الأرشيفتقارير وملفات

المهدى المنتظر بين الحقيقة والخرافة

بقلم الأديب الكاتب والمؤرخ الكبير 

عبدالفتاح المصرى k

الدكتور عبد الفتاح المصرى

دائما ما أجلس أمام التلفاز أثناء تناول طعامى فهى الفرصة الوحيدة أمامى لمشاهدة ما يدور فى العالم على هذه الشاشة الساحرة وغالبا لا أتردد إلا بين القنوات الوطنية التى تتحرى الحقيقة وعلى رأسهم قناة مكملين التى تدور فيها كثير من التحليلات الرائعة المبنية على حقائق غير مرهونة للشك .

وأثتاء مشاهداتى هذه إتصل بى أحد الأصدقاء ونبهنى إلى وجود المهدى المنتظر مع الإعلامى وائل الأبراشى فصعقت إذن  فهذه نهاية العالم وخاصة أن الأرض مُلئت ظلما وجورا ويجب أن التهم طعامى سريعا لأذهب بسرعة لمبايعة المهدى المنتظر وإلا فالويل لى فليس أمام الناس إلا أن تبايع المهدى أو الإنضمام للمسيخ الدجال وقد سماه المسلمون مسيخا لشكله القبيح حتى أنهم قالوا أن له عين واحدة والأخرى ممسوحة لايوجد لها محجر أى تجويف فى رأسه ورغم قبحه هذا سيتبعه خلق كثير ليس كقائد أو مهدى ولكن كإله رغم أن الله سبحانه وتعالى جميل مبرؤ من كل عيب ويحب الجمال لذلك خلق رسله وأنبياءه فى تمام  التكوين مبرئين من كل نقص ويتمتعون بجمال المظهر ووسامة الوجه ليقبل عليهم الناس ولكن المسيخ الدجال سيغوى الناس بالعجائب التى ستجرى على يديه وهذا يشبه تماما رجل يُدعى حكيما أو هاشما ظهر فى مرو عاصمة خراسان فى القرن الثامن الميلادى وبالتحديد سنة 775 ميلادية الموافقة 159 هجرية  وإدّعى الألوهية وأتى بالعجائب فتبعه أعداد كبيرة من الناس رغم أنه أعور وأفطس الأنف أصفر الوجه قبيح الشكل مما إضطره إلى  وضع قناع على وجهه  وكانوا يسألونه لماذا تضع قناعا على وجهك !!؟ فكان يقول لا يجوز للعباد ان يروا وجه إلههم مع أن أتباعه لا يستطيعون رفع وجوههم لينظروا إليه لأنه كان يسلط عليهم ضوء الشمس بمرايا معدنية كانت منتشرة فى هذا الوقت وتدخل فى شوار العرايس ونستطيع أن نتبين ضخامة أعدادهم من إستسلام ثلاثون ألفا بعد هزيمتهم للحرشى القائد العباسى  بشرط إعطائهم الأمان بعد أن طالت فترة الحصار الشديد على القلعة التى تحصنوا فيها  ,      

وبسرعة فتحت التلفاز وكلى لهفة لأشاهد المهدى المنتظر وكم كانت صدمتى حين رأيت فتى غرا غير ملتحى ويرتدى زى الأزهر وعمامة على الرأس لا تبدوا مناسبة على الوجه الصبيانى العابث الذى خلى تماما من الوقار وفوجئت بقوله انا المهدى المنتظر أنا محمد بن عبد الله إسمى يطابق إسم الرسول صلى الله عليه وسلم لقد عدد المؤرخون وكتاب السيرة  الصفات الظاهرية للمهدى المنتظر طبقا لما ورد فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( المهدي مني ؛ أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ) فأخذت اركز النظر عليه فإذا هو ليس أقنى الأنف وقال له أحد الحضور فى البرنامج ليس فيك صفة من الصفات المذكورة فى الحديث لا أنت أجلى الجبهة ولا اقنى الأنف فخلع عمامته ليثبت للحضور انه أجلى الجبهة ولكن منابت شعره كانت وافرةعلى مقدم رأسه وأمسك  بأنفه ليقول أنه اقنى فأسرع أحد الحاضرين فى البرنامج وقال له ليست هذه الأنف اقنى فاضطر أمام سحق إدعاءاته أن يقول   بأن أمه من آل البيت ويمتد نسبها إلى الحسين بن على ولكن أولاد البنات لا يعدون من آل البيت لأن نسبهم لأباء من غير آل البيت  كما أن المهدى المنتظر من الأولاد الذكور العصب للحسن وليس الحسين إذن تمكن الحضور من إسقاط دعواه بنفى تطابق مظهره على مظهر المهدى وعدم إستيفائه شرط النسب فبقيت مناقشة الظروف والزمن الذى يجب أن يظهر فيه المهدى المنتظر وقطع حبل المشاهدة رنين  التليفون قإذا بصديقى الظريف يقول  ضاحكا :لا تلق بالا ياصديقى لهذا الرجل الأفاق فالمهدى المنتظر موجود فتعجبت جدا وقلت له اين !!؟؟ قال فى السجن رهن القيود والمسيخ الدحال موجود الآن ويحكمنا قلت له هل أنت تمازحنى  فضحك ضحكة ذات مغزى وأغلق تليفونه هكذا صديقى دائما عندما يريد ان يمزح معى تتولد فكاهاته سريعا ويلقسها على مسامعى عن طريق الهاتف ولا ينتظر حتى نتقابل فى العمل.

1

جذبنى الحديث بشدة على الشاشة الفضية لطرافته وتابعته  بإهتمام شديد فإذا بى أستمع إلى أفاك  يميل إلى  اللغو ويسرع  لإسكات أى صوت يعبر عن الحقيقة ويفحمه بالأدلة   بأن يقوم أثناء حديث الحضور بالشوشرة عليه فلا نسمع مايقوله حتى لا يفضح  كذبه  فكلامه لا منطق فيه ولايرافقه أى دليل بل  يميل إلى إثارة  مسائل  ليست من صميم الدين والتى يكون فيها خلاف بين العلماء ويمكن للشرع التجاوز عنها  ولا يضير الإنسان أن يؤمن بها أو لا يؤمن فلدينا  فى التراث الشعبى الكثير من الأبطال الذين صنعهم الخيال الشعبى للتصدى للظلم أو محاربة الفساد أو طرد المعتدين بعد  قمع الثورات أى أن المجتمعات المقهورة لها أحلامها فى أن تعيش حياة حرة كريمة فتصنع الأمل لها بقرب مجيىء المخلص أو المهدى المنتظر وفى ثورة 25 يناير التى قامت ضد حكم الطغيان وجبروت العسكر وانتهت بقمعها وقتل شبابها وإغتصاب نسائها وإعتقال قادتها وزعمائها وتصفية العديد منهم داخل المعتقلات وخارجها خرجت لنا نبوءة بأن اردوغان المصرى سيظهر وسيقضى على النظام الفاسد العميل وأتباعه ويعيد الديموقراطية والإرادة الشعبية والشرعية وتناقل الناس فى مصر وفى خارجها أن أردوغان المصرى فى الطريق ليظهر .

الشيخ-المخبول-ميزو

وقد تستغل القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا فكرة المهدى المنتظر   لتبرر عدوانها على الشعوب الضعيفة لإحتلالها  ونهب ثرواتها وذلك بإقناع شعوبهم وجيوشهم بقدسية الحروب التى يخوضونها كما حدث فى الحروب الصليبية التى قامت حاملة لواء الصليب لقتل المسلمين والقضاء على الإسلام والتى دفعت الكنيسة جموع أقنان الأرض والعامة دفعا  لهذه الحروب بإشعال الحماس فيهم إنتقاما للرب الذى إدعت الكنيسة كذبا أن  المسلمين أهانوه وإندفعت الجموع دون أن تفكر كيف أهان  المسلمون المسيح وهو أصلا غير موجود!!؟ والنتيجة لهذا كله خروج مجموعة كبيرة من الأطفال أعلنوا انهم  ذاهبون ليحرروا قبرالمسيح من المسلمين والإنتقام  منهم لإهانته وما أن دخلوا إلى شرق أوروبا  حتى نال منهم التعب والجوع والعطش فتخطفهم بنو دينهم من القراصنة وباعوهم فى أسواق النخاسة رغم أنهم خرجوا بحسب العقيدة الصليبية فى مهمة مقدسة فشل فيها الكبار والفرسان  وهى تشبه ماتقوم به الآن عصابات الشرطة المصرية من خطف أطفال الشعب المصرى لتبيع أعضاءهم بالملايين .

وتعمل أمريكا التى تبنت فكرة المخلص والتى هى من أيدلوجيات الحزب الجمهورى أى الحزب الذى يتبنى الفكر الصليبى والتى أعلنها صريحة بضرورة القضاء على قوة المسلمين  من أجل  تمهبد الأرض للمُخلِّص ويرى أن الحزب الديموقراطى  أنه حزب ناعم  يستخدم  الدهاء  فى تنفيذ ذات المخطط  بالمؤامرات والإنقلابات لضرب الأنظمة الوطنية القائمة التى تدافع عن بلادها كما فعلت مع مصر فى عهد الدكتور مرسى ويرى الحزب الجمهورى أن الحزب الديموقراطى ماهو إلا حزب يدلع شعوب البلاد الضعيفة مما أطال أمد الصراع  وفترة بقائها وهو نفس ما جرى على لسان قائد الإنقلاب للدكتور باسم عودة وزير التموين الذى قام بتحسين مواد التموين بتخليصها من السموم مثل القمح والزيت فقال له : أنتم  تدلعون هذا الشعب كأنه محكوم على هذا الشعب أن يتناول السموم والنفايات ليظل مريضا للأبد  يخضع لما تجرى عليه أحكام النفوذ الصليبى وأيد هذا قوله فيما بعد :إن الفقراء أخطر على مصر من الفاسدين.

ميزو

 وقد تمكنت بريطانيا أن تقيم دولة آل سعود لضرب سلطة الخلافة العثمانبة فى دول الخليج  لكى تستطيع هى السيطرة عليه لأنه على الطريق إلى مستعمراتها فى شرق آسيا والذى نظر إليه الخمينى فيما بعد نظرة المتفهم لهذه السيطرة الصهيوصليبية التى تستعبد الشعوب الإسلامية  ورأى أن النزاع بين إيران والعرب فى صالح هذا النفوذ فإيران تصر على تسميته بالخليج الفارسى والعرب يصرون على تسميته بالخليج العربى رغم أن مؤرخينا طوال العصور الإسلامية كانت تطلق عليه بحر فارس فالناظر للخريطة يرى أن إيران تتمدد على الساحل الشرقى للخليح بالكامل بينما تحتل الدول العربية التى تدعى الآن دول الخليج  الساحل الغربى وعلم هذا الرجل أن الدول الصهيوصليبية تزرع المشاكل بين القوميات التى تُكوِّن كتلة المسلمين لكى يظل الصراع حيا بينها فلا تتحد أبدا لتكون صيدا سهلا للذئب الصليبى فحسم هذا الخلاف بأن أطلق عليه الخليج الإسلامى ولأهميته الإستراتيجية رأت بريطانيا أنه من الضرورى نزعه من يد الدولة العثمانية فجندت قبائل آل سعود لهذا الغرض ورضيت هذه القبائل أن تضرب دولة الخلافة التى تصدت للجيوش الصليبية وهزمتها بل إجتاحت شرق أوربا مما هدد نفوذ الكنائس النصرانية وهيمنتها على  شعوب أوربا فكان من الضرورى أن تقوم  السعودية بحكم تبعيتها  لبريطانيا وتبنيها لأيدلوجيتها وهى تمزيق دولة الخلافة العثمانية وإقامة إقطاعيات تكون فى قبضتها تعين عليها  نظار على هيئة رؤساء دول كموظفين يتقاضون منها رواتبهم  ليقوموا بإدارة شؤونها طبقا للإستراتيجية الصليبية ولكى تستطيع الإقطاعية السعودية تنفيذ هذه الإستراتيجية الصليبية كان لابد أن ترتدى رداء الدين لتتقبل الشعوب ماتقوم به  من مؤامرات ضد العالم العربى فقامت  بإنشاء جبهة تحمل عنوان له قدسيته عند المسلمين وهو السلفية  لإثارة الفتن فى المجتمعات الإسلامية مستغلة إختلاف الطوائف فى المسائل الفرعية الدينية التى لا يوجد فيها نص فى القرآن والسنة وإنما تركت لإجتهادات العلماء وتمكنت بهذه الجبهة من إثارة الفتن والقتل وإسالة الدماء مقابل الأموال التى تدفعها لهم السعودية كل عام ونرى  الفكرة  ذاتها فى بعث عقيدة المهدى المنتظر على غير الشروط التى تحدثت عنها مصادر الشرع وفى غير زمنه  .

ولم بخلو وقت من الأوقات من ظهور أحد مدعى النبوة  ويجتمع عليه أعداد كبير من الناس  بالرغم من تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم حبث قال : (إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون  كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي )  الراوي ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث أبو داود المصدر  سنن أبى داود الجزء أو الصفح   4252وبمجرد إنتقاله  صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى بدأ ظهور مدعى النبوة وبعضهم ظهر فى آخر حياته  صلى الله عليه وسلم وإستمر مدعو النبوة يترون واحدا فى إثر آخر بعضهم إدعى من ذاته  حيث ألقى الشيطان فى روعه أنه نبى أو مهدى والبعض الآخر أقامه النفوذ الصهيوصليبى  ومنهم هذا  الفتى الذى يدّعى أنه المهدى المنتظر لإثارة الفتن فى المجتمع المصرى بين من يؤمنون به ويؤيدونه وبين من يكذبونه  ولا يمكن أن يكون هذا الإدعاء من ذاته لأنه عضو سابق بالحزب الشيوعى الملحد الذى لا يؤمن أصلا  بالدين   مما يعنى أن هناك عناصر صهيونية  حركته  فهو يتحدث مرة كجماعة القرآنيين الذين لا يؤمنون إلا بما جاء به القرآن ولا يعتمدون على السنة الشريفة ولا يعترفون بما جاء فيها وبالذات كتابى الصحيحين للإمام البخارى ومسلم ولا يستخدمونهما فى تأويل القرآن أو تفسيره أو تفصيله ولذلك ركز هجومه عليهما بإتهامهما بالكذب رغم إجماع الأمة على صحتهما بعد القرآن الكريم  ويقول أنه لا يؤمن إلا ما يصدقه العقل وتحاشى القول انه لا يؤمن إلا بما يراه أويسمعه أويلمسه حتى لا يتهمه الناس بالشيوعية قصيرة النظر أو الإلحاد مُنْعدم الفكر مما دل على فراغ عقله من المعطيات الأساسية التى تقوم عليها الدنيا وهى المادة والروح فمنذ عطب جثمان لينين وأزاله المسؤولون سريعا من ضريحه الزجاجى الذى كان من خلاله يشاهده الناس  لكى يتمكنوا من إصلاح  ما لحقه من عطب  حتى بدأت تتسلل إلى الفكر الشيوعى المادى الإلحادى أشياء غريبة عليه تنبىء بوجود الروح حيث زعموا أنهم حنطوه بمواد الحفظ حتى يتم إكتشاف الروح لإدخالها فيه مرة أخرى ولا يدرون أن الروح لا يمكن البحث فيها عقليا ولا تخضع لمنطق المادة يقول الله تعالى : [   وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًالإسراء – الآية 85   ودعم هذا  ظهور الراهب راسبوتين ـ أى الفاجر الداعر ـ على مسرح الحباة الروسية وعلاقته بالقصر الملكى وقيامه بعلاج ابن القيصر الوحيد الذى سيتولى الحكم بعد أبيه بينما قصر الطب عن علاجه ولم يكن علاج راسبوتين بالأدوية أو بالمواد التى كانت شائعة فى ذلك العصر من حالات الصرع التى كانت تفاجئه والتى فسروها فى هذا الوقت بوجود الشياطين فى جسد الغلام وكان  يعود سريعا  إلى وعيه بمجرد نظر راسبوتين إليه وإصدار الأمر له بالتعافى والوقوف على قدمبه ولأن راسبوتين إرتكب حماقات كثيرة بسبب نهمه الجنسى بالتحرش بزوجات كبار قادة الدولة والجنرالات اللائى يسقطن بين يديه بلا وعى فإنه كان عرضة للتخلص منه باعتباره رأس الفساد الذى أدى لهزيمة روسيا فى الميدان أمام ألمانيا ولما قتله أحد الجنرالات قام القصر بدفنه وسط مظاهر التكريم بعد تحنيطه بمواد الحفظ فلما قامت الثورة البلشفية ضد قيصر روسيا  كان أول عمل قامت به هو التخلص من جثمان راسبوتين وهدم ضريحه فأحرقوه لتصعد منه سحابة منه على شكل راسبوتين إلى السماء أقسم كل من رآها أنه   راسبوتين فزاد يقين الناس ان هناك روح  لا تفنى بفناء الجسد وإعترفت بها أخيرا  الدوائر الفكرية الشيوعية التى كانت  تنكر دائما فكرة الغيب ولا ترى إلا عالم المادة ويدور عليها رحى فكرها  مما جعلها ترى أن الدين أفيون الشعوب لأن الشعوب  تلقى بفشلها وكسلها وتقاعسها والخوف من إكتشاف المجهول على التدين فقامت الشيوعية بالحجر عليه ولكن أفكارها بدأت تتزعزع عندما بدأت يلح عليها كثير من المسائل التى لم يجد الفكر الشيوعى إجابة عليها فكان هذا من ضمن العوامل لسقوطه وعادت روسيا إلى حضن المسيحية وبدأت الكنيسة تاخذ وضعها بعد ان كانت مهمشة ومكمم صوتها  وظهرت فيها كتابات عن عالم الروح والغيب  ومع ذلك ماذال الفكر الشيوعى قائم فى البلاد المتخلفة ومنها مصر  ليس لإيمان القائمين عليه بهذا الفكر ولكن لأنه صالح لنشر الإلحاد فى البلاد الإسلامية مما يسهل صناعة عملاء يقومون بخدمة النفوذ الصهيوصليبى عن طريق عمل أحزاب تسمى مرة بالشيوعية ومرة بالإشتراكية ومرة باليسارية لتكون عميلة لهذا النفوذ وتتعاون مع أدواته من النظم الإستبدادية العميلة وتساندها ورغم أن الشيوعية تعنى أن لا ملكية لأحد فالمالك الوحيد فى الفكر الشيوعى هو الدولة إلا أن من يرى مظاهر الشيوعية فى المجتمعات العربية والإسلامية تجد أن قياداتها من كبار الملاك ويساندون الطبقية وثرائها الفاحش وقد تمكنا من رصد  عمالتها من خلال مواقفها الفاضحة ضد الوطنية وتعريتها أمام الناس بإنحيازها للعدو الصهيونى فلو كانت أحزاب وطنية حقا كما إدعت لإعترضت على الإنقلاب مهما كان الدافع إليه لأنه ضد الديموقراطية وضد إرادة الشعب فالديموقراطية لا تبيح أبدا الإنقلاب ضد رئيس منتخب مهما كان وضعه.  

ومما يؤكد على عمالة هذا الدعى الملقب بميزو أنه أحد اعضاء هذا الحزب الشيوعى الإنتهازى الذى وكل  إليه مهام تقوم كلها على التشكيك فى  معتقدات المسلمين وتراثهم العظيم بإعتبارهم الأغلبية العظمى فى مصر ولكن من سوء حظهم لم يكن من السهل هدم الدين فى نفوس الشعب ولكن من الممكن أن  يشككوا فى جزئيلات من معتقداتهم وليس هذه الصعوبة بسبب اليقين ولكن بسبب العصبية الجارفة له بالر غم من إنتشار الأمية والجهل الدينى والسياسى وتدنى الجانب الدعائى للدين وخاصة بعد فراغ الساحة من جهابذة الدعوة الإسلامية برحيلهم عن دنيانا  أو هجرتهم خارج البلاد أو صمتهم تحت ضغط إرهاب النظام العسكرى الفاشى ولم يتبق من هؤلاء الدعاة إلا الغث  فإتسع المسرح لهذا الأفاق وأمثاله  ليسارع  فى القاء حججه دون أن يكون لديه دليل على صحتها أوإلتزام بآيات القرآن الكريم ولذلك مزقه العلماء شر ممزق فلم يستطع أن يبين الصحيح من المرسل فى الأحاديث النبوية الشريفة  ولا أمهات الآيات من المتشابهات فى القرآن الكريم  ولا يعرف النقل من العقل ولا ناقل  الخبر من المتحدث به فجاء نفيه لفكرة المهدى المنتظر فضيحة لجهله وبدا فى محضر الدفاع عن نفسه مشاكسا وليس عالما يزود عن إعتقاده  فدل على أنه صاحب عقل سقيم ويقول فى تبربر إنكاره للمهدى المنتظر :  ان المهدى أو المخلص موجودة فى جميع الديانات يتطلع إليها كل المغلوبين على أمرهم وكل الذين لم يحققوا أهدافهم وهى افكار تشجع   الشيوعية على نشرها ليتمرد الناس على نظمهم الموالية للغرب الصهيوصليبى ويقول بها الغرب لكى يبعث الأمل فى نفوس أشياعه بأن ساعة الخلاص قد دنت وأن المسيح المنتظر أو المخلص قد قرب نزوله ولا بد من تمهيد الأرض له بقتل المسلمين أوذبحهم كالخراف كما يحدث فى أفريقيا الوسطى بواسطة أدواتهم من النصارى الأفريقيين وفى ميانمار بواسطة أدواتهم من اليوذيين ويرى العالم كله مناظر خلت من الرحمة بل من الإنسانية  تشيب من فظاعتها الولدان والعالم كله فى صمت مريب ويرون أن معركة طاحنة  سوف تقوم فى مجدون حيث يقودهم المُخلِّص للقضاء على المسلمين .

وتؤمن البوذية أيضا بالمُخلِّص  فهى ايضا تعانى من مشاكل المعتقدات الأخرى التى تتعدد فيها الآلهة كالهندوسية أو التى تؤمن يعبادة الأرواح كالطاوية أوالتى لها إله مجسم من البشر كالنصرانية أو التى تؤمن بإله ليس كالبشر ولاتراه العيون كالإسلام  ولذلك فهى تؤمن بالمخلص االذى سيأتى فى آخر الزمان لجمع أتباعه تحت راية بوذا للقضاء على أعدائهم  ساعد على ذلك إيمانهم بنظرية بنظرية الحلول أى ان  بوذا سيحل فى جسد شاب يقوم بالتخلص من أعداء البوذية ليملآ الدنيا عدلا بعد ان ملئت جورا  وهى تلك النظرية النى إنتقلت إلى الفكر الإسلامى وسخر منها علماء الإسلام  لأنها   فتحت الباب أمام فرق إسلامية ألهت أئمتها كالدرزية  والنصيرية والأمامية والإثنى عشرية ورافضة العراق  من فرق الشيعة والعلوية ويرى هذا الدعى أن المهدى المنتظر مجرد خرافة بالرغم من وجود حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه : (المهدي مني ؛ أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا  يملك سبع سنين) الراوي:أبو سعيد الخدري المحدث:أبو داود المصدر:سنن أبي داود الجزء أو الصفحة :4285 سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح ] ونحن نعرف حقيقة الشخص من مواقفه فنقول : طالما أنه عضو فى الحزب الشيوعى الذى لا يؤمن بالله أو باليوم الآخر فهو مأجور من  أداة للقوى الصهيوصليبية كما أن موقفه الوطنى غير سليم  ويتصف بالخيانة إذ هاجم ثورة الشعب الذى يريد أن يتحرر من سلطان عسكر كامب ديفيد ذراع النفوذ الصهيوصليبى الباطش بالشعب المصرى .

ولا شك أن للمهدى المنتظر علامات نبأتنا بها كتب السنة وهى أن تصبح الدنيا فى ضلال شديد لا يقوم فيها حق ولا عدل ويظهر المسيخ الدجال الذى يبهر الناس بأعمال  فوق العادة وخارقة  ويتبعه الناس من كل حدب وصوب لا يتخلف منهم أحد الا أصحاب اليقين الذى وصفهم الله عز وجل بأصحاب النفوس المطمئنة وينزل حينئذ المسيح عليه السلام فى الناحية الشرقية من المسجد الأموى وينضم إلى المهدى المنتظر  ويقدم المهدى المسيح  لإمامة المؤمنين بإعتباره نبى الله  فيأبى لئلا تأتى من هذه التقدمة تأويلات غبر سليمة ويصر على أن يؤم المهدى المؤمنين  للصلاة لأنه من نسل النبى صلى الله عليه وسلم وهو الذى عقد له رب العزة لواء الإمامة على جميع الرسل والأنبياء يوم أن أسرى به من المسجد الحرام   إلى المسجد الأقصى بفلسطين  ثم  يخرجون  جميعا لحرب المسيخ الدجال وجيوشه و ما أن يسمع المسيخ الدجال بخروج المهدى المنتظر ومعه المسيح بن مريم حتى بدب فيه الخوف ويفقد قوته فى صناعة الأعاجيب كأن ابن مريم سلبها منه  وتذوب كالشمع المنصهر  بحرارة النار فينتصر المهدى ومن معه من المؤمنين عليه إنتصارا باهرا ويمضى الزمن ليكون المؤمنون أعزة وتأخذ الأرض كامل زينتها ويكثر المال فلا يجد الناس أحدا يتصدقون عليه ويكوم على النواصى لعل محتاجا ياخذه ولكن تظل الأموال كما هى لا يلتفت اليها أحد  ويكثر الخير فلا يوجد جائع ولا عارى  وتظل على هذا الحال دهورا حتى تنقلب موازين النظام الكونى فتشرق الشمس من الغرب وتغرب من الشرق فيأتيها أمر الله وما يتبقى إلا أن ينفخ إسرافيل فى بوقه الذى أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( كيف أنْعَمُ وصاحبُ القرنِ ـ البوق ـ قد التقمَ القرنَ واستمعَ الإذْنَ متى يُؤمرُ بالنفخِ فينفخُ   فكأنّ ذلك ثقلَ على أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم   فقال لهُم : قُولوا حسبنا اللهُ ونعمَ الوكيلُ   على اللهِ توكّلْنا ) الراوي أبو سعيد الخدري المحدث الترمذي المصدر سنن الترمذي الجزء أوالصفحة2431   حكم المحدث حسن  فيتزلزل الكون كله من نفخة إسرافيل فهذا ملك يزلزل الكون فما بال جبروت الخالق العظيم !! .

ويرى الحزب الجمهورى أى الحزب الذى حمل الفكر الصليبى بضرورة القضاء على قوة المسلمين  من أجل  تمهيد الأرض للمُخلِّص ويرى أن الحزب الديموقراطى حزب ناعم يعتمد فى تنفيذ ذات المخطط  على المؤامرات والإنقلابات فى ضرب الأنظمة الوطنية القائمة التى تدافع عن بلادها ومن هذا المنطلق  تمكنت بريطانيا أن تقيم دولة آل سعود لضرب سلطة الخلافة العثمانبة فى دول الخليج  لكى تستطيع هى السيطرة على الخليج العربى لأهميته الإستراتيجية وجندت قبائل أل سعود لهذا الغرض ورضيت هذه القبائل أن تضرب دولة الخلافة التى تصدت للجيوش الصليبية وهزمتها بل إجتاحت شرق أوربا مما هدد نفوذ الكنائس النصرانية وهيمنتها على شعوب أوروبا التى يعتبرونها موطن المسيحية والتى بجب أن تكون خالصة لهم من دون المسلمين  وكان من الضرورى أن تقوم  السعودية وهى إقطاعية لبريطانيا قبل أن ترثها أمريكا بإنشاء جبهة تحمل عنوان له قدسيته عند المسلمين وهو السلفية  لإثارة الفتن فى المجتمعات الإسلامية التى يحاول زعماؤها أوقادتها التحرر من هيمنة النفوذ الصهيوصليبى ولذلك لم تسارع السلفية بالرد على ميزو بل تركت مشايخ الإنقلاب يردون عليه مثل خالد الجندى ومظهر شاهين ففازوا بقصب السبق وأكسبوا ذواتهم نصيبا من الصدق إفتقدوا حيثياته فى مواقفهم من ثورة الشعب فالسلفيون كما يقول الإعلامى سليم عزوز     كانوا في خدمة العسكر عندما وقع الانقلاب  فهم جزء من المشروع السعودي الذي يعمل  محمد حسان في خدمته  وهو الذي تآمر على الثورة في مصر ويعتبر راعي الانقلاب العسكري ولنا أن نتذكر أن  وساطته بين فصائل القوى الثورية بما فيها فصيل الإخوان كانت بعد عودته من العمرة  وهي كما قال الدكتور جمال عبد الستار على قناة  مكملين  كان  الهدف منها إثارة الشقاق في صفوف المعتصمين وقد انكشف أمره فلاذ بالصمت.

ومن المعروف أن المهدى المنتظر لا يأت الآن فلابد من التخلص من الهيمنة الصهيوصليبة على بلاد المسلمين أولا والتخلص من الأنظمة القمعية والفساد فى الأرض ويعود المسلمون أعزة فى بلادهم ليأتى بعد ذلك فتنة المسيخ الدجال وفى إثره المهدى المنتظر

إذن لقد أخطا الفتى  فى التوقيت وأخطأ محركوه الصهاينة فى قراءة التاريخ ولم يحسنوا ترتيب المعطيات ولم تكن لهم عقلية واعية تعرف الخطأ وتسد  كل الثغرات فيه  ولكن للأسف هذا شأنهم دائما فى معالجة كل الأمور الإندفاع وعدم الوعى بالحيثياتالذين لا يجيدون إستخدامها  ويتبعها الهزيمة المحققة سواء كانت حربية أو فكرية والآن تتساقط كل

أوراقهم من علمانية وليرالية وشيوعية وإلحادية وفى الأثر الفتى محمد عبد الله نصر الشهير  بميزو الذى يدعى أنه المهدى المنتظر .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى