تقارير وملفات

انهار المجتمع وانتحر الشباب والسيسي مستمر ..

الانتحار نتيجة إهمال الدولة للشباب والتضييق عليهم

صحفي ومحلل سياسي

    محمد رمضان
نائب رئيس منظمة إعلاميون حول العالم
نظرت الي حال بلدي اليوم فلم اجد فيها ما يسر النفس فقد صارت الي الحضيض ، فكل شيء ينهار ولم يعد هناك شيء في مكانه  .
لقد كثرت حالات الانتحار وبطرق مختلفة بين الفئة العمرية الأصغر سنا وهذا مؤشر خطير ولكن من يحلل هذه الظاهرة او يضع حد لها ؟
لقد تحول المجتمع باكملة الي ملهاه لا يدري احد بالآخر ولا يسال جار عن جاره او صديق عن رفيقه .
النظام الانقلابي صانع الأزمات 
اصبح الجميع منشغلا بالبحث عن لقمة العيش التي ازدادت صعوبة بمرور الوقت في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ سيطر العسكر علي حكم البلاد بقوة السلاح فلا مجال للعلاقات الاجتماعية او الأسرية وانغلق الجميع علي ذاته .
ونتيجة الأذمة التي تمر بها البلاد وسعي أولياء الامور لتوفير الاحتياجات الاساسية للاسرة اصبح الابناء عرضة للضياع والانحلال الاخلاقي ، فقد غابت الرقابة المنزلية علي تصرفات الابناء وأصبحوا ضحية أصدقاء السوء والممارسات الغير سوية التي يتلقوها عبر الشبكة العنكبوتية والتقليد الاعمي لكل لأفعال الدخيلة علي المجتمع من عري وسوء اخلاق وتصرفات همجية نتج عنها كوارث وشجار اودي بحياة العشرات منهم .
هذه الظاهر الخطيرة والدخيلة علي المجتمع لم تجد من يتصدي لها من الدولة او المنظمات والجمعيات الأهلية ! والسبب ان الدولة لم تعد تهتم بالإنسان واصبحت ترفع شعار محاربة الاٍرهاب فصادرت الحريات وسخرت كل الأجهزة لخدمة الحاكم ، كما عمدت الي التخلي عن دورها في الحفاظ علي امن المواطن لينشغل الكل بالكل ويصبح امن النظام في مقدمة أولوياتها .

اهمال متعمد للشباب 
وفي السنوات الآخيرة كثرت حالات الانتحار بين الشباب لانهم فقدوا الأمل في حياة أفضل ، فالكثير منهم تعلم وبذل الجهد في الحصول علي شهادة جامعية او متوسطة ولكن في النهاية لم يجد فرصة عمل تحقق له طموحه ،
وفي ظل الفساد المستشري والمحسوبية والعشوائية في إدارة الدولة وجد هؤلاء الشباب انفسهم أمام حائط مسدود ، لا عمل ولا تقدم لهم الدولة اَي مساعدة ففقدوا الأمل وضاع في نظرهم المستقبل الذي حلموا بتحقيقه ، فتكالبت عليه همومه وتخلي عنهم المجتمع فقرر البعض منهم ان يضع حدًا لحياته .
لم تشهد مصر مثل هذه الحالات المتكررة من الانتحار والتي أصبحت ظاهرة اجتماعية خطيرة وجاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية في عام 2016 ان مصر شهدت 3799 حالة انتحار بين الفئات العمرية الاقل من 45 عاما ، والأكثر انتحارا هم الشباب بين سن 19-35 عاما وبلغ عدد المنتحرين من الرجال 3095 و 704 من السيدات وتصدرت مصر قائمة الدول العربية ،
ولهذه الظاهرة أسباب عديدة منها :

الضغوط النفسية والاقتصادية والاجتماعية.

غياب دور الدين ممثلا في الأزهر والأفتاء .

غياب الدولة ورعايتها للشباب والتميز الفج بين ابناء المجتمع .

تغيب الدين لتدمير المجتمع
العجيب ان الدولة لم تتحرك ولم تتخذ اَي خطوة إجابية علي الرغم من وجود وزارة “الصحة و السكان “وهي المعنية بهذا الامر ، لكن ما حدث منذ الانقلاب حتي اليوم يثبت ان الدولة غائبة تماما عن الأحداث ومايتعرض له المجتمع من انتكاسة لا يعني المسؤولين من قريب او بعيد .
لقد نجح الانقلاب في تمزيق المجتمع وادي ذلك الي ما نراه فقد غيب دور الدين في الحفاظ علي اواصر وروابط المجتمع ، فلا رجل دين يستطيع ان يتحدث بحرية فوق المنبر ليعظ الناس ويقدم لهم الدواء في الشدائد ولا الأعلام يقدم أعمال هادفه ترتقي بالمجتمع وتحض علي الفضيلة وأصبحت البلاد في مفسدة كبري شارك فيها الجميع حكام ومحكومين والنتيجة كما نري اليوم من كوارث وحوادث يندي لها الجبين ،ابن يضرب أباه. وآخر يقتل امه وآخر يعتدي علي شاب ارد منعه من التحرش ففقد حياته ،
الشاهد ان مصر تعيش اسوء أيامها ، جرفت الاخلاق والقيم وانتشر الفحش والفجور بكل أشكاله ،
ويسال البعض وما الحل ؟
الحل بين أيدينا في كتاب الله وسنه رسوله الكريم
تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي  ” صدقت يا رسول الله ،
فمنذ ان ركنًا الي الدنيا وتكالبت علينا الثعالب استأسدت علينا الضباع ، فلنعود الي رشدنا قبل فوات الاوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى