آخر الأخبار

بــقــع مــضــيــئــة فــى إنــقــلاب مــظــلــم

بقلم الكاتب

مؤمن الدش k

مؤمن الدش

لم يصل قطار إنقلاب تركيا الفاشل إلى محطته الأخيرة لأن الأرض لم تكن ممهدة أمامه ، بيد أنه وفى رحلة سيره على القضبان أظهر لنا بقعا مضيئة فى إنقلاب مظلم ،، اذ ضربت المعارضة التركية المثل الأروع للمعارضة المحترمة النزيهة التى تعارض بغية رفعة بلادها لا بغية شخص أو مجموعة أشخاص ، لكن مع بلادها وتقدمها ، رفضت المعارضة التركية الإنقلاب على الشرعية التركية مع تباشيره الأولى مع عدم إغفالها تأكيدها على انها ضد أردوغان لكنها مع الديمقراطية ، ليوجهوا صفعة قوبة على وجه مدعى المعارضة المصرية ومناضلى الحناجر وثوار السبوبة ويقدموا لوحة فنية جميلة وسيمفونية رائعة على مسرح المعارضة فى العالم أجمع ،، أرسل الشعب التركى أيضا رسالة شديدة اللهجة إلى كل الدول المتآمرة والمتورطة فى الإنقلاب وأثبت صحة ماقلناه مرارا وتكرارا بأن الطغاة والإنقلابيين مهما بلغوا من قوة ومهما إمتلكوا من عناصر حكم قهرية فإن الكلمة الأخيرة تكون للشعوب ، كما كشف الشعب التركى عورات مايسمى بالمجتمع الدولى وفى مقدمتهم رأس الأفعى أمريكا لبثبت أيضا صحة ماقلناه فى كثير من المواضع أن المجتمع الدولى فى النهاية يخضع لإرادة الشعوب ويشكل رأيه على ضوء ماتسفر عنه الأحداث ويلعب دائما على الحصان الرابح ولك أن تتخيل رد فعل نفس القوى لو أن أردوغان قد أطيح به ونجح الإنقلاب ،

انقلاب

أما قمة الكوميديا فى قلب تلك المسرحية التراجيدية فهو تغطية الإعلام المصرى للحدث فقد أرادوا أن يختنوا إبنهم فى فرح غيرهم فكانت النتيجة على طريقة الأفراح البلدى حين يطلق أحد المعازيم رصاصة عن طريق الخطأ فتصيب أحد المدعوين فيلقى مصرعه فى الحال فيتحول الفرح إلى مأتم ، إذ ألقى الشعب التركى كرسى فى كلوب فرح الإعلام المصرى فحولوه إلى مأتم ، ولأن العاهرة ليس بالسهولة بما كان أن تتوب عن عهرها فصدرت الصحف المصرية فى الصباح بعنوان واحد ( الجيش التركى يطيح بأردوغان ) فى ذات الوقت الذى لم تتوقف حملات الإعتقال للإنقلابيين الخونة ويتم الإعلان عن فشل الإنقلاب .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

الإنقلاب التركى الفاشل جاء فى موعده تماما وكأن الله أراد له أن لايستقدم ساعة ولا يستأخر ، لبنفخ فى جسد الشعوب اليائسة من روحه ، ويحيى فيها الأمل من جديد ، ويدفع كل الطامعين فى عروش الباطل إلى التفكير ألف مرة قبل الإقدام على الإنقلاب على الحق والشرعية ، رسخ الإنقلاب التركى الفاشل معنى الديمقراطية الحقيقية إذ أرسى قواعد الصناديق من جديد وأن حكم الدبابة مهما علا فإنه ساقط لامحالة لو كانوا يعلمون ، هنا يقفز السؤال الذى يفرض نفسه لماذا فشل الإنقلاب التركى بهذه السرعة وهذه السهولة مع أن نفس الأدوات الإنقلابية التى تتوافر لكل الإنقلابات كانت حاضرة وبقوة ، بندقية ودبابة وخونة ومتآمرون وقوى دولية داعمة وممولة ومخططة وإن تحولت تلك الدول لتأييد الديمقراطية بعد تيقنها من فشل الإنقلاب ، الفيصل هنا هو وعى الشعب التركى الذى خرج عن بكرة أبيه تأييدا للديمقراطية التى جاءت بأردوغان ودفاعا عن صوته حبذا وان الشعب التركى كان فى طليعة الشعوب التى ذاقت ويلات الحكم العسكرى وما إنقلاب الجنرال التركى كنعان إيفرين عن أذهان التركيين ببعيد ذلك الإنقلاب الذى إستمر لتسع سنوات ثم أطيح بإيفرين ورست سفينة الديمقراطية على السواحل التركية من جديد وحوكم الجنرال التركى الإنقلابى كنعان إيفرين وكان قد بلغ من العمر تسعون عاما .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى