الأرشيفتقارير وملفات إضافية

الموجة الثانية من ثورات الربيع العربي

بقلم المحلل السياسي والخببر الاستراتيجي
 
رضا بودراع
عضو منظمة اعلاميون حول العالم
لا يكاد عصر يخلو من معارضة كتلة بشرية صغرت او كبرت لكتلة اخرى صغرت او كبرت
ومن اهم مظاهر هذا التدافع الانساني ما يطلق عليه مسمى الثورة
وتتجلى من صورة المظلومية ضد القهر الى التنافسية من اجل السلطة والتحكم
وهي غالبا ما تكون  في شكل دورة حياتية تبدأ بالمسببات >>فالمرحلة الحرجة>>فالميلاد>>ثم الفورة او القوة >>وانتهاء بالتنفيس>>ثم الخمود ..
وقد تأخذ شكلا ومسارا آخرين اذا عولجت بالقمع او بثورة مضادة تنتهج المسار العنفي في الحل
وهو الشكل الذي  سنتكلم عنه في هذه الاسطر
فغالب الثورات تكون استجابة لمجموعة من المسببات وتأخذ مسارها بتفاعلها مع مجموعة من التحديات وفق مبدأ التحدي والاستجابة
واغلب مجالاتها تحون بين المقابلات التالية
١الاستبداد والحرية
ونجد فيه الظلم واستعار الهوية والمطالبة الحقوق والكرامة الانسانية والمعتقدية
٢السلطة والسيادة
ونجد فيها نموذج الحكم وصناعة القرار
و صراع الارادات كطبيعة الاحتلال وحركات التحرر السياسي مقابل ركائز الهيمنة والاخضاع
٣الاحتكار وتوزيع الثروة
وتكون تحصيل حاصل لما سبق
فنجد استغلال الانسان للانسان وتكثيف الثروة في أقلية نفعية مقابل حرمان الاغلبية من العدالة الاجتماعية والرفاه .
وعلى ضوء المحاور الثلاث اعلاه يمكن تصنيف الثورات على اساس
١عرقي طائفي
٢سياسي طبقي
٣او تصفية استعمار وطرد احتلال 
وقد تاخذ الثورات طابعا محدد المسار
كالثورة الاقتصادية والمعلوماتية والزراعية وغيرها .
ويكون مسار اي ثورة حسب دورة حياتها كما أسلفنا
واذا اخذنا ثورات الدول العربية فسيبدو من الوهلة الاولى انها متعلقة الصراع السياسي او الاجتماعي الطبقي
لكن الحقيقة انها  مركبة من الابعاد الثلاث
فالمنطقة العربية التي تحررت من شكل الاستعمار التقليدي وتمتعها لخمسة عقود تقريبا بنشوة النصر الناقص ما لبثت ان وجظت نفسها تحت احتلال  مركب او ما يعرف ب “احتلال بالوكالة
ويقصد به زمرة موالية للمحتل تصل الى الحكم بطريقة ما تختطف الشرعية الثورية او التحررية لتصطف بالبلد والشعب خلف خيارات المحتل ومصالحه
وتكون مع ذلك على حساب الشعب نفسه
فتجد الشعوب نفسها بالاضطرار  امام مسارات الثورة
 التي انتهجها الاباء اول مرة على الاحتلال !!
لكنها اشد عنفا من سابقتها لانها يتكون امواجا لاندري عددها
فهي عادة ما تبدأ
١احتجاجات اجتماعية متكررة
٢تهدئة باصلاحات صورية
٣زيادة الاحتقان السياسي الاجتماعي والاقتصادي
٤موجة ثانية من الثورة لتوفر ذات الاسباب للثورة الاولى  اضافة لفشل الاصلاحات الاولى وما يولده من اليأس وانعدام الثقة
٥مقابلة السلطة ذلك بمزيد من القمع وغالبا ما يقهر الشعب الاعزل لكن النار لم تخمد
٦يخلف ذلك عادة ظهور طبقة منتفعة متوحشة ومافية سياسية متسلطة فرت من العقاب
٧تبقى المسببات ظاغطة اذ لم تعالج من جذورها مع اضافة حالة من الاحباط الشعبي والانسداد السياسي
وتجلي ما هو اخطر من كل ذلك  ان يرى الفرد حالة من الاستلاب للسيادة وظهور العمالة المفرطة
وفي هذه المرحلة تكون مرحلة المسببات استنفذت اغراضها وتجعل من الحالة الشعبية حبلى بشكل جديد من اشكال الثورة وبمسارات جديدة كذلك
اذ ان تراكم الخبرة وارتفاع الحس الثوري
امام استعداد الطبقة المنتفعة لجلب الغزاة اذا احسوا بالانهيار ..
كل ذلك يجعل الشعوب ام دورة جديدة من الصراع قد لا تكون فيها طبيعة الثورات والثورات المضادة هي المحددة
ولكن يدخل عوامل اكبر تعقد من فهمها وحلها
كدخول اطراف ثالثة كعودة الظاهرة الاستعمارية  ..وتدخل الفواعل الغير الدول  nonstates factors
ذات الطبيعة المؤدلجة عقديا
والمحكومة اقتصادية تحت معادلة الربح والخسارة
ان فهم طبيعة الثورات وحركيتها لا يمكن ان يكون من خلال معالجة الاحداث وتداعياتها فقط ..بل يحتاج  الى فهم طبيعة الظاهرة وفلسفة وجودها ومن ثمة  واستشراف حدوثها ثم التعامل معها .
كظاهرة حية مرتبطة بحياة الناس ووجودهم
ويكون السؤال عما اذا كانت الثورات قابلة للتكرر يعالج بارقى ادوات الرصد والتحليل ثم التفسير واستنباط الاجتهاد اللازم والضروري لمعالجة طبيعتها وطبيعة الاستجابة لها
اسطنبول الأحد 16/12/2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى