آخر الأخبار

بعد أن حُذف بسبب “ترويج العبودية”.. فيلم Gone With the Wind سيعود على خدمة بث HBO Max

ذكرت صحيفة The Washington Post الأمريكية، الخميس 11 يونيو/حزيران 2020، أن شركة وارنر ميديا الإعلامية ستعيد نسخة فيلم Gone With the Wind لتُعرض عبر خدمة البث HBO Max في أقل من أسبوع، وستكون النسخة المعدَّلة متاحة للمشتركين في خدمة البث الشهيرة مع مقدمة جديدة ستضاف إلى الفيلم وسيظهر فيها باحث بارز متخصص في الدراسات الأمريكية الإفريقية.

عودة بث Gone With the Wind: قال شخص مطلع على الموضوع تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، إن المواد سيجري تصويرها وتحريرها في الأيام القليلة القادمة، بهدف إعادة فيلم Gone With the Wind إلى خدمة البث بأسرع ما يمكن.

فيما لم يُبلغ الشخص عن اسم الباحث المتخصص في الدراسات الأمريكية الإفريقية، لكنه قال إنه سيكون صاحب حكمٍ بارز في موضوعات العبودية والتاريخ الأمريكي الإفريقي. سوف يناقش الخبير دقة محتوى الفيلم، والصور المعروضة فيه، والموضوعات والمشكلات التي تخلقها هذه الصور.

كما لم يعلق متحدث باسم شركة وارنر ميديا على ما ورد في تقرير الصحيفة. لكن الشركة نشرت بياناً أمس الأول الثلاثاء 9 يونيو/حزيران ورد في أجزاء منه: “فيلم Gone With the Wind منتج ينتمي إلى زمنه ويصور بعضاً من التحيزات العنصرية والعرقية التي كانت شائعة، للأسف، في التاريخ الأمريكي. كانت هذه الصور خاطئة آنذاك وخاطئة في وقتنا الحالي. وقد شعرنا بأن الإبقاء على هذا الفيلم دون تفسير أو تنديد بهذه الصور، سيكون فعلاً غير مسؤول”.

اتهامات بترويج العنصرية: بدأ مديرو خدمة البث مناقشة المسألة في الأسبوع الماضي، لكن التحرك سُرعت وتيرته بسبب مقال رأي نُشر في صحيفة The Los Angeles Times يوم الإثنين 8 يونيو/حزيران من المخرج جون ريدلي.
كتب ريدلي في مناشدة موجهة إلى مديري خدمة البث HBO Max: “رجاء ضعوا في الحسبان حذف فيلم Gone With the Wind من مجموعة أفلامكم. إنه فيلم يمجّد الجنوب ما قبل الحرب. وإنه فيلم، عندما لا يتجاهل فظائع العبودية، فإنه يتوقف فقط لتخليد بعضاً من الأفكار النمطية الأشد إيلاماً حول الأشخاص غير البيض”. وفي مساء الإثنين، حُذف الفيلم من قائمة الأفلام المتاحة عبر خدمة البث.

غضب من حذف الفيلم: غير أن الانتقادات سرعان ما أثيرت، لا سيما من الشخصيات المحافظة، وأحدثت هزة في الدوائر السياسية والإعلامية أمس الأربعاء 10 يونيو/حزيران.

نشر السيناتور الجمهوري تيد كروز الأربعاء تغريدة على موقع تويتر، قال فيها: “إليكم فكرة مبتكرة: لا تُخضعوا فيلم Gone With the Wind للرقابة. لا تُخضعوا فيلم Blazing Saddles للرقابة. لا تُخضعوا كوينتن تارانتينو للرقابة. لا تُخضعوا أي شيء للرقابة”، مع الإشارة إلى مقال نُشر في مجلة Rolling Stone تُبرز الرسائل المناهضة للعنصرية في فيلم Blazing Saddles للمخرج ميل بروكس.

مع ذلك، لم تقتصر الأصوات المعارضة على صفوف المحافظين فحسب. فقد وصف مارك هاريس، المؤلف وكاتب المقالات الليبرالي البارز، تحرك HBO Max بأنه “أسوأ من مبادرة فارغة. إنها مبادرة فارغة تضفي على نفسها طابع التحرك الحقيقي. كذلك، إعادة كتابة التاريخ الثقافي الأمريكي المعيب للغاية عن طريق التظاهر بأن الأجزاء التي تجلب العار علينا يمكن حذفها فحسب، ليست طريقاً لنمضي فيه”.

لن يحصل الفيلم على معاملة خاصة: طلب ريدلي إعادة الفيلم إلى خدمة البث التي تقدمها HBO، “بعد مرور وقت كافٍ”، إضافة إلى “الأفلام الأخرى التي تعرض صورة كاملة واسعة النطاق لما كانت عليه العبودية والولايات الكونفدرالية الأمريكية [في الجنوب]”. واقترح كذلك اقترانها بـ”محادثات عن [الروايات الواردة فيها] وسبب أهمية وجوب إضافة عديد من الأصوات لمشاركة قصصهم من منظورات مختلفة”.

قال الشخص المطلع على المسألة إن الفيلم لن يحصل على معاملة خاصة من الناحية الترويجية من جانب الصفحة الرئيسية لخدمة البث، بل سيكون متاحاً فقط وسط قائمة طويلة من الكلاسيكيات.

تجدر الإشارة إلى أن الصفحة الرئيسية لـ HBO Max لديها بالفعل قسم يطلق عليه Celebrating Black Voices (الاحتفاء بالأصوات السوداء)، يضم أفلاماً مثل فيلم The Immortal Life of Henrietta Lacks، وهو أحد أفلام HBO الأصلية، وفيلم BlacKkKlansman للمخرج سبايك لي. وقد استحدثت الشركة هذا القسم في أعقاب الاحتجاجات.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى