آخر الأخبارالأرشيف

الموقف الغربى من الدكتاتوريات العربية فى الشرق الأوسط عار على جبين الإنسانية “جريمة مقتل جمال خاشقجي البشع تلتها جريمة قتل الرئيس محمد مرسى المدبرة بإتقان شياطين جهنم

بقلم الخبير السياسى والمحلل الإقتصادى

دكتور صلاح الدوبى

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا

رئيس اتحاد الشعب المصرى

“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”

أشفقُ على قضاة وسياسيين ورعاع وإعلاميين ومثقفين يصنعون الصنم ويسجدون له، يفلسفون الهُراء ثم يأخذونه حكمة الصباح وكرباج المساء.

الدكتاتور المسمى “بالسيسى”بداخله حالة كراهية يعجز المرءُ عن وصفِها وشرحِ أسبابِها، لكنْ من المؤكدِ أنَّ الطفولةَ تلعب الدورَ الأكبر في الفقر النفسي؛ فيظن المستبد أن البؤس بأسٌ، وأن الضعف ضِعْف، وأنه يطير، ويسبح، ويقفز، ويتنفس تحت الماء ؛ وأنَّ الملائكةَ رهنُ إشارته حتى لو تبين له أنها شياطين من داخل جهنم.

إن موقف الدول الغربية شديد السلبية تجاه وفاة أناس مظلومين ولهم وزنهم في مجتمعاتهم.. كان أضعف الإيمان أن يطالبوا بتحقيق وشفافية وبحقوق العلاج للسجناء.

الموقف الغربي هو عار على جبين الإنسانية.. لم نسمع مطالبات بالتحقيق وكشف الحقائق، وكان الصوت خافتا على مستوى الدول والمؤسسات العربية والدولية.حتى لو كانت هناك اختلافات، فهناك مبادئ قيمية عالية من سيادة القانون وحقوق الإنسان والمحاكمة العلنية.

يتوجب مقارنة تصرف القضاء المصري مع الرئيس المخلوع حسني مبارك (1981: 2011) ومحاكماته، وتعامل المحكمة مع مرسي، فشتان بينهما، وهذا يدل على السياسة الممنهجة من النظام لإهانة وحرق هؤلاء المسؤولين,

أن الموقف الدولي متمثلا فى ترامب والرئيس الفرنسى تاجر الأسلحة “ماكرون”ورئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة “تريزا ماى “هو موقف سلبي متواطئ مع الأنظمة، بحجة الاستقرار.. يهدمون القيم التي تدعو إلى العدالة وسيادة القانون، وكان هذا مفاجئا.هذا الموقف سيفهمه نظام السيسي الدموى والذى استمر أكثر من ستة سنوات عجاف على الشعب المصرى المسكين على أنه ضوء أخضر لاستكمال اضطهاد وتعذيب وقتل الناس دون رادعٍ ولا محاسب.

وبهذا المعنى، ستكون على المجتمع الدولي والغرب مسؤوليات إزاء مثل هذا الأمر، فالسماح للسيسي بمواصلة سياساته يعني أنّهم سبب من أسباب استمرار الظلم بحق الشريحة الأكبر من الشعب المصري.

 إن الموقف الدولي هو عار على جبين الإنسانية.. صمت الدول الغربية يدل على أنها لم تكن بجانب شعوب الشرق الأوسط في محاولتها لبلوغ تطلعاتها فى الحرية وبلوغ الدمقراطية ولكن دول مثل فرنسا لا يهمها الا بيع منتجاتها سواء من اسلحة الدمار الشامل أو من بيع القمح والمنتجات الزراعية.

قتل وتقطيع وتذويب الصحفى السعودى وحبس رئيس مصر المنتخب الدكتور محمد مرسى ستة سنوات كاملة حبسا انفراديا لم يحرك شعور بالإنسانية لدى الدول الغربية التى تتشدق بحقوق الحيوان قبل الإنسان

أن موقف الغرب ليس مستغربا.. ولم يكن موقفه بالأساس تجاه الانقلابات والأنظمة وفق قيمه ومبادئه، والسبب هو تفضيل المصالح وفق الحاكم الذي يأتي، فإن تصرف لصالحهم، ولو بشكل غير إنساني، فهم يدعمونه، كما حدث فى مقتل جمال خاشقجي البشع وتقطيع جثته بمنشار محمد بن سلمان.

أن مرسي لم يكن متناغما مع الأهواء الغربية، بل كان وطنيا ويرغب بتطوير مصر، ولهذا كان الغرب صامتا إزاء الإنقلاب عليه، ثم وفاته.الغرب لم يتحرك أبدا وفق قيمه الديمقراطية والإنسانية.. تم تحويل تلك القيم إلى نظام خاص بهم، بينما الديمقراطية هي وسيلة فقط للوصول إلى مصالحهم.

قادة أوروبا مغفلون يدعمون أسوأ ديكتاتور

هذا وقد هاجم الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست الدول الأوروبية بشدة على ضوء موقفها من عبد الفتاح السيسي، وتحديدا على خلفية المؤتمر الأوروبي العربي الذي ستستضيفه مدينة شرم الشيخ الزعماء الأوروبيون إنطلقوا نحو شرم الشيخ حيث سيستأنفون مباركة أسوأ دكتاتور شهدته مصر في تاريخها المعاصر.

عبد الفتاح السيسي مشغول في الساحة الدولية. ففي نهاية الأسبوع كان في مؤتمر ميونيخ الأمني حيث كان يقول لمضيفيه الألمان إنه لن يظهر على نفس المنصة مع أمير قطر.

وبعد ذلك يأتي الدور على منتجع شرم الشيخ في بلده، حيث يستضيف أول رابطة تجمع رؤساء الاتحاد الأوروبي والدول العربية. سوف يستعرض يوم الأحد أمام عشرين من زعماء الدول الأوروبية.

واستعداداً لتلقي هذه الحقنة من الشرعية الدولية ارتكب السيسي جريمة قتل جماعية، حيث ما فتئ يرسل بأعداد غير مسبوقة من المعتقلين إلى المشنقة. فقد تم يوم الأربعاء شنق تسعة من الشباب بعد محاكمة صورية بتهمة اغتيال النائب العام هشام بركات، وبهذا يكون عدد من أعدموا خلال الأسبوعين الماضيين خمسة عشر شخصاً.

في القرن الحادي والعشرين تم تنفيذ جرائم تطهير بحق الشعب المصري في الشوارع، وصمت الغرب عن تلك الجرائم يدل على أنهم كانوا غير سعداء بحكم مرسي ويريدون شخصا يتناسب مع سياساتهم مهما كان.. الغرب شريك في جرائم السيسي.

أن “صمت الغرب تجاه وفاة مرسي في ظروف اعتقال لا إنسانية، هو استمرار لانكشاف أكذوبة الغرب الديمقراطي والإنساني، التي كشفتها ثورات الربيع العربي، أن الصمت الغربي هو تعبير ضمني عن رضا الغرب بمآل الأوضاع في المنطقة العربية كلها إلى المصير ذاته، وما موقفهم من مصير مرسي سوى مؤشر حقيقي على أكذوبة حقوق الإنسان التي يرفعها الغرب غطاء لتحقيق مصالحه غير المشروعة.

ارتُكبت طيلة السنوات الماضية الكثير من الجرائم ضد الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط ، ما يخبرنا بوضوح بحقيقة الغرب وطبيعة سياساته التي لا علاقة لها بكل ما يرفعها من شعارات براقة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

دكتاتور مدى الحياة

إن القمع الذي يجري حالياً في مصر دوافعه سياسية بحتة، ولا علاقة له من بعيد أو قريب بالإرهاب أو الأمن. وقد صمم لسحق أي معارضة للتعديلات الدستورية، وهي التعديلات التي من شأنها أن تزيد بشكل هائل من مدة حكم السيسي ومن صلاحياته كدكتاتور إرهابيا فى منطقة الشرق الأوسط.

الوحيدة هى المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، رينيير بريول، قالت: «يمكنني أن أقول إننا نشعر بالذهول لوفاة محمد مرسي، أول رئيس منتخب بحرية في مصر، ونعرب عن تعازينا لعائلته وأقاربه».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى