الوظائف تختفي في دبي.. المركز التجاري الإماراتي يسجل أسرع انخفاض خلال السنوات العشر الأخيرة
توقف نمو الأعمال التجارية في دبي، بينما اختفت الوظائف بمعدل هو
الأعلى في العقد الماضي على الأقل، في آخر دلائل على التوتر في المركز التجاري
بالشرق الأوسط، وفق ما ذكره تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكي،
الإثنين 10 فبراير/شباط 2020.
وفقاً لشركة “IHS Markit”، فقد ساءت أحوال العمل في القطاع
الخاص غير النفطي في دبي، في يناير/كانون الثاني الماضي، للشهر الثالث على
التوالي، وانحدرت إلى أدنى مستوى لها على مرّ الأعوام الأربعة الماضية تقريباً.
وقد هبط مؤشر مديري المشتريات إلى 50.6، متجاوزاً بالكاد الحدّ الأدنى الفارق بين
النمو والانكماش. وانحدرت تجارة الجملة والتجزئة، بالإضافة إلى الإنشاءات، أسفل
مستوى الثبات، وفقاً لشركة “IHS Markit”.
تسريح العمال وضعف الطلب
بينما قال ديفيد أوين، وهو اقتصادي في “IHS Markit”،
في تقريرٍ أصدرته الشركة يوم الإثنين، 10 فبراير/شباط: “تأثر التوظيف في دبي
على نحوٍ ملحوظ، مع إبلاغ الشركات عن أسرع انخفاض في أعداد الوظائف تشهده خلال
السنوات العشر الماضية. وتتوقع الشركات ارتفاع المبيعات قليلاً في المستقبل
القريب”.
إذ يُترجم المشهد القاتم على نحوٍ متزايد في حالات تسريح العمال، فيما
تنظم الشركات عملياتها بما يتماشى مع ضعف الطلب، مع استمرار انخفاض متوسط الأسعار
بلا انقطاع، منذ مايو/أيار 2018. ويُعتبر بنك الإمارات دبي الوطني -أكبر بنك في
دبي- أحد الدائنين في الإمارات الذي استغنى عن آلاف الوظائف.
كما ساد الانكماش في سوق الأعمال التجارية في أنحاء الإمارات، ومنها
دبي، لأول مرة على الإطلاق.
فقد أظهر قطاع السفر والسياحة في دبي، الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب
التوترات الجيوسياسية “تحسناً ضئيلاً” في يناير/كانون الثاني الماضي،
حسبما أفادت “IHS Markit”، لكنه الآن يواجه اضطرابات بسبب
انتشار فيروس كورونا المُستجد في الصين.
الآمال مُعلقة على معرض “إسكبو 2020”
لا تستطيع دبي تحمل كساد في السياحة، إذ تتوقف فرص المدينة على نجاح
معرض “إكسبو” الدولي المُنتظر، الذي سيُقام في وقتٍ لاحق من عام 2020.
إذ من المتوقع أن يرتفع إنفاق الإمارات هذا العام إلى 17% قبل المعرض،
مع انتظار توسع الاقتصاد 3.2%. وقد نشر استطلاع في الربع الأخير من العام 2019،
أجرته الحكومة الإماراتية، أن ثلاثة أرباع المستهلكين يثقون في تحسن أوضاع العمال
خلال الـ12 شهراً المقبلة.
مع ذلك، قد يستغرق الأمر وقتاً قبل أن ينهض سوق العمالة، وفقاً لخديجة
حق، رئيسة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بنك الإمارات دبي الوطني، إذ قالت:
“من المرجح أن يكون لفيروس كورونا أثر على قطاع النقل واللوجيستيات والسياحة،
في الربع الأول من السنة على الأقل”.
