آخر الأخبار

“بعضنا يُغمى عليه من شدة التعب”.. أطباء جزائريون يحذرون من سيناريو أسوأ لكورونا في بلادهم

قال أطباء وممرضون جزائريون إنهم دفعوا ثمناً باهظاً أثناء استجابتهم لمواجهة جائحة فيروس كورونا، مشيرين إلى ضغط كبير يتعرَّض له قطاع الصحة في البلاد، وتزايُد في أعداد الإصابات بالفيروس في صفوف الكوادر الطبية، محذِّرين في الوقت ذاته من وقوع سيناريو أسوأ في البلاد. 

عمل بلا توقف: محمد يوسفي، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى بوفاريك، قرب العاصمة الجزائرية، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: “نحن نعمل بلا توقف، ونحن منهكون تماماً. بعضنا (الأطباء) لقوا حتفهم، فليرقدوا في سلام، كما أصيب العديد من أعضاء فريقي بالعدوى”.

كانت بوفاريك أول بلدة في الجزائر تسجل إصابات بفيروس كورونا، في فبراير/شباط 2020، بعد عودة مواطنين جزائريين من فرنسا، وحضورهم حفل زفاف ليصيبوا عائلة بأكملها، ويقول يوسفي: “بدأ الوباء هنا، وهو يخرج عن السيطرة، المستشفى ممتلئ”.

أشار الطبيب أيضاً إلى أنّ بعض الموظفين متعبون، لدرجة أنهم تعرضوا للإغماء أو تعرضوا لحوادث سير بسبب الإنهاك الناجم عن عملهم. 

من جانبها، تقول وسائل إعلام محلية إن 31 عاملاً طبياً لقوا حتفهم، أربعة منهم منذ بداية الأسبوع الجاري، في حين قال عضو اللجنة العلمية الوطنية، عبدالكريم سوكحل، إنّ نحو 1700 طبيب وممرض وعامل طبي آخر أصيبوا.

استياء واسع: دفعت ظروف العمل الصعبة وزيادة أعداد الإصابات بعضَ الأطباء إلى مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن الغضب واليأس، ومن بينهم طبيب من مدينة وهران.

أعرب الطبيب الذي عرّف نفسه بالأحرف الأولى “إم. ايه.” على تويتر، عن فخره بفريقه الذي يبذل قصارى جهده، لكنه أعرب أيضاً عن غضبه إزاء “كل هؤلاء الجهلة الذين يدفعون ثمن حماقاتهم”، وفق تعبيره. 

كما تذمر آخرون لعدم وجود أجهزة تنفس اصطناعي ومعدات حماية شخصية، مطالبين بمزيد من المساعدات من الدولة.

كانت العدوى في الجزائر قد بلغت ذروتها للمرة الأولى في أبريل/نيسان 2020، وانخفضت بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان، ولكن بعد أن انتهى شهر الصيام في أواخر مايو/أيار 2020، بدأت السلطات في تخفيف إجراءات الإغلاق الصارمة، ليرتفع عدد الحالات مرة أخرى في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد.

في هذا السياق، قال يوسفي إن مستشفاه ممتلئ تماماً، وإن عشرات الأشخاص، وأحياناً عائلات بأكملها، تصل يومياً بأعراض مرض “كوفيد-19” الناجم عن فيروس كورونا، وكشفت الاختبارات إصابة نصف الحالات المشتبه فيها بالفيروس القاتل.

توقع يوسفي الأسوأ، وقال: “نحن نتجه نحو الكارثة، الحالات تتزايد”، مضيفاً أن العديد من الجزائريين لا يقبلون حقيقة الوضع، فيما يواصل البعض إنكار وجود الفيروس أساساً، وأردف قائلاً: “ما دام هناك مواطنون في حالة إنكار وأنانية، وغير مدركين لحقيقة أنهم يصيبون الناس من حولهم، وما يعانيه الأطباء بسببهم، فإن الوضع يمكن أن يزداد سوءاً”.

بدوره، قال معهد باستور الجزائري، الذي يجري الاختبارات، إنه يتعرض لضغط شديد؛ إذ يعمل بأكثر من أربعة أضعاف عبء عمله الاعتيادي، ليجري أكثر من 2000 اختبار يومياً.

محاولات للحدّ من الفيروس: سجّلت الجزائر، وهي الدولة الأكثر تضرراً في شمال إفريقيا، رسمياً، نحو 18 ألف حالة إصابة بـ”كوفيد-19″، بما في ذلك نحو 1000 حالة وفاة.

وبعد شهر من تخفيف الإغلاق الأوّلي، حثّت الحكومة في أواخر يونيو/حزيران المسؤولين المحليين على التصرف بشكل أكثر صرامة ضد مخالفي قواعد النظافة الشخصية، وباتت السلطات تفرض وضع الكمامات في الأماكن العامة، فيما لا تزال التجمعات العامة ممنوعة.

لكن يوسفي طالب بأكثر من ذلك، ودعا الحكومة إلى “عمليات إغلاق موجهة” في المناطق التي تفشَّى بها الفيروس، والمزيد من الدعم للطواقم الطبية، وقال “في اليوم الذي لن يستطيع فيه أطباء الخطوط الأمامية القيام بعملهم بسبب الإرهاق، لن يتبقى أحد لرعاية المرضى”.

وكانت الحكومة الجزائرية قد قررت الدخول في مرحلة جديدة من إجراءات الحجر الصحي، حيث يتم تطبيقها ابتداء من أمس الأول، وذلك بعد تسجيل ارتفاع في نسبة الإصابات والوفيات بكورونا خلال الأسبوعين الماضيين.

هذا القرار تم اتخاذه بعد اجتماع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بالوزير الأول عبدالعزيز جراد، ووزير الداخلية كمال بلجود، وعدد من الولاة، بمنع النقل الحضري والخاص في 19 ولاية معنية بالحجر، وذلك خلال العطلة الأسبوعية، إلى جانب منع حركة المرور من وإلى 19 ولاية لمدة أسبوع، ابتداء من السبت 11 يوليو/تموز 2020، ويشمل المنع السيارات الخاصة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى