الأرشيفتقارير وملفات

بريطانيا تلاعب آل نهيان والسيسي وكذلك الإخوان ” الجزء الأول “

بقلم الكاتب والباحث

الكاتب شوقي محمزد

شوقي محمود

 فينا – النمسا

25 ربيع أول 1437هـ – 6 يناير 2016 م

(1)

مقدمة

أخيراً كُشف النقاب عن نتائج لجنة جون جنكينز الخاصة بالتحقيق في نشاط جماعة “الإخوان المسلمين“، ورغم أن مانشر عبارة عن بيان مجتزأ صادر عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وليس التقرير الكامل لنتائج اللجنة، إلا أن بيان كاميرون كان عبارة عن حجر ألقي في ماء راكد، نتج عنه عاصفة في كل الاتجاهات بين شماته وهوس محموم من جانب إعلام الإمارات والسيسي، وبين غضب واستنكار من “الإخوان المسلمين”، وفي نفس الوقت اشتعلت نار الغضب في الإعلام البريطاني علي كاميرون بسبب ماقالوا أنه رضوخ وإذعان لدويلة الإمارات، وتبرير لجرائم زعيم الانقلاب بمصر.

.

وقبل الرد علي ما جاء في بيان كاميرون وتفنيد ما انتهت إليه لجنة جنكينز، هناك حقائق لابد من الإشارة إليها وهي:

أولاً: من المؤكد أن السيد/ كاميرون يعلم تماماً أن جماعة “الإخوان المسلمين” هي أكبر جماعة إسلامية في العالم، ولهذا كانت الجماعة رأس الحربة في ثورات الربيع العربي ضد الديكتاتورية.

ثانياً: لا تغيب عن الذاكرة مشاهد خروج الملايين من الرجال والنساء في المدن والقري للإدلاء بأصواتهم في اقبال أدهش العالم، علي أول انتخابات برلمانية حرة بعد ثورة 25 يناير، والتي تنافس فيها 19 حزباً من مختلف الاتجاهات ، وفاز “الإخوان المسلمين” وحلفائهم  بهذه الانتخابات وحازوا علي 70% من مقاعد برلمان الثورة.

ثالثاً: من المعلوم للقاصي والداني أن أول رئيس مصري منتخب، كان من “الإخوان المسلمين”، وأن هذا الرئيس لم يسقط إلا بانقلاب عسكري دموي.

رابعاً: رئيس الوزراء البريطاني يدرك تماماً أن هناك ألبوناً شاسعاً يفصل بين جماعة “الإخوان المسلمين” وبين جماعات العنف كالقاعدة وداعش.

لجنة جنكيز

ومع ذلك شكل رئيس الوزراء البريطاني لجنة تحقيق في 1 أبريل 2014 برئاسة السفير السابق بالسعودية جون جنكينز، وعقدت اللجنة عشرات الجلسات، واستمعت  إلي المئات من الخبراء الأمنيين والبرلمانيين وكبار الصحفيين والأكاديميين والحقوقيين في بريطانيا، ثم قامت اللجنة برحلات إلي 12 دولة أوروبية وعربية، والتقت بوزراء ومسئولين في مصر والأردن وتونس والإمارات والسعودية. ولم تنسي اللجنة المنشقين عن جماعة الإخوان ومنهم عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية.

كما استمعت اللجنة إلي قياديين من جماعة “الإخوان المسلمين” في بريطانيا وتركيا والأردن وزعيم حركة النهضة بتونس الشيخ/راشد الغنوشي.

وفي يوليو 2014 قدم جون جنكينز تقرير اللجنة إلي رئيس الحكومة البريطانية، ولكن كاميرون – لغرض ما – رفض نشر التقرير في حينه، وانتظر أكثر من 16 شهراً قبل أن يعلن في بيان ملخص لنتائج أعمال اللجنة!!

فهل كانت الحكومة البريطانية في حاجة إلي مثل هذه اللجنة ابتداءً؟! ولماذا لم يتم نشر التقرير فور انتهاء لجنة جنكينز من أعمالها؟!

لو افترضنا جدلاً أن رئيس وزراء المملكة المتحدة لا يدري شيئا عن “الإخوان المسلمين” الذين يعملون في مملكته منذ عشرات السنين، ولا يدري إن كانوا جماعة إرهابية متطرفة؟! أم سلمية معتدلة؟!

فلو صح هذا، كان يجب علي كاميرون أن يسلك طريقاً أخر، لمعرفة حقيقة هذه الجماعة، طريق أسرع وأوفر للجهد والمال

ديفيد

كان علي كاميرون أن يطلب تقارير من جهات بريطانية متخصصة، وبالتالي تأتيه – خلال ساعات قليلة –  ثلاث تقارير فيها كافة التفاصيل عن جماعة “الإخوان المسلمين”، فالتقرير الأول سيكون من المخابرات الداخلية “إم آي 5” وفيه تفاصيل شاملة عن نشاط الجماعة بجميع أنحاء المملكة المتحدة، والتقرير الثاني من المخابرات الخارجية “إم آي 6” وفيه بيان بنشاط الجماعة بكافة دول العالم التي تتواجد فيها، ثم التقرير الأكثر أهمية، وهو تقرير “إدارة أرشيف وزارة الخارجية البريطانية” ويضم هذا الأرشيف جميع المراسلات الواردة والصادرة من وزارة الخارجية إلي ومن السفارات البريطانية حول العالم، ويضم هذا الأرشيف قسم خاص لجماعة “الإخوان المسلمين” منذ نشأتها عام 1928 علي يد الشيخ/ حسن البنا بمحافظة الإسماعيلية، ثم انتقاله إلي القاهرة، والمواضيع التي كان يتناولها البنا في دروس الثلاثاء من كل أسبوع بالمركز العام للجماعة بمنطقة الحلمية بالقاهرة، وبيان تفصيلي بمنهج وفكر الجماعة، ومواقفها السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر، وكذلك مواقف الحكومات التي تعاقبت علي السلطة في مصر من الجماعة منذ عصر الملك فؤاد الأول وحتي عهد السيسي، كل هذا وغيرة موجود بأرشيف الخارجية البريطانية.

وسفارات الدول الأجنبيةفي بلاد العالم الثالث – تتناول في تقاريرها إلي حكوماتها كافة الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية .

وتعتمد السفارات البريطانية وغيرها علي “أصدقاء” من المعارضة والموالاة، في استقصاء المعلومات وكتابة التقارير، وتضم قائمة “الأصدقاء” سياسيون وإعلاميون وحقوقيون، ونشطاء في مجالات الخدمة العامة والنهوض بالمرأة!

وثائق

ونموذج من هذه التقارير كشفتها وثائق ويكيليكس في 19 يونيه الماضي، وهي رسائل من السفارة السعودية بالقاهرة إلي وزارة خارجيتها بالرياض ومنها تقرير أُرسل في يونيه 2012، وتضمن:

تحذير من عواقب فوز محمد مرسي بالرئاسة

احتمال أن يختار مرسي خيرت الشاطر رئيسا للوزراء.

وصول الإخوان للحكم سيؤدي للعب مصر دورا أكثر حزما ضد النظام السوري.

في ظل حكم الإخوان سوف تستاء علاقة مصر مع الأردن، وقد تؤثر على اتفاقية الغاز بينهما، بالإضافة للاستفادة المعنوية للإخوان المسلمين في الأردن من فوز أقرانهم بمصر.

 – أن مبعوثاً أمنياً بريطانياً زار القاهرة لمساعدة وزارة الداخلية المصرية في إجراء تعديلات على الأجهزة الأمنية، وحذر المبعوث البريطاني من ولاء ضباط الشرطة سيكون لرئيس الوزراء الإخواني وليس لوزير الداخلية!

واستطاعت السفارة السعودية – بحسب ويكيليكس- من تجنيد كل من مصطفي الفقي ومصطفي بكري وعمرو خالد في كتابة التقارير مقابل امتيازات مالية أو عينية!

فإذا كان هذا نشاط السفارة السعودية بالقاهرة، فماذا إذن عن سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإسرائيل؟!

سيد قطب المفتري عليه

(2)

سيد قطب أديب ومفكر أثري المكتبة الإسلامية بكنوز عديدة من المؤلفات الإسلامية، ويأتي في صدارتها تفسير “في ظلال القرآن” الذي يعتبر درة مؤلفات العلامة سيد قطب

ولم يخرج المؤلف في تفسيره لآيات الأحكام بالقرآن الكريم عن ما جاء في كتب التفاسير المعتمدة بالجامعات ومراكز البحوث الإسلامية ومنها تفسير الطبري (عمدة التفاسير) وتفسير ابن كثير.

ولكن ما يميز “الظلال” عن غيرة ما أسهب به المؤلف في شرح القصص القرآني، وربطها بالواقع الذي نعيشه ونراه من حولنا، ومن ذلك تفسير معني  “الملأ” التي تكررت في قصص الأنبياء، والمقصود ب “الملأأصحاب النفوذ  الذين يستحوذون علي السلطة والمال، ويسخرون القوانين والتشريعات من أجل مصالحهم، ويحاربون بشراسة أي دعوة إصلاحية لتحقيق الحرية والعدالة والمساواة، ولهذا حارب “الملأ” دعوة الأنبياء، وحالوا بينهم وبين عموم الناس بكل الوسائل، أحياناً بالترغيب، وفي الأغلب بالقتل والسجن والنفي وكذلك بالحصار الاقتصادي، مروراً بتسفيه المعتقدات والأفكار، وانتهاءً بتشويهه السمعة ونشر الأكاذيب.

وفي الأدب الغربي “الطبقة البرجوازية” تعني “الملأ”  وأسهب كثير من الفلاسفة والمفكرين الغربيين بنقد “البرجوازية” من الجانب الاقتصادي. ولكن سيد قطب تناولها من المنظور العقائدي.

* أما عن بيان كاميرون فاعتبر مؤلفات سيد قطب سبباً للإرهاب، حيث يقول: “على الرغم من تصريح الإخوان بمعارضتهم لتنظيم القاعدة، لكنهم لم يشجبوا بشكل مقنع استغلال بعض المنظمات الإرهابية لكتابات سيد قطب، وهو أحد أبرز مفكري الإخوان المسلمين“.

> إذن المطلوببحسب بيان كاميرونأن تتبرأ جماعة “الإخوان المسلمين” من فكر سيد قطب وإحراق كتبه!! لأن المنظمات الإرهابية تستغل مؤلفاته في استلهام أفكارها!!

 فهل استغلال من يتبني الإرهاب لكتابات سيد قطب دليل إدانة ضده؟! أم انه خلل في الفهم عند هؤلاء؟!

وبناءً علي منطق رئيس الوزراء البريطاني، أخشي أن يطالب السيد/ كاميرون المسلمين بالتبرؤ من القرآن الكريم، بحجة أن الإرهابيين يستشهدون ببعض آياته لتبرير أفعالهم!!

والحقيقة أن جميع مؤلفات سيد قطب لا يوجد فيها – تصريحاً أو تلميحاً ما يدعو إلي قتل الأبرياء أو التفجيرات العشوائية أو أي مظهر من مظاهر الإرهاب، بل أنه لم ينعت المجتمعات الإسلامية بالكفر، لأنه يدرك تماماً – كمفكر إسلامي – أن الكلمة مسئولية، وبالتالي فهو يعلم أن وصف أشخاص بذاتهم بصفة الكفر لا يجوز شرعاً إلا بتوافر شروط وانتفاء موانع، ولا يتم ذلك إلا من خلال عالم شرعي.

وفي كتاب “معالم في الطريق” وصف العلامة سيد قطب المجتمعات الإسلامية المعاصرة  ب “الجاهلية“، لأن واقع هذه المجتمعات اختلف بالكلية عن عهد النبوة والعصور الذهبية للحكم الإسلامي وخاصة في عهود الخلفاء الراشدين وبني أمية وبني العباس وعهد الأندلس والخلافة العثمانية، كان المسلمون – خلال تلك العصور- أمة واحدة ومتكاملة عقائدياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وكانت دولة الخلافة منارة للعلم والتقدم والإبداع، كان العدل والحرية سمة رئيسية لهذا المجتمع لا تمييز عنصري فيه بسبب الدين أو العرق، ولا تفاوت طبقي بين فئات المجتمع، هكذا كان المجتمع الإسلامي.

أما اليوم فحال الأمة الإسلامية يشبه إلي حد بعيد أيام الجاهلية الأولي قبل الإسلام، حيث الظلم والقهر والتخلف والتشتت واستنزاف البلاد في الحروب وتفتيت الأمة إلي دول ثم إلي دويلات!! ولهذا لم يتجاوز سيد قطب الحقيقة عندما وصف هذه المجتمعات المتنافرة بالجاهلية!

محاكمات سيد قطب

السيد-قطب

إن ما جاء في بيان كاميرون عن سيد قطب، لا يختلف كثيراً عن حثيات حكم كل من الصاغ/ جمال سالم عام 1954، واللواء/ فؤاد الدجوي عام 1965، ومن العار أن يستند كاميرون في بيانه علي أحكام مثل هؤلاء الطغاة!!

النظام الذي حكم وأدان سيد قطب – نظام جمال عبد الناصر – كان في استبداده أقرب إلي النظم الشيوعية وديكتاتورية ستالين، فلم يكن في قاموس عبد الناصر معاني الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ولهذا كانت محاكمات سيد قطب وغيره يرأسها ضباط بالجيش المصري، قضاة لم يدرسوا القانون في حياتهم!! ولهذا وقع هؤلاء القضاة ومعهم النيابة في أخطاء قانونية فجة كانت كفيلة ببطلان تلك المحاكمات!!

المحاكمة الأولي:

اُتهمت جماعة “الإخوان المسلمون”  بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر عام 1954 في حادث المنشية، تم إحالة ألف شخص إلي محكمة عسكرية برئاسة الصاغ/ جمال سالم وعضوية البكباشى/ حسين الشافعى  والقائمقام/ أنور السادات.

والفقيه-الدستوري-عبد-القادر-عودة

وتم في هذه القضية الحكم بالإعدام علي 7 أشخاص بينهم المستشار والفقيه الدستوري عبد القادر عودة، وحُكم علي الأخرين بالسجن لمدد متفاوتة، ومن بينهم كان سيد قطب الذي حُكم عليه بالسجن 15 سنة. وبعد 10 سنوات قضاها بالسجن أفرج عنه في مايو 1964 بعفو صحي.

عجائب القضية الأولي

32

1: رئيس المحكمة جمال سالم ومساعديه حسين الشافعي وأنور السادات، كانوا أثناء نظر القضية، أعضاء في مجلس قيادة الثورة برئاسة عبد الناصر، وشبهة البطلان قائمة في إجراءات المحكمة لآن القضاة – بحكم مناصبهم – يعتبرون في خصومة مسبقة مع المتهمين!!

2: القضاة الثلاثة ليس لهم أدني صلة بالقضاء ولا يعرف أحدهم الفرق بين القانون المدني والقانون الجنائي، فإذا برئيس المحكمة يحكم بالإعدام علي رجل مثل المستشار عبد القادر عودة أحد أعلام القضاء أنذاك، وكان عودة  عضواً في لجنة وضع الدستور التي شكلها عام 1952 اللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة – قبل إطاحة عبد الناصر به –  كما انتدبت الحكومة الليبية عودة لوضع الدستور الليبي عام 1953.

المحاكمة الثانية:

القضية رقم 12 لسنة 1965 (تنظيم 65).

القاضي: اللواء محمد فؤاد الدجوي

الإدعاء: صلاح نصار رئيس نيابة أمن الدولة

التهم: محاولة تغيير الدستور والحكومة بالقوة، والاعداد لاغتيال رئيس الجمهورية والقائمين علي الحكم، وتخريب المنشآت العامة، وإثارة الفتنة في البلاد!!

الحكم: إعدام 7 أشخاص بينهم سيد قطب، والسجن المؤبد علي 36 أخريين.

عجائب هذه القضية:

في 30 يوليو 1965 ألقت الشرطة القبض على محمد قطب بدون أي ذنب، فأرسل شقيقة سيد قطب رسالة احتجاج للمباحث العامة. فقامت الشرطة علي إثر ذلك باعتقال الشقيق أيضاً!!

بعد عدة أشهر – وأثناء مكوث سيد قطب في المعتقل – أعدت نيابة أمن الدولة قائمة طويلة بتهم ملفقة ضده، وبناءً علي هذه التهم حكم اللواء/ الدجوي بإعدام سيد قطب مع ستة آخرين!! بدون أن يعرف أحد لماذا أُعدم سيد قطب ورفاقه؟! ومن قبلهم لماذا أُعدم عبد القادر عوده ومن معه؟! أي جريمة أرتكبها هؤلاء؟! ومن هم ضحايا جريمتهم، إذا كانت هناك جريمة؟!

————————–

مواقف سياسيين ومفكرين غربيين من التطرف والإرهاب؟!

هناك شخصيات من ألمع سياسيي أوروبا ومفكريها كانت تتبني الفكر المتطرف وبعضها كان يميل إلي الإرهاب. فقد كان بعض هؤلاء من رواد ومؤيدي حركة “ثورة الطلاب” التي اجتاحت أوروبا في أواخر الستينات من القرن الماضي، وكان شعارها “نظام يحكم العالم علي أنقاض الرأسمالية والشيوعية“، وهذه الحركة الطلابية كانت تصنف لدي الأجهزة الأمنية الغربية بالحاضنة لمنظمة (بادر ـ ماينهوف) الإرهابية التي زرعت الرعب في ألمانيا الغربية منذ عام 1970 وحتي عام 1992.

الفيلسوف-الألماني-الأمريكي-هربرت-ماركوزه

وكان الفيلسوف الألماني الأمريكي هربرت ماركوزه الأب الروحي لحركة “ثورة الطلاب“.

كذلك يوشكا فيشر (الذي أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية الألمانية) كان عضواً فعالاً في الحركة، والتقطت له صور وهو يمارس العنف ضد الشرطة!!

ومن أنصار وداعمي “ثورة الطلاب” أيضاً المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر، ووزير داخليته أوتو شيلي، وأيضاً المفكر الألماني الشهير هاينريش بول الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1972، وكذلك الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي كان ينتمي إلي اليسار المتطرف، والمفكر الفرنسي روجيه جارودي الذي كان شيوعيا ثم اعتنق الإسلام.

المحامي الألماني الشهير هورست مالر كان من مؤيدي حركة “ثورة الطلاب” المشار إليه أنفاً، وكما كانت له مواقف أخري أكثر تطرفاً، فقد أثني علي منفذي هجمات 11 سبتمبر بأمريكا، وقال عنهم: “إنهم يستحقون الاحترام والتقدير الكبيرين” جاء ذلك خلال حوار تليفزيوني أجري معه، فقضت محكمة مدينة ماينز الألمانية في سبتمبر 2002 بتغريمه 7200 إيرو فقط!! دون أن يُتهم بالإرهاب أو حتي بالتطرف!!

صامويل هنتنجتون: من أشهر المفكرين الأمريكيين، أثار كتابه “صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي” الصادر في 1996 ضجة كبيرة حول العالم، لأن هنتنجتون تحدث عن “صدام الحضارات“، وليس “تعاون أو إلتقاء الحضارات”!! ورأي منتقدوه إنها دعوة صريحة للعنف وسفك الدماء، إنها الحرب والدمار!!

هؤلاء كانوا نموذج من مفكري الغرب وقادته السياسيين، بعضهم كان متطرفاً، وبعضهم كان مؤيداً لجماعات إرهابية، ومع ذلك استحقوا التكريم والاحترام من مجتمعاتهم.

تابعونا فى الجزء الثانى والأخير

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى