آخر الأخبار

بداية بمصر.. روسيا تنجح في تسويق لقاح كورونا رغم التحذيرات، وموسكو تعتبره تحدياً للغرب

تحول لقاح فيروس كورونا إلى جبهة أخرى في المواجهة بين الغرب وروسيا التي تسعى لأن تكون أول من يثبت قدرته على طرح لقاح ناجح للفيروس، وفي الوقت الذي يحتاج إثبات ذلك إلى المزيد من الوقت، فإن موسكو تمضي قدماً في خطط طموحة لنشره على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، وتسويقه للخارج وهو ما نجحت به جزئياً حينما أبرمت اتفاقاً مع القاهرة على مدها بـ25 مليون جرعة على الرغم من أنه لم يجتز كل مراحل الاختبار، ولم تصادق عليه منظمة الصحة العالمية. 

موسكو التي سمّت لقاحها “سبوتنيك في”، نسبةً إلى القمر الصناعي السوفييتي الذي أُطلِق في عام 1957 في خضم منافسة شرسة مع الولايات المتحدة،  ترى أنَّ توفير أول حل للجائحة التي طالت كل ركن في العالم هو تأكيد على أنَّ العقول العلمية فيها لا تزال من بين الأفضل في العالم، قالت ذلك صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير لها الأربعاء 30 سبتمبر/أيلول 2020. 

طريقة التفكير الروسية: نقلت الصحيفة عن كيريل ديمترييف، الرجل المسؤول عن بيع اللقاح الروسي المضاد لفيروس كورونا المستجد عالمياً، أن مبرراً بسيطاً، حسب ادعائه، وراء حملة موسكو العاجلة لتكون أول دولة تطرح اللقاح على نطاق واسع. 

أوضح ديمترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي RDIF، في مقابلة مع الصحيفة، أن هذا المبرر هو  “طريقة التفكير الروسية في إنقاذ العالم”.    

من جانبه، أوضح أندري كورتونوف، مدير مجلس الشؤون الدولية الروسي في موسكو، الأمر من جانبه قائلاً: “الأمر يشبه سباق الفضاء، لكنه يدور بعد نصف قرن”، مؤكداً أن نجاح روسيا في التوصل إلى لقاح فعال كأول دولة يعد فرصة كبيرة للعلاقات العامة”.

يحتاج زمناً: لكن يتعين على روسيا إثبات أنَّ “سبوتنيك في”، من إنتاج شركة Gamaleya -وهي جزء من وزارة الصحة الروسية- فعّال في الحماية من الفيروس، وهو ما يحتاج لبعض الزمن، حسب ما أكدت الصحيفة. 

ففي أوائل سبتمبر/أيلول، نشر علماء شركة Gamaleya نتائج المرحلتين الأولى والثانية من التجارب في دورية The Lancet، وتجري الآن تجربة المرحلة الثالثة، التي من المفترض أنها تشمل 40 ألف متطوع يُطعَّمون في الأسابيع المقبلة. 

ويعتقد علماء شركة Gamaleya أنَّ المناعة المُكتَسَبة من اللقاح المزدوج تستمر لمدة عامين، على الرغم من أنَّ ديميترييف أقر بأنَّ “الوقت وحده هو الكفيل بتأكيد صحة ذلك”. 

كما قال بعض منتقدي سرعة طرح اللقاح إنه على الرغم من أنَّ اللقاح نفسه قد يكون آمناً، لكن إذا لم يقدم سوى استجابات مناعية قليلة أو قصيرة المدى، فقد يكون له تأثير عكسي ويقوض الثقة في اللقاحات بشكل عام. 

لكن على الجانب الآخر، تحلى بعض العلماء بالإيجابية. إذ قال إيان جونز، أستاذ علم الفيروسات في  جامعة ريدينغ البريطانية: “المخاطر المرتبطة بهذه الفئة من اللقاحات ليست كبيرة، وأعتقد أنه من المحتمل أن توفر مناعة مفيدة”.

مشاريع استثمارية: ومع ذلك، حتى في هذه المرحلة المبكرة، تمضي الحكومة قدماً في خطط طموحة لنشره اللقاح على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد وخارجها، منها الاتفاق الذي أبرمته مع مصر الأربعاء لإمدادها بـ25 مليون جرعة. 

كما أشار كيريل ديمترييف إلى أن روسيا تأمل في ترخيص الإنتاج لعدد من الدول الأخرى، بما في ذلك الهند، مشيراً إلى أنَّ سعة الإنتاج قد تصل إلى 500 مليون جرعة سنوياً بحلول العام المقبل.

وفي حين أنه من الواضح أنَّ موسكو تركز على المجد العالمي، سيُقَابل إنتاج لقاح ناجح بالترحيب أيضاً في الداخل؛ بالنظر إلى أنَّ روسيا سجلت رابع أكبر معدلات إصابات في العالم.

إضافة إلى ذلك، توشك موجة الجائحة الثانية على الاندلاع، مع ارتفاع عدد الإصابات الجديدة ارتفاعاً كبيراً في الأيام الأخيرة. حيث ناشد الرئيس فلاديمير بوتين، الإثنين 28 سبتمبر/أيلول، الشعب الروسي “التحلي بأقصى قدر من المسؤولية” في سلوكهم ومحاولة تقليل مخاطر “كوفيد-19”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى