الأرشيفتقارير وملفات

بالفيديو شاهد كيف يتم تدمير العقلية العسكرية فى التدريبات ..”الشرطة فوق والباقى تحت”

 

https://www.youtube.com/watch?v=cYIrREsZIss

تولى العسكريين  زمام القيادة كاملة فى المجتمعات والدول والمؤسسات أمر بالغ الخطورة والتعقيد،فالمؤسسات العسكرية والأمنية لها نظام حاكم للأفكار، ورؤية نفسية خاصة يتم غرسها فى عقول وقلوب كل من يلتحق بها وينتسب إليها، وهذه الحزمة من الأفكار والتصورات قد تكون صالحة لإدارة شؤون المؤسسات العسكرية والأمنية داخل الثكنات وساحات الحرب لتحقيق أقصى درجات الانضباط والتواصل بين القيادات والجنود وقت المعارك والإلتحام مع الخصوم ،ولكن تطبيق هذه الأفكار الحاكمة للعقل العسكري على الحياة المدنية يسبب مصائب كبيرة، وإخفاقات بالغة ، سأتناول  فى هذا المقال أهم الأفكار الرئيسة التى تستولى على العقل العسكري حيثما حل أو ارتحل  لنُدرك مدى خطورة هيمنة العقل العسكري على الفضاء المدنى والسياسي  والإجتماعى سواء على المستوي المحلى أو على المستوي العالمي .

العقل العسكرى عقل صفرى احادى النظرة

أن العقل العسكري عقل صفري أُحادي النظرة لايؤمن بالحلول التفاوضية  ولا يعمل بفلسفة دع الجميع يربحون فى النزاع، وإنما النفسية العسكرية قائمة على فكرة لابد من تكسير الخصم وشل حركته وتدمير قدرته على الحركة وضرب نقاط قوته بقسوة ثم بعدها يبدأ التفاوض والحوار، وهذا قد يكون مفهموما فى ساحات المعارك، لكن المشكلة الكبري تبرز عندما تتولى قيادة عسكرية زمام قيادة دوله من الدول أو مجتمع من المجتمعات ستتحرك فى إتخاذ قراراتها بناء على هذا العقلية الحاكمة وستنظر لكل تدافع  فى المجتمع المدنى وصراع سياسي بين الأحزاب باعتباره صراع عسكري، لابد من تكسير عظام الخصوم فيه وتركيعهم ثم بعدها يبدأ الحديث معهم ؛وهذا يسبب كواراث قاتلة ومصائب كبيرة تحل بالمجتمع والدولة والسلام العالمي؛فالمجتمع المدنى كل يوم هو فى تدافع وتنافس وتشاحن حول العديد من الرؤى والتصورات الخاصة بطريقة إدارة الدولة والمجتمع والناس، فالحياة السياسية قائمة على التناقض و التطاحن بين الأيديولوجيات  المختلفة فستجد فى المجتمع أحزاب تتبنى الرؤية الإشتراكية ،وأخرى تُنادي بالليبرالية ،وثالثة تؤمن بالأيديولوجية الإسلامية وفى هذه الحالة لا استقرار للمجتمع إلا بالحوار والتواصل والتفاوض وتقديم التنازلات بين الأطراف وعقد التحالفات والصراع عبر صناديق الإقتراع، وكل هذه الأشياء السابقة لا يتحملها العقل العسكري الذى لايعرف سوى لغة الحسم وتحقيق الإنتصار بالضربة القاضية ولمس الأكتاف .

 ويزيد من تعقيد  هذا المشهد السابق هو أن العقل العسكري مبنى أيضاً على  أن مخالفة الأوامر العسكرية جريمة كبري قد تصل عقوبتها للإعدام وقت الحروب – يمكنك ان تتخيل مدى الفزع الذى ينتاب الجندى عندما يصفه أحد القادة بأنه ُيكسر الأوامر لأن هذا يعنى  أن هناك عقابا أليما ينتظره-.

 فلك أن تتخيل سقف الحرية والعدالة فى المجتمع عندما تتولى قيادة عسكرية زمام القيادة فيه؛  حيث سيصبح كل  مخالف فى الرأى  فى مخيال القيادة  خائن، وضد الأمن القومى ومصالح البلد العُليا ينبغى محاكمته، والتضيق عليه؛ لأن العقل والنفسية العسكرية لم تتدرب على أن تنوع الأراء وتعدد الحلول ثراء للمجتمع وللدولة وللأمة .وإنما النفسية العسكرية تنظر للعالم وللمجتمع والناس على أنهم أفراد فى كتيبة عسكرية ينبغى منهم تنفيذ الأوامر بدون مناقشة ولاتفكير ولا أخذ ولا رد.

جنون عسكري في مصر 

تعاملت الصحف الغربية والعالمية مع الحدث في مصر بشكل أكثر موضوعية حيث عنونت صحيفة النيويورك تايمز افتتاحيتها : “جنون عسكري في القاهرة” محملة العسكر تبعات ما يجري في مصر الآن.

temp1

ووضعت صحيفة الإندبندنت على غلافها صورة لشخص يجلس على الأرض حاملا سيدة مقتولة برصاص الجيش في الاشتباكات التي وقعت بين المعتصمين وقوات الجيش والشرطة قائلة “يوم عار في مصر” وقالت في تغطيتها لما حدث إن القمع الدموي الذي يمارسه الجيش والشرطة المصرية ضد أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي يتطلب من المجتمع الدولي ما هو أكثر من مجرد الشجب والتنديد.

وتساءلت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية بالقول: لماذا لا تقوم الولايات المتحدة بإرسال جنرالاتها إلى مصر بدلا من الموفدين المدنيين؟ مؤكدة أن الجيش المصري زاد طين الأزمة المصرية بلة عن طريق القمع الدموي في البلاد.

كما انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية ما وصفته بالدور الأميركي الضعيف تجاه الأزمة المصرية المتفاقمة، موضحة أن الجيش المصري مستمر في قمع الإسلاميين في البلاد.

https://www.youtube.com/watch?v=9MzDCmxPWyU

أما النيوزويك فقد جعلت على غلافها صورة الفريق عبدالفتاح السيسي وتبدو الخلفية الحمراء معبرة عن الدماء التي تسبب فيها منفذ الانقلاب العسكري في مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى