشراك ومغطى بخبز الشراك أيضاً (الخبز الرقيق المخبوز على الصاج)، ويزين باللوز والصنوبر.

سر الطبق هو باللبن الرائب الذي طهي الخروف فيه والذي يدعى باسم “الجميد” الذي يعاد سكبه فوق اللحم والأرز.

وفي كثير من الأحيان يوضع رأس الخروف المطبوخ أيضاً وسط الطبق الذي يخصص للضيف الكبير و”علية القوم”.

ووفق موقع الجزيرة نت فإن للمنسف تاريخاً عريقاً يعود إلى عهد الملك ميشع المؤابي عام 147 قبل الميلاد مؤسس مدينة الكرك والموحد كما جاء في كتب التاريخ، لأنه وحّد مملكة ديبول مع مملكة مؤاب.

إذا عزمك أحدٌ على المنسف فعليك أن تعرف أنه من المعيب تناول المنسف باستخدام ملعقة أو شوكة، وإنما عليك تناوله باستخدام يديك.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى